السبت، 3 سبتمبر 2016

دحض سريع لأدلتهم على حجية السنة (المرويات)

دحض سريع لأدلتهم على حجية السنة (المرويات)

ورد في أحد كتب أصول الفقه هذه الأدلة على حجية ما يسمونه بالسنة، ويقصدون بها المرويات، وهذا دحض سريع لأدلتهم واحدا تلو الآخر:


حجتهم
دحضها
1
قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} الحشر7 وهذا دليل صريح في وجوب اخذ كل ما جاء به الرسول صلى الله علية وسلم من أمر ونهي لا يحتاج إلى مزيد تعليق لوضوحه في الصراحة.
الآية كاملة تقول: {مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} [الحشر:7]، ولا يجوز اقتطاع عبارة من الآية ومن سياقها وتحميلها بمعانٍ لا علاقة لها بها، بمثل ذلك السلوك يمكن إثبات أن الكفر صحيح!! الآية تتحدث عن توزيع الفيء، فالفيء هو الذي يؤخذ، والآية تتحدث عن الرسول بصفته كرسول يحمل رسالة إلى العالمين، هذه الرسالة هي القرءان، ولا يجوز أن يُكتَب (البخاري وشركاؤه) في الآية مكان الرسول، والرسول يأمر وينهى ويبشر وينذر ويجاهد بالقرءان الذي هو مأمور بتبليغه واتباعه.
2
قوله تعالى: {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ} وجه الدلالة من ذلك إن الله تعالى جعل طاعة الرسول من طاعته وطاعة الله واجبة فكذلك تكون طاعة الرسول واجبة.
بالطبع من أوامر الدين الكبرى طاعة الرسول بصفته كرسول يحمل رسالة إلى العالمين، هذه الرسالة هي القرءان، والرسول كان يجسد للمعاصرين له القرءان، فوجب عليهم اتباعه لذلك، ولو ظهر الرسول الآن لوجب علينا جميعا طاعته في أوامره التي يوجهها إلينا، فهو الأعلم والأفقه بالقرءان الذي تلقاه في قلبه، ولا يجوز تصور أن هذه الآية جعلته إلهًا مع الله أو أنها قسمت الدين إلى جزئين كما يقولون؛ جزء خاص بالله وهو القرءان، وجزء خاص بالرسول، وهو التراث الشفهي جمعه البخاري وشركاؤه بعد حوالي 250 سنة من انتهاء العصر النبوي، هناك فُرقان هائل بين طاعة الرسول الظاهر أمامنا وبين طاعة البخاري وشركائه!
3
قوله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65 وجه الدلالة من هذه الآية إن الله تعالى جعل علامة الإيمان تحكيم الرسول في الأمر المتنازع فيه وهذا في حالة حياته أما بعد موته فيكون ذلك بتحكيم سنته صلى الله علية وسلم
الآية تتحدث عن التحكيم في المنازعات بين الأفراد، فقد كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يحكم بينهم فيها؛ أي كان يقضي بينهم، والآية تأمرهم بأن يرضوا بما حكم به وألا يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَى به، وهي لا تلزم البشرية جمعاء بالإيمان بما جمعه البخاري وشركاؤه بعد حوالي 250 سنة من انتهاء العصر النبوي.
4
قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النور63 وجه الدلالة أن الله تعالى توعد وهدد من يخالفون أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ بان يقعوا في الفتنه والعذاب الأليم وهذا يدل على تحريم مخالفة أمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ ونهيه.
1.   الآية السابقة في السياق تقول {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}[النور:62]، فالحق هو أن الآية تتوعد الَّذِينَ كانوا يَتَسَلَّلُونَ مِن (الصحابة) لِوَاذا مخالفين بذلك عَنْ أَمْرِهِ، وذلك أثناء كونهم معه عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ، فهم كانوا يتسللون لواذا دون استئذان، فالآية تندد بسلوكهم المشين هذا، وهي لا تلزم البشرية جمعاء بالإيمان بما جمعه البخاري وشركاؤه بعد حوالي 250 سنة من انتهاء العصر النبوي، والتي نسبوها إلى من كان بعضهم يَتَسَلَّلُونَ لِوَاذا، فجعلهم أربابا مشرعين رغم أنوفهم!

5
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ } وجه الدلالة أن الله تعالى نفى أن يختار المؤمن بين أن يلتزم بأمر الله تعالى وأمر رسوله وبين أن لا يلتزم بمعنى انه ليس مخير في العمل أو عدم العمل فهو ملزم بالعمل من ما يدل على أن ما جاء به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ حجه في هذا المقام.
هم يفصلون بين الله وبين رسوله، فيجعلون لله أمرا ولرسوله أمرا، هذا مع أن الآية تنص على أمرٍ واحد لله ورسوله، فهم قلما يتفكرون في دقة التعبير القرءاني!! والآية تلزم المسلمين المعاصرين للرسول بالالتزام التام بما يقضي به الرسول بمقتضى ما تلقاه من رسالة، والآية تأتي على رأس سياق يتحدث عن قصة زيد وزوجه المعلومة، وهي واقعة كانت بالغة الحساسية بالنسبة لكل الأفراد الداخلين فيها، والرسول كان يقضي بين الناس وفي الأمور بمقتضى الرسالة التي حفظها الله تعالى للعالمين، فمن يحكم بين الناس بمقتضاها فقد وجب على المعنيين طاعته، ولو وصل للناس حكم للرسول في قضية وصولا لا ريب فيه لوجب عليهم الأخذ به في كل القضايا المشابهة، ولو نسب أحدهم إلى الرسول بعد ستة أجيال حكما مخالفا للرسالة لدل ذلك على عدم صحة هذه النسبة.
6
خطبة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يوم النحر "ألا فليبلغ الشاهد الغائب فربى مبلغ أوعى من سامع فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض" رواه البخاري وغيره" وأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ لأصحابه بأن يبلغون عنه ما يسمعون منه دليل على أن كلامه حجه وإلا فكيف يأمر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ بتبليغ شيء ليس بالحجة.. وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يقول: " نضر الله امرئ سمع كلماتي فحفظها ووعيها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى ما هو أفقه منه " رواه ابن الترمذي وأبو داوود وابن ماجه.
لا يجوز الاحتجاج بمرويات لإلزام الناس بحجية المرويات، هذه مغالطة منطقية معلومة جيدا A well-known logical fallacy هي الاستدلال الدائري Circular reasoning، ومن الثابت أن (الصحابة) لم يلتزموا بما جاء في المروية، وإلا لكان لدى الناس كتاب موثق يتضمن أقوال الرسول لا يختلف فيه اثنان، ومن الثابت أنهم امتنعوا عن تدوين الآثار كما منعوا غيرهم من فعل ذلك على مدى أكثر من قرنين من الزمان، فهم يتحملون وزر عدم حفظ كلمات الرسول حفظا موثقا في الزمن المناسب وفي وجود الشهود الحقيقيين، أما عمليا فقد ضرب بعضهم رقاب بعض، فهم بمقتضى المروية قد رجعوا بعده كفارا، فلا يجوز الاقتداء بهم ولا تصديق مروياتهم ولا اتخاذهم أربابا مشرعين في الدين!!                                        
7
هذا دليل مهم في مضمونه ومحتواه أرجو التنبه له قوله صلى الله عليه وسلم يوشك أن يقعد على أريكته يحدث بحديثي فيقول بيني وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلال استحللناه وما وجدنا فيه حرام حرمناه ألا وإنما حرم رسول الله مثل ما حرم الله " رواه أبو داوود والترمذي وابن ماجه وقد حذر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ تحذير شديداً من الإعراض عن سنته بحجة الاكتفاء بالقرآن وأخبر انه سيوجد من يقوم بذلك وبين حاله لنا لنحذره فهذا أمر مهم ينبغي التنبه له.
ينطبق على هذه المروية ما انطبق على الاحتجاج السابق، والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ كان العبد المحض لله، فلا يمكن أن يكون قد صدر عنه ما يشير إلى أي مماثلة بينه وبين ربه، وهو كان على خلق عظيم، ولم يكن عليه إلا البلاغ المبين، ولا يمكن أن يصدر عنه ما يشير إلى غضبه لنفسه، وقد كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما كما وصفه ربه، وكان مأمورا بالعفو عن الناس والاستغفار لهم والصلاة عليهم، وهو بالطبع كان يدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة لطاعته باعتبار يمثل الذكر والقرءان الحيّ بالنسبة إليهم.
8
قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته في حجة الوداع: "إني تركت فيكم ما أن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً كتاب الله وسنتي " أخرجه مالك في الموطأ.. حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن النجاة من الضلال في التمسك في كتاب الله وسنته
مروية غير صحيحة، ولا تكليف بالمجهول، فلم يكن ثمة كتاب اسمه "سنة الرسول" يحفظه الناس ويرتلونه كالقرءان، وكما سبق القول في بند 6 لا يجوز الاحتجاج بمرويات لإلزام الناس بحجية المرويات.
9
عمل الصحابة رضي الله عنهم حيث تمسكوا بسنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ وحرصوا على ذلك وأمثلة هذا كثيرة لا يمكن حصرها ومن ذلك ما ورد في قصة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام حيث صلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ بالصحابة إلى بيت المقدس 16 شهراً بعد أن هاجر إلى المدينة وفي يوم من الأيام وبعد أن صلى بالمسلمين ركعتين من الظهر أمره الله تعالى بان يتوجه إلى المسجد الحرام فاستدار إليه فاستدار المسلمون معه بدون أن يعرفوا سبب استدارته، حتى علموا بان الله تعالى أمره بذلك بعد أن أنهى الصلاة.
تغيير القبلة كان بأمرٍ قرءاني واضح ومحكم وصريح، أما موضوع الاستدارة في المسجد فهو خبر آحاد ظني لا يوجد ما يقطع بصحته ولا بصحة مضمونه، و(الصحابة) لم يكونوا طيعين إلى هذه الدرجة، وكم أرهقوا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ من أمره عسرا وجادلوه في الحق بعدما تبين فأكثروا الجدل، وكم رفعوا أصواتهم فوق صوته، والاحتجاج عليهم بذلك هو احتجاج بما ورد في القرءان وبما صدقته المرويات التي يؤمنون بها، ولا يجوز لهم هم الاحتجاج بمروية لإثبات حجية المر ويات كما سبق بيانه في البند 6، وإذا كان قد حدث أنهم كانوا في صلاة ثم استدار الإمام من الاتجاه شمالا إلى الاتجاه جنوبا فإنه يصبح بالضرورة خلفهم!
10
أيضًا ما ورد في سيرة أبي بكر فانه إذا ورد عليه حكماً نظر في كتاب الله فإذا وجد فيه ما يقضي به قضى به وإن لم يجد نظر في سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ فإذا وجد ما يقضي به قضى به وان أعياه أن يجد في سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ جمع رؤساء الناس فاستشارهم فأن اجتمع رأيهم على شيء قضى به وكان عمر يفعل ذلك أيضا.
بغض النظر عن مدى صحة هذا الكلام فلا يجوز الاحتجاج به لإثبات حجية مصدر للدين يأخذون منه أكثر مادة دينهم الذي من المفترض أنه ملزم للناس كافة إلى يوم الدين، ومع ذلك فقد كان هؤلاء هم الشهود المباشرين الذين سمعوا من الرسول مباشرة، وليس عبر وسائط مزعومين يشكلون ستة أجيال متعاقبة من البشر، وإذا كان أبو بكر وعمر (وهما أشد الناس صحبة للرسول كما يقولون) لم يجدا ما يريدان في كتاب الله الذي جعله الله تعالى مبينا ومبيِّنا وتبيانا لكل شيء وأدركا مدى الحاجة الماسة إلى سنة الرسول فلماذا لم يدركا أن من سيأتون من بعدهما إلى قيام الساعة سيكونون أحوج إلى العلم بها منهما، وما هي الصعوبة في أن يأمرا بتدوين هذه الأمور التي أخذا بها من سنة الرسول تدوينا موثقا؟؟!!! إذا صحَّت هذه الحجة فإنهما يتحملان وزر تبديد سنة الرسول، وخاصة عمر الذي طالت مدة خلافته وكان بإمكانه أن يشكل لجنة من الموثوق بهم كعلي بن أبي طالب وحذيفة وعبد الله بن مسعود لتدوينها
11
دليل عقلي: إن العقل السليم والمنطق المستقيم للمسلم يدل على وجوب اعتبار سنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ والعمل بها وذلك بان المسلمون متفقون على وجوب العمل بكتاب الله، وكثير من أحكام القرآن مجملة وعامة فتحتاج إلى تفصيل وبيان وتبيين لكي يتم العمل بها ولا يمكن أن يتم العمل بها إلا بالعمل بسنة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ التي ورد بها توضيح كثير من أحكام القرآن الكريم.
هذا الكلام يتضمن تكذيبا سافرا بما وصف الله تعالى به كتابه العزيز، فكتاب الله مفصَّل على علم، قال تعالى: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُون}[الأعراف:52]، {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِير} [هود:1]، {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قرءانا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُون} [فصلت:3]، وكتاب الله مبين ومبيِّن وتبيان لكل شيء، ولقد تكفل الله ببيانه، قال تعالى: {... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين} [النحل:89]، {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِين}[النور:34]، {لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيم}[النور:46]، {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِين}[الشعراء:2]، {طس تِلْكَ آيَاتُ الْقرءان وَكِتَابٍ مُّبِين}[النمل:1]، {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِين}[القصص:2]، {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقرءان مُّبِين}[يس:69]، {وَالْكِتَابِ الْمُبِين}[الزخرف:2]، {وَالْكِتَابِ الْمُبِين}[الدخان:2]، {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقرءانهُ (17) فَإِذَا قرءاناهُ فَاتَّبِعْ قرءانهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} القيامة.
12
والخلاصة أن العمل بالقرآن واجب ولا يتم العمل بهذا الواجب إلا بالعمل بالسنة وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب، فيكون العمل بالسنة واجب وهذا دليل ينبغي التنبه له أيضاً فترك العمل بالسنة يفضي إلى ترك العمل بالقرآن.
لا معنى لهذه الخلاصة بعد دحض كل ما بُنيت عليه، وهذه الخلاصة تتجاهل تماما المعنى القرءاني للسنة وتقلل من قدر القرءان وما يتضمنه من أوامر وتعليمات.







ودحض حججهم الشهيرة لا يعني وجوب الترك المطلق للمرويات، ولكنه يثبت أنه:
1.    لا يجوز الأخذ المطلق بها.
2.    ولا يجوز اعتبارها حاكمة وقاضية على القرءان.
3.    ولا يجوز نسخ آيات القرءان بها.
4.    ولا يجوز أخذ أكثر مادة الدين وأموره الكبرى منها.
5.    ولا يجوز اعتبارها تمثل دين الحق تمثيلا صادقا.
ولدينا نحن حججنا التي توجب الأخذ بما اتسق منها مع عناصر دين الحق الماثلة في القرءان.



*******

هناك تعليق واحد: