الاثنين، 14 يوليو 2014

الموقف من المذاهب

الموقف من المذاهب

إن الهجوم الضاري الوارد في ثنايا كتبنا ومقالاتنا على شتى المذاهب والشيع التي تفرق إليها الدين لا يعني أنها الباطل المحض، ذلك لأنه لابد في كل مذهب منها من قدر من الحق قد يكفي لزحزحة معتنقه عن النار وإدخاله الجنة إذا ما صلح عمله وحسن خلقه وصدق عزمه علي اتباع الحق واجتناب الباطل كلما تبين له الأمر، ولا يجوز تكفير معتنقي المذاهب بل إنهم من الكفر فروا، ولابد أن الخير هو في هذه الأمة، ولكن المقصد هو بيان خطورة التمذهب وخطورة اندثار دين الحق والجهل به، ويجب ألا يرتاب أحد في أن الدافع إلى كل ذلك هو ولاء مطلق للإسلام وحب له ورغبة في ظهوره على الدين كله وفي أن تهتدي البشرية جمعاء بنوره وتسعد باتباع نهجه.
-------
إنه لابد في كل مذهب إسلامي من جوانب إيجابية لا سبيل إلى إنكارها، فيتميز نهج المتصوفة بتركيزه علي بعض الجوانب الجوهرية والوجدانية من الدين وبتعظيمه لقدر الرسول الكريم، ومن الجوانب الجوهرية التي تميز بها التصوف منهجه لذكر الله ولترسيخ الصلة به ومنهجه للتزكي، ويتميز المذهب السلفي بحرصه علي سلامة النصوص الأصلية والتراثية وبتصديه الحاسم للشطط في التأويل وببعده عن غلو المذاهب الكلامية وعن بعض الضلاليات والخزعبلات الموجودة في المذاهب الأخرى، ويتميز المذهب السني التقليدي (ذو العقائد الكلامية المعلومة) ببعده النسبي عن التشبيه والتجسيم والحشو وبموقفه المتحفظ والعقلاني من المرويات وبوسطيته واعتداله وعقلانيته مقارنة بغيره وبثراء مادته، ويتميز المذهب الشيعي بمنهجه لتحقيق العدل والقسط وبشدة رفضه للطغيان والظلم وباحتفائه بالجوانب الكبرى من الدين مثل تلك الخاصة بالأمة وبإنصافه لأئمة أهل البيت النبوي وبحفظه لوقائع العصر الإسلامي الأول التي غطرش عليها الآخَرون وحاولوا بشتى الطرق طمسها.
-------
إنه يجب الإقرار بأنه ليس لدى المسلمين الآن صياغة حقيقية للدين تمكنهم من التعايش السلمي بين شتى مذاهبهم أو التعايش مع عصرهم أو مواجهة التحديات الكبرى التي تهدد وجودهم أو تحقيق أي تقدم جوهري حقيقي، وهم بالأحرى لا يمكنهم الانطلاق إلى آفاق التفوق والسيادة والعزة ولا امتلاك الأسباب الحقيقية للقوة، ذلك لأنهم ملزمون لتحقيق ذلك بمقاومة ومغالبة ما هو عزيز عليهم من الصيغ التي يتمسكون بها والتي ثبت علي مدي العصور فشلها، الموجود الآن هو صيغ مذهبية فاشلة، وليس لدى الأزهر ما يقدمه، فهو على مدى التاريخ كان مجرد سادن وحافظ للمذاهب السنية التقليدية التي تمّ تحنيطها عندما أغلقوا باب الاجتهاد، ولم يتمكن من اختراق الأزهر إلا أتباع المذهب السلفي الوهابي الجهول المتخلف، وهم أخطر شيء على الإسلام وعلى الأمة.
والأمم لا تتقدم إلا إذا كانت منظومات القيم والسنن العزيزة عليها هي التي تدفعها نحو التقدم وتوفر لها الآليات اللازمة لذلك وليست هي التي تعوق تطورها، ولذلك فإن رفع شعارات مثل العودة إلى الدين أو التأسي بالسلف أو إحياء الخلافة أو الإسلام هو الحل لن يؤدى إلا إلى ظهور فئات من المتعصبين والجهلة المضللين والمتكسبين بالدين والقتلة المجرمين والمفسدين والمهووسين الذين لن يجلبوا إلا الدمار لأنفسهم وأوطانهم ولن تؤدى مجهوداتهم إلا إلى الفتّ في عضد الأمة وإضعافها واستفحال قوة وجبروت النظم الطاغوتية المجرمة وزيادة عداء الأمم للإسلام، لذلك فليس لهؤلاء المضللين من ناصرين، إن أكثر الذين يرفعون شعارات دينية هم في أمس الحاجة إلى تزكية أنفسهم وتأهيلها في المجالات التي يتطلعون إليها.
-------
ما كان رسول الله شيعيا ولا سنيا ولا سلفيا ولا وهابيا ولا معتزليا، ولكن كان حنيفاً مسلما، ولقد تفرقت الأمة لأسباب عديدة أهمها وجود حزب قوي من المنافقين والمبدلين والمنقلبين على الأعقاب والأعراب الذين أسلموا ولما يؤمنوا وكذلك وجود الموتورين من أهل الكتاب والمجوس الذين بالغ الأعراب في امتهانهم وقضوا على حضارتهم، والعصبية القبلية، هذا بالإضافة إلى عمل الشيطان الذي هو للإنسان عدو مضل مبين، وكانت نتيجة كل ذلك أن تفرق الدين، وظهرت المذاهب التي حلت محله.
ومن هؤلاء المنافقين الذين تسببوا في انحراف الأمة كان هناك بعض الأكابر ممن يقدسهم الناس الآن ويتعبدون بتسييدهم والترضي عليهم!
والتمذهب هو الداء الوبيل الذي ضرب هذه الأمة، وتفريق الدين هو إثم من كبائر الإثم، ذلك لأنه مضاد للركن الأول الملزم للأمة وهو وحدة الدين، بل إنه ضرب من ضروب الشرك، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}الأنعام159، {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{30} مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ{31} مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ{32}الروم، {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ}الشورى13.
وقد نهى الله تعالى عن التفرق وحذَّر من الاختلاف: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} آل عمران105، وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ{118} إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ{119}هود.
ورغم حرص أتباع كل مذهب على أن يتخيروا لمذهبهم أحسن الأسماء فلا يوجد مذهب يحتكر الحقيقية، فالحق والباطل موزعان بنسب متفاوتة على شتى المذاهب.
ورغم أن أتباع المذاهب قد عصوا أمر ربهم وتفرقوا واختلفوا وأشركوا فإنه لا يجوز تكفير أتباع أي مذهب الكفر المخرج من الإسلام، فهم مسلمون مؤمنون رغم ما هم متورطون فيه من الشرك الذي تتفاوت درجاته من مذهب لآخر، بل من فرد لآخر، قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} يوسف106.
ولذلك يجب معاملة كل من ينتمي إلى الإسلام من أي مذهب على أنه مسلم؛ فيكون له كافة حقوق المسلم، وعليه واجباته، أما من يريد تكفير وقتل أي مسلم لمجرد أنه يعتنق مذهباً مخالفاً لما نشأ عليه هو فهو مجرم عات ومفسد في الأرض، ومن تورط في قتل مؤمن متعمدا لأي سبب فمصيره معلوم: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }النساء93، فالمسلم هو من سلم منه المسلمون الآخرون، أما من جعل من نفسه حرباً على المسلمين الآخرين فهو مجرم ومفسد في الأرض وحكمه معلوم.
ويجب دائما التفريق بين المذهب وبين أتباعه، فلا يجوز اتخاذ موقف العداء المطلق من طائفة لمجرد أنها تعتنق مذهبا معينا، فلم يختر أحد المذهب الذي كان عليه أبواه، ومن الصعب إن لم يكن من المستحيل أن ينفكَّ الإنسان عما ألفى عليه آباءه، وأكثر الناس لا يعلمون ما يُعتد به عن مذاهبهم، وأكثرهم ضالون ومشركون ولا يفقهون ولا يعلمون ولا يعقلون ولا يسمعون ولا يتبعون إلا الظن وإنهم إلا يخرصون، ولذلك يجب أن يتعلموا كيف يتعايشون مع يعضهم سلميا في الدنيا حتى لا يجدون أنفسهم يستأنفون مشاحناتهن هناك في جهنم في الآخرة، يكفي جهنم التي صنعوها بأنفسهم لأنفسهم في الحياة الدنيا.
ومعيار التفاضل بين الناس هو التقوى، ولا يعرف حقيقة ما لدى الإنسان منها إلا الله العليم الخبير، فيجب أن يضع المسلم في اعتباره أنه قد يكون أسوأ المسلمين من حيث نصيبه من التقوى، فعليه أولا أن يشتغل بإصلاح نفسه حتى يكون على بصيرة من أمره.
وإذا لم يستطع مسلمٌ ما تقبل حقيقة أن يوجد مسلم لا يتبع أي مذهب أو يختلف عنه في المذهب فليعامله على الأقل كأهل الكتاب، أي هو ملزم بأن يبره وأن يقسط إليه!
ولن يظهر دين الحق الجامع لأسمى العقائد والقيم والمبادئ والمثل والسنن ولن يحقق المسلمون مجدا جديدا فريدا إلا باختفاء هذه المذاهب المتنافية المتناحرة التي مزَّقت الإسلام والمسلمين وجعلت بأسهم بينهم وجعلتهم موطئ قدم لألد أعداء الإسلام.
ومن لم يكن على بينة من أمره فلن ينفعه أي مذهب، وعلى المسلم أن يكون حريصاً على طلب الحق واتباعه كلما تبيَّن له.
-------
ما المقصود بالتعبير "المذاهب التي حلت محل الإسلام"؟
مما لا شك فيه أن تفريق الدين هو إثم من كبائر الإثم، ولقد نهى الله تعالى عنه، قال تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ}الشورى13، ولقد أعلن الله تعالى في القرءان براءة الرسول من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}الأنعام159، بل لقد أعلن الله تعالى أن الذين فرقوا دينهم الفرحين بما هم عليه من المشركين، قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{30} مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ{31} مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ{32}الروم.
لذلك من اتبع مذهباً جازما أنه المذهب الصحيح لمجرد أنه ألفى عليه آباءه هو ضال ومن المشركين، وبالطبع يزعم أتباع كل مذهب أن لديهم الإسلام الصحيح، بل يزعم بعض عتاة المجرمين المتمذهبين أن من خالفهم من المسلمين هو أكفر من اليهود والنصارى!! وهذا يكشف أنهم اتخذوا من سدنة مذهبهم ومقولاته أرباباً من دون الله تعالى، فهم لا يعنيهم في شيء أن يكون أتباع المذهب الذي كفَّروه يؤمنون بالله وكتابه ورسوله!
ولو مثلنا دين الحق بجهازٍ ما فأتباع أي مذهب لا يمكن أن ينتفعوا به حق الانتفاع، ذلك لأن كل مذهب استبعد منه بعض الأجزاء الداخلية أو حطم بعض الأجزاء الجوهرية مع الحفاظ على بعض الشكل الخارجي وبعض المسميات، فلا يمكن للجهاز الناتج أن يؤدي دوره، ولا يمكن أن يقال إنه هو، فلا يمكن لجهاز الكومبيوتر مثلا أن يؤدي دوره بعد انتزاع وحدة المعالجة المركزية، ولا يمكن لأحد أن يشتريه على هذه الحال على أنه جهاز كمبيوتر، وهذا ما فعله سدنة المذاهب عندما استبعدوا أركان الدين الجوهرية وجعلوا غاية همهم ضبط الأمور الشكلية.
أما دين الحق فهو غريب ولا يتبعه إلا قليل من الناس، وقد يكون ذلك بدون علمهم، ومنهم هؤلاء الذين عقدوا العزم على الالتزام بكل أمر قرءاني وعلى التحلي بالتقوى ولم يخوضوا خوضا في محدثات المذهبات ولم يتعمقوا فيها بل نأوا بأنفسهم عنها، هؤلاء هم الذين سبقت لهم الحسنى.
-------
ونحن نتبع دين الحق الذي هو أكبر وأسمى وأرقى من كل المذاهب، ولقد شرحنا مرات لا حصر لها كل ما يتعلق بموقفنا من المذاهب التي حلَّت محل الإسلام ومنعته من أداء دوره، وقلنا إن كل المذاهب لا تخلو من حق وباطل بنسب متفاوتة وأن تحليل وانتقاد المذاهب لم يكن أبداً مقصدنا ولم نبدأ به أبداً، ومن يطلع قائمة كتبنا لن يجد أبدا أحدها مكرَّسا لمناقشة أي مذهب أو تحليله أو انتقاده، وحتى المذهب السلفي لديه أيضاً بعض الحق في بعض الأمور.
-------
أعتقد أنه من الواضح لمن يطالع قائمة كتبنا أنه لا يوجد أي كتاب مكرَّس لمعالجة موضوع المذاهب، ومن يعرف شيئا عن عناصر ومنظومات دين الحق الذي نتبعه يستطيع بسهولة أن يجد ردودا على كل ما أحدثه كل مذهب في الدين، أما سبب اختصاص المذهب السلفي بقسط وافر من رسائلنا على الفيسبوك فهو للأسباب الآتية:
1-        عقيدتهم التشبيهية التجسيمية في الذات الإلهية، وهي في الأصل عقيدة تلمودية، وكل المذاهب الإسلامية الأخرى مثل السنة (الأشعرية والماتوردية) والمعتزلة والشيعة والإباضية لديهم عقيدة تنزيهية أرقى من العقيدة السلفية!! ولا شك أن العقيدة المتعلقة بالذات الإلهية هي أهم أمر في أي دين أو مذهب، وهم رغم عقيدتهم هذه لا يكفون عن تكفير المسلمين الآخرين وقذفهم بالشرك!!!!!!!!
2-        عدم امتلاكهم أي منهج للتزكي، أي للتطهر من مساوئ الأخلاق واكتساب مكارمها، ولذلك تجدهم أسوأ الناس أخلاقا بصفة عامة في كل تعاملاتهم.
3-        وهم لم يكتفوا بذلك بل هاجموا بضراوة المنهج الوحيد المتاح للناس حتى الآن لذكر الله تعالى والتزكي وهو التصوف، وهم يسمون المتصوفة بأسماء منفرة مثل القبوريين والمشركين وغير ذلك!!
4-        إهمالهم كافة الجوانب الوجدانية في الدين.
5-        تشددهم الهائل فيما يتعلق بكل ما أحدثه السلف الطالح في الدين!
6-        تقديسهم لأهل البغي والنفاق والمبدِّلين وكأن مذهبهم صيغ خصيصا ليجعل من هؤلاء أربابا.
7-        كراهيتهم الدفينة للرسول ومحاولاتهم الدائمة التقليل من شأنه والدفاع بشراسة عن كل ما يسيء إليه من الآثار وتصديهم لأي احتفال يذكر الناس به، والتي تتمثل أيضاً في كراهيتهم لعترته والمغلفة بطبقة واهية من النفاق الذي يكشفها ولا يسترها.
8-        موقفهم غير الشرعي وغير العقلاني تجاه المرويات الظنية.
9-        تمسكهم الهائل بالقشور والجزئيات وإهمالهم الجوهريات والأصول.
10-    اعتبارهم تقاليد الأعراب وعاداتهم وصفاتهم جزءاً من الدين.
11-    عداؤهم المرير للعقل ولكل العلوم ومظاهر التقدم الحديثة وتصديهم الدائم لأي تجديد أو تطوير.
12-    موقفهم العدواني من كافة المذاهب الأخرى وعدم استعدادهم للتعايش السلمي معهم وعقدهم العزم على الفتك بهم كلما لاحت الفرصة.
13-    لكون الاتجاه السلفي مرضا نفسيا واجتماعيا، فهو بطبيعته مكرِّس للجهل والتخلف، وفي هذا العصر يكون تأثير ذلك أشد خطرا من تأثير الخيانة أو من كيد ألد أعداء الأمة!!
14-    أما عقائد الآخرين فلا تعرف الأغلبية الساحقة من الناس عنها أي شيء، ولو سألت المصري مثلا عن العقيدة الأشعرية التي من المفترض أنها عقيدته في الله تعالى لحملق في ذهول مهما كان تأهيله!!
15-    موقفهم العدواني الشرس من المذاهب الأخرى الذي جعلهم وجعل أسلافهم من قبل حربا على المسلمين الآخرين ودفعهم ومازال يدفعهم إلى سفك الدماء وانتهاك الحرمات والإفساد في الأرض، فهم المخزون الاستراتيجي لكل أعداء الإسلام والمسلمين.
16-    لأن السلفية هم دائما الذين يتصدون لما ننشره، وحيث أنهم لا يملكون أية حجة فضلا عن مساوئ الأخلاق التي يتميزون ويتفوقون بها على العالمين فإنهم لا يستعملون في ردودهم إلا ما برعوا فيه وشهد لهم به أصدقاؤهم قبل أعدائهم، الشتائم والاتهامات، وبذلك نجد أنفسنا مضطرين للرد عليهم بما يليق بهم أو بما لا يليق إلا بهم!! هذا في حين أن أتباع المذاهب الأخرى يلتزمون عادة وبصفة عامة بآداب الحوار.
17-    لأن السلفية هي حاضنة الإرهاب والجهل والنفاق، فهي التي يمكن أن تنتج أبشع الأشخاص الذين يقترفون أبشع الجرائم وهم سعداء مغتبطون!!
-------
يقول بعض المغضوب عليهم من عبيد السلف: "ولماذا لا تنتقد الشيعة و(الروافض) مثلما تنتقد السلفية وأهل اللاسنة؟" وهذا ادعاء غير صحيح، والردّ عليه هو:
1-        نحن قد انتقدنا ما وصل إلينا من أخطاء كل المذاهب ونشرنا ردودا عليها، ولم نقصِّر في انتقاد أخطاء المذهب الشيعي، ولنا ردودنا على عقيدة البداء وعلى قولهم بالعصمة وعلى تقديسهم للأضرحة وعلى ممارساتهم الغريبة في مواسمهم، ونحن ندين بشدة انشغالهم بسبّ السلف الذين أمروا بالاستغفار لمن سبق بالإيمان منهم.....الخ.
2-        إننا نقول دائماً إن دين الحق الذي نتبعه هو بريء من كل المذاهب التي حلَّت محله، والحق والباطل موزعان بنسب متفاوتة على شتى المذاهب، وحتى المذهب السلفي على الرغم من عدوانيته وعقائده الخاطئة المهلكة فهو لا يخلو من الكثير من الحق.
3-        إننا لم نستخلص دين الحق بإجراء مقارنات مكثفة بين المذاهب المختلفة، وإنما اتجهنا رأساً إلى القرءان الكريم واستخلصنا منه كل عناصر دين الحق ومنظوماته، وإليها نحاكم ما يصل إلينا من مقولات المذاهب.
4-        فنحن لا نمتهن انتقاد المذاهب ولم يحدث أن أخذنا مقولات المذاهب مذهباً مذهبا وحللناها بقصد تقويضها. 
5-        أما الشيعة فلا وجود لهم في مصر إلا كطائفة مستضعفة لا يُخشى لها بأس ولا يُرجَى منها شيء من متاع الدنيا، والهجوم عليهم لا يحتاج إلى شجاعة ولا جرأة، بل يحتاج إلى كل نذالة وخسة، وكل من أراد أن ينتشر إعلاميا وأن يعبَّ من متاع الدنيا عبَّاً فأسهل طريق له أن يجعل من نفسه (أسد السنة) ويهاجم الشيعة.
6-        وبما أن المذاهب السائدة والمتسلطة في مصر هي تنويعات من المذاهب السلفية واللاسنية فمقولاتهم هي أكثر المقولات شيوعا، وهي التي يتصدى بها المبطلون والمغضوب عليهم للحق الذي نعرفه والذي هو ثابت بالقرءان، وهي التي يحاولون بها إطفاء نور الله تعالى، فمن البديهي أن يحظوا بالقدر الأوفر من الانتقاد، وهذا هو الأمر الذي يستلزم شجاعة وجرأة.
7-        وليس من حق من هم أضل من الأنعام ومن هم من شر دواب الأرض أن يفرض وصايته علينا، أو أن يقول لنا انتقد أولئك أو كفّ عن هؤلاء، فالدواب والأنعام لا توجِّه وإنما تتَّبع أو تُركب أو تُذبح لتؤكل.
8-        ونكرر من جديد أن تفريق الدين هو من كبائر الإثم التي وقعت فيها الأمة، والرسول بريء ممن فرقوا دينهم: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }الأنعام159، ومن فرقوا دينهم –مهما كان مذهبهم- هم بالضرورة مشركون: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ{30} مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ{31} مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ{32} الروم.
9-        وها هو نحن نحظى بالحظ الأوفر من غضب السلفية وأهل اللاسنة والقطيع من ناحية، ولا نحظى برضا أية طائفة أخرى -لأننا لن نتبعها- من ناحية أخرى، ولكننا لن نتجر أبدا بديننا ولن نداهن في أمرنا ولن نعطي الدنية لأحد.
-------
إلى من يوجه إلينا اللوم بخصوص ما يزعمه من سكوتنا على أخطاء المذهب الشيعي:  بداية زعمك ليس بصحيح، فنحن قد انتقدنا ما وصل إلى علمنا من أخطاء هذا المذهب، ولكن لماذا هذه اللهجة في الخطاب؟ لو كنت متابعا للصفحة كما تقول لأدركت أننا نؤكد دائما كما تقول على أن دين الحق بريء من كل المذاهب التي حلَّت محله، والسلفية اللاسنية هي المذهب الطاغي في مصر الآن، وهي أكثر المذاهب إثارة للضجيج وتضليلا للناس، ولا وجود للشيعة في مصر إلا كطائفة قليلة مستضعفة لا تستطيع ممارسة شعائر مذهبها بينما يستطيع ذلك كل طوائف المسيحيين العديدة واليهود في مصر، ومن أراد في مصر أن يشتهر إعلاميا ويعبّ من الدنيا عباً فأيسر شيء أن يسخِّر قلمه وإمكاناته للهجوم على الشيعة، وعندها ستفتح له أبواب الدنيا يدخل من أيها يشاء، وليس من مبادئنا الاستئساد على المستضعفين، كان من الأحرى بك أن تقول: أحيى فيك شجاعتك في أن تجهر بالحق في وجه الباطل الطاغي المتسلط عندكم وفي زهدك في دنياهم، وليس من مقاصدنا التعرض للمذاهب إلا لبيان دين الحق والدفاع عنه.
ومع كل ذلك نعود فنكرر أننا لم نقصر في بيان أخطاء المذهب الشيعي، ونشرناها في كتبنا وعلى المواقع الإلكترونية ولم يبخلوا هم علينا أيضاً ببعض الاتهامات ومنها الاتهام بالوهابية والسلفية!!! والامتناع من قول الحقيقة كاملة!!!
-------
في الحقيقة إن الكفر درجات عديدة، فمن أنكر أي حكم ديني أو سعى إلى تجاهله وإخفائه فقد كفر به، ومن أنكر فعالية وسريان آية قرآنية فقد كفر بها، وإنما الكفر الخطير هو إنكار وجود الله تعالى أو إنكار الرسالة أو إنكار الرسول، فمن آمن بالله وبكتابه ورسوله وأعلن ذلك ليس لأحد أبدا أن يكفره، لذلك لا يجوز تكفير أتباع أي مذهب من المذاهب الإسلامية، ذلك لأنهم كلهم مجمعون على الإيمان بالله تعالى وملائكته وكتبه ورسله وخاصة القرآن والرسول الأعظم، ويجب ألا يسعى أي مذهب إلى تكفير أتباع أيّ مذهب آخر طالما أعلنوا إيمانهم، ومن الأفضل للمسلمين بدلا من التنابز بالألقاب وتكفير بعضهم البعض الاتفاق على نصرة الإسلام والرقي بالمسلمين والدعوة إلى الإسلام بالأساليب الشرعية المعلومة، وليعلموا أنهم ملزمون بأن يكونوا أمة واحدة، أما من زعم أن الدَّار الآَخِرَة هي عِندَ اللّهِ خَالِصَةً لأتباع مذهبه مِّن دُونِ النَّاسِ أجمعين فليتمنَّ الْمَوْتَ إِن كان من الصَادِقِينَ.
-------
إن المذهب الذي لا ينتج إلا جهلة متخلفين أو قطعانا ضالة أو سفلة أوغاد أو دوابا خطرة أو مجرمين عتاة أو مفسدين في الأرض هو مذهب خاطئ بالضرورة مهما ظن أتباعه في أنفسهم خيرا، فمجرد الانتماء إلى أيّ مذهب لا يضمن لأحد الجنة ولا العصمة.
-------
إن كافة المذاهب التي حلت محل الإسلام بكافة ألوانها يمتزج فيها الحق بالباطل بنسب متفاوتة، ولكنها تشترك جميعا فيما يلي: 1- هجرت القرآن عملياً وواقعيا وقدمت مصادر أخرى عليه، 2- أنها مذاهب شركية تتبع من شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله، 2- أن الرسول بريء منهم، 3- أنها لا تملك صيغة لصناعة التقدم وإنما لتقويضه، 4- أنها لا تملك صيغة للتعايش السلمي فيما بينها، وبالطبع هناك قليل من الناس من أتباع تلك المذاهب هم من الناجين لإخلاصهم وعزمهم على اتباع الحق كلما تبيَّن لهم وعدم الجمود على ما ألفوا عليه آباءهم.
-------
من كفريات المذاهب التي حلت محل الإسلام قولهم بأن في القرءان الذي هو كلام الله تعالى آيات منسوخة وقولهم بأن المرويات قاضية على كتاب الله تعالى وأن حاجته إليها أشد من حاجتها إليه...الخ.
-------
إن كافة المذاهب قد أهملت أكثر أركان الدين الكبرى ومقاصده العظمى، والمذهبان السلفي واللاسني صيغا ليوطنا الأمة على الخضوع المطلق لكل من تسلط على أمر الأمة، فالركن الأعظم لهذين المذهبين: أطع الحاكم وإن جلد ظهرك ونهب مالك، أو أطع من قهرك بسيفه، والمذهب اللاسني صيغ أصلاً ليوائم أكابر الطغاة المجرمين من الأمويين ومن بعدهم العباسيين، أما المذهب الشيعي فقد نشأ ليعارض هذا الاتجاه، ولكن اضطرار أتباعه للعمل السري أدى إلى تسرب الكثير من ممارسات وعقائد الأمم السابقة وخاصة من الفرس إليه.
-------
إن الحق والباطل موزعان على كافة المذاهب التي حلَّت محلّ الإسلام بنسب متفاوتة، فلا يوجد مذهب يحتكر كل الحق ولا مذهب يحتكر كل الباطل، ولكن الأمر الذي لا يأتيه الباطل هو أن الرسول بريء منهم جميعا، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }الأنعام159.
-------
يمكن دائما الحكم على الأمور من ثمارها، فالمذهب الذي يفشل في تزكية نفوس أتباعه ولا يعلمهم مكارم الأخلاق ولا ينتج إلا إرهابيين ومجرمين وخطرين على مجتمعاتهم وفاشلين وجهلة ومتخلفين هو مذهب فاشل بالضرورة، وهو لا يصلح إلا لصد الناس عن سبيل الله تعالى، فيا لفرحة الشيطان بمذهب كهذا.
-------
رووا أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ"، وفي الحقيقة إن كل المذاهب قد أحدثت في هذا الدين ما ليس منه، وهذ هو سبب تفرقها وتعددها، وما أحدثوه هو من باب التشريع في الدين بدون إذن إلهي، فلم يكن أحدهم نبيا مرسلا، فعملهم هو من الشرك الجلي، قال تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }الشورى21.
-------
كل المذاهب فيها حق وباطل، وكل مذهب يختلف عن الإسلام الحقيقي؛ وفي كل مذهب بالضرورة شيء من الشرك وشيء من الكفر، وكلهم فرَّقوا دينهم وكانوا شيعا، ومع ذلك فمن كبائر الإثم قذف من آمَنَ بِاللّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ بالكفر أو الشرك المخرجين من الإسلام، ولا يوجد أي مذهب محسوب على الإسلام من المذاهب الكبرى يمكن قذف أتباعه بهاتين الصفتين، فيجب أن يتعاون أتباع المذاهب على البر والتقوى والتطهر من كل ضروب الشرك والكفر، أما من يريد أمثله فمن الشرك اتخاذ شركاء يشرِّعون في الدين ما لم يأذن به الله وادعاء بعض صفات الألوهية لبعض البشر، ومن الكفر إنكار أي شأن إلهي مثل اسم أو فعل أو آية قرءانية أو كونية، وعلى سبيل المثال من أنكر أحد الأسماء الإلهية فقد كفر به، ومن قال بأن آية قرءانية منسوخة بمعنى أنه بطل ما فيها فقد كفر بها، ومن أنكر آية تتحدث عن كبيرة من كبائر الإثم التي اقترفها بعض (الصحابة) فقد كفر بها، ومن قال إن آية قرءانية هي من القصص المحمدي أو إنها تاريخية وأنكر ما فيها من أحكام لذلك فقد كفر بها.....الخ
- من آمن بالله تعالى وكتابه ورسوله واليوم الآخر فهو مؤمن، ومن زعم أنه كافر فقد كفر هو بما ذكره القرآن.
-------
نقائص المذاهب التي حلَّت محل الإسلام:
رغم اختلاف كافة المذاهب فيما بينها فإنها اتفقت على ما يلي:
1-           الإعراض عن كتاب الله أو تهميشه واتخاذ أي شيء من دونه أصلاً حقيقياً لدينهم وتأويل آيات الكتاب بحيث تتوافق مع تحريفاتهم.
2-           الإيمان المطلق بمحدثات المذهب وسدنته واتخاذهم الأرباب الحقيقيين في الدين.
3-           إهمال أركان الدين الكبرى ومقاصده العظمى.
4-           حصر دور العقل في الأمور الجزئية والثانوية والهامشية، فلا مكان للعقل بمفهومه الحقيقي وإنما يقتصر دوره على التعامل مع القضايا الجزئية والثانوية.
5-           بصفة عامة؛ لا مكان للتسامح أو للقبول بإمكانية الاختلاف وتعدد الرؤى في كل صور الصياغات السائدة، فكل طائفة تظن أنها هي الفئة الناجية وأن مجرد الانتماء الشكلي لها يضمن للفرد الجنة وأن كل من اختلف معها ولو في أمر جزئي هامشي هو مارق، ولقد ظنوا أن ثمة تعارضاً بين ضرورة وحدة الأمة وبين حتمية الاختلاف المسموح به في كثير من الأمور مع ما يأخذون هم به فتصدوا لكل صور الاختلاف واقترفوا من الجرائم في سبيل ذلك ما يندى له جبين الإنسانية مما أدى إلى القضاء علي الأمة كأمة وإلى تقويض كل الآليات التي يمكن أن تسمح بإحيائها، هذا في حين أنهم ضحوا بالأمور الكبرى التي تشكل أركان وحدتهم، أي أنهم ضحوا بالوحدة الممكنة واللازمة والتي هي أمر واجب عليهم في سبيل وحدة هم غير مطالبين بها أصلا ولا يمكن أن تسمح بها قوانين الوجود وسننه، وإذا لم يكن ثمة مجال للتسامح مع الطوائف والمذاهب الإسلامية الأخرى فإنه بالأحرى لم يكن ثمة مجال للتسامح مع طوائف الفلاسفة والمفكرين الأحرار والذين لابد من وجودهم بحكم الطبيعة البشرية والطبيعة الوجودية، هذا في حين أنهم أبدوا تسامحا شديدا بل وإعجابا وترحيبا بالشعراء الغاوين الفاسقين والمنافقين والمداحين، ولم يستطيعوا أيضا المساس بالتسامح مع أهل الكتاب ليس لوجود نصوص قطعية واضحة تنظم العلاقة معهم بل لأن المتسلطين علي الأمر لم يجدوا فيهم خطرا على نفوذهم بل رأوا أنهم انفع لهم من سائر المسلمين، ولقد أدرك هؤلاء ذلك فلم يعرفوا للإسلام قدره، وهكذا تمتع هؤلاء دائما علي مدى التاريخ الإسلامي بهامش من الحرية أوسع من غيرهم، إن السلف لم يعرفوا التسامح بمفهومه الواسع الشامل والذي ينبعث من الرقيّ والمعرفة والتوافق مع السنن الكونية المنصوص عليها في القرآن والتي تبين حتمية الاختلاف الذي يجعل لدي الآخرين دائما من المعارف والمناهج ما يمكن أن يساهموا به فى دفع عجلة التقدم الإنساني، إن كافة المذاهب التي عرفها المسلمون هي بحكم طبيعتها مذاهب متمانعة متنافية بحيث لا يمكن لطائفة أن تسمح بوجود الأخرى إلا مرغمة.
6-           لا توجد لدى هذه المذاهب أية صيغة لتحقيق التقدم أو للتكيف مع مستجدات العصر ومتطلبات التطور.
7-           لا توجد لدى هذه المذاهب أية صيغة لتحقيق مقاصد الدين الحقيقية.
-------
نقائص المذهب الشيعي
للشيعة –بصفة عامة- أخطاؤهم في الدين منها ما يشتركون فيه مع السنة ومنها ما ينفردون به، ومن هذه الأخطاء:
  1. قولهم بأن في القرءان آيات منسوخة.
  2. قولهم بأن المسيح رُفع بجسده حياً إلى السماء.
  3. قولهم بأن المسيح سيعود لينسخ بعض شرائع الإسلام ويبيد اليهود والنصارى ويغير النظام الكوني.
  4. قولهم بالمهدي المنتظر.
  5. قولهم بوجود أئمة معصومين.
  6. اختزالهم الدين وإهمالهم لمقاصده العظمى.
  7. اعتقادهم أنه كان من مهام الرسول إقامة دولة، والرسول لم يؤسس مملكة ليوليها أو يوصي بها لأحد من بعده، أو ليورثها لأحد من أهل بيته.
  8. زعمهم أن الرسول طلب من الناس أجراً على رسالته.
  9. تقديم المصادر الثانوية وكلام الأئمة على القرءان.
  10. خطئهم في حق بعض السابقين الأولين وزعمهم أنهم تآمروا على الرسول.
  11. قولهم بالبداء.
  12. جعلهم التقية عقيدة.
  13. إحداثهم في الدين أمورا ليست منه.
  14. تقديس الأضرحة.
  15. التوجه إلى غير الله تعالى بالدعاء.
-------
من أخطاء الشيعة قولهم بالبداء، والبداء مهما حاولوا تأويله يعني أن الله سبحانه يغير (رأيه) أو قوله في بعض الأمور التدبيرية والتكوينية عندما يظهر له ما كان خافياً عنه!!!!، وهو مثل القول بوجود نسخ في القرءان والذي يعني أن الله سبحانه يغير رأيه (بعد أن يعلم ما لم يكن يعلم) مهما ناوروا أو أوَّلوا، فالقول بالبداء على مستوى التدبير والتصريف والتكوين هو كالقول بالنسخ على مستوى الآيات القرءانية أو على مستوى التشريع، وحيث أن السنة والشيعة يتفقون في القول بالنسخ بينما ينفرد الشيعة بالقول بالبداء فإن الشيعة يتفوقون في الضلال هاهنا بهدفين لهدف واحد.
يقول المجادل الشيعي: "ما بدا لله في شيء إلاّ كان في علمه قبل أن يبدو له"!
والآن عليكم أن تشرحوه ليتبيَّن لكم صدق قولنا!
-------
من أخطاء الشيعة إحداثهم تقديس الأضرحة واتخاذها مزارات (مقدسة) والطواف بها والحج إليها، وقد أخذ عنهم المتصوفة السنة هذا التقليد، ولم ينتقده بحسم باقي جمهور السنة، والفئة الوحيدة التي أخذت موقفاً حاسما من هذا الموضوع هم السلفية، فالحق معهم في هذه المسألة، ولكن يجب معالجة هذا الموضوع بالحكمة والموعظة الحسنة وبيان العلم وليس باقتراف الجرائم وسفك الدماء.
قلنا: "من أخطاء الشيعة إحداثهم تقديس الأضرحة واتخاذها مزارات (مقدسة) والطواف بها والحج إليها" ولفظ "الحج" هنا هو بأصل معناه اللغوي، وليس الحج المعروف، والطواف لا يعني بالضرورة الدوران حول الضريح، فالطواف بالصفا والمروة لا يعني الدوران حولهما!
كلمة الحج لها معناها اللغوي الأصلي بالإضافة إلى معناها الاصطلاحي، اقرأ المعنى اللغوي:
حج (مقاييس اللغة):
الحاء والجيم أصولٌ أربعة. فالأول القصد، وكل قَصْدٍ حجٌّ.
-------
من أخطاء الشيعة التوسل إلى أصحاب الأضرحة، وقد أخذ عنهم المتصوفة السنة هذا التقليد، ولم ينتقده بحسم باقي جمهور السنة، والفئة الوحيدة التي أخذت موقفاً حاسما من هذا الموضوع هم السلفية، فالحق معهم في هذه المسألة، وقد يصل الأمر ببعض الشيعة ومن تابعهم إلى التوسل إلى صاحب الضريح بالله تعالى نفسه، وهذا أمر واقع ومشهود، وهناك من يسجد للضريح ويقبل أعتابه، ومن الأولى بالمسلم أن يتعلم ألا يدعو إلا الله تعالى وأن يلجأ إليه وهو أقرب إليه من نفسه من قبل أن يهرع على أي ضريح.
-------
من أخطاء الشيعة جعلهم التقية عقيدة، وهي ليست إلا مجرد سلوك قد يلجأ إليه الإنسان مضطرا، ولكن لا يجوز تحويله إلى عقيدة أبدا.
-------
من أخطاء الشيعة تفسيرهم الغريب لبعض الآيات القرءانية لتقول بما يؤمنون هم به مثلما فعلوا بالآية: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
فهم يجعلون الإرادة هنا إرادة كونية لابد من تحقق ما تعلقت به، والحق هو أنها هنا هي الإرادة الهادية التي مجالها هو الإنسان المخير، وهي لبيان المقصد من الأوامر المذكورة في الآية.
كما أنهم يستبعدون نساء النبي من "أهل البيت" مع أن الأوامر موجهة إليهم بالأصالة.
وكذلك الآية: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67
فهم يفسرونها تفسيرا غريبا، بينما المقصود منها واضح تماما، فالرسول مأمور دائما بالبلاغ المبين، ومن يرفضون بلاغه هم الكافرون من الناس، كما أن الأوامر الموجهة إلى الرسول بفعل معين لا تعني أنه لم يكن يقوم به من قبل، وكذلك نهيهُ عن فعل معين لا يعني أنه كان يقترفه من قبل، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }الأحزاب1.
وقد رددنا على هؤلاء الشيعة كثيرا، وخصوصا على الخاص، وطردنا بعضهم عندما تجاوزوا كما فعلنا مع الوهابية والأحمدية القاديانية، وأعلنا أن أكثر انتقادات السنة للشيعة صحيحة عدة مرات، وأن كل المذاهب لا تخلو من شرك وضلال، ولكن لا علاج لداء المذهبية.
-------
من الأولى أن يتوسل الإنسان إلى ربه بربه الذي هو أقرب إليه من نفسه، وأفعال البشر ليست حجة على الله تعالى وكتابه، ولم يرد في القرءان أية آية تأمر الناس بالتوسل إليه بملك مقرب ولا بنبي مرسل، بل قال الله تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} البقرة186
وقال: {أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }الإسراء57
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} المائدة35
فالقرءان يفسر نفسه بنفسه ويبين نفسه بنفسه!
وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ: أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ، فالدعاء هو الوسيلة.
أما الدعاء فتبينه الآيات الآتية: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً }الإسراء110، {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأعراف180، {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }غافر60.
ويُلاحظ أن الله تعالى جعل الدعاء هو العبادة، ولذلك فينبغي أن يكون الدعاء له وحده، وهذا ما تبينه الآيات بكل وضوح.
عندما نقول: "من الأولى أن يتوسل الإنسان إلى ربه بربه الذي هو أقرب إليه من نفسه" فنحن نلفت نظر الإنسان إلى المرتبة الأعلى! ولو تدبر من علّقوا في قولنا (من الأولى) لوفروا على أنفسهم ما بذلوه من الجهد والوقت لإثبات مشروعية التوسل وغير ذلك.
وعندما ننتقد قولهم بنسبة البداء إلى الله تعالى فما هي جدوى محاولات إثباته بالنسبة للمخلوقات وهذا ما لا خلاف عليه؟
-------
بالطبع مجرد وجود مذهب يعني وجود لون من ألوان الشرك، ذلك لأن متبع أي مذهب يتخذ من سدنة مذهبه أرباباً مشرعين، ولا يعترف بما يخالفهم من أقوال المذاهب الأخرى، فهو بذلك يقع تحت طائلة الآية: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} الشورى21
وهو أيضا يؤمن إيماناً لا يتزعزع بمقولات مذهبه مهما كانت مناقضة ومضادة لما جاء في القرءان ومهما ثبت بالدليل القاطع بطلانها.
وبالطبع لابد من تضمن أي مذهب لوناً من الكفر، فهو يكفر بكل ما خالف مذهبه مهما كان ثابتا في القرءان الكريم، وعلى سبيل المثال فقد كفر سدنة اللاسنة بأكثر الآيات التي تدعو إلى مكارم الأخلاق وإلى الدعوة إلى سبيل الله بالطرق السلمية تحت زعم أنها منسوخة بما يسمون بآية السيف كما قال لهم سدنة مذهبهم
ولا يوجد أي مذهب له عقيدة صحيحة تماماً في رب العالمين! فالكثير من أقوال السلفية والأشعرية والمعتزلة في هذا المجال خاطئة!!
-------
يقول بعضهم إذا كانت المذاهب التي حلَّت محل الإسلام هي السبب الأكبر لمشاكل الشعوب المحسوبة على الإسلام فهل سيتحقق التقدم بالتخلي التام عنها أو باتباع ما يقدمه المجتهدون الجدد ودون اتباع دين الحق؟ بالطبع لا لأسباب عديدة:
1.      المسلمون داخلون في عهد مع الله تعالى بإقرارهم بأنهم مسلمون، وهذا يحملهم مسئوليات جسيمة ومهام خطيرة سيتعرضون للعقاب إن لم يقوموا بها.
2.      لن يترك شياطين الإنس والجن المسلمين أبدا وسيظلون يتآمرون لتقويض بنيانهم وأوطانهم حتى ولو بعدوا عن دينهم، بل سيستغلون أشد أتباع المذاهب تطرفاً لتقويض بنية أوطانهم، وعلى سبيل المثال قد استعملوا الرجعية العربية (التي تدعي أنها نظم إسلامية) وتجار الدين لتقويض المشروع الناصري التقدمي.
3.      بالتخلي عن المذاهب مع انعدام المعرفة بدين الحق لن يكون لدى أكثر الناس مصدر جاد للقيم والأخلاق فسيترتب على ذلك فوضى وفساد كبير.
4.      ما يقدمه المجتهدون الجدد ليس بنياناً كاملا للدين، وإنما بنيانا مهدما لا يصلح للسكنى أو دواء أعراضه الجانبية أخطر من الداء الذي يعالجه!
-------
رغم أني نشرت رأيي كثيرا في المذاهب التي حلت محل الإسلام إلا أنه تصلني رسائل على الخاص تكرر السؤال عن هذا الرأي، ولذلك أجمل هنا خلاصة رأيي الإجمالي (وليس التفصيلي) في المذاهب:
  1. دين الحق أعظم وأكبر وأرقى كثيرا من المذاهب التي حلت محله.
  2. دين الحق غريب الآن ولا يعرفه إلا قليلون، وبعضهم يمارسه دون أن يعرف بنيانه النظري التام، هذا لأن من عقد العزم على أن يعمل بمقتضى كل الأوامر القرءانية هو متبع بالضرورة لدين الحق.
  3.  كل المذاهب التي حلَّت محلّ دين الحق لا تمثل دين الحق إلا تمثيلا واهنا، وكلها نشأت لأسباب سياسية وتاريخية، واتباعها غير ملزم لأحد، فدين الحق واحد.
  4. وكذلك غير المسلمين ليسوا ملزمين باتباع مثل هذه المذاهب لأنها لا تحقق شروط البلاغ المبين، بل هي تحقق ما يلزم لصدّ الناس عن سبيل الله تعالى، فوجودها رحمة لغير المسلمين لأنها تعطيهم العذر الكافي لرفض ما يظن الناس أنه الإسلام.
  5. هذه المذاهب هي التي تجذَّرت مقولاتها وممارساتها في نفوس المحسوبين على الإسلام، وهي أنتجت وتنتج هذه الشعوب الفاشلة المحبطة ومن تسلط أو يتسلط عليهم من الطغاة والمستبدين والسفاحين واللصوص والمجرمين، وهي التي تنتج طابورا هائلا من المجرمين وسفاكي الدماء والمفسدين في الأرض بدءا بالأمويين وعملائهم مرورا بتيمورلنك وسليم السفاح العثماني ونادر شاه إلى القاعدة والسلفية الجهادية وداعش في العصر الحديث.
  6. لذلك لا أمل لهذه الأمة في النجاة والتقدم إلا بالتخلي عن هذه المذاهب والعودة إلى دين الحق، والتخلي الجزئي عن بعض عناصر هذه المذاهب هو الذي مكَّن بعض الشعوب المحسوبة على الإسلام من تحقيق بعض التقدم في العصور الحديثة.
ورغم كل هذه الإدانات القوية سيظل هناك بعض الحمقى والجهلة والنفايات البهيمية الذين يظنون أني أتبع مذهبا من المذاهب!!!
وسبب هذه الشدة في التعبير هو أنهم يصدون الناس عن مطالعة أقوالنا والانتفاع بها والتي أعلم جيدا أنها بفضل الله تعالى تمثل دين الحق أصدق تمثيل.
بالطبع مجرد وجود مذهب يعني وجود لون من ألوان الشرك.
فمتبع المذهب يتخذ من سدنة مذهبه أرباباً مشرعين، ولا يعترف بما يخالفهم من أقوال المذاهب الأخرى، فهو بذلك يقع تحت طائلة الآية: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }الشورى21
وهو أيضا يؤمن إيماناً لا يتزعزع بمقولات مذهبه مهما كانت مناقضة للقرءان ومهما ثبت بالدليل القاطع بطلانها.
وبالطبع لابد من تضمن أي مذهب لوناً من الكفر، فهو يكفر بكل ما خالف مذهبه مهما كان ثابتا في القرءان الكريم، وعلى سبيل المثال فقد كفر سدنة اللاسنة بأكثر الآيات التي تدعو إلى مكارم الأخلاق وإلى الدعوة إلى سبيل الله بالطرق السلمية تحت زعم أنها منسوخة بما يسمون بآية السيف كما قال لهم سدنة مذهبهم.
ولا يوجد مذهب له عقيدة صحيحة صحة تامة في رب العالمين.

*******



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق