أمهات المؤمنين
يعتقد أتباع
الدين الأعرابي الأموي أن النص على أن أزواج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ هن أمهات المؤمنين يعني التصريح
لهم باختلاق طبقة أخرى من الآلهة التي يعج بها هذا الدين الشركي، وهذا بالطبع غير
صحيح، فدين التوحيد لا يمكن أن يتضمن أدنى قدر من الشرك، فالآية تقول:
{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ
أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ
أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ
إِلاَّ أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي
الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الأحزاب:6]
هذه الآية جاءت في إطار تعليم قوم الرسول الآداب
اللازمة تجاهه، خاصة وأن أكثرهم كانوا لا يعلمون شيئا عن آداب التعامل مع البشر
فضلا عن الرسل، والآية التالية توضح بما فيها من الأمر والنهي سلوكهم مع الرسول
الذي كان يتسم بالحياء الذي يمنعه من تذكيرهم بما يلزم من الآداب:
{يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلاَّ أَن
يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا
دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ
لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ
وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا
فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ
وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلاَ أَن
تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ
عَظِيمًا} [الأحزاب:53]
فهل يستطيع أحدكم أن يجد راحته في بيته وهو معرض لأن
يقتحمه عليه في أي وقت أجلاف الأعراب ليأكلوا وليشربوا وليروا زوجتك وليأكلوا معها
من إناء واحد وليسمعوا ما يدور من حديث في بيتك وليتجاذبوا أطراف الحديث فيما
بينهم؟ وقد أخرج البخاري وابن جرير وابن مردويه عن أنس قال: قال عمر بن الخطاب يا
رسول الله يدخل عليك البر والفاجر!!! عمر بن الخطاب هو الذي قال ذلك!!! وأخرج
البخاري في "الأدب" والنسائي من حديث عائشة أنها كانت تأكل معه عليه
الصلاة والسلام وكان يأكل معهما بعض أصحابه فأصابت يد رجل يدها فكره النبـي صلى
الله عليه وسلم ذلك فنزلت هذه الآية على ما أخرج ابن سعد عن أنس سنة خمس من
الهجرة.
وقوله تعالى: {ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ
وَقُلُوبِهِنَّ} يعني أنهن أنفسهن لم يتحولن إلى آلهة أو إلى ملائكة، فهن كنَّ في
حاجة إلى أن يُسدل ستار (حجاب) بينهن وبين سائر الناس في بيت الرسول وأن يقرن في
بيوتهن، وكان الناس في حاجة إلى ذلك أيضا.
ومن المعلوم أن أحد (الصحابة الأجلاء) كان قد تعهد أن
ينكح السيدة عائشة من بعده!!! فهو لم يراع مقام الرسول ولا مشاعره كإنسان عربي،
وعلى الناس أن يتفكرا فيما كان من الممكن أن يحدث لولا نزول الحكم بتحريم نساء
النبي على الناس من بعده، كان كل قرشي يتطلع إلى زيادة نفوذه سيحاول الزواج من إحداهن،
وكان سيترتب على ذلك من الفتن ما يمكن أن يودي بالأمة.
فالنص على أن أزواج النبي هن أمهات المؤمنين كان خاصا
بالمعاصرين له، وهو لا يعني أبدًا أنهن أصبحن أمهات من الناحية البيولوجية لكل
المؤمنين إلى قيام الساعة، وهو مفسر بالنص على تحريم الزواج منهن فقط، فلا يعني
مثلا أن ما تركنه مثلا يورث لكل المؤمنين، ولا يعني أبدًا اختلاق طبقة من الآلهة
يجب تقديسها والتسبيح بحمدها ومقاتلة العالم في سبيلها، كما لا يعني أنهن معصومات،
وكون المرأة زوجة للنبي لا يجعلها فوق الدين ولا يلزم الناس بالكفر بآيات القرءان
من أجلها، بل إنه يلقي عليها مسؤوليات جسيمة، ويضاعف عليها تبعات الأعمال، قال
تعالى:
{يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا
(28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ
فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا
نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ
لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ
يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا
مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ
لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ
بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا
(32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ
الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ
الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي
بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا
خَبِيرًا (34)} الأحزاب
ألا يكفيكم يا عبيد الأوثان قوله تعالى {يَا نِسَاءَ
النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا
الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا}؟ لماذا هذا التهديد
الشديد والوعيد إذا كنَّ قد أصبحن بزواجهن من النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ إلاهات أو ربات
أو معصومات؟!
وزوجات النبي لم يكنَّ -بنص القرءان- أفضل نساء عصره من
حيث الإسلام أو الإيمان، قال تعالى:
ولقد قال تعالى: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ
صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ
وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ (4)
عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ
مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ
وَأَبْكَارًا (5)} التحريم
وقد تواترت الأخبار وأجمع المفسرون على أن المقصود في
الآية هما السيدتان عائشة وحفصة، فالآية هي نصٌّ قطعي الدلالة على أنه كان يوجد
نساء أفضل من السيدتين عائشة وحفصة من كافة الجوانب، ومع ذلك فلقد جعلوا السيدة
عائشة خير نساء العالمين!!
ومن الواضح أن خطأ السيدتين في حق الرسول كان فادحا
بحيث استدعى ذلك التهديد والوعيد الشديد!
ولقد علم الناس ما ترتب على عصيان السيدة عائشة للأمر
الإلهي: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ
الْأُولَى}، فقد خرجت دون أي مبرر على وليّ أمر الأمة وسابقها، وكان من أكبر
محرضيها على الخروج ابن أختها عبد الله بن الزبير الذي ربته هي على كراهية أهل
البيت، فحرضها هو على الخروج عليهم، فدفعا معًا من بعد الثمن باهظا.
ولقد ترتب على خروجها أكبر كارثة ضربت الأمة، وربما
الجنس البشري، فلقد اقترف جيشها الفظائع في العراق، فقتل المسلمين وعاث في الأرض
فسادا ثم خاض موقعة الجمل أو بالأحرى مجزرة الجمل التي قُتل فيها الآلاف من خيرة
المسلمين ومن معسكر أهل الحق ومن القرشيين وأنصارهم أيضًا، ولقد ترتب عليها:
1.
القضاء على أمل
القرشيين في أن يظل الأمر دولة بين بطونهم.
2.
القضاء النهائي
على الحزب القرشي، فلم يكن لبقاياه إلا الانحياز إلى أحد المعسكرين؛ أهل الحق أو
أهل الباطل والبغي وعبيد الدنيا.
3.
تضعضع معسكر أهل
الحق، فقد روعهم بالطبع ما حدث من سفك الدماء فارتاب الكثيرون منهم من أمرهم، وبدئوا
في التخاذل غير مقدرين عواقبه، كما أن القبائل التي خسرت الكثير من أبنائها على
أيديهم أصبحت تتحفز للثأر منهم.
4.
كان معاوية هو
المستفيد الأوحد مما حدث، وخلفه بالطبع قطيع هائل من شياطين الإنس والجن، وأصبحت
الثمرات التي يتطلع إليها دانية القطوف، فاكتسب ثقة هائلة وأخذ يخطط بحنكة شديدة
لتحقيق آماله وآمال أمه القديمة.
أما السيدة عائشة فقد قتل جند معاوية أخاها حرقا، ثم
قتلوا من بعد ابن أختها الأثير وصلبوه.
ومع كل ذلك، فقد أصبح تقديس أمهات المؤمنين منصبا على
السيدة عائشة وحدها من بعد أن أغفلوا ذكر زوجات النبي الأخريات عمدا مع سبق
الإصرار، وذلك بمقتضى أن الدين الأعرابي الأموي قائم على تقديس القاتل والمقتول
والجاني والضحية، وذلك حتى يصيب متبعيه بخلل في المنطق والإدراك والمفاهيم.
*******
الأحزاب
28-29
يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً
جَمِيلاً{28} وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ
فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً{29}
إن هذا الخطاب موجه بالأصالة إلى زوجات النبي وبالتبعية لزوجات كل من سار
على دربه من الأئمة والمصلحين والمجددين، وكذلك زوجات كل من تولَّى أمرا من أمور
المسلمين، فيجب ألا يشغلن من نيط به القيام بأمر دين جليل عنه ولا أن يرهقنه من
أمره عسرا، لذلك عليهن ألا يجعلن أكبر همهن الأمور الدنيوية ومتاعها القليل، بل
يجب أن يردن أولاً وقبل كل شيء الله ورسوله والدار الآخرة، والنصّ هاهنا على
الرسول حتى يعملن على تقديم كل سبل العون له كي يقوم بما نيط به من مهام وأن يعلمن
أنه بذلك قد لا يمكنه تحقيق تطلعاتهن الدنيوية كاملة مثل سائر الناس، أما من رأت
أنها لا يمكنها تحمُّل أو تقبل ذلك فلتعلم أنها ليست بأهل لهذه الدرجة الرفيعة ويجب
عندها أن تنسحب من حياة النبي أو الإمام أو المجدد أو ولي الأمر حتى لا تكون عبئا
عليه.
وفي المقابل فإن من اختارت الله ورسوله والدار الآخرة وأحسنت العمل فقد
فازت الفوز المبين وحصلت على الأجر العظيم، ولكن عليها أن تدفع الثمن اللازم لذلك،
وهو ليس بكثير؛ إنه شيء من متاع الدنيا الذي هو بالأصالة قليل، ولقد كانت زوجات
الرسول عند حسن الظن بهنَّ وآثرن الله ورسوله والدار الآخرة.
والآية حجة على كل من حاول هو وزوجاته التكسب بما نيط به من أمور المسلمين،
ولو كان لدى هؤلاء إيمان حقيقي بالدار الآخرة لما اشتروا بها ثمناً قليلا، وقصص
هؤلاء الذين تمرغوا في الدنيا وعبوا من متاعها عبا هي حجة على كل من سيتخذهم
أرباباً مع الله سبحانه.
*****
الأحزاب
30-34
يَا نِسَاء
النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا
الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً{30} وَمَن يَقْنُتْ
مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ
وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقا كَرِيمًا{31} يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ
كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ
فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً{32}
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى
وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ
وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً{33} وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ
آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً{34}
إن نساء النبي أو الإمام أو المصلح أو وليّ الأمر لَسْنَ كَأَحَدٍ مِّنَ
النِّسَاء، فكل النساء يتطلعن إليهن ويتأسين بهن، كما أن كل أعداء الرسالة أو
الدين يتربصون بهن ويحصون عليهن أعمالهن، لذلك اقتضى الأمر مضاعفة العقاب أو
الثواب بالنسبة لهن.
ومن المعلوم أن إحدى نساء النبي قد خالفت عن الأمر القرءاني الصارم بأن
يلزمن بيوتهن وخرجت من بيتها لتقود جيشا ضد ولي أمر الأمة فتسببت في كوارث مروعة
ستظل الأمة تدفع ثمنها باهظا إلى يوم القيامة، وكما قُتل كل من تصدى للدفاع عن
جملها فسيظل يُقتل الكثيرون بسبب سلوكها.
كذلك يجب عليهن التحفظ في سلوكهن وألا ينشغلن بأمور الحياة العامة وألا
يقحمن أنفسهن –بصفة عامة- في الأمور الخاصة بعمل أزواجهن، ومن المعلوم أن امرأة
القائم بالأمر التي تخرج من بيتها وتشغل نفسها بالعمل العام تفتن الناس في كل أمورهم
وتخرجهم عن الجادة، ومن ذلك أن يحاول عبيد الدنيا وكل طامع في متاعٍ دنيوي أن
يتقربّ إليهن، ومن المعلوم أيضا أنه من السهل التأثير على النساء واستهوائهن
واستعمالهن لتحطيم المسئولين أو القادة المنوط بهم مهام خطيرة، لذلك يجب على امرأة
كل مسئول أن تعتزل عملها أثناء تولي زوجها أمرا ما وأن تنال التعويض اللائق، ومهما
كانت قيمة هذا التعويض فإنها ستكون أقل بكثير مما يمكن أن تتكبده الأمة من الخسائر
التي يمكن أن تحيق بالأمة من جراء اشتغال نساء القادة بالأمور العامة، ولقد تسبب
اشتغال نساء بعض الرؤساء في مصر مثل جيهان السادات وسوزان مبارك بالأمور العامة
-دون وجود أي سند قانوني- في كوارث كبرى.
ويلاحظ أنه تم التأكيد على الأمور السابقة قبل ذكر ضرورة القيام ببعض
الأركان المعيارية كإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، ذلك لأن أولويات الأوامر الدينية
الخاصة بكيان إنساني وكذلك أوزانها النسبية تتغير دائما بالنظر إلى الوضع الخاص
به، فأولويات الأركان وأوزانها تتغير بالنسبة إلى ولي الأمر مثلا، إذ تتضاعف أهمية
ركن معاملة الناس وفق الأوامر الشرعية (الحكم بالعدل، القيام بالقسط، أداء
الأمانات إلى أهلها، الشورى في الأمر....)، فمن لا يجد في نفسه القدرة على
الانشغال بأمور الناس ومن لا يجد فيها ما أصبح يُعرف بالذكاء الاجتماعي ولا متانة
البنيان النفسي ولا القوة ولا الصبر ولا الحلم فمن الأفضل له ألا يلي شيئا من أمور
الناس.
***
إن
الآية رقم 33 تبين الحكمة من الأوامر المشددة الخاصة بأهل البيت، ويلاحظ أن كل
أوامر الدين كما نص الكتاب ليس المقصود منها جعل حرج ما على الناس أو وضع الإصر
والأغلال عليهم وإنما تطهيرهم، قال تعالى: {مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ
عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ
عَلَيْكُمْ}، ويلاحظ أن تشديد الأمر اقتضى تأكيد إرادة التطهير، وليس بصحيح ما
زعمه الشيعة من أن نساء النبي لسن من المخاطبات في هذه الآية؛ أي لسن من أهل البيت
الموجه إليهم الخطاب فيها، في حين أنهم يزعمون أن بعض الأئمة المعاصرين الآن هم من
أهل البيت، فاستخدام الميم بدلا من النون في الآية ليس لاستبعاد نساء النبي وإنما
لأن الآية تشمل غيرهن معهم؛ فهي تشمل كل من ارتبط بدرجة قرابة بشرية معتبرة إلى
الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله
وسَلَّمَ، ولقد جاءت الآية في سياق توجيه الخطاب إليهن، لذلك
فإن استبعادهن من قبل الشيعة هو العجب العجاب، وإذا كان الشيعة يكرهون السيدة
عائشة لمواقفها المعروفة من الإمام علىّ عليه السلام والتي ندمت عليها وعرفت من
بعد عواقبها ودفعت ثمنها في حياتها فما هو ذنب باقي أمهات المؤمنين؟ والآية لا
تتضمن مزية مجانية لأهل البيت، بل هي تبيِّـن لهم علة تشديد الأوامر عليهم.
ولقد
قالت الملائكة لزوجة إبراهيم عليه السلام: {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ
اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ
حَمِيدٌ مَّجِيدٌ} هود73، فرغم أن الخطاب كان موجها لها أصلاً، إلا إن الخطاب من
بعد شمل كل أهل بيت إبراهيم عليه السلام بما فيهم هو، لذلك خوطبوا بضمير جمع
المذكر، ولا يجوز هاهنا استبعاد زوجة إبراهيم عليه السلام التي كان الخطاب موجها
إليها أصلا.
ويلاحظ
أن كل نساء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ كن مأمورات بأن
يذكرن ما يتلى في بيوتهن من آيات الله والحكمة، وبالتأكيد فإنهن قد أطعن الأمر
وفعلن، فأين كل ما ذكرنه، لقد اندثر معظمه إلا ما نسب إلى السيدة عائشة ولم يكن
أمرٌ كهذا ليتم بمحض الصدفة بل كان عن تدبير متعمد محكم قام به الأمويون ومن
مالأهم، ومن علامات ذلك وضع مروية (خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء).
ولقد
بين الله تعالى المقصد أو الحكمة من كل ما وُجِّه من أوامر ووصايا إلى أهل البيت
وهى تتضمن إذهاب الرجس عنهم وتطهيرهم، وهو بهذا يحث المسلمين على البحث عن الحكمة
من كل أمر حتى يعرفوا ثمرة الالتزام به وحتى يعلموا مدى نجاحهم في ذلك، ولقد أوضح
سبحانه الحكمة رغم أنه لا يسأل عما يفعل وهم يُسألون، فكيف يتأتى لإنسان مقيد
محدود أن يصدر أوامر لا مبرر لها ولا حكمة أو أن يظن أن قوله هو الفصل كما قال
فرعون: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ
الرَّشَادِ}، ولقد أوضحت الآيات ببيان جلي أن نساء النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ لسن بمعصومات من الذنوب وأنهن لسن بمفازة من العذاب،
بل أوضحت أن عقوبتهن مضاعفة وكذلك الثواب، ولقد خالفت السيدة عائشة الأمر الإلهي:
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} وخرجت في جيش على إمام الأمة، فصدَّق فعلها ما أشارت
إليه الآية.
***
إن
قوله تعالى {إنما يريد} هو لبيان القصد والحكمة من الأمر الديني بطريقة مؤكدة، وهو
مثل قوله تعالى: {مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن
يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ } بالنسبة إلي المؤمنين كافة، فهو ليس بالقضاء الكوني المبرم
كما يزعم الشيعة، ولو كان زعمهم صحيحا لما صدرت المعاصي عمن يعدونهم من أهل البيت
أبدا، وهذا مما يقطع بعدم عصمتهم وبأنه يجرى عليهم ما يجرى على سائر المسلمين فهم
أيضا عباد مكلفون ومطالبون بكل ما يُطالب به المسلمون، إنه يجب أن يكفَّ المسلمون
عن المزاعم والدعاوى التي لا شأن للدين بها والتي ثبت علي مدي التاريخ بطلانها كما
ثبت بمقتضى المنطق زيفها، ولكن المسلم ملزم بأن يستغفر لمن سبقه بالإيمان.
***
لقد أوصى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله
وَسَلَّمَ المسلمين بالتمسك بعترته حتى لا يضلوا من بعده،
فماذا فعل المسلمون بتلك الوصية ولقد كانوا حديثي عهد بها، لقد توفيت السيدة فاطمة
عليها السلام في ريعان شبابها
حزينة مكلومة بعد أن عانت جحودا ونكراناً وتهديداً وحصارا وترويعا، أما الإمام
عليّ فلقد تآمر عليه الملأ من قريش ولم يراعوا له قدرا وجحدوا له فضله ولم يشركوه إشراكا حقيقيا في
الأمر بزعم أنه لو آل إلى بني هاشم لما خرج منهم أو بزعم أنه يكفى بني هاشم أن كان
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
منهم، وكأنهم هم الذين يقسمون رحمة ربهم، ثم بلغ الكيد له ذروته بإعلان الحرب
الصريحة عليه والحيلولة بينه وبين مباشرة سلطاته كوليّ أمر للأمة وكذلك الحيلولة
بينه وبين إحياء ما أماتوا من أمور الدين، ثم قتلوه فذهب إلى ربه شهيدا، أما ابنه
الحسن (عليه السلام) فرغم أنه آثر السلم وتخلى طواعية عن ولاية الأمر فإنهم لم
يتركوه وشأنه بل تآمروا عليه فقُتِل مسموما، ولقد ألزم زعيم الفئة الباغية الناس
بسبِّ أئمة الهدى على المنابر في المساجد، أما الإمام الحسين (عليه السلام) فلقد
قتلوه ومثلوا بجثته وحملوا رأسه على رمح وطافوا بها في البلاد وقتلوا معه الشباب
والأطفال من أهل البيت وسيق النساء إلى يزيد اللعين في دمشق، ولما انهار الأمويون وذهبوا مذمومين ملعونين جاء من هم
أظلم وأطغى وهم العباسيون الذين تجاوزوا كل حد في الطغيان والجور والولع بسفك
الدماء واضطهاد أهل بيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
أما الشيعة فلقد
أخطئوا أيضا في حق العترة بغلوهم في شأنهم
وزعمهم العصمة لأئمتهم وقصرهم ولاية الأمر عليهم وفى افتعالهم صراعاً وعداءً بينهم
وبين أكابر السابقين الأولين، ولقد كان
الظلم الفادح الذي تعرض له عترة النبي وذريته من أسباب غلو الشيعة في أمرهم، ومن أسباب ذلك
أيضا تعصب الأمويين للأعراب وازدرائهم لغير العرب من المسلمين.
*****
إن قوله تعالى {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً{33}الأحزاب هو
لبيان القصد والحكمة من الأوامر الدينية المشددة الواردة في الآية، وهو مثل قوله
تعالى: {مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ
لِيُطَهَّرَكُمْ } بالنسبة إلي المؤمنين كافة، فهو ليس بالقضاء الكوني المبرم،
فالفرق هو فقط في الإلزام ودرجة التأكيد، فاستعمال فعل الإرادة هاهنا هو لبيان
القصد من تشديد الأوامر الشرعية الواردة في الآية، ومتعلق الإرادة يتحقق وفق سنن
الله تعالى، وعندما يكون مجالها هو الكائنات المخيرة فلابد من قيامهم بالأوامر
الشرعية لكي يتحقق القصد بالنسبة لهم، وأهل البيت تشمل كل من ينتمي بصلة قرابة إلى
الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله
وسَلَّمَ، وهذا لا يعني إنكار فضائل أهل الكساء، فهم ملحقون
بالرسول في درجته في الجنة.
إن الله سبحانه
قد أعلن هنا مقصده من تلك الأوامر المشددة الخاصة بأهل بيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله
وسَلَّمَ ومنهم نساؤه مثلما أعلن من قبل قصده العام من
الأوامر الشرعية بالنسبة إلى كل المؤمنين وذلك في قوله تعالى: {مَا يُرِيدُ
اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ
وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(6)} (المائدة)، ومجال
الأوامر الشرعية ومنها تلك المشددة هو الإنسان من حيث أنه مكلف وذو إرادة حرة
واختيار، فتحقق المقصد منوط بالتزامه الاختياري بالأمر، ولقد بيَّن الله سبحانه
أنه يريد أن يذهب الرجس عن كل أهل البيت رجالاً ونساء، ولذا عدل عن استخدام نون
النسوة لأن الخطاب لهم جميعا، والإرادة المذكورة في الآية ليست هي تلك التي يتحقق
بناء عليها الأمر المراد والتي يمكن تسميتها بالإرادة الكونية وإلا لكان البشر
أجمعين وليس أهل البيت فقط من المطهرين، فاستعمال الفعل يريد هو لبيان القصد من
الأوامر، وإضافة الإرادة إلى الله تعالى لبيان حقانية المقصد وتأكيدها، والتحقق
متسق تماماً مع السنن الإلهية، فإذا كانت الأوامر شرعية سيتحقق القصد المذكور لمن
عمل بها، وذلك هو الحال هاهنا، أما إذا كان الفعل متعلقاً بقضاء كوني مترتب على
الأفعال الاختيارية للناس وجب تحققه رغم كل الناس، ومن ذلك قوله تعالى: {وَنُرِيدُ
أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ{5} وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ
وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا
يَحْذَرُونَ{6} القصص.
***
إن زوجات النبي
هنَّ من أهل بيته بنص الآية وبمقتضى العرف ولكنهن لسن من أهل الكساء، وعندما يقول
الله تعالى: {مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن
يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ }المائدة6، فهو هنا يبين المقصد من الأوامر الواردة في الآية،
فالإرادة هنا ليست الإرادة الكونية التي يتحتم تحقق ما اقتضته، وفي الحقيقة إن كل
الأفعال الإلهية هي مقتضى الأسماء الحسنى الإلهية، فلا يمكن أن تتناقض معها، ولقد
خلق الله تعالى الحقيقة الإنسانية والتي من لوازمها الإرادة الحرة والاختيار، وكان
ذلك بمقتضى الأسماء الإلهية، ولا يمكن أن تتعارض الأسماء الإلهية، لذلك عندما
يتعلق الأمر بالإنسان الحر المخير لا يكون ثمة إكراه أو إجبار، فالحق سبحانه لا
يناقض نفسه.
***
لم يرد في
القرءان أن أي إنسان هو معصوم من الذنوب، والقول بعصمة أي إنسان من اقتراف المعاصي
هو أمر غير مطروح أصلاً، ونصوص القرءان وفحوى آياته تؤكد على أن كل ابن آدم خطاء،
وتوجد آيات عديدة تنسب الذنوب والمعاصي إلى الأنبياء بلا حرج، قال تعالى: {وَعَصَى
آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى
(122)} طه، {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ
عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ
إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ
الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)} الأنبياء.
وليس معنى ذلك
أن صفوة الناس يجب أن يعصوا أو يخطئوا ولكن المقصود بيان أن نسبة الخطأ تقل بمقدار
السمو الجوهري للكيان الإنساني، فالعبد الخالص لا يعصي ربه -ليس لأنه أصبح ملَكا
مثلا؛ فهو بشر، ولكن لسموّ كيانه الجوهري ولأنه متحقق بأعلى درجات التقوى والخوف
من ربه ولأن ربه يصرف عنه المعاصي.
أما الذنوب فهي
جماع ما هو مترتب على أن حقيقة الإنسان محدودة مقيدة، والإنسان السائر إلى الله
المقترب منه يتحقق بكمالات تجعله يشعر بنقص الحالة التي كان عليها فيستغفر مما كان
من التقصير النسبي فيها.
***
إن المرويات
المتعلقة بأهل الكساء ومنها رواية ابن حنبل والتي يتمسكّ بها الشيعة تقوِّض
التفسير الذي يتشبث به كثير من الناس (وليس الشيعة وحدهم)، فالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يدعو لأهل الكساء أن يذهب الله عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا، فهم كسائر الناس أحوج
شيء إلى دعوة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ ، فالآية تعلن
المقصد الإلهي من التشريعات المشددة الخاصة بأهل بيت النبي وبزوجات النبي
(وبالتالي زوجات كل الأئمة وأولي الأمر من بعد)، ولو كانت الإرادة المذكورة هاهنا
هي الإرادة الكونية التي يتحتم تحقق ما تعلقت به لكان الدعاء محاولة لتحصيل الحاصل
يتنزه عنها الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله سَلَّمَ ولكان من
الأفضل السجود لله تعالى حمدا وشكرا.
*******
مصطلحات
ردحذفبارك الله فيك
ردحذفتلخيص الحقيقة يستوجب فهم عميق و توجه صادق بلا مجاملة .
كنت أندم لأني أرى الأمور بطريقة تختلف عن الاخرين حتى هداني الله إليك
بارك الله في فهمك وزاد في سعة علمك و اسعدني بطول عمرك
اخوك في الله علاء دبوة
شكرا، وبارك الله فيك
حذفدكتور حسني سأضع بعض النقاط للنقاش ارجوا ان ترد عليها ....
ردحذفأهل البيت ليست نساء النبي والدليل على ذلك ..قول الله تعالى لنوح عليه السلام إنه ليس من إهل إنه عمل غير صالح .... ما يعني ليس مؤهل ان يكون ابنك ... فأهل البيت هم من استحقوا أهليته ...اجعلي وزيرا من أهلي هارون أخي .... فأهل البيت المطهرون هم أهل الذكر الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه .... فكيف منهم عدل الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه أي أنه محفوظ وانه كتاب هدى لا ضلالة فيه فهل من المعقول بأن يكون عدله من ال البيت عليهم السلام غير معصومون قد يحتمل الخطأ او المعصية ولو بقدر ذرة هل يمكن ان يكونوا عدلا لهذا الكتاب ... لكن الله تعالى طهرهم لانهم هم الهداية وهم الصراط المستقيم الذي أنعم الله علينا بهم فقال ...أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ....
فهم الصادقون الصديقون المطهرون من كل رجس مذهوب عنهم الرجس ... فكانت الأيات التي تهدد وتتوعد زوجات النبي هي من أجل أن الله يريد أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا ولهذا قال يذهب عنكم ولم يقل يذهب منكم .... وقال إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون .... فمن كانوا هم أئمة الهدى الذين جعلهم الله أئمة يهدون بأمره وأوحى اليهم فعل الخيرات ... هم عهد الله الذي أراد الله أن نوفي بعهده ...حينما قال
فلما إبتلى ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال أني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا يمال عهدي الظالمين ...
فإذا كانوا كذلك فهم الهداية التي لايمكن أن تشوبها اي ضلالة فهم صراط الله السوي ...
هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)ال عمران
ردحذفالتائويل كاذب وله هدف وهو الاساءة لبني امية فقط
وانت بذلك تتبع هواك
( تقول وقد أوصى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ المسلمين بالتمسك بأهل بيته حتى لا يضلوا من بعده ) وتقول في مقتطع آخر وليس بصحيح ما زعمه الشيعة من أن نساء النبي لسن من المخاطبات في هذه الآية؛ أي لسن من أهل البيت الموجه إليهم الخطاب فيها،) لماذا تناقض نفسك كيف بنا ان نتمسك بأناس يحارب بعضهم البعض ويكون أحدهم على حق والآخر على باطل وكلاهما من اهل البيت ؟؟ عائشة خارجة على امام زمانها هذا اكبر دليل بأنها ليست من اهل البيت خاصة الرسول ، وتوصية رسول الله بشأن التمسك بالقرءان والعترة للوقاية من الضلال ، بما معناه أن عائشة لم تتمسك بالقرءان والعترة فضلّت وأضلّت ، لأنها ليست من العترة، وثانيا الآية تقول اهل البيت ، ونساء النبي بيوت ،بنون النسوة، مجهود لبخس حق اهل البيت وتصويرهم وكأنهم وعائشة الخارجية سواسية ، بالله قل لي أترجوا ان يدخلك الله الجنة وانت ما عليه من ضلال وظلم بحق اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ؟؟؟
ردحذف