الجمعة، 25 يناير 2019

الدين الأعرابي الأموي يقوِّض نفسه بنفسه

الدين الأعرابي الأموي يقوِّض نفسه بنفسه

من أوامر الدين الأعرابي الأموي الثابتة وغير المعلنة العمل بالمثل الذي لم يقله أحد، "قوِّض نفسك بنفسك" Undermine yourself by your self.
وصاحب كتابهم الأقدس البخاري خير من عمل بهذا المثل، فهو يقوض نفسه بنفسه، أما عبيده فعليهم أن يحاولوا شق الشعرة وإغراق السمكة لتبرير تناقضاته.
جاء في صحيح البخاري أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: (يرد على الحوض رجال من أصحابي فيحلئون عنه فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري)، وجاء أيضا في صحيح البخاري عن أنس عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (ليردن على ناس من أصحابي الحوض حتى عرفتهم اختلجوا دوني فأقول أصحابي فيقول لا تدرى ما أحدثوا بعدك).
ولقد ورد هذا المعني في مرويات عديدة، وهؤلاء الأصحاب كما تبين المرويات لم يحدثوا ما أحدثوه إلا بعد انتقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ.
ألم يلاحظ البخاري وشركاؤه والجهابذة أن هذه المرويات تقوِّض تماما منهجهم الذي اتبعوه لتصحيح المروية والقائم على القول بعدالة الصحابي؟ فأي عدالة لمن ارتد على أدباره القهقري، ولمن أحدث بعد الرسول؟ ألم يلاحظ البخاري أن هذه المرويات تبيِّن بكل صراحة ووضوح أنه ليس ثمة أي مدلول ديني للمفردة "صحابي" وأنها استعملت فقط طبقًا لمعناها اللغوي المعلوم؟
وليست هذه هي المسألة الوحيدة التي تظهر فيها تناقضات الدين الأعرابي الأموي، بل يمكن القول بأن بنيانه قائم على تناقضات، ونسيجه هو شبكة من الشبهات.
إن اتباع أمة ما لنهج متهافت يتضمن تناقضات ذاتية داخلية لابد من أن يؤدي إلى القضاء عليها، وهذا هو ما حدث مع تلك الأمة ومع النظم الشيوعية والشمولية من بعد، وآيات القرءان وهذه المرويات تقوِّض تماما اعتبارهم الصحبة مرتبة دينية، وتؤكد المرويات أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ اتبع سنة الكتاب العزيز ولم يعطها أية دلالة شرعية غير دلالتها اللغوية المعلومة.
وربما كان البخاري مخلصا لمنهجه الذي اتبعه وكان أمينا في تطبيقه، ولكن كان على من جاء من بعده أن يكمل عمله.
إن ما سبق بيانه يدل على أنه لا يجوز الاعتماد على المرويات الظنية وحدها للدلالة على السنن وإنما هي يمكن أن تشير إلى السنن الفعلية كما أنه لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر للمعلومات الغيبية التي يجب الإيمان بها أو كمصدر لأمور الدين الكبرى ومقاصده وأركانه العظمى ومنظومات سننه وقيمه الكبرى، ويجب الالتزام بما يريده الله ورسوله، وبما تؤكده كل القواعد المنطقية والوقائع التاريخية وعاقبة من سلف، وهو أن الرسالة التي حملها الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْه وآلهِ وَسَلَّمَ إلى الناس هي الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأنه لا يوجد أي مبرر لتهميشه ولا لتقديم المرويات الظنية عليه ولا للاستهانة به أو للإقلال من شأن ما يتضمنه من تعليمات ولا يوجد أي مبرر لأن يستثقلها الناس، أو أن يستقلوها أو أن يتصوروا أنها بحاجة إلى استكمال واستدراك، {.... وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} [مريم:64].
*******
رووا أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وأله وَسَلَّمَ قال: (ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح: {وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}، فيقال لي إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم)، والحديث متفق عليه.
هذا الحديث يقوض أساس مناهج ومعايير جامعي المرويات والتي بنيت على الإيمان بعدالة من أسموهم بالصحابة، ولذلك فإنه لكي تصح مناهجهم يلزمهم ما يلي:
1-    أن يكون لديهم قوائم دقيقة بأسماء كل من انقلب على عقبيه ولم يعرفهم أحد.
2-    أن يكون لديهم قوائم دقيقة بأسماء المنافقين.
3-    أن يكون لديهم قوائم بأسماء كل من أسلم ليتآمر ضد الإسلام والمسلمين من أهل الكتاب والموتورين من أهالي الشعوب التي فتحت بلادها وانتهكت حقوقها وحرماتها.
*******
لقد أورد جامعو المرويات مرويات تقوض التعريف الذي افتعلوه للصحابي وهم بذلك يضعون الأمة أمام معضلة أشبه بمعضلة الكريتي المعلومة، فثمة مرويات أوردوها تنص على أن رجالا من أصحاب الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ سيحلئون عن حوضه وسيختلجون دونه أو سيؤخذ بهم دونه ذات الشمال أو سيقتطعون دونه لأنهم أحدثوا بعده أو لأنهم مازالوا مرتدين على أعقابهم منذ أن فارقهم أو مازالوا يرجعون على أعقابهم أو لأنهم بدلوا بعده وسيقال له هذا عندما يقول (أصحابي أصحابي).
فهذه المرويات تقوض تعريف الصحابي وبالتالي فإنه لا يمكن القطع بعدالة كل من وصف بهذه الكلمة، ولكن المروية نفسها رواها بالتأكيد أحدهم! وتلك هي معضلة الكريتي الذي قال إن كل أهل كريت كاذبون!!! فالمعضلة هي: "هل ما قاله خبر صحيح أم باطل؟"
ولكن لا توجد مصلحة لـ(صحابي) في إصدار قول ينال به من نفسه قبل أن ينال من غيره، ولذلك يجب أخذ المروية في الاعتبار خاصة وأنه قد ثبت بالفعل أن بعض رجال القرن الأول قد انخرط في الفتن وافتتن بالدنيا وقاتل في سبيلها، وكذلك ارتد كثير ممن كان أسلم.
فالمرويات تتضمن تحذيرا شديدا لرجال القرن الأول وترسل رسالة تحذير إلى كل القرون القادمة حتى لا يفتتنوا بهم وحتى لا يلجئوا إلى تكذيب الآيات والسنن وحقائق التاريخ من أجلهم.
*******
إنه في سبيل توثين أهل القرن الأول ركب أتباع العرابي الأموي كل صعب وذلول وأبرزوا بعض الآيات التي تثني على بعضهم بأعمالهم وصفاتهم وتغاضوا عن الآيات التي تندد بما اقترفوه من كبائر الآثام والتي تحذرهم من مغبة الاستمرار فيها أو العودة إليها أو قالوا إنها نزلت في المنافقين، مع أنه من المعلوم أن منها ما نزل في بعض أكابر السابقين، كما أن المنافقين بنص تعريفهم هم أيضا من الصحابة فإن زعموا أن نفاقهم يسحب منهم اللقب فعليهم أن يأتوا بقائمة بأسمائهم وهم لم يفعلوا ولن يفعلوا لأن الله تعالى قد أعلن أن منهم من لا يعلمه إلا هو.

*******

هناك تعليق واحد:

  1. ممكن توضيح حول موت الأنبياء و خاصة الرسول محمد صلى الله عليه و آله و سلم ? شكرًا

    ردحذف