الأحد، 20 يوليو 2025

المعجزة النبوية الحية والمتجددة: جيش مصر خير أجناد الأرض

 المعجزة النبوية الحية والمتجددة: جيش مصر خير أجناد الأرض

 قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا فيها جندا كثيفا ، فذلك الجند خير أجناد الأرض، لأنهم في رباط إلى يوم القيامة ) أخرج هذه الخطبة ابن عبد الحكم (ت257هـ) في " فتوح مصر " (ص/189) ، والدارقطني في " المؤتلف والمختلف " (2/1003) ، ومن طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (46/162) ، وأخرجها ابن زولاق الحسن بن إبراهيم الليثي (ت 387هـ) في " فضائل مصر " (ص/83) ، وعزاه المقريزي في " إمتاع الأسماع " (14/185) لابن يونس .

جميعهم من طريق ابن لهيعة ، عن الأسود بن مالك الحميري ، عن بحير بن ذاخر المعافري، عن عمرو بن العاص.

حاول المغرضون على مدى التاريخ الطعن في هذه المروية التي هي بالأحرى من معجزات النبوة، وها هي حججهم والردّ عليها:

1.   قالوا بضعف السند، ولا قيمة لقولهم هذا، فكم من حديث ضعفوا سنده وهو في أعلى درجات الصحة، وكم من مروية صححوها وهي كذب صراح وكارثة محضة، ومن المعلوم أن منهجهم في الحكم على المرويات هو الذي جلب الكوارث على الإسلام والمسلمين، وعلى البشرية جمعاء.

2.   قالوا: لم يكن لمصر جيش عندما قيل الحديث، ولا قيمة لقولهم هذا، الحديث يوصي بما يجب فعله بعد فتح مصر، فهو يتعلق بالمستقبل.

3.   قالوا إنه لم يكن لمصر جيش قبل عصر محمد علي! والحق أنه كان لمصر جيشها الخاص طوال عصور استقلالها، في عصر الدول الطولونية والإخشيدية والفاطمية والأيوبية وعصر سلطنة المماليك المصرية، سيقولون هؤلاء الحمقى: إن هؤلاء لم يكونوا حاصلين على جوازات سفر مصرية، هؤلاء يخلطون بين مفهوم الوطن ومفهوم القبيلة أو الأصل العرقي، يجب أن يعلم الجميع أن مصر وطن، وليست سلالة عرقية، وأن كل هذه الجيوش كانت تنتمي إلى مصر وتحمل اسمها، وعلى سبيل المثال في العصر المملوكي كان الجيش المصري عند اكتمال حشده قد يصل إلى 200 ألف مقاتل، كان المماليك، وهم بضعة آلاف، يشكلون الأمراء وسلاح الفرسان، أما جسم الجيش والمهندسون العسكريون والأسطوا فكانوا من المصريين الخلص، فضلا عن أن المماليك أنفسهم كانوا مصريين بالمفهوم الصحيح، وكان اسمهم الرسمي "الأمراء المصرية"، وكان اسم الدولة هو "السلطنة المصرية"، وكانت مقرّ الخلافة العباسية، فكيف يأتي جرذ مغرض ويقول إنها كانت مختلة، مع أنها هي التي كانت تسيطر على قلب العالم الإسلامي وتحمي مقدساته.

إثبات صحة الحديث:

1.   الحديث يصدقه الواقع التاريخي، وهو من أصدق الشاهدين، جيش مصر بالفعل هم خير أجناد الأرض، وسنذكر قائمة بانتصاراته في العصور الإسلامية.

2.   جيش مصر وكل أهلها في رباط إلى يوم القيامة، وقد كانوا في رباط بالفعل، منذ أن استقلت مصر وأصبح لها جيشها الخاصّ بقيام الدولة الطولونية سنة 254 هـ، على مدى ألف سنة دافعت مصر عن مقدسات المسلمين، حاربت الصليبيين بضراوة حتى ألقتهم في البحر، تصدت لأخطار المغول والتتار، قضت على الدولة السعودية الإجرامية الأولى، وسيرد ذكر ذلك.

3.   وهناك معيار هام للخيرية، الاكتفاء بالدفاع، الامتناع عن العدوان، وسلوك هذا الجيش تجاه أعدائه المنهزمين، انظروا إلى سلوك الجيوش الأخرى، ثم انظروا إلى سلوك جيش مصر طوال تاريخه القديم والحديث لتعلموا الفرق.

4.   مدى سفالة وانحطاط من يحاولون تكذيب الحديث، فهم يقدسون مرويات كارثية موضوعة لأنها توافق أهواءهم، ويرفضون مرويات ذات متن صحيح إذا خالفت أهواءهم، كما أنهم مجرد أدوات لحروب الجيل الرابع والخامس ضد مصر، وبالتالي ضد الإسلام والمسلمين، وهم لا ينشطون إلا عندما تحدق بالأمة أخطار مهلكة، ولا يريدون بمصر خيرا، وهذا ليس عاملا غير موضوعي، يجب أن تفتش دائمًا في الدوافع والنوايا، وجهابذة تصحيح المرويات سنوا للناس الحكم على المرويات بالنظر إلى من يرويها أو يروج لها.

اكتبوا اسم أي كيان أو دولة في المنطقة غير مصر، ثم اكتبوا سجلا بما حققه جيشها على مدى التاريخ!

ويجب التأكيد على أن الكيانات حديثة النشأة التي أسستها الإمبريالية الغربية في القرن الماضي تحاول أن تفتعل لأنفسها أمجادا بالسطو على أي شيء من التاريخ المصري، وهي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة المعلومات بالأكاذيب عن هذا التاريخ، فيجب الحذر منهم والتصدي بحسم لهم.

والتعبير خير أجناد الأرض سيقوله أيضًا من بعد البارون يوالكونت عن الجيش المصري في معركة قونية ضد العثمانيين:

"إن المصريين هم خير أجناد الأرض، فهم يجمعون بين النشاط والقناعة والصبر والجلد على المتاعب مع انشراح النفس فهم بقليل من الخبز يسيرون طول النهار يحدوهم الشدو والغناء لقد رأيتهم في معركة قونية يبقون سبع ساعات متوالية في خط النار محتفظين بشجاعتهم ورباطة جأش تدعو إلى الاعجاب دون أن تختل صفوفهم أو يسرى إليهم الملل أو يبدو منهم أي تقصير في واجباتهم أو حركاتهم الحربية".

وقال كلوت بك الفرنسي كبير أطباء الجيش المصري ومؤسس أول مدرسة للطب في مصر والمنطقة، وكانت على النمط الفرنسي: "ربما يُعدّ المصريون أصلح الأمم لأن يكونوا من خيرة الجنود ومن صفاتهم العسكرية الامتثال للأوامر والشجاعة والثبات عند الخطر والتذرع بالصبر في مواجهة الخطوب والمحن والإقدام على المخاطرة والاتجاه إلى خط النار وتوسط ميادين القِتال بلا وجل ولا تردد".

الأعراب تجاهلوا الأمر النبوي باتخاذ جند كثيف من المصريين لأنهم خير أجناد الأرض مثلما تجاهلوا أكثر الأوامر القرءانية.

وأول من اتخذ جندًا كثيفًا من أهل مصر كان أحمد بن طولون الذي استقل بها سنة 254 هـ، وقد تأسى به كل من جاء بعده، وهذا الجيش المصري هو الذي تولى ما يلي:

1.       سحق الجيش الصليبي في حطين 1187 م

2.       القضاء على الحملة الصليبية الخامسة (أكبر حملة صليبية) 1221 م، وإبادة ما لا حصر له من الصليبيين، وانسحابهم دون قيدٍ أو شرط.

3.       القضاء على جيوش التحالف الصليبي-الشامي في غزة 1244 م عندما أرادوا غزو مصر.

4.       تحرير القدس من الصليبيين لتظل إسلامية حتى العصر الحديث 1244 م

5.       القضاء على الحملة الصليبية السابعة (أقوى حملة صليبية) وأسر ملك فرنسا وإبادة جيشه وأكثر فرسانه الأشداء، وهم زهرة فرسان أوروبا 1250 م.

6.       سحق المغول والتتار في عين جالوت بقيادة قطز وبيبرس ضد المغول 1260 م

7.       سلسلة معارك الجيش المصري بقيادة بيبرس ضد الصليبيين: قيسارية، أرسوف، صفد، يافا 1265 – 1268 م.

8.       معركة مري أو غزو كيليكيا الأرمنية سنة 1266 م، يسميها الأرمن ومؤرخون غربيون "نكبة مرى Disaster of Mari "، كان غزو الجيش المصري لمملكة كيليكيا (أرمنيا الصغرى) بقيادة الأمير عز الدين أوغان المعروف بلقب سم الموت والأمير قلاوون الألفى، وذلك في عهد السلطان الظاهر بيبرس، انتهت المعركه بهزيمة كبيرة أو بالأحرى كارثة للأرمن وتدمير عاصمتهم سيس وعدة مدن من مدنهم، وأسر العديد من أمرائهم، ولم تقم للمملكة قائمة من بعد، وكان ذلك لتحالفهم مع الصليبيين والمغول ضد المسلمين، ومن الجدير بالذكر أن الأرمن عندما هاجر جزء كبير منهم إلى مصر كانوا يفضلون الإقامة في حي الظاهر (الضاهر) المقام حول مسجد الظاهر بيبرس!

9.       تحرير أنطاكية من الصليبيين في عهد بيبرس 1268 م

10.   الانتصار على المغول في معركة البيرة على نهر الفرات في عهد بيبرس 1272 م

11.   معركة أبلستن بقيادة بيبرس ضد التحالف المغولي السلجوقي، وانتهت بالاستيلاء على عاصمة الدولة السلجوقية 1276 م

12.   معركة حمص بقيادة المنصور قلاوون الألفي ضد المغول والتتار 1281 م، وكانت أكبر بكثير من معركة عين جالوت

13.   معركة حصن المرقب الصليبي 1285 م

14.   معركة استرداد طرابلس من الصليبيين 1289 م

15.   معركة استرداد عكا وإلقاء الصليبيين في البحر، وترتب عليها تحرير صيدا وبيروت وعتليت وطرسوس وانتهاء الحروب الصليبية 1290 م

16.   معركة شقحب مرج الصفر بقيادة الناصر قلاوون ضد التتار 1302 م، وبها انتهى تماما الخطر التتاري على المنطقة.

17.   معركة الاستيلاء على قبرص في عهد السلطان برسباي 1426 م

18.   انتصار الجيش المصري بقيادة يشبك الدوادار على التركمان بقيادة شاه سوار 1472 م

19.   انتصار الجيش المصري بقيادة الأمير يزبك على العثمانيين انتصارا ساحقا وأسر قائد العثمانيين وقتل أربعين ألفا من جنوده 1486 م.

20.   انتصار الجيش المصري بقيادة الأمير يزبك مرة ثانية على العثمانيين انتصارا ساحقا 1487 م

21.   انتصار الأسطول المصري بقيادة حسين الكردي على البرتغاليين في المحيط الهندي 1508 م.

22.   معركة رشيد ضد الإنجليز 1807 م

23.   معارك الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ابن محمد علي ضد قرن الشيطان الوهابي، وتحرير مكة والمدينة من احتلالهم،

24.   سحق الدولة السعودية الأولى والوهابية، وهدم عاصمتهم الدرعية فوق رؤوسهم سنة 1818 م.

25.   معارك الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ضد العثمانيين للاستيلاء على القدس ويافا وطرابلس وبيروت 1831 – 1832 م

26.   الاستيلاء على عكا 1832 م

27.   الاستيلاء على دمشق 1832 م

28.   الاستيلاء على حمص بعد إلحاق هزيمة كبرى بالعثمانيين 1832 م

29.   الاستيلاء على حلب

30.   معركة مضيق بيلان ضد العثمانيين 1832 م

31.   الاستيلاء على أنطاكية

32.   معركة قونية، وتمَّ فيها القضاء على الجيش العثماني 1832 م

33.   معركة نزيب 1839 م، وتمَّ فيها القضاء على الجيش العثماني الجديد الذي كان يدربه ويشترك معه في القتال ضباط بروسيون.

34.   معارك حرب القرم للدفاع عن الدولة العثمانية ضد الروس

35.   معركة طوشكي ضد المهدية الذين هاجموا مصر 1889 م

36.   معركة عطبرة ضد المهدية 1898 م

37.   معركة أم درمان ضد المهدية 1898 م والقضاء على دجل المهدوية.

38.   حرب اليمن ضد السعودية والنظام اليمني الملكي وبريطانيا والأردن وإيران ومرتزقة أوروبيين وبدعم إسرائيلي 1962 - 1986، وقد انتهت بتثبيت النظام اليمني الجمهوري وتحرير الشعب اليمني من ظلمات العصور الوسطى، وطرد الإنجليز من أكبر قاعدة لهم، وهي قاعدة عدن إعلانا بسقوط الإمبراطورية البريطانية إلى الأبد.

39.   حرب الاستنزاف ضد إسرائيل، وقد تخللها العديد من المعارك الجزئية 1967 – 1970 م

40.   بدايات حرب أكتوبر 1973 م ضد إسرائيل وقد تخللها العديد من المعارك الجزئية، وكانت حربًا ضخمة هائلة متعددة الأبعاد.

فماذا فعلت جيوش البلدان أو الكيانات الأخرى؟ أكثرهم كانوا مشغولين بقتال بعضهم البعض بهدف التوسع أو السيطرة، أو بالاعتداء على الأمم الأخرى.

اكتبوا اسم أي كيان أو دولة في المنطقة غير مصر، ثم اكتبوا سجلا بما حققه جيشها على مدى التاريخ!

*******

المقصد الديني الأعظم الخامس في دين الحق: التعايش السلمي المثمر بين الكيانات الإنسانية

المقصد الديني الأعظم الخامس في دين الحق: التعايش السلمي المثمر بين الكيانات الإنسانية

إن المقصد الديني الأعظم الخامس في دين الحق يتمثل في تزويد كل كيان إنسانيسواء كان فردًا أو أسرة أو مجتمعًا أو أمة أو أي بنية مستجدة من كيانات الوجود الإنساني، وصولًا إلى البشرية جمعاء—بـالكيانات الأمرية اللازمة لتنظيم تعايشها المثمر والسلمي مع سائر الكيانات الأخرى، رغم ما بينها من اختلافات في الدين والمذهب واللغة والقومية والوطن والنمط المعيشي والسلالة وغير ذلك من الفروق الطبيعية أو الثقافية.

وهذه "الكيانات الأمرية" تُحيل إلى المنظومة المعنوية الكاملة، التي تشمل منظومات القيم والسنن والمبادئ والأوامر الربانية، وهي التي تمكّن من تجاوز التوترات والصراعات نحو بناء نظم تعايش قادرة على توظيف الاختلافات توظيفًا إيجابيًا في خدمة الإنسان والعمران.

وهذا المقصد لا يخدم فقط غاية حمل الأمانة والاستخلاف واستعمار الأرض وإصلاحها، بل يمثل شرطًا أساسيًا لـقيام السلام العالمي، وازدهار المجتمعات، وتحقيق الاستخدام الرشيد لموارد الكوكب، والكف عن كل صور الإفساد في الأرض.

أولويات هذا المقصد في تفعيل الأمة المسلمة

يشمل هذا المقصد في أحد فروعه المهمة تزويد الجماعة المسلمة، حيثما وُجدت، بالمنظومة المعنوية المخصوصة، التي تمكنها من أداء الوظائف المناطة بالأمة، وذلك بحسب ظروفها وطاقتها، وبما يسمح لها بالتعايش مع شتى الأحوال الممكنة داخل محيطها الأكبر، دون أن تنعزل عنه أو تصطدم به.

المبادئ والأسس التي يقرّرها الإسلام لتحقيق التعايش السلمي

لقد قدم دين الحق للناس مجموعة من المبادئ الوجودية والأخلاقية والسلوكية التي تكفل إمكانية التعايش السلمي المثمر بين الأمم والطوائف، ويمكن إيجاز أبرز هذه المبادئ فيما يلي:

1.   ربوبية الله الشاملة: الله تعالى هو رب العالمين، وليس رب طائفة بعينها.

2.   وحدة الأصل الإنساني: الإيمان بأن البشر جميعًا من نفس واحدة، وأنهم متساوون في الأصل والكرامة الإنسانية.

3.   السِّلم هو الأصل: حالة السِّلم هي الحالة الطبيعية، والقتال استثناء يجب وقفه عند أول بادرة للصلح أو التفاهم.

4.   الحرية الدينية: لا إكراه في الدين، والاضطهاد الديني محرّم ومحظور.

5.   تأجيل الفصل بين الأديان: الفصل النهائي بين المختلفين في العقائد مؤجل إلى يوم القيامة، ولا يجوز لبشر أن يصادر على ذلك.

6.   سلمية الدعوة: لا يُفرض دين بالقوة، بل بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن.

7.   تحريم العدوان والظلم: البغي والجور والعدوان والإفساد من كبائر الإثم.

8.   ضرورة الاتفاق على حد أدنى من القيم: مثل القسط، والتعايش، والتكافؤ الإنساني.

9.   الكرامة الإنسانية غير مشروطة: الإنسان مكرّم من حيث هو إنسان، وله حقوق لا تمس.

10.                 تنزيه الله عن الانحياز الطائفي: الله لا يتخذ صاحبة ولا ولدًا ولا يتحزّب لطائفة.

11.                 تعدد الأفهام سنة إلهية: الله زين لكل أمة ما هي عليه، وهو أعلم بمن اهتدى.

12.                 الأمر بالتسابق في الخيرات: التفاضل بين الناس في الإحسان لا في الشعارات أو الأنساب.

13.                 الإنسان مكلف بعمران الأرض: البشر مؤتمنون على الأرض ومواردها، وهم مسؤولون عن إصلاحها.

14.                 تسخير الموجودات للإنسان الكلي: كل ما في السموات والأرض مُسخّر للنوع الإنساني في إطار التكليف والاستخلاف.

15.                 الانتماء لا يعفي من التكليف: لا يحق لأي طائفة أن تدعي النجاة فقط لمجرد الانتماء.

16.                 ردّ العدوان بضوابط: يجب رد الاعتداء دون تجاوز أو انتقام.

17.                 التحرر من النزعات الثأرية: من شروط الرقي الإنساني تطهير النفوس من نزعات الانتقام.

18.                 رفض التفوق العرقي: اللون والعرق لا يمنحان الأفضلية، وإنما هما من مقتضيات التنوع البيئي.

19.                 الاختلاف سنة كونية: لا يتشابه كيانان إنسانيان تمامًا، والاختلاف مصدر ثراء وتكامل لا سبب صراع.

20.                 الاستخلاف البيئي والحضاري: الإنسان هو الغاية من خلق الكون، ومسؤول عن البيئة وحمايتها وفق مقتضيات العلم الحديث.

21.                 التكافل في حمل رسالة الإنسان: يجب أن يتعاون الناس جميعًا في مهمات الاستخلاف وإقامة القسط.

22.                 الحق في الحياة والأمان: لا خوف على من آمن وعمل صالحًا، ولا يجوز الاعتداء عليه.

23.                 إمكانية الاتفاق مع أهل الكتاب: على كلمة سواء في التوحيد ورفض التأليه البشري.

24.                 المشترك بين المسلمين وأهل الكتاب كبير: ويجب البناء عليه في التعاون والتعايش.

25.                 التطور الحضاري يدعم التقارب: كثير من أهل الكتاب يقتربون من المفاهيم الإسلامية اليوم.

26.                 الولادة في الإسلام تكليف لا تشريف فقط: المولود مسلمًا لا يعفى من التكليف، بل يتحمل ميثاقًا غليظًا.

27.                 رفض العنف في نشر العقائد: لا يجوز نشر الدين بالقهر أو الترويع، بل بالقدوة والكلمة الطيبة.

28.                 مقاومة الإفساد وتعظيم التعمير: من واجبات كل البشر التعاون في البناء ومحاربة التخريب.

29.                 القتال له شروط صارمة: لا يكون إلا لردّ عدوان بيّن، وليس لأهداف استعمارية أو اقتصادية.

30.                 إرساء العدل والبرّ في العلاقات الدولية: يجب أن يسود التعاون، ويُعان الضعيف، ويُنصف الفقير.

31.                 التكاتف في مواجهة الكوارث: مسؤولية جماعية.

32.                 المشاركة في عمارة الكوكب: واجب الجميع.

33.                 الدفاع عن كرامة الإنسان عالميًا: بلا اعتبار للدين أو العرق أو الجغرافيا.

34.                 عالمية الرسالة الإسلامية: الإسلام دين عالمي يسعى لإحقاق الحق لا الهيمنة.

35.                 بناء أمة حاملة للقيم لا دولة توسعية: الغاية إعداد أمة تمثل النموذج القيمي الأعلى.

36.                 قابلية الأمة المسلمة للاندماج الإيجابي: الأمة المسلمة قد تكون في أي كيان، وتسعى للتعايش لا الصراع.

 

إن هذا المقصد الخامس يُمثل البعد التمدني الكوني في دين الحقّ، وهو الذي يُفعّل ما تختزنه الإنسانية من استعدادات عليا، ويُطوّر علاقاتها الداخلية والخارجية على نحو يفضي إلى التكامل الخلاّق والتنافس في الخيرات بدلًا من التصادم المدمّر. وهو تعبير عن رحمة الدين وختم النبوة وشمولية الرسالة التي جاءت لتكون هدى ورحمة للعالمين.

*******