السبت، 3 ديسمبر 2016

حوار مع تلميذ ثورجي متدين

حوار مع تلميذ ثورجي متدين

الأستاذ - اعلموا يا أولاد أن 6 + 5 = 11
قاطعه تلميذ صارخا: هذا الكلام خطأ، كيف تروج لهذا الإفك؟
الأستاذ - ماذا تقصد؟ وما هي الإجابة الصحيحة؟
التلميذ - لكي تقدم لنا أية معلومة يجب أن تثبتها وليس أن تلقيها علينا من علٍ، أفق لنفسك، نحن صنعنا ثورة وعزلنا رئيسا.
الأستاذ - أولا أنت لم تترك لي المجال لأثبت ما قلته، ثانيا هل تقترح مثلا أن أجلس حتى لا ألقي عليك المعلومة من علٍ أو أن أجعلك تجلس فوق الطاولة التي أمامك؟ ثالثا لماذا تحتكر لنفسك الثورة وقد كان دورنا فيها أكبر لا محالة من دورك؟ ولماذا لا تلتزم ولو بقليل من الأدب عند الحديث مع أستاذك؟
التلميذ - أي أدب تتحدث عنه؟ هل تسمي استعبادك لنا أدبا؟
الأستاذ - دعنا من ذلك، وصحح لنا المعلومة المذكورة.
التلميذ - لماذا تلقي علينا المعلومة بكل عجرفة؟ لماذا لا تطرحها للنقاش العام؟ ألم تسمع عن الديمقراطية؟
الأستاذ - الحقائق لا تُطرح للنقاش العام وإنما يتعلمها الإنسان ويتعايش معها وينتفع بها، أجب عن السؤال!
التلميذ - الإجابة هي 14
الأستاذ - إجابة خاطئة.
التلميذ - بل صحيحة.
الأستاذ - وما دليلك؟
التلميذ - كلنا يقول بذلك، أليس كذلك يا شباب؟
تعالت صرخات، نعم هي كذلك، يسقط الاستعباد!
انتظر الأستاذ حتى هدئوا قليلا ثم قال: لماذا جئتم إلى هنا؟
التلميذ - لنتعلم ونحصل على الشهادة
الأستاذ - وهذا ما أقوم به الآن، فأنا أمارس ما هو منوط بي من مهام!
التلميذ - بل أنت أجير عندنا، مرتبك هو من أموالنا، إذًا يجب أن تسمع لنا
الأستاذ - مرتبي لا آخذه منكم، ولست أجيرا عندكم، كيف أكون أجيرا عندكم وأنا الذي أقيِّمكم فأنجِّح بعضكم وأسقط البعض الآخر، بل ربما أحكم بأن بعضكم لا يصلح لتلقي العلم أبدًا فيتم فصله؟ أنا أستاذ في هذه المؤسسة وفي هذا البلد.
التلميذ - نحن جئنا لنتعلم في هذه المؤسسة وليس منك!
الأستاذ - المؤسسة هي كيان اعتباري مكون من كل العاملين فيها.
التلميذ - يجب أن يتم تعيين الأساتذة والمعلمين بالانتخاب منا نحن الطلبة!
الأستاذ - هل إذا مرض والدك تقومون بعمل انتخابات بين عامة الناس لتنتخبوا أحدهم ليعالجه أم تحاولون الذهاب إلى أحسن طبيب متاح لكم؟
التلميذ - أتقول إننا مرضى؟
تعالت الهتافات: لسنا مرضى! لسنا مرضى!!
التلميذ - أنت تتمادى في إهانتنا!
الأستاذ - أنت تحتاج الطبيب ليحاول أن يعيدك بالكاد إلى الحالة التي كنت عليها، بينما التعليم يضيف إليك ويجعلك أفضل ويؤهلك لعمل ستظل تنتفع به طوال عمرك وتحصِّل به رزقك وتستطيع بذلك أن تكوِّن لك أسرة! أليس كذلك؟
التلميذ - وما هذه الأقوال الدينية التي تكتبها على صفحتك؟
الأستاذ - وما شأنك أنت بها؟
التلميذ - وهل تعتقد أننا سنتركك تروج لمذهبك؟
الأستاذ - ليس لي مذهب، وليس من حق غرّ مثلك أن يحاسبني على ما أقول!
التلميذ - لماذا تعادي المشروع الإسلامي؟
الأستاذ - وهل سجلتم الإسلام باسمكم في الشهر العقاري؟
التلميذ - إسلامنا هو الإسلام الصحيح، وكل ما سواه هو باطل وضلال وأخطر من اليهودية والنصرانية!
الأستاذ - في الحقيقة لا يوجد أخطر منكم على الإسلام والمسلمين بل على البشرية جمعاء.
التلميذ: بل قل إنك من أصول عسكرية!
تعالت هتافات ضد حكم العسكر.
قام التلميذ وشرع في تمرير ورقة على زملائه ثم جاء بها إلى الأستاذ.
التلميذ: لقد أهنتنا جميعا ونطالبك باعتذار مكتوب فضلا عن مطالب أخرى ستجدها في هذه الورقة!
الأستاذ - هل هذه هي مطالبكم؟؟
تعالى الصياح: نعم، نعم، ونحن متمسكون بها جميعا!
شرع الأستاذ في تمزيق الورقة ثم ألقاها في سلة المهملات! ثم قال: هذا هو اعتذاري المكتوب!
وُجِم التلاميذ وانتابتهم حالة من الذهول!  
قال الأستاذ بحزم: ليخرج من هنا فورًا كل من لا يريد أن يتعلم!
خرج التلميذ المشاغب وهو ينظر إلى أستاذه شزرا، وخرج معه بعض من هم على شاكلته، تردد الآخرون، حاولوا الاستمرار، ولكن جاء التلميذ طالبا منهم الانصراف بحزم، استجابوا له! أخذوا يهتفون بالخارج إلى أن بُحَّت أصواتهم!
ولكن لم يتكرر هذا الموقف من بعد! وانتظمت الدراسة!!!


*******

هناك تعليق واحد: