الجمعة، 27 نوفمبر 2015

شيطان الغرب والبعبع وداعش

شيطان الغرب والبعبع وداعش

كان كل دكتاتور تافه خائب فاسد يهدد الغرب بالإسلام ليحميه من شعبه وليتركه يفتك به، ولكن شيطان الغرب كان يعلم أن هذه النوعية من التافهين لا يمكن أن تبقى طويلا، فهو يبني حساباته على الأمور الثابتة وليس العارضة، وكان يعلم أنه لا توجد قواعد شعبية حقيقية يستند إليها هؤلاء، وأن عصابات الفاسدين والمنتفعين بهم ستكون أول من يفرّ من حولهم أو يتبرأ منهم عند وجود أي خطر أو تهديد حقيقي لهم.
 فاستدار من خلفها وبدأ يتصل مباشرة بالبعبع المسمى ظلمًا بالإسلام السياسي أو بالإسلام الحركي باعتباره حركة معتدلة عندهم وأشد اعتدالا من غيرها، واكتشف الغرب أن هذا البعبع لا يكاد يعنيه أمر الإسلام في شيء، وأنه لا يعبد حقًّا إلا السلطة وأنه على استعداد ليعطي الغرب كل ما يريد في سبيل أن يتركه لينكحها وليستمتع بها، واكتشف أيضا ما هو الأخطر، وهو أن هذا البعبع هو خائن بالضرورة لا يعنيه أمر شعبه ولا وطنه وأنه سافل بالضرورة لا يعنيه الشرف ولا القيم ولا المبادئ ولا المثل، وأنه يؤمن بالمكيافيلية كأسلوب حياة وكعقيدة حقيقية.
أخذ الشيطان الغربي يلطم خده ويلعن حظه ويبكي عمره الضائع مع المستبدين الخائبين وعلى الماضي وجراحه (كما تقول أم كلثوم) ويصرخ: "كيف غفلت عن هذا البعبع الممتع طوال هذه المدة؟!" ولكنه لم يكد يفيق من البكاء إلا وكان الشعب المصري قد أفاق هو الآخر من أكبر وهم عاشه في تاريخه وقام ليوجه للبعبع ركلة هائلة في مؤخرته الضخمة فتتمزق وتتطاير شظاياها لتملأ قطر وتركيا ولندن وواشنطن وألمانيا.
وسرعان ما اتضح أن هذا البعبع لم يكن إلا هذه المؤخرة.
وقد أدرك شيطان الغرب أنه لا يمكنه الاعتماد على بقايا مؤخرة فسكب لهم بعض الدمع الهتون، ثم دفع بالنسق الآخر؛ داعش، وهي صورة مضخمة من تنظيم القاعدة، وأوهم العالم أن القضاء عليها يحتاج بضع سنين هي بالضبط ما يلزم لإتمام المؤامرة الشيطانية كما يحتاج إلى عدة مئات من تريليونات الدولارات هي ما يلزم لإنقاذ اقتصاد الشيطان من الانهيار ولإنقاذ تجارة السلاح وهي من أكبر الموارد الاقتصادية للغرب.
وقد أثبت لهم الجيش المصري أن القضاء على داعش لا يحتاج إلى كل هذه التيريليونات، ولكن ثبت بالفعل أن داعش ليس بالوحش السهل، فهو يتفوق على وحش الهيدرا الأسطوري The hydra، هذا الوحش الذي يشبه التنين هو متعدد الرؤوس، وعندما تقطع إحدى هذه الرؤوس ينبت مكانها واحدة اخرى وأحيانا اثنان، والمشكلة هي في أن الشعب نفسه قد أثبت أنه أكبر مولد للدواعش ولرؤوس الدواعش ظهر في الوجود The greatest da3ish generator ever existed، وذلك لإيمانه الراسخ بالدين الأعرابي الأموي الهمجي.     
ولقد تبيَّن أن الذي استغل الدين الأعرابي المنتج للدواعش هو الغرب بالاستعانة ببعض العملاء والوكلاء والممولين من المنطقة، ولقد افتضح أمر الشيطان الغربي للناس كافة، وهو يقف الآن مكشوف السوأتين أمام العالم، ولكن للأسف، هناك من لا يمكنه الاستغناء عنه، ومازالت المباراة الحامية مستمرة، فالأمور متداخلة، وذلك زمن تُبلى فيه السرائر.

*******

هناك تعليق واحد: