الاثنين، 22 سبتمبر 2025

الأقوال المختلفة في مسألة الشفاعة

 

الأقوال المختلفة في مسألة الشفاعة


المعتزلة

1.   أنكروا الشفاعة في إسقاط العقاب عن أصحاب الكبائر يوم القيامة، لأنهم يرون أن مرتكب الكبيرة مخلّد في النار إن مات بلا توبة.

  1. يرون أن الشفاعة خاصة برفع الدرجات وزيادة الكرامات للمؤمنين الطائعين فقط.
  2. الحجة: العدل الإلهي يقتضي أن لا يُعفى من العقاب من استحقه، لأن في ذلك نقضًا للوعد والوعيد.
  3. يؤولون النصوص الواردة في الشفاعة لمصلحة أهل الكبائر بأنها تخص المؤمنين الصالحين فقط.

 

الأشاعرة

1.   يثبتون الشفاعة للنبي ﷺ ولغيره من الأنبياء والأولياء في أهل الكبائر من المسلمين.

  1. الشفاعة عندهم تخرج العصاة من النار أو تمنع دخولهم إليها، ما داموا ماتوا على الإيمان.
  2. يستدلون بالآيات: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}، ومرويات الصحيحين عن الشفاعة الكبرى يوم القيامة.

 

الماتريدية

1.   موافقون للأشاعرة في تقرير الشفاعة للنبي ﷺ ولغيره من الأنبياء والأولياء والعلماء بإذن الله.

  1. يقولون: الشفاعة لا تعني نقض الوعد، بل هي مظهر للرحمة الإلهية، والله قد وعد بها في النصوص
  2. يرون أن صاحب الكبيرة تحت المشيئة: قد يُعذّب، وقد يُعفى عنه بالشفاعة

 

السلفية

1.   يثبتون الشفاعة كما وردت في الكتاب و(السنة) بلا تأويل.

  1. يرون أن النبي ﷺ يشفع في أهل الكبائر من أمته، وأن الله يقبل شفاعة المؤمنين والملائكة أيضًا.
  2. يؤكدون أنها لا تكون إلا بإذن الله ولأهل التوحيد فقط.
  3. يؤمنون بشفاعة كبرى للنبي ﷺ لفصل القضاء.
  4. وبشفاعة للمؤمنين والعصاة في النار.
  5. وبشفاعة لإخراج الموحدين من النار.

 

الشيعة الإمامية (الاثنا عشرية)

1.   يثبتون الشفاعة للنبي ﷺ والأئمة من أهل البيت، ويجعلونها من معتقداتهم الأساسية.

  1. تشمل رفع الدرجات وغفران الذنوب، حتى الكبائر، لمن كان على ولاية أهل البيت
  2. يربطونها بالولاية: فمن لم يكن على ولاية الأئمة لا تنفعه الشفاعة.

 

الزيدية

1.   قريبون من المعتزلة: ينكرون الشفاعة للعصاة من أهل الكبائر.

  1. يثبتونها فقط في زيادة الثواب ورفع الدرجات لأهل الطاعة
  2. يعتبرون القول بالشفاعة للعصاة مدخلًا للتساهل بالذنوب.

 

 قولنا:

1.     الشفاعة ثابتة بنصوص قطعية، لكن حقيقتها أعمق مما قرره المتكلمون

2.     الشفاعة هي أصلا فعل إلهي، وهي تعبير عن المعية الإلهية الخاصة؛ معية النصر والتأييد.

3.     الشفاعة جزء من النظام الكوني المحكوم بالسنن الإلهية الكونية، وهي تفاعل بين طرفين ينتفع فيه الأدنى بما لدى الأعلى من علم وقدرة على التزكية والتأثير الإيجابي.

4.     الشفاعة ليست مجرد حدث في يوم القيامة، هي متحققة في الدنيا والآخرة، وأعظم ظهور لها في الآخرة.

5.     كل من انتفع بالتأثير الإيجابي لاسم إلهي يكون هذا الاسم قد شفع فيه.

6.     كل من انتفع بالرسالة المحمدية يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد شفع فيه بقدر هذا الانتفاع.

7.     كل شفاعة من عبد صالح من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هي من تفاصيل شفاعته الكبرى.

8.     في الدار الآخرة ينكشف لكل إنسان من شفعوا فيه طوال حياته.

9.     هناك شفاعة بالفضل الإلهي في الدنيا والآخرة، لا تخضع لحسابات الناس، والله ذو الفضل العظيم.

10. الشفاعة ليست وساطة بالمفهوم الدارج لإلغاء العقاب.

11. الوساطة بالمفهوم الدارج هي بصفة عامة معصية إلا في حالة الاضطرار.

 

الخلاصة المقارنة

  • المعتزلة والزيدية: ينفون الشفاعة للعصاة، ويثبتونها لزيادة الدرجات.
  • الأشاعرة والماتريدية والسلفية: يثبتونها مطلقًا للعصاة والمؤمنين، لكن بإذن الله وحده.
  • الإمامية: يثبتونها، ويجعلون الأئمة ركائزها الكبرى، وتشمل غفران الكبائر.
  • قولنا: الإثبات، الشفاعة هي أصلا فعل إلهي، وهي تعبير عن المعية الإلهية الخاصة؛ معية النصر والتأييد وهي جزء من النظام الكوني المحكوم بالسنن الإلهية الكونية، وهي تفاعل بين طرفين ينتفع فيه الأدنى بما لدى الأعلى من علم وقدرة على التزكية والتأثير الإيجابي، والأعلى هو اسمٌ إلهي أو آلاته من الصفوة من عباد الله.

*******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق