الاثنين، 7 ديسمبر 2015

الهوية المصرية والعروبة

الهوية المصرية والعروبة

لماذا يتساءلون دائماً عن الهوية الحضارية لمصر؟ لماذا لم يسمع أحد عن كاتب يتساءل عن الهوية الحضارية لإنجلترا أو لفرنسا أو للبرازيل مثلا؟ إنه يجب العلم بأن مصر هي وطن بل هي أقدم الأوطان المعروفة بل فيها ولد مفهوم الوطن عندما كان العالم كله لا يعرف إلا مفهوم القبيلة، بل إن فيها توحد مفهوم العقيدة والوطن في عصور موغلة في القدم.
وفي مصر يعيش الآن شعب لم تتغير تركيبته العرقية إلا بقدر صغير منذ أن تشكل في عصور ما قبل التاريخ المعلوم، وإذا كانت مصر قد استقبلت من بعد مستوطنين عربا ويونانيين وأتراك وشراكسة فإن أعداد هؤلاء كانت محدودة جدا مقارنة بالكثافة السكانية الهائلة التي تتميز بها مصر منذ أقدم العصور، ويلاحظ أن كل العناصر المذكورة تنتمي إلي نفس السلالة الكبرى التي ينتمي إليه المصريون، ومقارنة بالبلد المعروف الآن بإنجلترا فإن هذا البلد قد سكنه أولا سلالة سمراء أشبه بسكان أيبريا القدماء ثم جاء البريطان وهم عنصر جالي ثم جاء الرومان ثم الإنجلوساكسون من جرمانيا، وقد قهر هؤلاء السكان القدماء ودفعوهم شرقا وغربا وشمالا ثم جاء الدانيماركيون ثم النورمانديون الفرنسيون الذين أسسوا أسرة حاكمة افتتح بها تاريخ انجلترا الحقيقي وانتمت إليهم بسبب أو بآخر سائر الأسر التي حكمتها من بعد وما زالت تحكمها إلي الآن، ففي هذه الحالة كان كل شعب يفتك بمن سبقه من شعوب ويكاد يبيدها ويستعبدها ويتم إحلال كان في بعض الأحيان شبه كامل لشعب مكان آخر وهذا ما لم يحدث أبدا في تاريخ مصر، فلم يحدث أن تعرضت سلالة كانت موجودة إلى شبه إبادة علي يد سلالة وافدة، ويجب العلم بأن تفوق انجلترا قديما والولايات المتحدة وكندا حديثا كان من أسبابه اختلاط سلالات بشرية مختلفة ذات خصائص متنوعة، إن هذا الاختلاط كفيل بإحداث طفرات تقدمية، ولو حدث مثلاً أن مصر استقبلت الآن مائة الف مستوطن جديد من دولة عربية أو أوروبية مثلا لتمصر هؤلاء ولأثروا الحياة المصرية، وهذا ما كان يحدث علي نطاق ضيق علي مدي التاريخ المصري، فمصر وطن لكل من ارتبط بها وعاش فيها وربط مصيره بمصيرها، وهي مدينة لكل من استوطنها من النابهين والمتميزين من شتي الأعراق والذين يزهو بهم تاريخها.
فمصر هي ملك لكل من عاش فيها وانتمي إليها وربط مصيره بها أي استوطنها بصفة عامة، ولا يجوز الزعم بأن كل من لم يعرف له أصل هو أكثر مصرية ممن يعلم مثلا أن أجداده كانوا أتراكا أو شراكسة أو يونانيين أو شاميين أو مقدونيين، فمصر وطن وليست بسلالة عرقية، أما أحفاد من استوطنوا مصر من العرب من بعد ظهور الإسلام فلقد عاش أجدادهم في مصر لفترة زمنية تصل إلي أربعة عشر قرنا، فلا يجوز لدعاة الفتنة التشكيك في مصريتهم، أما مسيحيو مصر فينتمون إلي سلالات عرقية عديدة، فمعظمهم ينتمي إلى السلالات المصرية التي كانت موجودة في عصر البطالمة، وبعضهم بلا ريب من أصول نوبية وحبشية، وبعضهم الآخر من أصول شامية أو يونانية أو رومانية، ولذلك يمكن اكتشاف تعدد أصولهم بمجرد النظر، ويمكن إثبات كل ذلك للمتعنتين المغرضين بالفحص الجيني الحديث، وهي تثبت بلا ريب أن نسبة المسلمين المنتمين إلى السلالات المصرية القيمة أعلى من نسبتها عند المسيحيين.
إنه من العجب أن يتصف بعض الناس في الدول المتخلفة بالعنصرية الشديدة في حين أنه يمكن لأحدهم أن يكتسب جنسية أرقى الدول لمجرد أنه ولد فيها أو تزوج منها، ومن العجب أن يلوموا أهل الخليج على عدم منحهم الجنسية لأي عربي مهما أقام في بلادهم وهم لا يعترفون بمصرية المسلمين استناداً إلى زعم باطل بطلاناً مطلقاً وهي أنهم كلهم أحفاد الجيش العربي الذي فتح مصر منذ أكثر من أربعة عشر قرناً.
-------

إن مصر هي وطن، فكل من استوطن تلك الأرض المعروفة باسم "مصر" هو مصري، فالمصري هو من اتخذ من مصر وطنًا وعاش فيها وانتمي إليها مهما كانت سلالته الأصلية أو دينه أو لغته أو حالته أو وطنه الأصلي أو تاريخ مقدمه أو مقدم أجداده إلى مصر، فلا عبرة هنا بعنصر الزمن، وهذا شيء طبيعي لم تنفرد به مصر، ولكن الذي انفردت به هو أنها أقدم وطن ودولة موحدة منذ فجر التاريخ وتقع في قلب العالم، فهي صاحبة أطول تاريخ متصل معروف، أما الكيانات المناظر مثل بلاد ما بين النهرين، فكانت عادة دولتين أو ثلاث على مدى تاريخها (سومر، بابل، آشور)، ولم تتحد إلا تحت تسلط قوة خارجية مثل الفرس أو العرب أو الترك أو البريطانيين، أما سوريا فكانت كل مدينة دولة أو مملكة مستقلة قبل أن تضم إلى الإمبراطوريات الكبرى.
ولا توجد سلالة يمكن القول بأنها مصرية، وكل السلالات الموجودة بمصر موجودة بنسب مختلفة في شمال أفريقيا وغرب آسيا وجنوب أوروبا، والاختلاف هو في النسب.
وعلى سبيل المثال فهذا الجدول يبين توزيع السلالات في مصر مقارنة ببعض الدول المجاورة:


I
سلالة النورديين الأوروبيين
R1a
السلالة السائدة في شمال-شرق أوروبا
R1b
السلالة السائدة في غرب أوروبا
G
السلالة القوقازية
J2
سلالة غرب آسيا واليونان والرومان الأقدمين
J1
السلالة العربية الأساسية وسلالة الكوهين
(السلالة السامية)
E1b1b
السلالة الأساسية في شمال أفريقيا
(السلالة الحامية)
T
سلالة آرية قديمة
L

Q
Others
مصر
0.5
2
6
5.5
6.5
21
46
6
1
0.5
5
تونس
0
0.5
2
0.5
3
16.5
72
1
0
0
5.5
الجزائر
0
0.5
9.5
0.5
5
22
59
0
0
0.5
3
سوريا
5
10
13.5
3
17
30
11.5
5
3
0
2
لبنان
5
2.5
8
6.5
26
20
17.5
5
5
2
2.5
السعودية
0
5
2
3
16
40
7.5
5
2
2.5
17
فلسطين
0
1.5
8.5
3
17
38.5
19.5
7
0
0
5
اليمن
0
0
0
1.5
8.5
72.5
13
0
0
0
0
المغرب
0
0
4.5
0.5
1.5
6.5
83
0
0
0
4

فلا توجد سلالة اسمها العربية، فالسلالة J1 مشتركة بين العرب ويهود الكوهين، فيمكن تسميتها بالسلالة السامية، وهناك كثير من العرب ينتمون إلى السلالتين J2 وسلالة شمال أفريقيا الموجودة في الجزيرة العربية وحتى في اليمن، فسكان الجزيرة العربية متعددو السلالات، ويلاحظ من الجدول أن أبعد الشعوب عن القلب أو المركز مثل اليمن والمغرب هي أشد الشعوب تجانسا حيث يوجد سلالة سائدة بدرجة كبيرة، وهي السلالة السامية في اليمن ونسبتها 72.5%، والسلالة الحامية في المغرب ونسبتها 83%.
فالمقصود بالعربي الآن ليس من ينتمي إلى سلالة معينة، بل هو من لغته الأم هي اللغة العربية، وهذا ما يجعله ذا ارتباط ثقافي بكل من يتحدث العربية وبالتراث العربي
ويقولون إن تحدث الإفريقي مثلا بالإنجليزية لا يجعل منه بريطانيا، هذا صحيح، ولكن لو استوطن هذا الإفريقي بريطانيا سيكون بريطانيَّا، وسيجد نفسه مرتبطا بالناس هناك وبتراثهم.
لذلك فكون المرء مصريا ويتحدث العربية ليسا أمرين متنافيين أو متمانعين They are not mutually exclusive، فالناس في مصر مصريون وعرب بالمفهوم الذي تمَّ بيانه، وإسهام المصريين في الثقافة العربية ضخم وشديد التنوع، وهو أضخم من بلاد الجزيرة العربية مجتمعة بكثير، هذا فضلا عن إسهامهم في تاريخ المنطقة الذي لا ينكره إلا بعض المرضى بالكراهية المقيتة لمصر وهم كثر، فلا يوجد جهة تستطيع أن تنكر تاريخ مصر العربي ولا إسهاماتها في الحضارة والثقافة العربية، ولا توجد جهة يمكن لمصر أن تقدم لها استقالتها من العروبة، ولا يعني ذلك أبدا أي إنكار لدور المراكز الحضارية الأخرى في المنطقة، كما لا يعني ذلك أبدا إنكار تاريخ مصر القديم ولا إسهاماتها في العصرين الهلنستي والمسيحي، ومن المعلوم أن اليونانيين الأقدمين قد سطوا على أكثر إنجازات التاريخ المصري القديم بعد أن تخلى عنها المصريون ونسبوها إلى أنفسهم.
ومصر الآن عمليا وواقعيا وبحكم التعريف المذكور من أكثر الأوطان عروبة، وهي موطن أكبر شعب يتحدث باللسان العربي، وليس هذا تمسحا في العروبة وإنما هو تقرير لأمر واقع، ومنذ أن استقل أحمد بن طولون بمصر سنة 254 هـ ومكانتها تتوطد في قلب العالم العربي الإسلامي إلى أن أصبحت مركزه الأول منذ العصر الفاطمي، ولقد تأكد ذلك في العصرين الأيوبي والمملوكي، ولقد حافظت مصر على التراث العربي الإسلامي في تلك الفترة الطويلة في حين تدهور حال المراكز المنافسة الأخرى، وفي حين توطدت وترسخت عروبة مصر فإن التأثيرات الفارسية غلبت على العراق مثلا إلى عهد ليس ببعيد، وفي عهد الأسرة العلوية أصبحت مكانة مصر علي مستوى الثقافة العربية في الذروة، وحمل المصريون راية إحياء وتجديد الثقافة العربية وفحص التراث العربي ونقده وتمحيصه كما حملوا من قبل مهمة الحفاظ عليه وتحنيطه، وكانت مصر هي مركز تعريب منجزات الحضارة العالمية ونقلها إلى باقي العالم العربي، وكذلك كانت نعم السند والمعين لكل شعب عربي أراد اللحاق بركب التقدم ولكل شعب أراد الحفاظ على لسانه العربي أو استعادته بعد تسلط غربي طويل الأمد، وأصبح لها بذلك دين لا ينسى في عنق كل عربي في العصر الحديث وتبوأت بذلك مكانة يجب أن تكون هي الأولى بالحفاظ عليها والدفاع عنها، فليس هناك شعب آخر أولى باللسان العربي من مصر.
ولا يجوز أن يختزل دور المصري في العمل على تلبية احتياجاته الأولية من غذاء وكساء وسكن...الخ لأبنائها، والحق هو أن للمكانة المعنوية والقوة الناعمة عائدها الاقتصادي والمادي أيضا، وكلما تقدم العصر ستتزايد قيمة الأمور المعنوية والعلمية والثقافية، ولذلك فإن من يتصور أن على مصر أن تنكفئ على ذاتها إنما يعمل على تحقيق رغبات أعدائها.
إنه يجب التذكير بأن مصر لم تستعد مكانتها القديمة إلا بعد أن أصبحت عربية إسلامية، ولا يمكن أن تكون الردة إلى العصور القديمة سبيلاً إلى استعادة مكانة مصر، ذلك لأن الحضارة القديمة قد ولت وانقضت عندما أدت دورها وانتقلت جوانبها الجوهرية إلى التيار الحضاري الإنساني الرئيس، وكل حضارة تمر بمراحل لابد من أن تنتهي بتدهور الشعب الحامل لها فلا يستطيع الدفاع عن نفسه ولا تستطيع تلك الحضارة أن تشحذ همته، ويجب العلم بأنه لا يملك أحد الآن أية معرفة يقينية بشأن أي عنصر من عناصر تلك الحضارة القديمة بحيث يمكن إحياؤها أو الاستناد عليها لبناء حضارة جديدة، والدين الوحيد القادر الآن علي إحياء كافة الكيانات الإنسانية وتزكيتها هو الإسلام، فهو الأمر اللازم لبناء حضارة مكتملة ليس في مصر وحدها بل في العالم كله، فلا سبيل لأن تكون مصر قوية فتية إلا بان تكون عربية إسلامية علمانية، وبالمناسبة يجب حذف كلمة عربية من الاسم الرسمي لمصر فيجب أن يكون اسمها مصر فقط دون أية إضافات أو نعوت، كما يجب العلم بأن مصر ليست بحاجة إلى تزكية من أحد للاعتراف بعروبتها، أما العلمانية فهي استجابة وعمل بمقتضى السمات الأصلية للإسلام، إن ترسيخ العلمانية يوفر للمصري التقي المجال لكي يمارس الإسلام الحقيقي ويحميه من شر المذاهب المحسوبة على الإسلام والتي تتربص به وببلده.
إنه يجب العلم بأن الصيغ الدينية السائدة حالياً في مصر لن تحقق لها إلا مزيدا من التدهور والجهل والتخلف؛ فكلها تتسم بالسلفية والماضوية والشكلانية ولا تصلح إلا لإعداد مزيد من قطعان الأنعام أو لإعداد مزيد من العناصر الاسترهابية الترويعية، ورغم أن جل الناس في مصر لا يريدون تلك الصيغ وقد تجاوزوها عملياً وواقعيا فإنه لم يتم توثيق واعتماد الصور الجديدة.
إنه يجب دعم وترسيخ عروبة مصر عن طريق الاهتمام الشديد بتعليم اللغة العربية وحث الناس علي تحسين لغتهم وإجادة التعبير عن أنفسهم بها، وكذلك يجب تبني برامج ضخمة وحقيقية وجادة لترجمة كل العلوم والفلسفات والآداب وغير ذلك إلي اللسان العربي، إنه من لوازم تحقيق التقدم أن يتعلم المصري كيف يعبر عن نفسه وكيف يفكر بطريقة عصرية باستعمال لغة بليغة راقية تكون هي لغته الأم، إن النجاح في تحقيق ذلك سيدعم مكانة مصر كقلب للعالمين الإسلامي والعربي، إنه يجب أن يكون من الشعارات الحقيقية لكل مصري: "عرباً كنَّا ونبقى عربا"، إن اللهجة العامية المصرية مشهود لها بالجمال والموسيقية والقدرة علي التعبير المحمل بالدلالات، ولكن كل ذلك مهدد الآن بتدني مستوى التعليم وانتشار الجهل والسوقية، إن الاهتمام باللغة العربية هو أيضاً وسيلة لإنقاذ اللهجة المصرية.
إنه لا يجوز بأي مقياس ومهما كانت الظروف أن يتخلى شعب عن أسباب قوته وعن مكانته التي اكتسبها له بكفاحهم أجداده.
إن عروبة مصر وإسلامها هما أمران متشابكان، وإن من أسباب علوّ مكانة مصر تفوقها في العلوم الإسلامية وفي الثقافة العربية، ولا يستطيع أن يتمكن من العلوم والثقافة الإسلامية إلا من تمكن من اللغة العربية، ومكانة مصر المتميزة في الثقافة العربية هي التي تجعلها بمثابة قلب العالم العربي الإسلامي، ولقد فرضت الظروف الجيوستراتيجية والتاريخية علي مصر أن تكون كذلك وأن يتم تعريبها بالكامل وأن تكون قائدة للعالم العربي الإسلامي، فتلك الظروف هي بمثابة القدر اللازم الذي لا محيص عنه ولا مفر منه، ولذلك اجتذبت مصر في العصور الوسطى قادتها العسكريين من أقاصي الأرض عندما عجزت عن إنتاجهم محلياً لأنه كان لابد لها من أداء دورها، ولو فرض جدلاً أنه عاد إلي الحياة أحد الكهنة المصريين الأقدمين وتعلم الناس منه اللغة المصرية القديمة ثم تبنى البعض الدعوة إلي جعلها هي اللغة الرسمية فإن ذلك لن يؤدي إلا إلي حروب أهلية دموية ستأتي علي الأخضر واليابس، ولو نجحت الدعوة لتحولت مصر إلي دويلة منعزلة مثل نيانمار أو نيبال ولفقدت مكانتها علي كافة الأصعدة، فمن يسعى إلي ذلك إنما يضحي بمصر إرضاءً لتعصبه الديني المقيت، إن كل حضارة تمضى وينقضي دورها بعد أن تؤدي دورها في التاريخ وبعد أن تصب في التيار الحضاري الرئيس إنجازاتها الخاصة، ولا يمكن أبداً عكس اتجاه الزمن، ولا يمكن لمصر بحكم موقعها الجغرافي والتاريخي أن تكون دولة منعزلة أو مهمشة، ولم يكن من الممكن أن يمضي التيار الحضاري إلا كما مضى بالفعل.
إن المتمسك باللسان العربي يجعل نفسه تلقائيا من قوم الرسول، وبذلك يكون القرءان ذكرا (شرفا) له، كما يكون من الذين أورثوا الكتاب، وهذه مسؤولية جسيمة، وهو سيكون لا محالة من أحد الأنواع المذكورة في الآية الآتية:
{ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِير} [فاطر:32]

*******



هناك تعليقان (2):