الثلاثاء، 17 نوفمبر 2015

من أعلام دواب همجستان

من أعلام دواب همجستان

أما جهلوت بن كفروت بن إرهاب الدموي فهو من خيرة دواب همجستان، وما زالت سيرته النتنة تُلقى على أسماع دواب همجستان فتثير في أنفسهم أحط المشاعر وتحول كل دويبة منهم إلى شيء هو مزيج مرعب من شياطين وبهائم وحشرات ضارة.
ظهرت وميوله ومهاراته الجهادية منذ صغره، دخل حظيرة الدجاج ذات مرة على حين غفلة من أمة واقترف مجزرة مروعة في حق الدجاج والكتاكيت، عندما اكتشفت أمه الأمر أخذت تلطم لمدة ساعة كاملة ثم انهالت عليه بالضرب حتى كلَّت وسقطت من الإعياء، لاحظت أنه كان يستمتع بالضرب ويحملق فيها ببلاهة.
عندما كبر قليلا أصبح ينزل إلى الشارع ليصطاد القطط الضالة، وكان يستمتع بخنقها، حاول بعد ذلك أن يقتل ما هو أكبر، فكان يترصد للكلاب في الطرقات ويبادر برجمها بالحجارة كلما ظهرت، وكان يطربه صرخات الألم التي تصدرها.
أخذ من بعد ذلك يتطلع إلى تحقيق هدفه الأكبر؛ أن يستمتع بقتل البشر، ذات مرة انتهز فرصة خلو البيت وهجم على أخته الصغيرة وأطبق على عنقها بكل قوته، أنقذها الجيران منه بصعوبة بالغة.
رأوا أن يقتادوه إلى الشيخ الهمجستاني الشهير بهيم بن نكاح الحيواني، رأى فيه خامة جيدة وطاقة جبارة، أخذ على عاتقه أن يثقل قدراته وإمكاناته.
علمه أن من الأفضل له استثمار ميوله الجهادية هذه لخدمة قضية همجستان المقدسة، أعده إعدادا جيدا، علمه أصول الدين الهمجستاني السمح، قرأ عليه أمهات كتب الأثرية والسلفية والوهابية، تعلم جهلوت أصول الدين الهمجستاني السمح في نصف ساعة، كان على رأس ما تعلمه أن وجود أي شخص يقول إنه مسلم ولا يدين بالهمجستانية هو خطأ فادح يجب تصحيحه، كملا تعلم أن أفضل الطرق وأشدها فعالية وأقلها تكلفة لتصحيح هذا الخطأ هو المبادرة بقتل هذا المسلم هو وكل من هم على شاكلته، كما آمن تماما أن إبادة هؤلاء المسلمين مقدمة على أي عمل ديني آخر ومقدمة على قتل أهل الكتاب وغيرهم.  
وهكذا اكتسب جهلوت كراهية رهيبة لكل المسلمين غير الهمجستانيين، أصبح كل أمله أن يتحول إلى قنبلة ذرية تنفجر في بلادهم فلا تبقي منهم أحدا حتى يطهر الأرض منهم ويضم بلادهم رسميا إلى همجستان.
ولما افتُتِح أوكازيون الجهاد في أحد بلدان المشرق العربي، لم يصدق نفسه، ذهب إلى هناك لتوه، تعلم الوحشية والدموية والإفساد في الأرض على أسس راسخة، تولى ذلك خبراء متخصصون تم صناعتهم على عين الشيطان الأكبر، وهناك وجد فرصته كاملة وتعلم كيف يستغل طاقاته التي كانت مهدرة.
أخذ يتفنن في قتل المسلمين وتقطيع أعناقهم وأكل قلوبهم وأكبادهم والتمثيل بجثثهم، كانت صرخات الرعب والهلع هي موسيقاه المفضلة، كان يحب أن يلتقطوا له الصور وهو يقطع ويحمل رؤوس من قتلهم أسوة بالسلف المقدس، وإن كان قد تفوق عليهم في إحداثه لعبة كرة القدم مع استبدال الرأس بالقدم.
ثم أخيرا حقق حلم عمره الأكبر عندما كُلِّف بأن يفجِّر نفسه في المسلمين، كانت كل خلية من جسده تتوق شوقا إلى هذا المشهد، وكان هو يترقب لحظات وصال الحور العين.
 فجَّر نفسه في حشد كبير للمسلمين كانوا في طريقهم إلى أداء الصلاة في المسجد الجامع، وجد نفسه فورا في أحضان شياطين مرعبين، أخذوا يسومونه سوء العذاب.
وهكذا تخلصت الكرة الأرضية من شره، واستطاعت أمه أن تنام مطمئنة قريرة العين لأول مرة منذ أن ابتليت به.
أما أهالي همجستان فقد أصبح يُلقب عندهم بالمجاهد الشهيد، وأصبحوا يضربون به المثل لحشرات همجستان.

*******


هناك تعليق واحد: