الأحد، 20 يناير 2019

من عقائد الدين الأعرابي الأموي "الشيطان لا يخشى أحدًا إلا عمر"

من عقائد الدين الأعرابي الأموي "الشيطان لا يخشى أحدًا إلا عمر"

رووا في كتبهم المقدسة أن الرسول خرج فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ جَاءَتْ جَارِيَةٌ سَوْدَاءُ , فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي كُنْتُ نَذَرْتُ إِنْ رَدَّكَ اللَّهُ سَالِمًا أَنْ أَضْرِبَ بَيْنَ يَدَيْكَ بِالدُّفِّ وَأَتَغَنَّى ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنْ كُنْتِ نَذَرْتِ فَاضْرِبِي وَإِلَّا فَلَا " ، فَجَعَلَتْ تَضْرِبُ ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ , فَأَلْقَتِ الدُّفَّ تَحْتَ اسْتِهَا، ثُمَّ قَعَدَتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَيَخَافُ مِنْكَ يَا عُمَرُ، إِنِّي كُنْتُ جَالِسًا وَهِيَ تَضْرِبُ فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عَلِيٌّ وَهِيَ تَضْرِبُ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ وَهِيَ تَضْرِبُ، فَلَمَّا دَخَلْتَ أَنْتَ يَا عُمَرُ أَلْقَتِ الدُّفَّ"
واضع المروية يجعل الرسول الأعظم يقدم بيانًا تفصيليا لعمر بن الخطاب عمَّا حدث!!!
ولقد خالفوا في هذه المروية الترتيب المقدس الذي جعلوه قانونا كونيا صارما هو أن يأتي أبو بكر أولا ثم عمر ثم عثمان! أما الآخرون فلا يكادون يأتون!!!! وأضافوا إليها الإمام عليًّا ليسجلوا نقطة لحساب عمر، وليطيلوا القصة بعض الشيء، ولو التزموا بالترتيب المقدس هنا لانتهت القصة المشوقة مبكرا!!!! أما لو لم يأت عمر لما كفت الجارية عن الغناء!!
ولكن كيف يخاف الشيطان من عمر وحده ولا يخاف من الرسول نفسه الذي كان عمر مجرد تابع له؟! وإذا كان الشيطان يخشى بالفعل عمر فلماذا استزله في أحد وحمله على الفرار من حول الرسول، مقترفًا بذلك واحدًا من أكبر كبائر الإثم، قال تعالى:
ولقد رووا أنه كان يقفز كالأروى على الجبل كما ذكر عن نفسه طبقًا لما أوردته على لسانه الكتب السنية المقدسة: " لما كان يوم أحد هزمناهم ... ففررت حتى صعدت الجبل، فلقد رأيتني أنزو كأنني أروى"!! ومن المعلوم أنه لم يثبت يوم أحد حول الرسول إلا الإمام علي ومجموعة من الأنصار.
ولماذا لم يذكروا شيئا عن طلحة أو الزبير أو سعد بن أبي وقاص أو قادة الأنصار .... الخ؟ لماذا في مثل هذه المرويات الطريفة لا يأتي عادة إلا هؤلاء الثلاثة الذين أصبحوا من بعد خلفاء؟؟!!!؟
إن واضعي مثل هذه المرويات أو من حرفوا فيما كان موجودا منها كانوا يريدون أن يرى الناس شخصيات نمطية معينة لا يمكن أن تحيد عما رسموه هم لها.
ولما كان هناك مذهب بالكامل يدور على فكرة تقديس عمر كان لابد من أن تتسق هذه المرويات مع فكرتهم المسبقة هذه ولا تحيد عنها قيد أنملة.
أما كبار السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الآخرين فقد اندثر أكثر ما يتعلق بهم ولم يجدوا من يقدسهم لأنهم لم يساهموا في تدعيم الأسرة الأموية التي استولت على الأمة وتراثها في زمن مبكر جدا وألحقت كوارث رهيبة بقضية الدين وتراثه!
ولكن ما هي السنة هنا بعد أن تمَّ تقديم التقديس اللازم لعمر بن الخطاب؟! السنة هي مشروعية الضرب بالدف، الدف فقط، وإياكم أن يذهب بكم الشطط بعيدا!!!
ولكن بافتراض أن هذه الجارية كان لديها أكورديون أو ڤيولين أو جيتار هل كان الأمر سيتغير؟ أم أن للدفّ مكانة خاصة عند رب العالمين؟
إنه بمثل هذه المرويات منعوا أي تطور وجعلوا حياة العرب في القرن السابع الميلادي هي المعيار الأسمى والفردوس الأعلى!!
والأفراح المسماة بالإسلامية الآن لا يستعملون فيها بالفعل إلا الدف!!!
وباعتبار أن المرويات هي المصدر الحقيقي الأعلى للدين الأعرابي الأموي ما هي العقيدة التي يُراد من البشرية جمعاء أن تؤمن بها بعد العلم بهذه المروية؟
العقيدة هي أن الشيطان لا يخشى أحدًا إلا عمر!!
هذه عقيدة أعرابية أموية مقدسة، يتم برمجة الصغار عليها، فيصبح من شبه المستحيل أن يتحرر من إسارها.
ويصبح الويل كل الويل لمن يحاول أن يشكك فيها!!!


*******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق