المقدمة
هذا الكتاب يتضمن مناهج إحصاء واستخلاص كافة أنساق الأسماء الحسنى، وهو
بالنسبة لكتاب "خلاصة منهجنا لإحصاء الأسماء الحسنى" بمثابة أكثر النصف
الثاني منه، أي إنه يتضمن الأجزاء المتعلقة أساسًا بمناهج استخلاص الأسماء لكل نسق
من الأنساق ونتائج ذلك.
وهذا الكتاب يتضمن إضافات عديدة، على أعلى درجة من الأهمية، ومنها نسق جديد
من أنساق الأسماء الحسنى؛ هو نسق الأسماء التي ورد كل اسمٍ منها أكثر من مرة، وهو
أيضًا يتضمن 99 اسمها يتممها 100 الاسم الأعظم "الله".
وبذلك يكون هناك خمسة أنساق من الأسماء يتضمن كل نسق منها 99 اسمها يتممها
100 الاسم الأعظم "الله".
وقد تمَّ تعريف نسقين تفصيليين؛ النسق التفصيلي الأول هو نسق شامل، يتضمن كل
أسماء الأنساق، بما فيها المثاني والحلقات والأسماء المستنبطة بأنواعها المختلفة.
أما النسق التفصيلي الثاني فيتضمن كل الأسماء الواردة في القرءان، بما فيها
المثاني والحلقات، والأسماء المفردة التي تتضمنها هذه المثاني والحلقات.
ومن الإضافات الهامة مفهوم الأسماء الكلية المحكمة، والاسم
الكلي المحكم هو اسمٌ واحد يُعبر عنه بأكثر من اسم، وهو ليس مكونًا من الأسماء
التي يتضمنها، وإنما هي تفاصيله وتجلياته على المستوى الأسمائي، وهو يتضمن نوعين:
اسم السمة، والاسم الذي له فعل معين.
هذا المفهوم شديد الأهمية لأنساق
الأسماء.
وبذلك يوجد سبعة أنساق رئيسة من أنساق الأسماء
الحسنى في القرءان الكريم، وهي:
1.
نسق الأسماء
الحسنى الواجب إحصاؤها، وهي تسعة وتسعون اسمًا يتممها مائة الاسم الأعظم الظاهر
الذي هو "الله"، وهذه الأسماء تتضمن ثلاثة أنواع: الأسماء المفردة،
المثاني، الحلقات الإلهية، هذا النسق هو النسق الأول، وأسماؤه تحقق أشد شروط
التأكيد في الورود وغير ذلك.
2.
نسق الأسماء
الحسنى المطلقة، وهي تسعة وتسعون اسمًا، يتممها مائة الاسم الأعظم الظاهر الذي هو
"الله"، وهو يتضمن أعلى الأسماء من حيث الطلاقة في البنية وفي طريقة
الورود.
3.
نسق الأسماء
الحسنى المؤكدة بالتكرار، وهي تسعة وتسعون اسمًا، يتممها مائة الاسم الأعظم الظاهر
الذي هو "الله".
4.
نسق الأسماء
الحسنى المفردة، وهي تسعة وتسعون اسمًا، يتممها مائة الاسم الأعظم الظاهر الذي هو
"الله".
5.
نسق الأسماء
الحسنى التي ورد كل اسمٍ منها أكثر من مرة، وهي تسعة وتسعون اسمًا، يتممها مائة
الاسم الأعظم الظاهر الذي هو "الله"، وهي تختلف في منهج إحصائها عن نسق
الأسماء الحسنى المؤكدة بالتكرار.
6.
النسق التفصيلي الأول
للأسماء الحسنى، وهو يتضمن كل الأسماء التي سمَّى الله تعالى بها نفسه في كتابه
العزيز، كما يتضمن
الأسماء الكلية المحكمة.
7.
النسق
التفصيلي الثاني يتضمن الأسماء المذكورة صراحة في القرءان، بما في ذلك المثاني
والحلقات، بالإضافة إلى ما تتضمنه هذه المثاني والحلقات من الأسماء المفردة
وهناك أنساق عديدة من حيثيات أخرى.
كما يتضمن الكتاب العديد من المفاهيم الجديدة، مع تعميق ما
يلزم لفقه المفاهيم التي سبق تقديمها.
ولا يمكن بسهولة اختصار ما يقدمه الكتاب، ومن الأفضل قراءته
بتمعن وتركيز.
ويجب على القارئ أن يكون قد قرأ شيئا من كتب المؤلف السابقة
ليعلم شيئا عن مكانة الأسماء الحسنى في دين الحقّ، ولتسهيل الأمر فإنه يوجد ملحق
يتضمن بعض ما يجب العلم به قبل البدء في هذا الكتاب.
*******
مصطلحات
لازمة
هذه
المصطلحات لازمة للفقه المناسب لما يتضمنه هذا الكتاب، وهي من كتبنا في الأسماء
الحسنى والأمور اللغوية.
مفهوم
الاسم
كلمة "اسم" مرتبطة أصلًا بكلمة سمة،
ولما كان له علاقة بها من الكلمات الأخرى، فهي تشير بالضرورة إلى سمة، وهذا هو
الاستعمال القرءاني لها، فالاسم الحقيقي يشير إلى كائن من حيث اتسامه بسمة، فالاسم
الحقيقي لابد له من معنى، لذلك فالأسماء الحقيقية معنوية.
ولكن للاسم دلالات أخرى في الاستعمال اللغوي، فهو
يُستعمل لتمييز كل ما له ماهية أو للإشارة إلى كائن خاص أو إلى كيان مكون من
أفراد، وكذلك يُستعمل لتمييز كل خاصية من خصائص أي كيان.
الاسم الَعَلَمي هو
أساسًا اسم تمييزي إشاري، وهو حاجة بشرية، فالإنسان هو الكائن الذي هو بحاجة ماسة
إلى الأسماء العلَمية، والاسم العَلَمي هو أساسًا ليميز كائنًا عن آخر في نفس
الطبقة أو الدرجة أو الرتبة، وليس ليدل على صفة أو خاصية له، وقد يكون اسمًا
معنويا من حيث البنية، ولكنه ليس كذلك من حيث الحقيقة أو الاستعمال، فهو متجرد عن
معناه الأصلي.
وهو يُستعمل لتمييز فرد واحد من أفراد المجموعة
الواحدة عند الحاجة.
وليس لله اسم علمي
بهذا المفهوم، ولا حاجة إليه به، فليس معه أحد في مرتبته، أما من يعبدون عدة آلهة،
أو من جعلوا الإله ثلاثة أشخاص أو أقانيم، فقد اضطروا لتسمية كل إله أو أقنوم
باسمٍ خاص، مثلما يفعلون تمامًا مع البشر، وبذلك تُقام الحجة عليهم، قال تعالى:
{أَفَمَنْ
هُوَ قَآئِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء قُلْ
سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي الأَرْضِ أَم بِظَاهِرٍ
مِّنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ مَكْرُهُمْ وَصُدُّواْ عَنِ
السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد}
[الرعد:33].
فمجرد لجوئهم إلى تسمية شركائهم تُقام به
الحجة عليهم.
الاسم الوجودي
هو الذات باعتبار سمة من سماتها الواجبة
اللازمة، فهذا الاسم هو كيان متحقق يمكن أن يُنسَب إليه الفعل، كما يمكن أن يُدعى
أو يُسبح، ذلك لأنه أيضًا عين الذات من حيث الكينونة والوجود.
ولا مشكلة في تعدد الاسم الوجودي للكائن،
وعلى سبيل المثال بافتراض أنه يوجد رجل هو في الوقت ذاته مهندس، وأستاذ في جامعة،
وضابط بالجيش، فهو بذلك يكون قد جمع على الأقل بين ثلاثة أسماء وجودية، فهو كمهندس
يمكن أن يصمم ما يُطلب منه في مجال تخصصه، وهو مهندس بالنسبة لمن يلجؤون إليه من
حيث هذه الصفة.
وهو كأستاذ في الجامعة يمارس التدريس،
والذي يعني الطلبة أن يشرح لهم المقرر، وهو كضابط يتلقى منه المرؤوسون الأوامر،
ويعملون على القيام بها، ورتبته هي التي تحدد أسلوب تعامله مع من هم معه.
الاسم الَعَلَمي المنسوب إلى الله
الاسم الَعَلَمي
المنسوب إلى الله لا علاقة له بالاسم العلمي المنسوب إلى البشر، وإنما هو اسمٌ
لفظي للاسم الإلهي الوجودي الذي هو الذات الإلهية من حيث سمة من سماتها اللازمة،
ولأصالة وشدة وواجبية اتسام الله بالسمة فقد أصبح الاسم المشير إليها علمًا عليه،
وعلما على السمة ذاتها، ولذلك أمر الله الناس أن يدعوه بهذه الأسماء.
فالأسماء اللفظية
المشيرة إلى السمات الإلهية هي أسماء عَلَمية للذات الإلهية، ولكن لما كان كل اسمٍ
منها يتضمن بالأصالة اسم سمة، أي هو اسمٌ واصف، فيمكن لغويا أن تُسند إلى الذات
الإلهية أو أن توصف بها الذات الإلهية، وذلك يستلزم وجود اسمٍ يمثل الذات الإلهية،
فذلك هو الاسم "الله"، وهو بالأصالة الاسم الذي يشير إلى سمة تفصيلها كل
السمات التي تشير إليها منظومة الأسماء الحسنى.
وهو محتفظ بأصله
العلوي المحكم حتى يؤدي دور الاسم العَلَمي بالنسبة إلى الناس، فهو لا يعلمون ما
يتضمنه من المعاني، ولذلك فهو بالنسبة إليهم اسمٌ عَلَمي محض.
الاسم اللفظي
هو
اللفظ اللساني الذي يمكن به للكائنات ذات الوعي والإدراك الإشارة إلى الاسم الوجودي؛
فهو بمثابة اسم للاسم الوجودي، وكلما ارتقت اللغة كلما أمكنها التعبير عنه بطريقة
أفضل وأمثل، وقد لا يكفي لفظ واحد في لغة معينة للإشارة إلى الاسم الوجودي.
فالاسم
اللفظي هو أساسًا حاجة بشرية، ومن البديهي أنه لا يغني عن الاسم الوجودي، ومن
يحتاج إلى مهندس للقيام بعملٍ ما لن يلجأ إلى الاسم اللفظي مهندس، وإنما إلى الاسم
الوجودي مهندس، ومن هنا يتبين أن الاسم الوجودي ثابت لكائنٍ معين، بينما يمكن أن
تتعدد أسماؤه اللفظية بتعدد اللغات.
الأسماء الكلية المحكمة
الاسم
الكلي المحكم هو اسمٌ واحد يُعبر عنه بأكثر من اسم، وهو ليس مكونًا من الأسماء
التي يتضمنها، وإنما هي تفاصيله وتجلياته على المستوى الأسمائي، وهو يتضمن نوعين:
1. اسم السمة، وهو
الاسم الذي من تجلياته الأصلية كل الأسماء المفردة الواردة التي تتضمن درجات من
نفس السمة.
2. الاسم
الذي له فعل معين، وهو الاسم الذي من تجلياته كل
الأسماء المفردة الواردة التي يصدر عنها
نفس الفعل بدرجات متنوعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق