الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

أفضلية النبي الخاتم على سائر الأنبياء والمرسلين

أفضلية النبي الخاتم على سائر الأنبياء والمرسلين

من دلائل أفضلية النبي الخاتم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ على سائر الأنبياء والمرسلين:
1.    قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} الأنبياء فمن هو رحمة للعالمين على إطلاقهم يكون خيرا منهم كلهم، وقال تعالى: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)} الدخان، فهو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ عين الرحمة وإرساله رحمة.
2.         قال تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} الأحزاب40، ومن كان خاتم النبيين بكل معنى من المعاني هو تاجهم وسيدهم وزينتهم والمهيمن عليهم.
3.         من أُرسل إلى الناس كافة وإلى يوم الدين هو خير ممن أرسلوا إلى أقوامهم المحدودين.
4.         من تلقى كلمة الله التامة والكتاب المهيمن والدين الكامل الخاتم والناسخ لبعض ما كان قبله والباقي إلى يوم الدين هو خير ممن كانت رسالاتهم وقتية.
5.         من تعهد الله تعالى بحفظ الرسالة التي تلقاها أفضل ممن تلقوا رسالات اُستحفظ عليها الأحبار والرهبان.
6.         من تلقى الرسالة التي تعهد الله تعالى بحفظها أفضل مم تلقوا رسالات نُسِخ بعضها أو تُرك ليندثر.
7.         قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} الفتح10، {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً} النساء80، هذا هو أعظم تكريم ناله إنسان، ولمن قيلت في حقه الأفضلية المطلقة على سائر المخلوقات، فلقد جعله الله بمثابة نفسه.
8.         قال تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} الحشر21، وفي ذلك إشارة إلى أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ تحمل بإنزال القرءان عليه ما لا قبل للجبال بتحمله.
9.         إن من تلقى القرءان من لدن حكيم عليم ومن أوتي السبع المثاني والقرءان العظيم ومن جاء بالرسالة الكاملة التامة الخاتمة هو الأفضل على الإطلاق.
10.      القرءان يبين بكل وضوح أنه النبي المطلق والرسول المطلق والعبد الطلق، وهذه مرتبة لا تكون إلا لواحد هو السيد والأفضل.
11.      هو الرسول النبي الذي حقق مقاصده كاملة كما شهد له بذلك كل منصف.
12.      ما كان يطلبه الرسل والأنبياء من قبله كان الله تعالى يذكر أنه أعطاه له في بدايته.
13.      وأمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ باتباع ملة إبراهيم عليه السلام هو من حيث أن هذه الملة هي البداية الرسمية للإسلام، والله سبحانه لم يأمره باتباع أحد من خلقه، وإنما أمره باتباع ملة إبراهيم التي أوحيت إليه من الله تعالى رأسا، ورسالته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ هي تتويج لعمل كل من سبقه، فهي الدين التام الكامل، والإنسان بحكم طبيعته الإنسانية يولد طفلا ثم يبدأ في النمو والتعلم والترقي، ففي بدايته قد يُأمر بالتعلم ممن سبقه أو ممن هو أكبر منه سنا بينما هو مُقدَّر له بحكم إمكاناته واستعداداته أن يسبقهم، وهذه حقيقة ثابتة ومعلومة، وهذا ما تحقق للرسول بالفعل، وهذا ما يشير إليه المعراج.
والإقرار بأفضلية النبي الخاتم هو من مقتضى وفحوى الإيمان بالقرءان، ولقد ذكر الله تعالى أنه فضَّل بعض النبيين على بعض، ولا يتعارض هذا مع النهي عن التفريق بينهم في أمر الإيمان، فيجب على المسلم الإيمان بهم كلهم، والذين رفضوا ذلك هم أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بالنبي الخاتم ولا برسالته، ورغم كفر أهل الكتاب بخاتم النبيين ورسالته فهناك الكثير من الضالين الذين يصرون على أنهم مسلمون!!!!!
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) وَالَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (152) يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآَتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا (153) } النساء
هذه الآيات تبين بكل وضوح معنى التفريق بين الرسل، التفريق بين الرسل هو أن تؤمن ببعض الرسل وتكفر ببعض، وهذا لا يعطيك الحق في أن تنكر أفضلية خاتم النبيين على الأنبياء والمرسلين، فالتفاضل بين الرسل ثابت بنص القرءان، وهو حق لله تعالى، وليس من حقوق الناس، وليس لطائفة أن تزعم أن نبيها إلها أو ربا.
وكذلك ليس من حق أحد أن ينكر أفضلية خاتم النبيين على النبيين، فالنص على أنه خاتم النبيين وأنه رحمة للعالمين كافٍ تماما لإثبات أفضليته عليهم أجمعين.
ومن العجب أن يشترك مع السلفية في مسلكهم الخاطئ هذا ألد أعدائهم ممن يحاول الإصلاح مثل من يسمون بالقرءانيين وغيرهم، وكلهم يتخذون من النهي عن التفريق بين الرسل في الإيمان حجة وسببا لإنكار أفضلية الرسول على سائر الأنبياء والمرسلين، إن النهي المشار إليه لا يعني إلا أنه لا يجوز الكفر ببعض الرسل المذكورين في القرءان ولكنه لا ينفي التفاضل بين الرسل المنصوص عليه في القرءان.
وتشير الآية: {وَإِنّ رَبّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} (الحجر: 25) إلى مقام عظيم للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ في ذلك اليوم المشهود، فهو هناك صاحب لواء الحمد والشفاعة العظمى والقضاء النافذ عن أمر الله تعالى، وإلى هذا المقام أشارت الآيات: {وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى} النجم42، {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى} العلق8، {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} الفجر22، وكل هذه الآيات المكية تبين أن نقطة ابتدائه على المستوى الجوهري تتفوق على نقطة انتهاء سعي غيره.

*******

هناك تعليق واحد: