الجمعة، 19 أغسطس 2016

الحمــد

الحمــد

إن الله تعالى هو الحميد، ومن أسمائه الحسنى منظومة سمة الحمد، وهي تتضمن الأسماء: الْحَمِيد، الْغَنِيُّ الْحَمِيد، الحَمِيد المَّجِيد، الْعَزِيز الْحَمِيد، الْوَلِيُّ الْحَمِيد، ولذلك وجب على الإنسان قياما بحقوق تلك الأسماء أن يحمد ربه قولا وفعلا وشعورا.
فالحمد لله هو من الأمور القرءانية الكبرى ومن لوازم كل الأركان الجوهرية.
إن الحمد بالأصالة هو لله تعالى بمعنى أن له سمة الحسن المطلق وله كل تفاصيل تلك السمة من سمات الحسن، والقول بأن الحمد لله هو الإقرار بما هو للحميد المجيد من حسن السمات وإظهار ذلك على أي مستوى من المستويات، فمن الحمد لله الإقرار له بما سمي به نفسه من الأسماء الحسني وبما نسبه إلى نفسه من الأفعال والسنن والشؤون والسمات العليا.
ومما يحمد به الله أنه لم يتخذ ولدا، قال تعالى:
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرا} الإسراء111
فهذا يعني أن كل الخلق سواسية أمامه لا فضل لأحد علي أحد إلا بما بينه هو من التقوى والعمل الصالح وسلامة القلب، وتلك المساواة هي من مقتضيات ومظاهر ولوازم أنه الحق، فهو يأمر بالعدل وبالقيام بالقسط، والعدل هو من أعظم ما يحن إليه البشر وهو من أعظم المطالب الإنسانية وسعياً لتحقيقه اشتعلت الثورات وسُفكت الدماء، والقيام بالقسط من مقاصد إرسال الرسل بالبينات، قال تعالى:
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} (الحديد: 25)، ويكاد يكون أقوى أمر قرءاني من حيث أساليب التأكيد المستعملة هو هذا الأمر: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء:58].
ومن الحمد لله أن يعلم الإنسان أنه لا شريك له في ملكه؛ فكلهم خاضعون له مربوبون له خاضعون لسننه، فليس لأحد أن يتعالى على أحد ولا أن يدعي أنه ابن لله أو أنه يشاركه في ملكه أو يدبر الأمر معه أو أنه نصيره والمتحدث من دون الناس باسمه، وليس له أن ينسب إلى نفسه سلطاته، وما ادعي شيئا من ذلك إلا من كان في قلبه مرض أو تسلط عليه شيطان مريد، وما تسلط على الناس بادعاء ذلك إلا كل متكبر جبار ذاق الناس بسببه ألوانا من الذل والعذاب، ومن الشرك المضاد للحمد أن يزكي بعضهم بعضا بالمعنى السيئ، بمعنى أن يزعموا لبعضهم مراتب دينية ما أنزل الله بها من سلطان، فالله سبحانه هو الذي يزكي الله من يشاء، وهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى.
والله تعالى وحده من حيث أنه رب العالمين هو الذي يستحق الحمد، فهو الذي له الملك والعلو والعظمة والكبرياء والقهر وهو مع ذلك (عفو غفور) و(رحيم ودود) و(رؤوف رحيم) و(غفور ودود)، والإنسان الذي يدرك ذلك هو في راحة عظمي وسعادة كبري، فأي نعمة أعظم من التحقق بإدراك أن الذي يربُّك ويتولى شؤونك ويدبر أمرك هو الله الذي له الأسماء الحسنى، فهو الذي خلقك وهو الأدري بك، وهو الذي يعلم ماذا يصلحك ويسعدك، وهو الذي يهديك إلى ما به تمام ظهور تفاصيل حسنه المطلق الذي هو عين ما به وصولك أنت إلى كمالك المنشود والذي هو عين القرب المأمول منه والذي هو عين تجليه عليك بما هو له وبما يتحمله ويسعد به كيانك.
*****
إن كل مسلم ملزم بالاستجابة للأمر الإلهي: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} والمقصود بالحمد هو الاعتراف والإقرار بأن كل سمات الكمال المطلق إنما هي بالأصالة لله تعالي وكذلك كل مقتضياتها من الأفعال، لذلك ما إن ينسب الله تعالي الحمد لنفسه إلا ويتبعه باسم أو أكثر من الأسماء الحسني أو ببعض الكمالات أو الشؤون أو الأفعال الإلهية.
فلله الحمد لأن له سمات الكمال المطلق المتعدية إلى من هم دونه من كائنات فهم وجدوا بها ويحيون بها وإليها مرجعهم، ولذا كان وجود كل كائن حمداً له، فله الحمد بكل ما ظهر من الأشياء وكان من البدء إلى الختام، ولذا كانت آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين، فسمات الكمال المطلق هي أمور واجبة له ذاتية له، ولكنها تـقـتضي بذاتها آثارا ومجالات تمارس فيها إمكاناتها.
فمن ذكر الله أن يحمده الإنسان بما هو له من الأسماء الحسنى وبآلائه ونعمائه، والحمد يتضمن العلم بما ذكر والإيمان به والتحقق بمقتضياته، ولكي يتم ذلك يجب أن يحمد ربه بقلبه ولسانه.
ولله الحمد بأسمائه وخاصة التأثيرية منها وكذلك بسننه وأفعاله وخلقه للكائنات وتدبيره للأمر وتصريفه للآيات وفضله على الناس بصفة عامة وفضله الكبير على عباده الصالحين بصفة خاصة، قال تعالى:
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً}الإسراء111، {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2  *  {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ}الأنعام1  *  {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}الأنعام45  *  {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}الأعراف43  *  {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }يونس10  *  {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء}إبراهيم39  *  {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً}الإسراء111  *  {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }الكهف1  *  {....الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }المؤمنون28  *  {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ }النمل15  *  {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ }النمل59  *  {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }النمل93  *  {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}القصص70  *  {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ }العنكبوت63  *  {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ}الروم18  *  {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} لقمان25  *  {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ}سبأ1  *  {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}فاطر1  *  {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ }فاطر34  *  الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}الزمر29  *  {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ}الزمر74  *  {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}الزمر75  *  {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }غافر65  *  {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}الجاثية36  *  {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التغابن1

والثناء على الله هو من لوازم إقامة صلة وثيقة بالله، وهذا يتضمن ذكر ما هو له من سمات الحسن وشؤون الكمال، والثناء على الله لا يستلزم نفي وجود كائنات أخرى ولا نفي صفاتها وأفعالها، كما لا يستلزم القول بأنه عينها أو عين وجودها، بل إنه سبحانه يُحمد ويُسبَّح بحمده بوجود هذه الكائنات وما يسري عليها من السنن، أما صفات النقص الظاهرة في المخلوقات فإنما يرجع إلى العدم التي هي مسبوقة لا محالة به، أما المحظور والممنوع فهو أن يزعم أحدهم لنفسه أو لغيره عين السمة الإلهية أو أن يزعم للإله شيئا من لوازم البشرية أو أن يقيده بشيء من تصوراته المنتزعة من عالمه.
*****
ويجب العلم بأن الله سبحانه هو الغني المطلق، فلا حاجة به إلى أن يثني أحد عليه، فالإنسان هو الذي سينتفع بالثناء على الله بذكر ما هو له من الأسماء الحسني وسيتزكى به كيانه الجوهري، والإنسان بتسبيحه بحمد ربه إنما يعمل على التوافق باختياره مع السنن الكونية فينتفع بذلك على كافة المستويات.

إن كل مسلم ملزم بالاستجابة للأمر الإلهي: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ} والمقصود بالحمد هو الاعتراف والإقرار بأن كل سمات الكمال المطلق إنما هي بالأصالة لله تعالي وكذلك كل مقتضياتها من الأفعال، لذلك ما إن ينسب الله تعالي الحمد لنفسه إلا ويتبعه باسم أو أكثر من الأسماء الحسني أو ببعض الكمالات أو الأفعال الإلهية.
فلله الحمد لأن له سمات الكمال المطلق المتعدية إلى من هم دونه من كائنات فهم وجدوا بها ويحيون بها وإليها مرجعهم، ولذا كان وجود كل كائن حمداً له، فله الحمد بكل ما ظهر من الأشياء وكان من البدء إلى الختام، ولذا كانت آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين، فسمات الكمال المطلق هي أمور واجبة له ذاتية له، ولكنها تـقـتضي بذاتها آثارا ومجالات تمارس فيها إمكاناتها.
فمن ذكر الله أن يحمده الإنسان بما هو له من الأسماء الحسنى وبآلائه ونعمائه، والحمد يتضمن العلم بما ذكر والإيمان به والتحقق بمقتضياته، ولكي يتم ذلك يجب أن يحمد ربه بقلبه ولسانه.
*****
إن الحمد هو الإقرار بما هو لله الحميد من حسن السمات وإظهار ذلك على أي مستوى من المستويات، ومن الحمد لله الإقرار له بما سمي به نفسه من الأسماء الحسني وما نسبه إلى نفسه من الأفعال والسنن والشؤون والسمات الحسني، ومما يحمد به أنه لم يتخذ ولداً فهذا يعني أن كل الخلق سواسية أمامه لا فضل لأحد علي أحد إلا بما بينه هو من التقوي والعمل الصالح، وتلك المساواة هي من مقتضيات ومظاهر ولوازم العدل أو القيام بالقسط الذي هو من أعظم ما يحن إليه البشر وهو من أعظم المطالب الإنسانية وسعياً لتحقيقه اشتعلت الثورات وسفكت الدماء، والقيام بالقسط من مقاصد إرسال الرسل بالبينات، قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ}(الحديد: 25)، ومن الحمد له أن يعلم الإنسان أنه لا شريك له في ملكه؛ فكلهم خاضعون له مربوبون له خاضعون لسننه، فليس لأحد أن يتعالي علي أحد ولا أن يدعي أنه ابن لله أو أنه يشاركه في ملكه أو يدبر الأمر معه أو أنه نصيره والمتحدث من دون الناس باسمه، وليس له أن ينسب إلى نفسه سلطاته أو ما اختص به نفسه، وما ادعي شيئا من ذلك إلا من كان في قلبه مرض أو تسلط عليه شيطان مريد، وما تسلط علي الناس بادعاء ذلك إلا كل متكبر جبار ذاق الناس بسببه ألوانا من الذل والعذاب، أما الذي يستحق الحمد فهو الله الذي له الملك والعلو والعظمة والكبرياء والقهر وهو مع ذلك (عفو غفور) و(رحيم ودود) و(رؤوف رحيم) و(غفور ودود)، والإنسان الذي يدرك ذلك هو في راحة عظمي وسعادة كبري، فأي نعمة أعظم من التحقق بإدراك أن الذي يربني ويملكني ويدبر أمري هو الله الذي له الأسماء الحسنى، فهو الذي خلقني وهو الأدري بي وهو الذي يعلم ماذا يصلحني ويسعدني وهو الذي يهديني إلى ما به تمام ظهور تفاصيل حسنه المطلق الذي هو عين ما به وصولي إلي كمالي المنشود والذي هو عين القرب المأمول منه والذي هو عين تجليه عليَّ بما هو له وبما يتحمله ويسعد به كياني.
ولله الحمد بأسمائه وخاصة التأثيرية منها وكذلك بسننه وأفعاله وخلقه للكائنات وتدبيره للأمر وتصريفه للآيات وفضله علي الناس بصفة عامة وفضله الكبير علي عباده الصالحين بصفة خاصة، قال تعالى:
{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الفاتحة2  *  {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ }الأنعام1  *  {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}الأنعام45  *  {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}الأعراف43  *  {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }يونس10  *  {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء}إبراهيم39  *  {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً}الإسراء111  *  {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا }الكهف1  *  {فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }المؤمنون28  *  {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْماً وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ }النمل15  *  {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ }النمل59  *  {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }النمل93  *  {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }القصص70  *  {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ }العنكبوت63  *  {وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ }الروم18  *  {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }لقمان25  *  {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ }سبأ1  *  {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }فاطر1  *  {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ }فاطر34  *  الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }الزمر29  *  {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }الزمر74  *  {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }الزمر75  *  {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }غافر65  *  {فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}الجاثية36  *  {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} التغابن1.


*******

هناك تعليق واحد: