السبت، 14 مايو 2016

حوار سريع ومثمر وبناء مع اللاشيء

حوار سريع ومثمر وبناء مع اللاشيء

اللاشيء: مدة حمل المرأة يمكن أن تصل إلى أربع سنوات، وهناك من الأئمة من أوصلها إلى أكثر من ذلك.
مسلم: هل إذا جاءت امرأة إلى زوجها الذي لم يمسسها طوال أربع سنوات بولد يكون ابنه؟
اللاشيء: أي نعم!
مسلم: كيف تقول بذلك؟
اللاشيء: لست أنا الذي أقول، الشرع هو الذي يقول.
مسلم: ولكن الله تعالى يقول: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا ....} [الأحقاف:15]، {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِير} [لقمان:14]، {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ..... } [البقرة:233]، ألا تقوض كل هذه النصوص القرءانية مزاعمك؟
اللاشيء: ليست مزاعمي، بل هي أقوال الشرع!
مسلم: هل لا تعترف بالقرءان كمصدر للشريعة؟!
اللاشيء: لا تقوِّلني ما لم أقل! نحن نؤمن بالقرءان كمصدر أول للشريعة.
مسلم: ألم تلاحظ تناقضا في كلامك؟
اللاشيء: المشكلة فيك أنت، فأنت لم تتلق العلم على شيخ يوقفك على القواعد والأصول
مسلم: إذًا فقل لي ما هو الأصل الذي جعلكم لا تأخذون بالقرءان هاهنا؟ هل هو سر أو طلسم؟!
اللاشيء: ألا تعلم أن السنة حاكمة على القرءان وقاضية عليه وموضحة لمشكله ومقيدة لمجمله ومبينه لمبهمه؟
مسلم: وما هو المشكل والمجمل والمبهم في الآيات الثلاثة المذكورة؟ إن أي طفل صغير لم يبلغ الحلم ولم يظهر على عورات النساء إذا علم أن الحمل + الرضاعة = 30 شهرا سيستنتج بالضرورة أن الحمل يجب أن يكون أقل من ثلاثين شهرا خاصة وأن مدة الرضاعة يمكن أن تصل إلى عامين؛ أي 24 شهرا، وأنت تقول إنه يمكن أن يصل إلى 48 شهرا بل أكثر.
اللاشيء: ألا تدري شيئا عن إجماع الأمة وأقوال الجمهور؟ هل اطَّلعت على أقوال السلف؟
مسلم: وهل قرأت أنت هذه الآيات وتدبرتها وتفكرت فيها؟ هل قرأت شيئا للعلماء الحقيقيين المتخصصين في هذا المجال؟
اللاشيء: المشكلة أنك تستعمل عقلك.
مسلم: ولماذا لا تكون المشكلة أنك ترفض استعمال عقلك؟!
اللاشيء: النقل قبل العقل، وإذا حضر النصّ بطل الاجتهاد.
مسلم: الذي حضر هو نصوص القرءان، وهي تقوض مزاعمك.
اللاشيء: ليست مزاعمي، بل هي الشرع، بل هي الشرع، بل هي الشرع، بل هي الشرع، بل هي الشرع، ......الخ
مسلم: إذًا قل لي ما هو الأصل الذي تستندون إليه حتى أقف عليه!
اللاشيء: أنت غير متخصص، أنت معول هدم، أنت نابتة، أنت رويبضة .....
مسلم: مهلا، رويدك
اللاشيء: لا تقاطعني أرجوك، حتى لا أنسى شيئا من القائمة المقررة فتسوء العاقبة، وأنت تارك للسنة، خالع للربقة، ومتبع لغير سبيل المؤمنين، وصفوي، ومجوسي وعلماني، أنت تشكك في الثوابت، أنت تزدري الأديان، ما ترك الأوائل للأواخر شيئا، الخير في اتباع من سلف والشر في ابتداع من خلف، من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ......
أخذ اللاشيء يهذي لمدة طويلة، لم يدرك أن مسلم كان قد تركه ومضى وهو مستغرق في هذيانه ذاهلا به عما حوله!

*******

هناك تعليق واحد: