الاثنين، 5 ديسمبر 2016

التسبيح والتسبيح بالحمد

التسبيح والتسبيح بالحمد
التسبيح

التسبيح هو أمر ديني كبير وركن فرعي من أركان الدين ومن لوازم أركان كبرى، قال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُون}[الأعراف:206]، {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً}[الإنسان:26]، {فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْأَمُون}[فصلت:38]،{وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُون(19) يُسَبِّحُونَ  اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُون}[الأنبياء:20]
إن من يريد أن يكون عند الله فليسبحه وليسجد له، ولا يستكبر عن عبادته، والتسبيح أو التسبيح بالحمد لا يعنى مجرد ترديد صيغ التسبيح، ولكن الإنسان يتفعل ليتحقق بالفعل، فهو يسبح بلسانه مع حضور قلبه مع معاني هذا التسبيح حتى ترسخ تلك المعاني والحالة الوجدانية المترتبة عليها في قلبه ويكتسب بذلك استعدادات جديدة تؤهله لاكتساب المزيد من المعلومات والمشاعر التي يرقي بها كيانه الجوهري، والإنسان إذ يسبح ربه فهو ينزهه عن تصورات الناس فيرقى بذلك المفهوم والعلم الذين لديه عن ربه، وهذا هو أفضل ما يمكن أن يلقي به الإنسان ربه، وبالتسبيح بحمد الله يتوافق الإنسان مع أنغام الوجود وسننه بل مع نبضات قلبه فيعمل كل شيء لما فيه صالحه، فكل شيء يسبح بحمد الله، ولما كان للإنسان النطق باختياره كان عليه أن يسبح بحمد ربه باختياره وبوعيه وبإدراكه كما تسبحه بطريقة آلية كل ذرة من جسمه والماء الذي يشربه والهواء الذي يستنشقه.

*****
التسبيح بالحمد
التسبيح بالحمد هو أمر ديني كبير وركن فرعي من أركان الدين ومن لوازم أركان كبرى قال تعالى:
{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً }النصر3، {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ}، {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً }الفرقان58، {إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ }السجدة15، {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ}غافر55، {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}ق39، {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ }الطور48.
وبالنسبة لقوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} فإن مجرَّد وجود أي كائن وسيره وفق قوانين الله وسننه هو تسبيح بحمد ربه، فذلك التسبيح والذي يعني سعي كل كائن طوعا إلى ربه هو الذي يحفظ على هذا الكائن وجوده، ويُظهر أيضا من كمالات الله ما ينطق الألسنة بالثناء عليه، فإذا نظرنا مثلاً إلى أبسط الأشياء المادية وألطفها وهو الضوء فإن الجسيمات المكونة له وهي الفوتونات لابد أن تكون سابحة بسرعة الضوء وإلا لما كان هنالك ضوء أصلاً، فتلك الحركة هي عين تسبيحها بحمد ربها ولولاها لزالت، وبالنسبة للإلكترون مثلاً فإن مظاهر تسبيحه بحمد ربه هي حركته الغامضة والمعقدة في الذرة فهي التي تحفظ عليه وجوده، ولولاها لهوى على النواة واتَّحد بمكون من مكوناتها ولما كانت هنالك ذرة أصلاً ولزال العالم المادي، وكذلك تغيرات الكيانات النووية في عالمها الخاص، وكذلك حركة الأرض المعقدة، وهي التي تحفظ عليها وعلى كل من يحيا في كنفها بقاءه ووجوده، والهرة التي هي مبرمجة بحيث تسعى في مصالح صغارها وتتحمل في سبيل ذلك الظروف المعيشية الصعبة والعدوان المستمر من الكائنات الأخرى ولكنها تقاتل بشراسة من أجل بقائها وبقاء نوعها، فهي بسعيها هذا مسبحة بحمد ربها، فتسبيح الكائنات بحمد ربها هو من مقتضيات هذا الاسم وذلك التسبيح بحمده هو الصلاة التي ترفعها كل الكائنات إليه.
وعلى الإنسان من حيث أنه كائن مخير أن يسبح بحمد ربه بقوله وعمله، فعليه أن يجعل من حياته تسبيحا بحمد ربه، فينزه الله تعالى بها ويظهر تفاصيل كماله وحسنه.


*******

هناك تعليقان (2):

  1. سبحانك لاعلم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم

    ردحذف
  2. سبحانك لاعلم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم

    ردحذف