الثلاثاء، 14 يونيو 2016

الاسم الإلهي المؤمن

الْمُؤْمِنُ
قال تعالى:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ{23}} الحشر
والاسم " الْمُؤْمِنُ" ورد للإشارة إلى سمة يمكن أن تفصل إليها الحلقة الإلهية: "الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ"، فهو بذلك من نسق الأسماء الحسنى المفردة.
لما كان هو سبحانه مصدر السلام بين الكيانات المختلفة فهو أيضا مصدر الأمن والسكينة والطمأنينة؛ فهو بذلك المؤمن كذلك كان منه الأمن ومنه الأمان، فإن قوانينه وسننه وكلماته لا تبديل لها ولا تحويل، فيمكن الركون إليها والثقة بها والاطمئنان إليها، وذلك أيضا لأنه الحق القائم بالقسط الحاكم بالعدل، وهو كذلك يضمن الأمن لمن آمن به ولم يلبس إيمانه بظلم فلم يشرك به شيئا.
وهذا الاسم من أسماء منظومة الرحمة والهدي وهو الذي يتولى أمر من توافق معه بالنصر والتأييد فينجذبون بواسطته إلى من له هذا الاسم، وهذا يلزم كل من أراد أن يتقرب منه أن يتعلق بسبب من أسبابه، وخير ما يمكنه أن يتعلق به هو كتابه الذي جعله هدى ورحمة لعباده.
وكلمة "مؤمن" هو اسم فاعل من الفعل أأمن المتعدي، وهذا الفعل يشبه الفعل "أمَّن" الذي اسم الفاعل منه "مؤمِّن"، فهو يشير إلى أنه مصدر الأمان لمخلوقاته.
ومن هو مصدر الأمن والأمان لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِين ولا يأمر بالعدوان، قال تعالى:
{.... وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِين} [البقرة:190]
وهو لا يحب الخيانة ولا الخائنين، قال تعالى:
{وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِين} [الأنفال:58]
لذلك على الإنسان أن يتأسى بسمات ربه، وأن يكون مصدر الأمن والأمان لمن حوله، أما من جعلوا من أنفسهم مصدر ترويع للآمنين فقد جعلوا من أنفسهم من مظاهر الجحيم، ومن التمادي في الضلال والإساءة لرب العالمين أن يتصوروا أنهم يمكن أن ينالوا رضاه بشيءٍ من ذلك.



*******

هناك تعليق واحد: