الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

الصلاة الإلهية

الصلاة الإلهية

ولقد قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} الأحزاب43.
إن الصلاة تُنسب إلى كائنٍ ما كما يليق به، فصلاة الله تعالى على كائنٍ ما ليست كصلاة ملائكته وليست كصلاتنا نحن التي نرفعها إلى الله تعالى، فصلاة الله على عباده هي من مقتضياته كونه الرحيم، ولا يمكن إدراك كنه أي أمر منسوب إلى الله تعالى، ولذلك فصَّلها وشرحها الله تعالى للناس بمقتضياتها وبما ينتج عنها، وهو إخراجهم من الظلمات إلى النور، وهذا الإخراج من لوازم عنايته بهم والمتمثلة في الصلات التي يقيمها معهم، وكذلك عندما نسأل الله تعالى أن يصلي على أحد، فهو يفيض عليه من خزائن رحمته.
وصلاة الله تعالى على النبي هي صلاة مطلقة تتضمن رفع الدرجة إلى المدى الأقصى، وهي من أسباب كونه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ هاديا إلى الله تعالى وداعيا إليه، ومن أسباب كونه هو نفسه رحمة للعالمين.
والصلاة هي أصلا صلة بين طرفين، وتكون من الجانبِ الأعلى بمعني الالتزام الاختياري بالنصرِ والدعم والرحمة والتأييد والاصطفاء والنقلِ من حالة إلى حالةٍ أفضل منها، وتكون من الجانب الأدنى بمعني الولاءِ والالتزام بالأوامر والدعاء وطلب النصر والتأييد والمداومةِ على عمل كل ما يقوي ويدعم الصلة والاعتصام بذلك، وكل عمل بمقتضى ذلك هو صلاة.
والصلاة الصادرة عن ذاتٍ ما إنما تصدر عنها كما يليق بها، ولذا فصلاة الله سبحانه على النبي إنما هي أمر مطلق من شؤونه الذاتية وأفعاله اللازمة، ويلاحظ أن سيدنا محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ هو النبي المطلق المفرد العلم، فإذا ما ذكرت كلمة (النبي) وحدها فإنما يكون المراد بها هو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وبصلاة الله تعالى عليه تتحقق إمكانات وكمالات النبوة وتنتقل من بطون إلى ظهور وتفيض بركاتها على العالمين ويتحقق كونه رحمة للعالمين، أما صلاة الملائكة عليه فهي تفاصيل ومقتضيات الصلاة الإلهية من حيث أنهم آلات الإله المعتمدة والموكل إليهم تنفيذ أوامره.
و(النبي) المطلق هو العبد المحض لله تعالى، وهو أول العابدين بكل ما يعنيه ذلك، فهو عبد الله من حيث ذاته ومن حيث كافة أسمائه وسماته، لذلك فهو المقصود بالأصالة بالمصطلح "عبد الله"، وهو المقصود بالأصالة بالمصطلح "عبده" أينما ذُكر مجردا في كتاب الله العزيز، فإذا ذكر الله تعالى كلمة "عبده" في القرءان فهو يقصده بالأصالة، ومن مقتضيات صلاة الله تعالى عليه إمداده بكل آثار أعماله الصالحة وبكل ما يزيده رقيا وسموا إلى أبد الآبدين.
أما صلاته سبحانه على المؤمنين فهي صلاة خاصة وهي كأي شأن إلهي لا يُدرَك كنهها وإنما تعرف بآثارها وهي إخراج المؤمنين من الظلمات إلى النور، ويلاحظ أن الظلمات عديدة أما النور فواحد لأن الله سبحانه واحد ودين الحق واحد وكتابه واحد، فالخروج إلى النور هو الخروج إلى صراط العزيز الحميد، وتلك الصلاة هي أمر خاص بالمؤمنين وهي من تجليات اسمه الرحيم.
-------
إن صلاة الله تعالى على عباده مثل سائر أفعاله لا يُدرك كنهها وإنما تُعرف بآثارها، ومنها إخراج الناس من الظلمات إلى النور، والظلمات كلها أصلها العدم والذي ترتب عليه النقص، لذلك فهي تشمل كل نقص وكل ما ترتب على هذا النقص من المعاني والأفعال؛ فهي تشمل الكفرَ والجهل والشرك والظلم والنفاق والباطل ومساوئَ الأخلاق.....الخ، أما النور فهو أصل كل الأمور الوجودية والمعاني الكمالية فهو الوجود والظهور والهدى والحق والإيمان والفعل والتأثير......الخ، فالصلاة من حيث هي، هي شأن إلهي وهي فعل يمارسه الحق سبحانه من حيث أنه الإله ويتضمن الإيجاد والإظهار والهداية وإحقاق الحق فلها مراتب مختلفة.
أما صلاة الله تعالى على النبي فهي أمر مطلق، وبسؤال المسلم لربه أن يصلي على النبي فإنه يحظى بشيءٍ من ثمار تلك الصلاة، وهذا الحظ يتناسب مع مقدار صلاته هو على النبي ومعرفته بقدره وإجلاله لشأنه وتأسيه به وتمسكه بهديه فهي أمر مطلق، فإذا كانت الرحمة هي التي اقتضت إخراج الناس من الظلمات إلى النور فإن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ هو عين الرحمة وهو الرحمة المرسلة وهو الآلة العظمى لذلك الإخراج من الضلال إلى الهدى ومن الباطل إلى الحق وكذلك كانت حقيقته هي الوسيلة لإظهار الحقائق لأنها كلها تفاصيل حقيقته الجامعة، وصلاة الله على نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ هي المدد الإلهي الذي يتم به كل ذلك على كافة المستويات، والملائكة هم وسائط هذا المدد ووسائله من حيث أنهم تفاصيل حقيقته الجامعة وآلاتها.
-------
إن الصلاة هي الوسيلة لإقامة صلة وثيقة من كائن بكائن آخر، وهي تنسب إلى كل كائن كما يليق به، فصلاة الله على مخلوقاته هي فعله الذي يؤدي إلى جعلهم أقرب إليه وعلى صلة به، لذلك هي تؤدي إلى إخراجهم من ظلمات العدم ولوازمه إلى نور الوجود ومظاهره، ومن لوازم العدم النقص والضلال، ومن مظاهر الوجود التحقق والهدى.
-------
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} الأحزاب43
إن صلاة الله على البشر كافة هي جماع كل أفعاله التي تؤدي إلى إخراجهم من الظلمات إلي النور، ولا حصر لأنواع وتفاصيل الظلمات؛ فهي كل مقتضيات العدم من الباطل والنقص والشر والجهل، ومن مظاهر تلك الصلاة إخراج الإنسان من عدم إلي وجود وإرسال الرسل رحمة للعالمين، وكلما ارتقى الكيان الجوهري للإنسان كلما تفضل عليه ربه بصلاة أرقي يكون من لوازمها التأييد بروح منه، وأعلاهم درجة من استحق أن يؤيد بروح القدس، أما صلاة الملائكة فهي كل عمل منهم بمقتضى الصلاة الإلهية، فهم آلات وأدوات الأفعال الإلهية، فالصلاة الإلهية مفصلة بصلوات الملائكة، ومن مظاهر تلك الصلوات أدعية حملة العرش، قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ{7} رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{8} وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{9}غافر.
ويلاحظ أن هذه الصلوات هي بالنص للذين آمنوا وتابوا واتبعوا سبيل الله ولمن صلح.
-------
قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا{56}}الأحزاب
إن صلاة الله علي النبي تتضمن كل ما ذكر بالإضافة إلى أن له عليه صلاة مطلقة لم تقيد بمقصد لتحقق له ما لا يتناهى من المقاصد ويرتفع بها إلي أرفع الدرجات ويتحقق بمقام محمود لا يستطيع أن يتطلع إليه ملك مقرب ولا نبي مرسل، وفي الآية إشارة إلي صلة النبي الوثيقة بربه والتي حث هو الناس على الإفادة منها بالعمل على بدعم صلتهم بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
إن الظلمات كلها أصلها العدم والذي ترتب عليه النقص، لذلك فهي تشمل كل نقص وكل ما ترتب على هذا النقص من المعاني والأفعال فهي تشمل الكفر والجهل والشرك والظلم والباطل والنفاق.....الخ، أما النور فهو أصل كل الأمور الوجودية والمعاني الكمالية فهو الوجود والظهور والهدى والحق والإيمان والخير والفعل والتأثير......الخ، فالصلاة من حيث هي شأن إلهي هي عمل يمارسه الله سبحانه من حيث أنه الإله ويتضمن الإيجاد والإظهار والهداية وإحقاق الحق فلها مراتب مختلفة.
وصلاة الملائكة هي تفصيل لكل ما سبق بيانه وقيامهم بكل ما أوكِل إليهم من أعمال، وهي من مقتضيات الإخراج من الظلمات إلى النور فهم مظاهر المشيئة وآلاتها والعاملون على إنفاذ القوانين التي هي مقتضياتها، أما صلاة الله تعالى على رسوله فهي أمر مطلق، فإذا كانت الرحمة هي التي اقتضت إخراج الناس من الظلمات إلى النور فإن النبي هو عين الرحمة وهو الرحمة المرسلة وهو الآلة العظمى لذلك الإخراج من الضلال إلى الهدى ومن الباطل إلى الحق وكذلك كانت حقيقته هي الوسيلة لإظهار الحقائق لأنها كلها تفاصيل حقيقته، وصلاة الله على نبيه هي المدد الإلهي الذي يتم به كل ذلك على كافة المستويات، والملائكة هم وسائط هذا المدد ووسائله من حيث أنهم تفاصيل حقيقته الجامعة وآلاتها.
ولقد كان هو أول شافع وأول عابد لله تعالى، فهو أول شافع لأن حقيقته هي التي شفعت الحقائق الإمكانية فبرزت بسبب ذلك لتظهر خصائصها ولتمارس إمكاناتها، وهو أول عابد من كل حيثية فهو الأول من حيث التقدم والتفوق وعلو المرتبة، وهو الأول لأن حقيقته هي أعلى الحقائق وأحكمها وما سائر الحقائق إلا تفصيل لها، لذلك فهو أقرب الخلق إلى ربه وأعظمهم معرفة بحقه.
ولقد أُمر النبي بالصلاة على المؤمنين وذلك أمر من لوازم حقيقته، وهو أمر يتعالى فوق الارتباط بالزمن، فهو يصلي على المؤمنين وسيظل يصلي عليهم إلى أبد الآبدين، ذلك لأنه حي وشهيد على المؤمنين، وهو عين الرحمة الربانية، وبتلك الصلاة تطمئن قلوبهم ويسكن اضطراب وجيشان نفوسهم، ويحظى كل مؤمن بثمار تلك الصلاة بمقدار صلاته هو على النبي ومعرفته بقدره وإجلاله لشأنه وتأسيه به وتمسكه بهديه.
*******
التسليـم
إن الله تعالى هو السلام، وهو بذلك مصدر السلام، وهو يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ، وهو الذي يحقق في الأكوان التي خلقها الاتساق والانسجام، وهو مصدر الشعور بالطمأنينة عند بني الإنسان، فكل إنسان يدرك في أعماق نفسه أن هناك من يمكنه الركون إليه والاعتماد عليه عند الشدائد والمحن.
والله تعالى يلقي أيضا السلام على من يشاء من عباده، فيمنحهم بذلك الأمن والطمأنينة الداخلية، فلا يرتابون أبدا في أنه سينجيهم وينصرهم.
ومن السلام المنسوب إلى الله تعالى ما أنعم به على كل المرسلين، قال تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ}الصافات181، {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} النمل59، وهو الذي أمرنا كما تبين الآية بالتسليم عليهم، فالعمل بالأمر: "سَلِّمَ" عليهم يعني اتباع سنة إلهية؛ أي هو محاكاة للفعل الإلهي وتذكره، فهو الذي يسلم على عباده الذين اصطفى، وهو عمل بأمر إلهي ودعوة مستجابة في حق الرسل، أما المنتفع بالتسليم على المرسلين فهو المسلِّم نفسه، وهو لذلك ملزم أيضاً بإعطائهم السلام من نفسه، فيجب أن يتجنب الشقاق والمنازعة معهم وأن يكف عنهم شر نفسه الذي لن يضر غيره.
والتسليم يؤدي إلى السلام كما يؤدي التطهر إلى الطهر والتذكر إلى الذكر.
والفعل "سَلَّمَ" في القول "صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ"، له معانٍ عديدة، فهو أولا إقرار بما هو حق للنبي من حيث أنه رسول، وهو توطين للنفس على الإيمان بأنه رسول، وهو اتباع لسنة إلهية؛ أي هو محاكاة للفعل الإلهي وتذكره، وهو عمل بمقتضى الأمر القرءاني الوارد في الآية:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} الأحزاب56، وهو أيضاً إعطاء المسلم للرسول السلام من نفسه، فهو يتجنب بذلك الشقاق والمنازعة معهم ويكف عنه أذاه وشر نفسه الأمارة بالسوء، وكل ذلك لمصلحة المسلِّم؛ فهو المنتفع الأساسي بالتسليم على الرسول.
ويقول البعض بأن القول "سلَّم" أو "سلِّم" ليس إلا تحصيل حاصل، والحق أن كل صيغ ذكر الله هي أيضا تحصيل حاصل، ولكن بترديدها واستحضار معانيها يرتقي الكيان الإنساني الجوهري، فقد جعلها الله تعالى أسبابا لذلك، وجرت سننه بذلك.
فطوبى لمن تولوا الرسول وعملوا على توثيق صلتهم به وصلوا وسلموا عليه طبقا للأمر الإلهي، والصلاة عليه تتضمن اتخاذه إماماً واتِّباعه، والسلام عليه أن يكف المرء أذاه عنه وأن يكون سلما له، فهم ملته الحقيقية وحزبه.
-------
إن الأمر بالصلاة على النبي يعني الأمر بالعمل على إقامة صلة به، وهذا يتضمن دعمه وتأييده ومناصرته هو والرسالة التي حملها من ربه إلى الناس كافة، والتوجه إلى الله تعالى ليصلي عليه هو أمر قرءاني ملزم، وهو يتضمن إقرارا من المسلم بعجزه عن القيام بما للنبي الخاتم من حقوق عليه، أما الأمر بالتسليم للنبي فهو يعني القبول به وبالرسالة التي أتي بها بامتنان وعرفان وإقرار بالفضل وعدم منازعته في أي شيء يتعلق بها، وذلك أيضا من لوازم ركن ديني ملزم يتضمن كل ما يجب على المسلم القيام به تجاه أعظم الرسل وخاتم النبيين، وترديد الصيغ المعلومة للصلاة على النبي هي كالدعاء والاستغفار وكل الأذكار اللسانية، فهي تمارين ورياضات روحانية وجدانية للرقي بالإنسان على المستوى الجوهري.
وتسليمك على النبي يعني بالإضافة إلى إلقاء السلام أن تكفيه شر نفسك الذي لن ينالَ منه أصلا وعدمِ منازعته أو التهوين من قدره وألَّا تحاول تعمد إيذائه كما يفعل أكثر المغضوب عليهم من أتباع المذاهب السلفية وأكثر المجتهدين الجدد.
ولقد نص القرءان على أن الله تعالى ألقى السلام على المرسلين وعلى أصحاب الجنة وعلى عباده المصطفين والمؤمنين، وإلقاء السلام من رب العالمين على طائفة من الناس هو أمر فوق تصورات ومفاهيم البشر، فهو مثله مثلُ صلاته عليهم من الأمور المتشابهات لا يُعرف كنهها وإنما تُعرف آثارها ومقتضياتها، ومن آثارها الثقة بالله تعالى واطمئنان القلب إليه والسلام الداخلي والحياة الطيبة.
ومن معاني القول: "سلَّم عليه": ألقى السلام عليه، وهذا دعاء للمخاطب أيضا بالسلام، ومن الأوامر القرءانية أن يسلم المؤمن على عباد الله الذين اصطفى، وأن يسلم على خاتم النبيين، والتسليم على النبي يتضمن أن تلقي السلام إليه وأنت تكف أصوات نفسك وشيطانك عنه، وألا تنازعه فيما هو له وفي المكانة التي ارتضاها ربه له، وأن تسلم بصدق ما جاءك به.

*******

هناك 4 تعليقات:

  1. صلاة الله عليك وسلامه يا حبيبى يا رسول الله.

    ردحذف
  2. مقال مفيد جداً عن مشكلة الانطواء عند الطفل ..
    لا يفوتكم ⬇⬇

    https://noslih.com/article/%D8%A7%D9%86%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%A1+%D8%B7%D9%81%D9%84%D9%83+%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%83+%D8%A3%D9%86%D8%AA%21

    ردحذف
  3. اللهخم صل وسلم وبارك علي سيدنا محمد واله
    بارك الله فيكم وسلام الله عليكم

    ردحذف