عبيد الخازوق العثمانلي
يُحكى
أنه ظهر أحد البلاطجة قديمًا، أتى من بلاده القاحلة هربًا أمام أعداء أشد بطشا،
دخل على قرية بها بعض المسيحيين المتناحرين، افترس أضعفهم، وأقام في بيته، تركه
المسيحيون الآخرون لانشغالهم بأمورهم الخاصة وصراعاتهم فيما بينهم، ثم بدأ بعضهم
يستعمله ضد البعض الآخر.
استدار
هذا البلطجي على قرية كان يقيم بها بعض المحسوبين على الإسلام، والذين يوجد من
بينهم خونة، كانوا معجبين به لأنه افترس بعض المسيحيين، حرضه الخونة على احتلال
قريتهم، وقدموا إليه كافة التسهيلات.
تمكن
من احتلال قريتهم، اصطفى لنفسه الخونة منهم ثم أجلس الباقين على خوازيق، فهاموا به
وجدا وشغفهم حبًّا، وأصبحوا يتغنون بسيرته لأنه قتل بعض المسيحيين، استشرى بينهم
الفقر والجهل والمرض، فازدادوا له حبًّا، وقالوا لأنفسهم: "لا تنسوا أنه مسلم
وأنه قتل بعض المسيحيين"! أخذ الموت يحصدهم، ولكنهم كانوا مع ذلك يسبحون
بحمده ويقدسون له لأنه في ظنهم مسلم وقد قتل بعض المسيحيين.
جاء
المسيحيون من بعد أن أصبحوا علمانيين واحتلوا بكل سهولة قريتهم، لم يستطع البلطجي
حمايتهم، بل قدم تسهيلات لهؤلاء الغزاة ليتركوه وشأنه، تحرر مدمنو الخوازيق من
خوازيقهم، وأخذوا يقاتلون الغزاة، ليس ليصبحوا بشرًا أحرارا، وإنما ليجلسوا من
جديد على خازوق البلطجي.
ضاق
أحفاد البلطجي به زرعًا، ألقوه في سلة القمامة، فبكاه ورثاه مدمنو الخوازيق.
أحس
أحد أحفاد البلطجي بأماني وأشواق عبيد الخازوق، فأعلن أن القرية بمن فيها وما
عليها إرث شرعي لجده البلطجي، هب المخوزقون هبة مخوزق واحد، وتداعوا لنصرة حفيد
البلطجي.
وقف
الخلق ينظرون جميعا كيف تتم خوزقة أهالي القرية، واحدًا تلو الآخر.
لاحظوا
مدى سعادة أهالي القرية، وأنهم كانوا يذهبون مستبشرين إلى الخوازيق وهم يهتفون:
"لا تنسوا أنه مسلم، وأنه سيحيي أمجاد جده الذي قتل بعض المسيحيين".
*******
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق