الأحد، 16 أبريل 2017

من أسس وسمات دين الحق 1

من أسس وسمات دين الحق 1

1.    القرءان هو الحق، هو مجمع من البديهيات والبينات والمسلمات Axioms, evidence and postulates، لذلك نحن إذا قرئ علينا نسجد، لا نحاكمه، ولكن نحاكم إليه كل شيء.
2.    القرءان كتاب متسق متشابه، لا اختلاف فيه، فلا وجود فيه لآيات بطل حكمها.
3.    القرءان يورد القول في المسألة الواحدة موزعًا على سوره وآياته، وكلها متسقة، ولها المصداقية الكاملة، فلا يجوز استبعاد شيء منها أو محاولة ضربها ببعضها، القرءان مبين ومبيِّن، فهو يبيِّن نفسه بنفسه، لذلك لابد من منهج قرءاني لاستخلاص القول القرءاني في أية مسألة.
4.    القرءان تبيان لكل شيء، فما لم يذكره بالنصّ أو بالفحوى أو بالمقتضى، ليس بشيء، وكذلك ليس بشيء ما لم يمكن استخلاصه باتباع المنهج القرءاني.
5.    المسلم مأمور باتباع ملة إبراهيم، وكلها منصوص عليها في القرءان، أما الجوانب العملية الخاصة بإقامة الصلاة والحج والصيام وما يتعلق بالطهارة ... الخ فقد انتقلت بالتواتر العملي الجماهيري.
6.    لا يؤخذ من المرويات المنسوبة إلى الرسول إلا ما كان متسقًا اتساقًا تامًا مع عناصر دين الحق المستخلصة من القرءان.
7.    لا يجوز رفض أي قولٍ منسوب إلى الرسول إلا إذا ثبت تعارضه الصارخ مع أصلٍ قرءاني.
مثال1:
قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين} [الأنبياء:107]
فلهذه الآية الحكم على كل المصادر الثانوية، الرسول ورسالته رحمة للعالمين، وليس نقمة على العالمين، فيجب رفض كل المرويات الأعرابية الأموية التي لا تتسق مع هذه الآية، ومن المعلوم أنه كان لأهل البغي المعبودين الآن كل المصلحة في تحريف الرسالة لتثبيت ملكهم والقضاء على خصومهم والاستيلاء على بلاد مَن حولهم، فجعلوا -وما يزالون- رسالة الرحمة نقمة على العالمين.
وفي كل الأحوال لا علاقة للأمور التاريخية بالحقائق القرءانية الراسخة، فيمكن تعلم الدين وممارسته بدون النظر في الأمور التاريخية إلا إذا كان القرءان قد نصّ عليها، فيجب اعتبارها.
مثال2:
قال تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم} [القلم:4]
فهذه شهادة إلهية في حق النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، ولها الحكم والقضاء على كل المصادر الثانوية، والأخلاق العظيمة هي مقتضيات الأسماء الحسنى في الكيان الإنساني، وقد يكون منصوصا عليها صراحة في القرءان أو بأن يثني الله تعالى على المتصفين بها أو يبشره بالجنة.
لذلك يجب رفض ما نسبه أهل البغي والظالمون إلى الرسول مما لا يتفق مع هذه الشهادة الإلهية الصادقة، ومن المعلوم أن أهل البغي والمنافقين الذين تسلطوا على أمر الأمة قد تفننوا في نسبة مساوئ الأخلاق إلى الرسول، ولكن المشكلة هي أن أهل البغي هؤلاء قد أصبحوا أربابًا في الدين الأعرابي الأموي بحجة أنهم كانوا (صحابة) الرسول، هذا رغم أنهم هم الذي بددوا أقواله وقضوا على أمته وكادوا يبيدون ذريته ويقوضون رسالته لولا تعهد الله تعالى بحفظ الذِّكْر للناس.

*******

هناك تعليق واحد: