السبت، 2 سبتمبر 2017

مصطلح الأرض

مصطلح الأرض

لم ينصّ القرءان نصَّا صريحًا على أن كوكب الأرض يتحرك، لأسباب عديدة، منها:
كلمة الأرض ترد في القرءان بمعانٍ عديدة: ما يقلّ الإنسان، السطح الممهد الذي يقابل الجبال، عالم الإنسان، بلد معين مثل مصر ...
ولا وجود لحركة مطلقة The state of absolute motion does not exist، الحركة نسبية Motion is relative، والخطاب القرءاني موجه إلى الإنسان، فالإنسان هو المرجع أو محور الإسناد The frame of reference، فالأرض ثابتة بالنسبة إليه، وهو الذي يتحرك بالنسبة إليها.
وليس من الحكمة تقديم معلومة تستلزم معرفة كبيرة بعلم الفلك، وإلا فسيتورط الرافضون للرسالة في المزيد من الجدل والتكذيب، أما الذين آمنوا فقد يُفتنوا.
وليس مطلوبًا من القرءان أن يتضمن في نصوص صريحة كل العلوم التي من الممكن أن يكتشفها الإنسان إلى قيام الساعة، وهل يتخيل الإنسان أن هذا ممكن أصلا؟ بل إن القرءان هو الذي يأمر الناس بالسعي إلى اكتشاف آيات الله وإعمال ملكاتهم فيها، مع الوعد بأن الله تعالى سيريهم آَيَاتِه فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ.
وما هي جدوى أن ينص القرءان على كل العلوم؟ هل سيزداد عدد المؤمنين مثلا؟ أم هل سيؤمن كل الناس؟ الجواب مذكور في القرءان: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُون} [الأنعام:111]
فالذي سيحدث هو تقديم المزيد من الحجج عليهم، والتي سيرفضها من تأبى نفسه الإيمان فيجلب على نفسه المزيد من العذاب والتنكيل.
يجب العلم بما يلي عن المقصود بلفظ الأرض:
أولا:
الأرض هي ما يقلّ الإنسان، فالسطح الذي يقف عليه الإنسان أو يمشي أو يجري هو الأرض بالنسبة له، فلو صعد إلى أحد الكواكب مثلا، فسيكون السطح الذي يقف عليه هو الأرض بالنسبة له، وفي الدار الآخرة سيكون هناك أرض تؤدي بالنسبة إليه نفس المهام، والإنسان الذي يعيش في بيت في الطابق السابع ستكون أرضه هي سقف من يسكن في الطابق السادس.
لكل ذلك لا يمكن الحديث عن حركة الأرض المذكورة بالنسبة للإنسان، فهي بالنسبة إليه ثابتة، وإنما هو الذي يتحرك بالنسبة إليها، فهذه الأرض تُذكر مثلا مع الجبال، فالجبال ليس منها، فهذا المعنى للأرض هو المذكور في أكثر آيات القرءان، ومنها:
{وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَة}[الحاقة:14]، يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلاً}[المزمل:14]، {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)} النبأ، {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)} الغاشية، {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}[طه:6]
ثانيا:
الأرض هي الكوكب الأرضي بصفة خاصة، وبالطبع لم يكن من الحكمة النص الصريح على أن الأرض كوكب مثل الزهرة أو المريخ مثلا في عصر نزول القرءان، فقد كان ذلك يستلزم إعطاءهم معلومات كثيرة في علم الفلك لم يكونوا مستعدين لتقبلها أصلا.
وعندما اكتشف الإنسان أن الكيان الذي يعيش عليه هو كوكب مثل سائر الكواكب التي يراها في السماء فإنه لم يفكر في أن يخترع له اسمًا خاصًّا، والناس في الغرب لديهم ميزة الحروف الكبيرة في لغاتهم Capital letters، والتي يمكن تحويل الاسم العام إلى اسم عَلَم   Proper name، فاستعملوا نفس الكلمة، مع جعل أول حرف حرفًا كبيرا، فكلمة أرض earth أصبحت اسم علم هو Earth للدلالة على الكوكب الأرضي بكل ما يتضمنه.
فهذه الأرض مع سماواتها تشكل عالم (كون) الإنسان أو الدار التي يحيا فيها الإنسان، وهذه الأرض هي المشار إليها في آياتٍ مثل:
{قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)} فصِّلت
ويلاحظ أنه ثمة إشارة إلى حركة الأرض في الآيات، فلم يكن من الحكمة النصّ الصريح على حركة الأرض، وهذا يتضمن أن الحركة نسبية، والحق أن الأمر كما ذكره القرءان:
{لاَ الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون} [يس:40]
فالآية تنصّ على سنة كونية عامة هي: {وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون}، وقد قدَّمَت مثلا بما يراه الناس من سباحة الشمس والقمر، وثمة آية أخرى ذكرت الشمس والقمر بصفة خاصة، قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُون} [الأنبياء:33]
فإضافة حرف الواو في آية سورة يس تُطلق الأمر، وتجعل القانون عاما.
وكذلك هناك إشارة إلى حركة الأرض في الآية: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُون} [النمل:88]
فالجبال التي هي جزء من كوكب الأرض تتحرك بحركتها ككل شيء مرتبط بالأرض، والآية تشير أيضًا إلى نسبية الحركة، فهذه الآية عامة، ولا تختص بيوم القيامة، فالجبال تم دكها ونسفها عند قيام الساعة؛ أي قبل يوم الحساب.
{وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُون} [النحل:15]، {وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} [الرعد:3]، {وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُون} [الرعد:4]، {وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلاً لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُون} [الأنبياء:31]، {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُون}[المؤمنون:18]، {قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِين}[المؤمنون:112]، {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَن شَاء اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِين}[النمل:87]
ويلاحظ أن آية المؤمنون 112 تشير إلى أن المكان الذي يُخاطبون فيه ليس هو الأرض المعلومة.
فهذه الآيات تركز على الجانب الفيزيائي للأرض.
ثالثا:
عالم الإنسان، الذي هو مستخلف فيه، وذلك في آيات مثل:
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون}[البقرة:11]، {الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُون} [البقرة:27]، {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُون} [البقرة:30]، {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِين}[البقرة:36]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين} [البقرة:168]، {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَاد} [البقرة:205]، {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُون} [يوسف:109]، {قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاء مَلَكًا رَّسُولا}[الإسراء:95]، {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور}[الحج:46]، {لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِير}[النور:57]، {وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِين}[الشعراء:183]، {قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِين}[النمل:69]،
فهذه الآيات تركز على الأرض من حيث حياة الإنسان وأعماله فيها.
ويأتي لفظ الأرض بما يحتمل المعنيين.
ويأتي لفظ الأرض للدلالة على بلاد خاصة لأسباب عديدة، فقد يأتي بمعنى مصر، البلد المعلوم، كما في الآيات:
{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون}[يوسف:21]، {قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيم} [يوسف:55]، {وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين}[يوسف:56]، {قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِين}[يوسف:73]، {فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِين}[يوسف:80]، {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاَ فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِين} [القصص:4].
*******
لم يكن الناس في الزمن القديم يعلمون أن ما يقلّهم هو كوكب من الكواكب مثل زحل والمشتري والمريخ ... الخ التي يرونها في السماء، ولو كانوا يعلمون لبحثوا له عن اسمٍ آخر غير "الأرض"، فلكل كوكب من الكواكب أرضه الخاصة به هي سطحه الذي سيمشي عليه الإنسان لو صعد إليه، بل إن الإنسان الذي يسكن في الدور العشرين من برج كبير سيكون لبيته الخاص أرضه، وكذلك الإنسان في الطائرة، وفي الجنة، وفي النار، فيجب على الناس دائما إدراك المعاني الأصلية للكلمات عند التعامل مع القرءان.

******* 

هناك 4 تعليقات:

  1. مقال ممتع، شكرا أستاذي الفاضل.

    ردحذف
  2. من العرب القدامى علماء في الفلك .. كانوا يعرفون أن الأرض كوكب أو على الأقل كروية .. بل وقاسوا محيطها .. وعرفوا الكواكب والنجوم وسمّوها بأسماء لا زالت متداولة.

    الجزيرة العربية في العصر الجليدي قبل أكثر من ٥٠٠٠ إلى ١٠٠٠٠ سنة كانت مزدهرة بأنهارها وعلومها .. وبعد موجات الجفاف وانتهاء العصر الجليدي حدثت هجرات معضمها نحو شمال الجزيرة .. منها السومريون (الشمريون) جنوب العراق وهم عرب .. والأقباط في بلاد القبط .. تطورت لهجاتهم وكذلك علومهم التي انتقلت من الجزيرة .. فيما علوم الجزيرة العربية اندثرت بفعل جفاف الأنهار وازدياد درجات الحرارة وهجرة الناس للعراق والشام ومصر.

    ردحذف
  3. تحليل موفق ومناسب لعقول عامة الناس ..وللمثقفين ..

    وانا يبدو لي ..كما قلت انت بان الرب لم يذكر دوران ..جريان .الارض صراحة ,كما ذكر جريان الشمس والقمر ,لان الناس لا تشعر ولا تحس بجريان وحركة الارض ,فليس مناسب ان يخبروا بانها تجري في السماء مثل جريان القمر ..فلن يصدقوا ويبداءوا يتشككوا بمصادقية مصدر القران ومدى صحة محتوياته ..

    ردحذف
  4. تابع..
    والحقيقة ,ان الرب قد ذكر جريان الارض مثل جريان الشمس والقمر ,بايات عديدة ..منها ..
    ..وهو الذي( خلق الليل والنهار) والشمس والقمر كل في فلك يسبحون ..
    وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار ..
    ..
    فالليل والنهار ,في هذه الاية ,كناية عن كوكب الارض ,لانهما اظهر واشهر ظاهرة مدركة ومشاهدة للناس ..ويقول الرب ..انه خلقهما ,مثل الشمس والقمر ,ولم يقل جعلهما ..ثم يقول انهن جميعا ,كل في فلك يسبحون ..
    فجريان وحركة الشمس والقمر مدركان ومشاهدان للناس ,ولكن جريان الارض ليست مدركة او محسوسة للناس .
    فاغلب كلمتي ..الليل والنهار ,المذكوات في القران مع الشمس والقمر ,يقصد بهما ..كوكب الارض ..
    وعندما يقصد بهما ظاهرتي الظلام والضوء ,فانه يقول عنهما , انه جعل الليل والنهار ..او اختلاف الليل والنهار .وما شابه ذلك ..

    ردحذف