عصابة
عادلة
هاجمت العصابة قصرا
منيفًا فخمًا، واستولت على كل ما فيه، أرسلت بعض البنات اللاتي كن يقمن فيه لكي
يُبعن في سوق النخاسة، أقامت العصابة في قلب القصر، رأت أن تبقي على بعض من كانوا
يقيمون فيه ليعملوا في الحدائق المحيطة بالقصر، والتي كانت ملكًا لهم، وبذلك يتم
توفير احتياجات العصابة وأهالي العصابة المقيمين بعيدا.
قال سيد القصر
القديم لزعيم العصابة: بأي حق تفعل كل ذلك؟
قال الزعيم: ألم
نعرض عليك أن تكون مثلنا فرفضت، ومع ذلك لم نقتلك، يجب أن تشكر لنا!
قال السيد: ولكني
لم أجد في سلوككم ما يغري بأن أكون مثلكم!
قال الزعيم: هذه
مشكلتك، وهذا أفضل على كل حال، فلو أصبحتم مثلنا، منتمين إلى هذه العصابة، فسيهلك
الكل من الجوع، من الأفضل أن تستمر الأمور هكذا! وبالمناسبة، سمعت أن الكوخ الصغير
الواقع خارج أسوار القصر هو ملك لك؟ أريد أن أشتريه منك لتنفيذ خطتنا المستقبلية
لتوسيع القصر، بكم تريد أن تبيعه؟!
قال السيد: أتأخذ
القصر كله عنوة، وتريد أن تشتري هذا الكوخ الحقير بثمنه؟
قال الزعيم: ماذا؟!
هل تظننا لصوصًا أيها النذل، إننا أفضل البشر على الإطلاق، وزعيم عصابتنا الكبير
هو مضرب الأمثال في العدل!
ذُهل السيد، جحظت
عيناه وطال عنقه، وطار عقله، وأخذ يصرخ بأعلى صوته: يحيا العدل، يحيا الزعيم
العادل وزعيم الزعيم العادل!
جاء باقي سكان
القصر، رأوه على هذه الحالة، جُنَّ جنونهم مثله، وأخذوا يهتفون معه.
من فرط تأثرهم
بعدالة الزعيم أخذوا هم في تأليف قصص وأساطير عن عدالته التي ملأت قصرهم، كما
حرصوا على تلقينها لأبنائهم.
*******
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق