للذات
من حيث هي خصائصها اللازمة، والتي هي سارية في أسمائها وسماتها، ولازمة لها،
ومنها:
1.
الوجود الذاتي Self-existence
غير المسبوق بأي وجود، وغير المسبَّب بأي سبب، فلا مصدر له، ولم يولد من وجود
سابق، ولم ينتج عنه موجود مثله، فهو لَمْ يَلِدْ، وَلَمْ يُولَد.
2.
الكائنية
المطلقة (الوجود المطلق) Absolute existence
أو الكينونة المطلقة Absolute being، فلا يتقيد بأي شيء.
3.
الغنى الذاتي،
والذي يتضمن الاكتفاء الذاتي التام Perfect
self-sufficiency.
4.
الحسن
المطلق Absolute
beauty، وهو الذي يُعبَّر عنه بالكمال المطلق Absolute
Perfection، ولكن مصطلح الكمال المطلق يتضمن أنه سبحانه لا يتغير عمَّا هو عليه He is unchangeable in his being،
فمن هو في ذروة الكمال لا حاجة به إلى التغير، ولن يتغير إلا إلى نقص، وهذا محال.
5.
اللانهائية Infiniteness،
وهي مرتبطة بأن له الوجود المطلق، وهي ممتدة في كل الأبعاد السماتية.
6.
العلوّ
المطلق Absolute transcendence على الأكوان، وهو المصحوب بالتعالي المطلق على كل شيء وعلى
الكائنات بكافة أنواعها من حيث الهوية والماهية، فهو فوق الكائنات الخلقية
والأمرية، وهو مفصَّل بالعلو المقترن بالعظمة، وهو للذات، وكذلك بالعلو المقترن
بالكبر والكبرياء، وهو للدرجة والمرتبة.
7.
العلوّ
المطلق والتعالي المطلق على الزمان، فالزمان من مخلوقاته المقدرة ومقتضياته، وهو
مرتبط بعالمه، ومخلوق معه، فلا يحكم على الله تعالى بشيء، فليس لله تعالى بداية،
ولا نهاية، ولا يمر عليه زمان متتابع، وهذا لا يعني أي انعزال عن العوالم التي
يجري فيها الزمان، فهو لا يتقيد بذلك أيضًا لطلاقته، فهو يحيط بكل الأكوان بما
فيها من وقائع وأحداث زمنية، وعمله فيها دائم ومستمر، وهذه الخاصية يمكن التعبير
عنها بالأزلية السرمدية الأبدية، وهو أيضًا الأول، فتقدمه مطلق على كل شيء، وهو
أصل كل شيء، وإليه المنتهى ومرجع كل شيء.
8.
العلوّ
المطلق والتعالي المطلق على المكان وعلى تحديداته ولوازمه، فالمكان من مخلوقاته
المقدرة ومقتضياته، وهو مرتبط بعالمه، ومخلوق معه، فلا يحكم على الله تعالى بشيء،
وهذا لا يعني انعزاله عن الأكوان وإطاراتها المكانية، فهذا من التقييد المضاد
للطلاقة، ولكنه يعني حضوره الذاتي مع كل الكائنات، وإحاطته المطلقة بالكائنات، وهذا
بالطبع لا يعني أنه في مكان.
9.
العظمة
المطلقة Absolute greatness، والواسعية المطلقة Absolute
immensity.
10.
القرب المطلقAbsolute nearness ،
فهو القريب قربًا مطلقًا من كل مخلوقاته، يسْمَعُ
سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم، وهو
يعني أيضًا الحضور الذاتي، المعية العامة Immanence، فهو مع مخلوقاته، وهو قيومهم، وذلك دون أن يتقيد بهم، ولا
بأزمنتهم وأمكنتهم، فله الحضور الذاتي الكلي الشامل Omnipresence ، وهذا الحضور الذاتي مرتبط بفعاليته المطلقة، فكل شيء في الكون
مهما كانت طبقته الوجودية هو من نواتج أفعاله.
11.
الثبات المطلق
على ما هو عليه Immutability, absolute constancy،
وهذا يعني أنه لا سبيل إلى تغيير حقيقته أو كنهه أو سماته، كما يعني أن ذاته ليست
مجالا لأفعاله التأثيرية.
12.
البساطة المطلقة
Absolute
simplicity، فهو ليس مكونا من أجزاء أو أجهزة أو أعضاء
وإلا لسبقت مكوناته وجوده وللزم ما يؤلف بينها، وهذا يتناقض مع كل ما سبق ذكره،
ولهذه الخاصية ارتباط بالصمدية، فكل سماته هي لكل ذاته، ولا يتميز في كيانه شيء عن
شيء، فالبساطة المطلقة تتضمن التجانس المطلق Absolute
homogeneity.
13.
العلو المطلق
والتعالي المطلق فوق المدارك والإدراكات والملكات الذهنية والمفاهيم والمعاني
والتصوراتAbsolute
incomprehensibility، وهذا يعني أن له الغيب المطلق، وأنه هو السرّ المطلق Absolute
mystery، فلا سبيل إلى إدراك كنهه أو حقائق ذاته أو
أسمائه، وإنما يمكن فقط إدراك آثار ذلك ومحاولة عمل استقراء بالاستكمال الخارجي Extrapolation،
وهي محاولة غير مجدية، فمثل هذا الاستقراء هو مجرد عملية تقريبية في عالمه فقط،
ولا يجوز تطبيقه على عالم الغيب المطلق.
14.
اللطف
الكياني، هذا اللطف لا يوجد من الكلمات الإنجليزية ما يعبر عنه تعبيرا دقيقا، وإن
كان يمكن استعمال الكلمتين Absolute
incorporeality or Transcendent spirituality
على سبيل التقريب، ولكنا نفضل استعمال كلمة لطف العربية كما هي، لذلك نستعمل Absolute
lutf، والخاصية تعبر عن كيان لا كثافة فيه بأي
وجه من الوجوه، بحيث تبدو الروح Spirit والمعاني شديدةَ الكثافة مقارنة به، وكذلك يعبر عن كيان لا خاصية
مادية له بأي وجه من الوجوه، وبالتالي فلا يمكن أن يتأثر كيانه بأي كيان آخر ولا
ينجذب إلى أي كيان آخر، فهو مرتبط بالغنى الذاتي التام والتحرر التام والهيمنة
التامة، فهو اللطف الذي يتعالى علوا لانهائيا على اللطيف المقابل للكثيف، ولذلك
فله التحكم المطلق في كل الكثائف واللطائف Subtleties.
15.
الإحاطة
المطلقة بالزمان والمكان والأكوان، وهي إحاطة ذات أبعاد لانهائية، وتتضمن سريان
سننه على الكائنات سريانا تاما.
16.
القدوسية
المطلقة Absolute holiness, Impeccability، التنزه المطلق عن النقص ولوازمه العدمية، وهذا مرتبط بخاصية
الكمال المطلق من حيث الأمور المعنوية.
17.
الحقانية
المطلقة Absolute
truth, absolute reality، وهذا مرتبط بأن له الوجود المطلق، ولذلك
فكل ما هو له هو حق، ومتعالٍ علوا مطلقا فوق ما لغيره، وكلامه صدق، ووعده حق.
18.
الحسن المطلق Absolute
beauty, absolute goodness، وهو سمة ذاتية كيانية، بل هو عين حقيقة
الذات الإلهية، وهو عين الكمال المطلق، وهذا يعني أن كل سماته هي تفاصيل هذا
الحسن، وأن كل سمة منها تتسم بالحسن، كما يعني أنه المصدر الأوحد للحسن والكمال في
الوجود وأنه المصدر الأوحد للقيم والمعاني النبيلة
He is the absolute standard of
good, beauty and values، وذلك يتضمن أيضا شمول الخيرية والإحسان Omnibenevolence.
19.
الأحدية
الصمدية (Al-Aḥadiyyah
al-Ṣamadiyyah)،
وتتضمن معاني التماثل المطلق absolute
symmetry
، والتماسك المطلق absolute
coherence ، والتجانس المطلق absolute
homogeneity ، والاكتفاء الذاتي المطلق absolute
self-sufficiency ، فلا يمكن أن يُضاف إلى الذات شيء أو ينبثق
عنها شيء، ويترتب عليها الاتساق السماتي المطلق، وذلك لكون السمات كلها تفاصيل
ولوازم سمة واحدة هي الحقيقة الإلهية، وهي الحسن المطلق The
absolute beauty، فمنظومة السمات الإلهية هي منظومة متسقة اتساقا كاملا ومتماسكة Perfectly self-consistent and coherent، وهذا يعني أن كل الأسماء تعمل باتساق تام، فلا يجوز إبطال
العدالة والحقانية والصدق لتأكيد سمة الملك، ولا يجوز إبطال الحكمة لتأكيد الغنى
والقدرة، ولا يجوز إبطال كل السمات لتأكيد التنزه والوحدة.
20.
الإلهية المطلقة
Absolute
divinity، وهي السمة التي تفصيلها كل السمات التي يحق
بها له على عباده أن يعبدوه، والتي توجب عليهم ذلك حتى يتحقق لهم كمالهم المنشود.
21.
الرحمانية، من
الاسم ٱلرَّحۡمَٰن، وهي السمة التي تتضمن كل صلاته التي يقيمها مع مخلوقاته، فهي
تقتضي الحفاظ على وجود الأكوان ونظامها ومكوناتها، كما تقتضي العناية الخاصة
بالكائنات المخيرة، والعناية الأخصّ بمن يختارون أن يتسقوا مع سننه الخاصة
بالكائنات المخيرة، والكلمة الإنجليزية Divine
providence تعطي شيئًا من معناها.
22.
الحكمة الشاملة
الكاملة، وتتضمن معاني كثيرة، فهي سمة شاملة Overarching
attribute، ومن تمثلاتها الغائية Teleology
والارتباطات الموجبة المسماة بالسببية والعلاقات والصلات ... relations,
links, connections، كما أنها من السمات الرئيسة التي تقتضي
السنن بكافة أنواعها والأحكام.
23.
السيادة المطلقة
Absolute
sovereignty،
وهي تتضمن الهيمنة المطلقة والتحكم المطلق والمشيئة المطلقة، فلا يُسأل عمَّا
يفعل، ولا رادّ لقضائه ولا معقب لحكمه، ولا يوجد ما يمنع سريان سننه، يؤثر، ولا
يتأثر He
influences and is not influenced .
24.
الربية المطلقة، وهي سمة واحدة إليها مرجع أمر كل
الكائنات، فبتلك السمة يربُّ كل كائن؛ فهو يملكه ويمدُّه بما يحفظ عليه أسباب
وجوده ويرعاه ويربيه ويزكيه وينميه ويحميه ويعطيه ما يوافق استعداده، ويأخذ
بناصيته ليحقق به ما خُلق له وليصل به إلى كماله المنشود، فهو الاسم الأقرب إلى الإنسان
من نفسه وذاته، لذلك كانت إليه أكثر أدعية الصالحين ومن اتبعوهم بإحسان.
25.
الواحدية
المطلقةAbsolute
oneness ، فمن انفرد بكل ما سبق لا يمكن أن يشاركه
أحد في شيء حقيقي.
وكل
هذه الخصائص متسقة مترابطة.
*******
*******
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق