الأحد، 29 نوفمبر 2015

دحض مروية السحر


دحض مروية السحر


جاء في البخاري:
[ 3095 ] حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا عيسى عن هشام عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم وقال الليث كتب إلي هشام أنه سمعه ووعاه عن أبيه عن عائشة قالت سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل قال مطبوب قال ومن طبه قال لبيد بن الأعصم قال فيما ذا قال في مشط ومشاقة وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في بئر ذروان فخرج إليها النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فقال لعائشة حين رجع نخلها كأنه رؤوس الشياطين فقلت استخرجته فقال لا أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا ثم دفنت البئر
وللأهمية القصوى لهذه المروية فقد أوردها البخاري في أكثر من موضع، منها: 
 [ 5716 ] حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت مكث النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا يخيل إليه أنه يأتي أهله ولا يأتي قالت عائشة فقال لي ذات يوم يا عائشة أن الله أفتاني في أمر استفتيته فيه أتاني رجلان فجلس أحدهما عند رجلي والآخر عند رأسي فقال الذي عند رجلي للذي عند رأسي ما بال الرجل قال مطبوب يعني مسحورا قال ومن طبه قال لبيد بن أعصم قال وفيم قال في جف طلعة ذكر في مشط ومشاقة تحت رعوفة في بئر ذروان فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال هذه البئر التي أريتها كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين وكأن ماءها نقاعة الحناء فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فأخرج قالت عائشة فقلت يا رسول الله فهلا تعني تنشرت فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما والله فقد شفاني وأما أنا فأكره أن أثير على الناس شرا قالت ولبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف ليهود.
بداية يلزم القول بأن سدنة المذهب السني قد أسبغوا على سنتهم (المرويات والآثار) الشرعية وجعلوها نظريا المصدر الثاني للتشريع الديني وعمليا المصدر الأعلى والحقيقي لدينهم بحجة أنها توضح مشكل القرءان وتبين مبهمه وتقيد مطلقه وتفصل مجمله، فما هو الشيء المشكل أو المبهم أو المطلق أو المجمل الذي توضحه أو تقيده أو تفصله مروية السحر؟ لا شيء بالطبع!
سيقولون إنها توضح سبب نزول المعوذتين، ولكن من أين أتوا بما يسمونه بأسباب النزول؟ وما هي مصادرها؟ وهل يجوز أخذها من مرويات ظنية؟ هل يجوز تحكيم مروية ظنية في كتاب الله العزيز؟ أم هل يجوز إعطاء الشرعية لمروية ظنية بسبب مرويات ظنية؟
أما أسباب إنزال القرءان فهي منصوص عليها في القرءان، فلا حاجة إلى مرويات ظنية لتوضحها، قال تعالى:
{الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد} [إبراهيم:1]، {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَاب} [ص:29]، {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقرءان مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} [الإسراء:82]، {وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُون} [الأنعام:92]، {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِين} [الأعراف:2]، {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قرءانا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لاَ رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير} [الشورى:7]
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175)} النساء، يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)} يونس، {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز} [الحديد:25]

وهناك آيات عديدة تبين بطريقة ضمنية أسباب النزول أيضا، بل إن أسماء القرءان تبين بذاتها أسباب النزول.
أما ما يسمونه هم بأسباب النزول فهي بالأحرى مناسبات التنزيل الجزئية، وهذه منصوص عليها أيضا في القرءان، ومنها على سبيل المثال كل الآيات التي يرد فيها كلمة "يسألونك"، فالآيات تتضمن مناسبات تنزيلها.
وما يلزم العلم به من حياة الرسول الشخصية قد ذكره القرءان، كما ذكر التشريع المبني عليه، فلا يجوز البحث عن غيره إلا إذا كان في القرءان إشارة إليه أو أصل يمكن إلحاقه به.
فمروية السحر مدحوضة بذاتها استنادا إلى أسس كلية، وتفصيل أسباب رفضها ودحضها كما يلي:

 
1.          لا توفي بشروط من تبنوها أصلا لتكون من الدين، فهي بالنسبة للقرءان لا توضح مشكلا ولا تفصِّل مجملا ولا تبين مبهما ولا تقيد مطلقا.
2.          بل هي تتضمن طعنا في خاتم النبيين وتقليلا من شأنه وأذية له، وكل ذلك من كبائر الإثم.
3.          لا يوجد لها أدنى أصلٍ في القرءان، ولا توجد أدنى إشارة إلى مضمونها.
4.          لا يمكن اندراجها في دين الحق الماثل في القرءان بل هي متناقضة معه.
5.          نفى الله تعالى أن يكون النبي من المسحرين، وبيَّن الله تعالى إن هذا القول هو قول الكافرين الظالمين: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47)} الإسراء، {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)} الفرقان.
6.          القرءان ينصّ على أن الله تعالى قال للرسول: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُوم} [الطور:48]، فمن كان بأعين الله تعالى كيف يمكن لساحر أن يتلاعب به؟
7.          الرسول كان يتعبد ويقرأ القرءان، وكل هذا يعطي الإنسان حصانة ضد السحر.
8.          عند قراءة القرءان كان النبي يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وبالطبع كان الله تعالى يستجيب له كما يستجيب لكل من يقرأ القرءان ويستعيذ مثله، ومن يعيذه الله من الشيطان الرجيم يعيذه ممن هم أقل شأنا وأضعف منه، والجن من الشيطان الرجيم.
9.          السحر يعني تسخير الجن للتسلط على حواس الإنسان وملكاته، ولا يمكن لجني أن يدنو من الرسول الأعظم وخاتم النبيين أصلا، وهم يؤمنون بأن الشياطين كانت تفر من عمر بن الخطاب، والشياطين هم أقوى الجن، فكيف يفرون من عمر ويتسلطون على الرسول حتى يجعلونه لا يدري ما يفعل؟!
10.     الرسول كان بالطبع يردد أدعية الوقاية من شر الجن والشياطين، وبالطبع كان تأثيرها يتحقق له.
11.     الله تعالى عصم رسوله من الناس، ومنهم لبيد بن الأعصم، ولا يجوز الاحتجاج بما حدث في المعارك، فتأثير السحر هو على كيان الإنسان الجوهري ويتم باستعمال الجن.
12.     ليس للجن أو الشياطين أي تسلط إلا على من اتخذهم أولياء أو كان أمره فرطا.
13.     هم يؤمنون أن التمر يقي من السحر، وكان الرسول يتناوله دائما، فلم يكن يخلو منه بيته أبدا.
14.     لا يجوز القول بأن السحر كالزكام أو الإنفلونزا، وقائل هذا الكلام هو جاهل مخرف!
15.     الأمور تُعرف من ثمارها، ولم تجلب هذه المروية إلا الكوارث على الأمة، وهي تُستعمل للصد عن سبيل الله تعالى.
*******
قلنا قديما: "ولكن جرِّب أن تدافع عن الرسول نفسه ضد من اتهموه بأن حليف اليهود لبيد بن الأعصم سحره بعد رجوعه من الحديبية حتى جعله لا يدري ما يفعل!! وانظر ماذا سيحدث!!"
الذي حدث هو أنه قد هاج وماج من يزعمون أنهم أهل سنته، فهؤلاء يكذِّبون الله وكتابه ورسوله ويكادون يكفرون بكل شيء ويتطاولون على الرسول في سبيل مروية أوردها البخاري!!! فويل للمكذبين!!
وهم كالعادة يريدون أن يقلبوا الموضوع إلى مهاترات شخصية وتطاول على من يريد أن يدافع عن الرسول ضد هذا الإفك المبين!!!!!!
وبالطبع سيدفعهم الشيطان إلى مزيد من التطاول والعناد الكفري، ثم هم بعد ذلك يطمعون في دخول الجنة!!!!!
*******

زعمت إحدى مرويات البخاري المنسوبة إلي السيدة عائشة أن أحد اليهود سحر النبي، والسحر هو تسلط الجن أو الشياطين علي مخيلة إنسان بناءا على أوامر الساحر حتى يخيلوا له ما يشاءون، ومن المعلوم أن الشيطان الأكبر نفسه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، فلا سلطان له إلا على من اتبعه بمحض إرادته من الغاوين ومكنه من نفسه أو على من كان أمره فرطا، وإن أقوى الأسلحة لدحر الشياطين هي تلاوة آيات الكتاب والصلاة والسلام على رسول الله، فكيف بعد كل هذا يظن عبيد البخاري وشركائه أنه يمكن أن يتسلط جان أو شيطان بأمر من يهودي على ملكات سيد خلق الله ومن تحمل إنزال القرآن وكان تاليا لآياته ومعلما للناس الكتاب والحكمة وخير من توكل على الله تعالى واعتصم به، إن اليهود ربما يكونون قد حاولوا أن يسحروا النبي كما حاول المشركون أن يزلقوه بألسنتهم فلم يفلحوا، وكان على المسلمين أن يعرفوا للرسول الكريم قدره وأن ينزهوه عما ألحقه الناس به، ولا يجوز قياس السحر على الأمراض العادية ولا على الأذى الذي يمكن أن يتعرض له المرء على أيدي الناس، فالقياس باطل هنا بلا ريب، كذلك لا يجوز أن تكون حجة عبيد المرويات على من نزه الرسول عن أن ينال منه ساحر أن يقولوا إن فلانا قال بذلك قبلك!!، وإذا كان مدونو المرويات لم يجدوا علة قادحة في مروية السحر فلقد كان عليهم أن يعلموا أن ثمة ما لا يحصي من العلل القادحة في إيمانهم وفي مقاييسهم.
إن الرسول الذي تحمل إنزال القرءان وهو الأمر الذي يتصدع له الجبل المهيل لهو أجل قدرا من أن ينال أحد من ملكاته الباطنة أو أن يخيل إليه شيئا أو أن تتسلط عليه إرادة ساحر، لذلك فعلى عبيد مروية السحر أن يتوبوا إلى ربهم وأن يتأدبوا مع الرسول الأعظم وأن يحترموا جنابه العظيم وأن يكفوا عن إيمانهم المطلق بمروية السحر بزعم الصحة المطلقة لكل ما جمعه البخاري.
*****
إن المرء ليحار من إصرار أهل السنة والسلفية والوهابية على القول بصحة مروية السحر بحجة أنهم وجدوها في بعض كتب المرويات الظنية، وفي سبيل ذلك فإنهم يكذبون بالآيات وبالمنطق القويم ولا يتورعون عن إساءة الأدب مع الرسول الكريم والتدخل في أدق خصوصياته، إن هؤلاء لا يمكن أن يكونوا قد عرفوا لرسولهم الكريم قدره العظيم، إنه في سياق دفاع عبدة المرويات المستميت عن مروية السحر كفروا بآيات قرءانية وتطاولوا على الرسول وجعلوه عرضة لأن يخيل إليه السحرة ما يشاءون مع أنهم ألزموا الناس بالاعتقاد بأن كل ما صدر عنه من قول أو فعل أو تقرير أو سيرة هو وحي يوحى، ولم ير أحد هؤلاء المغضوب عليهم والضالين تناقضا بين هذا الإلزام وبين ما زعموه، والسؤال الملح الآن: ما هي الفائدة التي سيجنيها الفرد المسلم أو الأمة المسلمة أو من الإيمان بأن الرسول قد سحره المنافق لبيد حليف اليهود.
لماذا يستميت المشاخخ في الدفاع عن مروية السحر وكأنها ركن الدين الأعظم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!
*****
ما هي الفائدة التي سيجنيها المسلمون من الإيمان بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قد سحره المنافق لبيد حليف اليهود كما ورد في البخاري؟ هل يمكن أن يرد أي حكم ديني عبثا؟ إن تلك المروية الكاذبة قد أدت إلى ترسيخ إيمان المسلمين بالسحر والخزعبلات والضلالات وإيجاد سوق هائلة للدجالين والمشعوذين، لذلك فإن العرب المسلمين ينفقون عدة مليارات من الدولارات سنويا على أمثال تلك الأمور.
*****
زعم البخاري أن أحد عملاء اليهود واسمه لبيد بن الأعصم قد سحر النبي وأن النبي مكث مسحورا مدة طويلة إلى أن نزل ملكان من السماء لعلاجه، وهذا الزعم من أكبر مفتريات البخاري وهو كافٍ تماما لتقويض منهجه الذي اتبعه لتصحيح المرويات، وكذلك لتقويض مصداقية كتابه، ولكن أهل السنة والجماعة وعبيد المرويات وعبيد نعال السلف والبخابيخ على استعداد لمحاربة العالم كله لإثبات أن اليهود قد تمكنوا من أن يسحروا خاتم النبيين!!!!
*****
أحد المجادلين أصرّ على إنكار وجود مروية السحر في البخاري: 
جاء في البخاري: سحر النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الليث: كتب إلي هشام: أنه سمعه ووعاه عن أبيه، عن عائشة قالت: سحر النبي صلى الله عليه وسلم، حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى كان ذات يوم دعا ودعا، ثم قال: (أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي، أتاني رجلان: فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي، فقال أحدهما للآخر: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال: لبيد ابن الأعصم.
بعد كل ذلك استمر المجادل ينكر ويتبجح ولم يتزحزح إيمانه بالبخاري قيد أنملة واستمر على غيه!!!
قلنا: إنك قد أنكرت وجود هذه المرويات في البخاري فطلبنا منك التأكد بنفسك قلت إن هذا مستحيل، فطبعناها لك من البخاري، فقلت كلاما لا علاقة له بالموضوع، وهذا ما كان معلوما لدينا من قبل.
إن كل مسلم باق على فطرته النقية يبادر بإنكار أمثال هذه المرويات فهو لا يمكن أن يتخيل أن أحد اليهود قد تمكن من الرسول وسحره ولا أن الرسول أمر بالتحديث عن بني إسرائيل ولا أن الرسول أمر الناس بشرب بول الإبل.... الخ، ولكن إذا قيل له إنها وردت في البخاري فإنه يرتعد ويرتد على عقبيه ثُمَّ ينكسُ عَلَى رأسه ويكفر بما في القرآن ويكفر بالمنطق.
*****
إن البخابيخ (عبيد نعل البخاري)  يقولون إن الرسول لكونه بشرا يمكن أن يقترف بعض المعاصي ويمكن أن يتلقى إلقاءات شيطانية ويمكن أن يسحره يهودي، وهم مع ذلك يؤمنون بأنه كان معصوما من الذنوب وأن كل أفعاله وأقواله كانت وفق الوحي الثاني وأن كل أقواله وأفعاله وتقريراته أي كل ما نسب إليه هو سنة، وبالطبع فإن كل من يؤمن بهذه الأمور المتناقضة مع بعضها البعض يكون قد كفر بكثير من القرءان وما عرف قدر الرسول وتطاول عليه، البخابيخ يتسببون في إصابة أنفسهم بخلل في المنطق والإدراك، وبالتالي يمكن لأي أمة ذات إدراك سوي أن تسحقهم تحت أقدامها.
*****
يقول عبيد المرويات: وما هي المشكلة في أن يسحر أحد اليهود النبيَّ، ألم يكن بشرا مثل موسى الذي سُحر بدوره؟
الجواب: المشكلة بالنسبة لكم طبعا هي أن القرءان قد نص صراحة على أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ لم يكن من المسحرين، والنص مطلق ولا يوجد ما يبرر تخصيصه، وكذلك نصَّ القرءان على أن الرسول معصوم من الناس، والسحر هو تسلط الجنّ على المخيلة البشرية، والرسول محفوظ منه لأسباب لا حصر لها، وإذا كنتم تزعمون أن الشيطان كان يفر كلما رأى عمر بن الخطاب فكيف تؤمنون بأن الجن وهم أضعف بكثير من الشيطان يتسلطون على مخيلة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ؟
وكما هو واضح تماما إن اليهود هم الذين وضعوا مروية السحر ردا على ما ذكره القرءان عن موسى عليه السلام، ومنذ أن وضعوا هذه المروية فقد تلقاه بهائم الأمة بالقبول وعضوا عليه بالنواجذ وقذفوا كل من يحاول الدفاع عن خاتم النبين بكل ما يمكن أن تجوود به أنفسهم العفنة من اتهامات.
وفي الحقيقة إن ورود مروية السحر في أي كتاب من كتب المرويات تقوِّض المنهج الذي اتبعه جامع المرويات لتمحيصها وتصحيحها، وقد ثبت أنه لا يوجد علاج معروف لمن آمن بهذه المروية، فالإيمان بأن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ قد سحره أحد عملاء اليهود حتى جعله لا يدري ما يقول أو يفعل هو من أسس وقواعد المذهب السني العتيد، وهو عقيدة راسخة عندهم، فمن السنة الحاكمة والقاضية على القرءان والتي هي مثل القرءان والوحي الثاني كون الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ قد سحره أحد اليهود!!! والتشكيك في ذلك يعني إنكار السنة وخلع الربقة والخروج من الملة ومفارقة الجماعة واتباع غير سبيل المؤمنين......الخ!!!
*****
ليس معنى أن السحر ثابت أنه يمكن ليهودي أو منافق أو أي شخص أن يسحر الرسول الأعظم وخاتم النبيين.
إن من يؤمنون إيمانا لا يتزعزع أن الرسول الذي يتأسون به ويتبعون سنته قد تعرض للسحر من يهودي أو من عميل لليهود سيكونون بالضرورة أشد الناس قبولا للسحر واستعدادا لأن تتلاعب بهم الشياطين، وكثير من أمراض النفوس على كافة المستويات تتم بالإيحاء الذاتي، هذا فضلا عن أن القوانين الإلهية تقتضي القصاص العاجل ممن يتعبدون إلى ربهم بالتطاول على رسوله والتهوين من قدره.
إن تلك المروية قد أدت إلى ترسيخ إيمان المسلمين بالسحر والخزعبلات والضلالات، ترسيخ وليس إيجاد، فالاعتقاد في السحر كان موجودا، ولكن الإنسان الذين ينشأ منذ طفولته وهو يجد الخطباء في المساجد يرتلون مروية السحر ترتيلا ويلعبون شواربهم ويغمزون بأعينهم وهم يرتلونها يتولد لديه إحساس بأن السحر قوة قاهرة غالبة، كيف وقد تمكن يهودي نكرة من أن يسحر الرسول الأعظم نفسه كما يؤكد له إمامه؟ ومعظم أنواع السحر تتم بالاسترهاب والخداع والإيحاء، ولذلك قد لا يتعرض له الملحد في الغرب الذي ينكر السحر إنكارا تاما ويقع فريسة له أشد الناس ترددا على المساجد، إن مناعة الإنسان الطبيعية ضد أساليب السحرة تنهار بسبب الإلحاح عليهم بمثل هذه المرويات، إن قطعانا هائلة من الناس في العالم المحسوب على الإسلام يتعرضون بالفعل لتأثير السحر، هذا فضلا عن حتمية عمل وسريان القوانين الإلهية الكونية، فمن يصر على تداول مثل هذه المروية الباطلة يضع نفسه تحت طائلة هذه القوانين فيقع هو نفسه فريسة للسحر، فلابد من تحقق العدل!!
إن عبيد المرويات الظنية مستعدون لشق الشعرة وركوب الأهوال والخوض في الضلالات وتحمل أقسى ألوان التعذيب والنزول إلى الدرك الأسفل من النار لإثبات أن أحد عملاء اليهود قد سحروا الرسول الكريم!!!! أي دفاعا عن مروية السحر، وأشد الكفرة عتوا يستطيع أيضا أن يجد ما يدافع به عن كفره.........
*****
إن سدنة المذهب السني والمذهب الوهابي يعتصمون بالمروية التي تزعم أن أحد عملاء اليهود قد سحر الرسول وكأنها أساس السنة النبوية، بل ويعلقون مصير الإسلام كله بها.
وبالطبع لا يجد المسلم المسكين الذي تعود منذ صغره على سماع كل هذا التطاول على الله وكتابه ورسوله أية غرابة في التعايش مع هذه المؤتفكات، ولكن أي إنسان سوي في الشرق أو في الغرب لم يتعايش مع هذه الضلالات منذ صغره فلم يألفها سيرفضها وسيرفض معها الإسلام كله.
*****
إن عبيد المرويات الظنية والبخابيخ وعبيد السلف وأهل السنة والوهابية يريدون وضع الأمة أمام هذا الخيار:
إما أن تؤمنوا بأن أحد عملاء اليهود سحر النبي لورود ذلك في كتابهم الأقدس البخاري وإما أن تكفروا بالإسلام كله لأن من روى مرويات البخاري –بزعمهم- هو من روى القرءان!!!!!!!!!!
وبالطبع لا قيمة لكلام هؤلاء المهرجين التافهين والمخابيل المعتوهين، ولو اختفى كتاب البخاري أو لو لم يوجد البخاري أصلا لما نقص من الإسلام شيء، والقول بأن أحد عملاء اليهود سحر الرسول يقوض مصداقية الكتاب الذي وردت فيه هذه الأكذوبة، ونفيها لا يمس الإسلام في شيء بل يدفع عنه أحد إلقاءات الشياطين!
*****
من المضحك المبكي أن تجد عبد نعل معتوه أو جهولا مخرفا يتهم من ينكر مروية السحر دفاعا عن الله وكتابه ورسوله ودينه بأنه منكر للسنة خالع للربقة متبع غير سبيل المؤمنين!!!! هل رأيتم إلى أي درجة من الهبل والخبل والتخلف يمكن أن يتردى الإنسان؟؟!!
*****
لقد نفى الله تعالى عن الرسول الأعظم أن يكون من المسحرين، وقال إن الذين ظلموا هم من قال بذلك، قال تعالى: {نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُوراً} الإسراء47، {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَّسْحُوراً }الفرقان8.
والسحر يعني تسلط شيطان أو جني على مخيلة إنسان بأمر من الساحر، ولقد نفى الله تعالى عن الرسول أن يكون من المسحرين، وهو لا يمكن أن يترك رسوله ليكون عرضة لأفعال وإلقاءات الجن والشياطين.
أرجو قراءة التعليقات بعناية أكثر، لم أقل لك أكفر بالبخاري وانبذ ما تسميه بالأحاديث ولم أطلب منك أن تكون قرءانيا، وأكثر مرويات البخاري صحيحة عندنا نأخذ بها ونؤلف الكتب في شرحها، وذلك لاتساقها مع دين الحق ولوجود سند لها، هذا مع العلم والإقرار بأنها لا تحقق الشرط الشرعي المطلوب وهو وجود المروية في وثيقة مكتوبة بمحضر من الشهود العدول الذين حضروا الواقعة المتعلقة بها.
إنه من المضحك المبكي أن يدافع المحسوب على الإسلام عن مروية السحر أمام غربي لا يؤمن بالسحر أصلا، أو أن يعتبر أمامه وجود آيات منسوخة في القرءان (مفخرة من مفاخر الشريعة) بينما يعتبر الغربي وجود مثل ذلك في أي دستور أو قانون بشري قصور خطير! على الأقل لا تظهروا عوراتكم وسوءاتكم لتصدوا الناس بها عن سبيل الله، يمكنكم الا كتفاء بسردها أمام البهائم والمتخلفين أمثالكم الذين نشأوا على تقديس الأنعام وعبادة البقر والارتماء تحت نعال السلف، وألفوا ما تلقونه عليهم من الهراء.
*****
لماذا يدافع عبيد النعال والبخابيخ عن مروية سحر الرسول، ما الذي يجعلهم يتشبثون بهذه الكارثة التي تقوض دين الحق وتصد الناس في الدول المتقدمة عن سبيله، الأسباب ما يلي:
1.     البخاري هو الكتاب الديني الأقدس عندهم، ولا يريدون أي تشكيك فيه، مصداقية الله وكتابه ورسوله لا تعنيهم في شيء مهما دجَّلوا ونافقوا، مصداقية البخاري هي الأهم.
2.     دين الحق لا يعنيهم أصلا في شيء، ولا يطلبونه.
3.     هم يريدون فقط التشبث بما ألفوا عليه أسلافهم.
4.     لا تعنيهم كرامة الرسول في شيء، ولو قيل لهم إن ابن عبد الوهاب أو ابن تيمية أو أي ابن آخر تعرض للسحر لبطشوا بالقائل!
5.     لو سمحوا بأي تشكيك في البخاري لانهار عليهم مذهبهم الذي يتكسبون به وبتعليمه.
6.     حسبهم أن السواد الأعظم من المشركين الضالين الذين لا يفقهون ولا يعقلون ولا يتبعون إلا السلف والظنون وهم للحق كارهون وإن هم إلا كالأنعام بل أضل سبيلا هو جمهورهم الذي لا ينتهي ومعينهم الذي لا ينضب، فلن يزعجهم قلة من أهل الحق!
*******
رووا عن الشخاري في صحيحه أن أحد اليهود سحر الأعرابي الجلف محمد بن عبد الوهاب حتى كان يُخيل إليه أنه يفعل الشيء ولا يفعله، وكان كلما أراد التحرك إلى الأمام مشى إلى الخلف، وكان يتخيل أنه أتى النساء ثم يتبين أنه لم يأت إلا نفسه، وكان يمشي على يديه بدلا من قدميه، وكان يتخيل أنه يمسك بدجاجة ويذبحها ثم يتبين له أن ذبح إحدى الجواري، ولكن أحدا لم يعالجه، وقد ألَّف كتبه وهو تحت تأثير هذه الحالة، وكذلك أعطى صكا لابن سعود حاكم الدرعية لكي يعتبر كل من يريد نهب أموالهم أو قتلهم من المسلمين مشركين.
ومن قوة السحر الذي تعرض له فإنه ما إن يعتنق أحد مذهبه إلا ويتحول إلى بهيم متخلف ومجرم عنيد وعدو للإنسانية ومفسد في الأرض وسفاك للدماء وناهب للأموال وعبد للسلطة، أما ألد أعدائه الذين يود محوهم من الوجود فهم المسلمون.
(صححها الأوكراني والكرواتي والموزمبيقي).
*****
يوجد أكثر من مليار ونصف مليار من المحسوبين على الإسلام مستعدون للموت في سبيل الدفاع عن خرافة أن يهوديا سحر النبي وأن "أطيعوا الرسول" = "أطيعوا البخاري وشركاءه" وأن القرود كانوا يطبقون عقوبة الرجم!!!
*****


 
حوار مع شخص (أو بالأحرى بهيم) من أعلام همجستان:
 
شخص: كيف يا هذا تنكر مروية السحر؟ أتشكك في السنة؟
مسلم: لا يمكن أن يكون زعم البخاري أن لبيد بن الأعصم اليهودي قد سحر النبي صحيحا!
شخص: بل هو صحيح، ورد في الصحيح، وسلسلة حديث السحر من أقوى السلاسل.
مسلم: هل أنت جاد؟
شخص: أي نعم!
مسلم: نفى الله تعالى أن يكون النبي من المسحرين، وبيَّن الله تعالى إن هذا القول هو قول الكافرين الظالمين: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47)} الإسراء، {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)} الفرقان
شخص: أنت غير متخصص.
مسلم: ألم يكن الرسول يستعيذ من الشياطين بناءً على أمر ربه الذي قال له: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ (98)} المؤمنون؟ وهذه آيات مكية.
شخص: ومن أدراك أنه استجاب له؟
مسلم: ألم يتولاه ربه؟ ألم يتعهد أن ينجيه وأن يحفظه؟ ألم يأمره أن يتحدى كل الشركاء والناس وأن يقول: {قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196)} الأعراف
شخص: من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب
مسلم: ألا تلاحظ أنك تتحدث كشيطان رجيم وتريد النيل من الرسول لشيءٍ ما في نفسك؟
شخص:   هاهاهاهاهاهااااااااااااااااااااهـ
مسلم: ألا تتضمن المروية تكذيبا بآيات القرءان وتشكيكا في مقامي الرسالة والنبوة بل وتطاولا عليهما؟
شخص: السنة قاضية على الكتاب وحاكمة عليه.
مسلم: عجيب أمرك، لماذا تؤمن إيمانا لا يتزعزع بمروية السحر رغم أنف القرءان والمنطق والعلم؟
شخص: بغض النظر عن موضوع السحر فطالما وردت المروية في صحيح البخاري فهي صحيحة وملزمة لك رغم أنفك!
مسلم: لا قيمة لك أصلا أنت مجرد بوق أجوف لأقوال سلفك، أما سلفك الذين صححوا هذا الإفك فهم غير معصومين، أذكر صراحة مبررك للأخذ بها!
شخص: قلت لك إن إسنادها قوي، ولو أقررنا بأنها غير صحيحة لفتحنا باب التشكيك في الدين كله ولانهار صرح الإسلام!
مسلم: هل صرح الرسالة الخاتمة والدين الكامل كله معلق بمروية السحر؟
شخص: أي نعم.
مسلم: هل تؤمن بأن البخاري كان إلها أو رسولا أو معصوما؟
شخص: كلا، بالطبع
مسلم: ما المشكلة في القول بأنه أخطأ أو تعرض لخديعة أو دُسَّت المروية في كتابه من بعده خاصة وأن النسخة الأصلية مفقودة؟
شخص: كل ذلك سيؤدي إلى نفس النتيجة المذكورة!
مسلم: إذاً أنتم خوفًا من وساوس وأوهام في صدوركم تلزمون الناس عمليا بالإيمان بالعصمة المطلقة للبخاري ولو كان ذلك يتضمن تكذيباً بآيات القرءان وتطاولا على النبي الخاتم!
شخص: لقد تسلمنا الدين هكذا من أسلافنا ولابد من أدائه هكذا لخلفنا ولن يفتنَّا عنه أي إنسان!! العب غيرها!
مسلم: وبافتراض صحة السند، ماذا عن المتن؟ ألم تجدوا في المروية علة قادحة توجب عدم الأخذ بها؟
شخص: كلا بالطبع، بل أقرها الجهابذة وأجمعت عليها الأمة وتلقتها بالقبول
مسلم: إن الناس في الغرب ينتجون أفلاما تصور الناس كما ورد عنهم في التراث بالضبط ولا يبالون بهالات القداسة التي يسبغها عليهم المؤمنون بهم، وقد فعلوا ذلك مع أكابر الرسل والأنبياء، وطالما أنت تقول إن تعرض النبي للسحر من أقوى الآثار ومرويتكم تقدم وصفا تفصيليا للرسول وهو واقع تحت تأثير السحر، هل تقبل أن يضمنوا أفلامهم ما تقوله هذه المروية كما وردت بالضبط في كتبكم؟
شخص: كلا بالطبع، ولئن فعلوا لنفجرن الأرض من تحتهم نارا ولنحرقن أعلامهم ولنحاصرن سفاراتهم!
مسلم: أنت بذلك تقول بأن التطاول على الله وكتابه ورسوله يجب أن يكون حكرا عليكم أنتم وحدكم من دون الناس.
شخص: وهل نترك كل من هبَّ ودبَّ ليتكلم في الدين؟
مسلم: ولكن كل المسلمين مجمعون على أنه يجب الدعوة إلى الإسلام، لذلك فكل الآخرين لديهم حق النظر بحيادية فيما تقدمونه أنتم على أنه الإسلام وأنتم مطالبون بتقديم إجابات مقبولة عن أسئلتهم المشروعة.
شخص: هذا هو الإسلام، وإن لم يقبلوا به فحكمهم الشرعي معلوم، يجب أن نقاتلهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، أما من ينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة ويشككون في ثوابت الدين فهم مرتدون يجب استتابتهم وإلا فقد وجب قتلهم.
مسلم: أنت لست فقط من العتاة في الإجرام! أنت أقل شأنًا من بهيمة الأنعام!
شخص: هجومك لن يزحزحنا عن موقفنا قيد أنملة وسنظل ندافع عن السنة المطهرة، ولم تكن أنت أول من أنكر هذه المروية، حاول ذلك الكثيرون قبلك، ولكنها بقيت راسخة كالطود.
مسلم: ولكنك قلت إن الأمة أجمعت عليها!
شخص: لا قيمة لأهل البدع، وأقوالهم لا تقدح في الإجماع.
مسلم: هل تقبل لنفسك أن يقال عنك ما تزعمه أنت عن نبيك؟ ألم يأمرك ربك ألا تؤذي النبي وحذرك من ذلك، ألم تقرأ قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا} [الأحزاب:57]
شخص: أنت لست ندا لي.

*******





هناك 5 تعليقات:

  1. Great book it explained what you need to know about how Wahhabism lied about our prophet. نفى الله تعالى أن يكون النبي من المسحرين، وبيَّن الله تعالى إن هذا القول هو قول الكافرين الظالمين: {نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (47)} الإسراء، {أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8)} الفرقان
    .

    6. القرءان ينصّ على أن الله تعالى قال للرسول: {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُوم} [الطور:48]، فمن كان بأعين الله تعالى كيف يمكن لساحر أن يتلاعب به؟

    7. الرسول كان يتعبد ويقرأ القرءان، وكل هذا يعطي الإنسان حصانة ضد السحر.

    ردحذف
  2. سلمت من كل سوء وحُفظت من كل شر

    ردحذف