الخميس، 25 سبتمبر 2025

خصائص السمة الإلهية

 

خصائص السمة الإلهية


الأسماء الإلهية الحقيقية هي الأسماء الوجودية، وكل اسم وجودي هو الذات من حيث سمة إلهية، هي من تفاصيل الكمال الإلهي المطلق، فالاسم يتميز عن غيره بهذه السمة، هذه السمة هي ما يدرك الإنسان بعض آثارها فيسميها بالصفة، والاسم الإلهي يتعالى تعاليا مطلقًا عن وصف الناس أو أي كائن له، ولذلك نزه الله تعالى نفسه عمَّا يصفون.

وللسمة الإلهية في عالم السمات مقتضيات ما هو للذات من لوازم وخصائص، فهي تفاصيل حسن وكمال الذات، وتتجلى هذه الخصائص في عدة أبعاد أساسية، تتضافر لتظهر صورة السمة الإلهية في أسمى مستوياتها:

1.         الوجوب (Factual Necessity / Existential Necessity):
السمة الإلهية واجبة الوجود بذاتها، غير محتاجة إلى سبب أو مسبِّق، ولا يمكن تصور عدمها، فهي ضرورية الوجود لكونها من مقتضيات الذات الإلهية، وكأنها تجسيد لوجود الذات ذاته في عالم السمات.

2.         الذاتية والأصالة (Selfhood / Originality):
كل سمة إلهية تمتاز بكونها صادرة من الذات بذاتها، غير مقلدة أو منقولة، أي أنها أصلية في كيانها ومستقلة في وجودها، تعكس الذات بلا وسيط أو واسطة، وهي تعبير صريح عن استقلال الذات الإلهية المطلق.

3.         الإطلاق (Absoluteness):
السمة الإلهية مطلقة في كل ما تمثله من معاني وحقائق، غير مقيدة بزمن أو مكان أو سبب، ولا تنطبق عليها قيود المخلوقات، فهي حرّة في كمالها ومقتضياتها، وتستمر على حالتها بلا حد أو توقف.

4.         الثبات (Immutability):
السمة الإلهية ثابتة في طبيعتها وخصائصها، لا تتغير ولا تتحول، فهي خالدة في كمالها، بحيث لا يمكن أن يطرأ عليها أي نقصان أو زيادة، ولا يمكن أن تطرأ عليها أي صفة مغايرة لطبيعتها، فالتحول فيها محال ومتناقض مع لزوم الذات وكمالها.

5.         اللانهائية (Infiniteness):
تمتد السمة الإلهية بلا حدود، في كل الأبعاد المعنوية والسماتية، فهي غير محدودة بزمن أو مكان، ولا تقاس بأي مقياس مخلوق، وتنعكس هذه اللانهائية في شمولها لكل المظاهر الممكنة للخير، والكمال، والقدرة.

6.         الكمال المطلق (Absolute Perfection):
كل سمة إلهية تمثل ذروة الكمال في مجالها، فهي متكاملة في ذاتها، متناسقة في مقتضياتها، لا تحتاج إلى ما يزيدها أو يطورها، بل كل ما يصدر عنها متقن ومتوافق مع طبيعتها، والكمال المطلق هو عين الحسن المطلق.

7.         العلو المطلق (Absolute Transcendence):
السمة متعالية على كل ما دونها من الأكوان والمخلوقات، فهي لا تتأثر بأي شيء خارجها، ولا يمكن أن يقاس عليها أي خلق، فهي فوق كل تحديد أو مقارنة، ومتجاوزة لكل مظاهر النقص والقيود.

8.         العلو على الإدراك والإحاطة (Incomprehensibility):
السمة الإلهية تتعالى على كل إدراك بشري أو مفاهيمي، فهي غيب مطلق بالنسبة للعقل المخلوق، ولا يمكن استيعاب كنهها تمامًا، بل يمكن إدراك آثارها فقط في العالم المخلوق من خلال السنن الإلهية والأحكام الظاهرة.

9.         الإحاطة المطلقة (Omnipresence in Attributes):
تمتد مقتضيات السمة لتشمل كل شيء من حولها، فكل ما يصدر عنها يمتزج بالكون بلا انفصال، وهي تعمل بسريان تام ومتواصل، بحيث يكون كل ما حولها انعكاسًا لإحاطتها الكاملة.

10.     القداسة (Holiness / Impeccability):
السمة مطهرة من كل نقص أو قيد مخلوقي، فهي متعالية عن أي عيب أو محدودية، متجردة عن كل ما هو دونها، ومن هذه القداسة ينبثق انتظام السنن الإلهية وتناغم الأفعال الإلهية.

11.     البساطة المطلقة (Absolute Simplicity):
السمة غير مركبة من سمات فرعية، وإن كان بالإمكان تفصيل مقتضياتها إلى مظاهر عديدة، فهي واحدة في جوهرها، متجانسة في صفاتها، ولا يمكن أن يقال عنها إنها مكونة من أجزاء متفرقة.

12.     الواحدية (Oneness):
تتسم السمة بالوحدة التامة، فلا شريك لها ولا مثيل، وكل ما هو دونها لا يمكن أن يشاركها شيئًا في كمالها أو خصائصها الجوهرية، فهي فريدة في كل ما تمثله.

13.     الانسجام والاتساق المطلق (Perfect Consistency and Coherence):

فمنظومة السمات الإلهية هي منظومة متسقة اتساقا كاملا ومتماسكة Perfectly self-consistent and coherent، وهذا يعني أن كل الأسماء تعمل باتساق تام، فلا يجوز لأحد التفريق بينها، ولا إبطال واحدة لتأكيد أخرى، فلا يجوز إبطال العدالة والحقانية والصدق لتأكيد سمة الملك، ولا يجوز إبطال الحكمة لتأكيد الغنى والقدرة، ولا يجوز إبطال كل السمات لتأكيد التنزه والوحدة.

*******

*******

*******

هناك تعليق واحد: