السبت، 18 يوليو 2015

التكذيب بما أنزل الله من آيات

التكذيب بما أنزل الله من آيات

التكذيب بما أنزل الله من آيات هو لون من الكفر، فهو مضاد للإيمان، وهو يتدرج تنازليا كما يلي:
1.     التكذيب بوجود إله خالق للكون.
2.     التكذيب بإمكانية الوحي أصلا، وهذا يتضمن كفرا ببعض الأسماء والأفعال الإلهية.
3.     التكذيب بكل ما أنزل الله تعالى من الكتب.
4.     التكذيب بالقرءان الكريم.
5.     التكذيب ببعض آيات القرءان الكريم، وهذا ما أجمعت عليه كل المذاهب، وإن اختلفوا فيما يكذبون به.
6.     التكذيب غير المبرر بما أوردته الكتب المنزلة الأخرى وصدقه القرءان أو كان من الممكن أن يندرج في الإطار القرءاني.

إن من كبائر الإثم "التكذيب بما أنزل الله من آيات" وبما أتى به الرسل من بينات، والمكذب بالآيات المستكبر عنها مخلد في النار لأنه مهما عاش سيظل فرحاً بنفسه راضياً عما هو عليه وسيستمر تدهور كيانه الجوهري، والتكذيب ليس كالشك وإنما هو ما يترتب عليه فعل متعمد مثل محاولة تشكيك الناس فيما جاءهم من البينات.
والتكذيب بالآيات يتضمن بالطبع التكذيب بالرسل الذين أتوا بها.
والمكذب بآية هو في الحقيقة مكذب بالأسماء الإلهية التي اقتضتها، وكفى بذلك إثماً مبينا، ومن المعلوم أن المذاهب التي حلت محلّ الإسلام مبنية على قواعد بعضها يتضمن تكذيباً صريحا أو ضمنيا بما أنزل الله من آيات، هذا فضلا عن تجاهلها للكثير من أسس دين الحق وعناصره وعن إلزامها متبعيها بالإيمان بما أحدثه واضعوها في الدين.
*******
ومن التكذيب بآيات الله تعالى التكذيب بما أنزل الله من آيات وبما أتى به الرسل من بينات وإنكار أن المظاهر الكونية من آيات الله، والشيطان يخدع الناس ويلبس عليهم أمر دينهم ويدفعهم إلى تكذيب آيات ربهم بشتى الحجج والذرائع، والإنسان عادة يتمسك بما ألفي عليه آباءه ويتعصب له، وهو عادة لا يحاول إعادة النظر فيما ورثه من مذهب، وكل المذاهب السائدة الآن والشائعة بين المسلمين تتضمن تكذيباً بآيات الله، وإحداث أي مصطلح في الدين لم يرد في القرءان الكريم يتضمن بالضرورة تكذيباً بآيات الكتاب، وكذلك فإن القول بالنسخ بالاصطلاح المتعارف عليه يتضمن تكذيباً بل كفرا بآيات الكتاب، والمكذب بالآيات المستكبر عنها مخلد في النار لأنه مهما عاش سيظل فرحاً بنفسه راضياً عما هو عليه وسيستمر تدهور كيانه الجوهري، فهو يقطع على نفسه سبل الرقي والتقدم وهو يحسب أنه يحسن صنعا، وهو سيظل يبحث دائما عن الطريق الخاطئ ليسير فيه، ومن هم كذلك سيُستدرج بهم، وسيُمد لهم في الضلال مدا وسيظلون في ظلماتهم يعمهون مهما بدا عليهم من مظاهر النعيم.
والآيات الآتية تبين ما يتعلق بهذه الصفة وكذلك مقتضياتها:
{فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ }الأنعام147  *  {وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ }السجدة20  *  {فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }الزخرف25  *  {فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ }الطور11  *  {وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }المائدة10  *  {فَقَدْ كَذَّبُواْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ }الأنعام5  *  {وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }الأنعام27  *  {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الأنعام39  *  {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ }الأنعام49  *  وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُم بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ}الأنعام150  *  فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يَصْدِفُونَ }الأنعام157  *  {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }الأعراف36  *  {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُواْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ }الأعراف37  *  {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ }الأعراف40  *  {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ }الأعراف146{وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }الأعراف147  *  {سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ }الأعراف177  *  {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ }الأعراف182  *  {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ }يونس17  *  {بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ }يونس39  *  {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ }يونس45  *  {وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ }يونس95  *  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ }الحج57  *  {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَن كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً }الفرقان11  *  {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ }النمل83  *  {حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْماً أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }النمل84  *  {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ }العنكبوت68  *  {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون }الروم10  *  {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ }الزمر32  *  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ خَالِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ }التغابن10  *  {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ حَتَّى إِذَا جَاءتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يَا حَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ }الأنعام31  *  {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ }الأنعام57

إن الآيات تبين ما سيحيق بالمكذب بآيات الله، ومن ذلك:
1.      سيحيق به العذاب الأليم في الآخرة، وستكون صدمته هناك مروعة.
2.      وقد يُستدرج إلى الهلاك العاجل في الدنيا.
3.      سيبوء بالخسران المبين على المستوى الجوهري.
4.      سيكون حسابه عسيرا.
إنه يجب على الإنسان ألا يقطع على نفسه سبل الرقي، وألا يبادر بتكذيب ما لم يُحِط بعلمه.

*******


هناك تعليق واحد: