الجمعة، 14 أغسطس 2015

الإسلام والعلوم الطبيعية والإنسانية

الإسلام والعلوم الطبيعية والإنسانية

1-     الإسلام هو دين العلم، فهو الدين الذي يعلي من شأن العلم بكافة صوره وتجلياته وخاصة ما يعرف الآن بالعلوم الطبيعية والإنسانية، فالإسلام يعتبر الظواهر الطبيعية من آيات الله الجديرة بالنظر والاعتبار، والعلم في الإسلام من القيم الرفيعة المقدسة وهو مناط الشرف ورفعة الدرجات.
2-     الإسلام هو دين القوانين والسنن؛ فهو الدين الذي أعلن أن لله سننه الإلهية والكونية التي لا تبديل لها ولا تحويل، وفي ذلك أمر للناس بالإيمان بها والثقة بها والسعي إلى معرفتها والانتفاع بها.
3-     الإسلام يأمر الناس بالنظر في الظواهر الطبيعية وأكد أنها هي الآيات الأجدر بالاعتبار مما يطلبه الناس من المعجزات الحسية.
4-     الإسلام هو الدين الذي يعلن أن مجال الفقه والعلم هو آيات الله الكونية، فالعلوم الطبيعية والإنسانية هي مجالات الفقه الحقيقية.
5-     الإسلام لا ينكر السببية كما يفعل المذهب الأشعري الذي هو العقيدة الرسمية لأكثر المسلمين، بل يدعو إلى إدراك الارتباطات بين الأمور على كافة المستويات واعتبارها، ويعلن أن هذه الارتباطات هي بأمر الله ومشيئته؛ فهي من مقتضيات أسمائه.
6-     الإسلام هو الدين الذي يأمر بإعمال الملكات الذهنية في مجالاتها الطبيعية والتي تتضمن الظواهر الطبيعية والكائنات المخلوقة وما يسري فيها وعليها من القوانين والسنن، وينهي عن إعمالها بعيدا عن مجالها أي في أمور الغيب المطلق.
7-     الإسلام هو الدين الذي من مقاصده إعداد الأمة القوية مرهوبة الجانب، والعلوم هي من أعظم أسباب القوة، لذلك لابد من الإحاطة بها وحسن الانتفاع بها والسعي إلى اكتشاف ما هو مجهول منها، وإعداد أناس يتمتعون بقدرات ذهنية عالية للوفاء بكل ذلك، وذلك من مقاصده العظمى أيضا.
8-     الإسلام هو الدين الذي ينهى عن اتباع الأمور غير الموضوعية ويحذِّر من إكسابها أية سلطات على الناس تحول بينهم وبين إدراك الحقائق، ومن الأمور غير الموضوعية الظنون والأهواء والأوهام والأسلاف.
9-     الإسلام هو الدين الخاتم، لذلك فهو يتضمن كل ما يلزم الإنسان في كل زمان ومكان من المبادئ والقيم والأسس.
10- الإسلام هو دين بلا كهنوت، فهو الدين الذي حرَّم وجرَّم وجود طبقة كهنوتية تتطفل على العلاقة بين الإنسان وبين ربه وأعلن بكل وضوح أن الله تعالى أقرب إلي كل إنسان من نفسه وأمر الإنسان أن يتوجه مباشرة إلي ربه، ورفض الكهنوت يتضمن رفض سلطاته ورفض فرض أية معلومات دون تقديم ما يلزم من البراهين.
11- الإسلام هو دين الفطرة، فلا يمكن أن يتضمن أمرا أو تكليفا مضادا لما فطر الناس عليه فلا يمكن مثلا أن يحرم على الناس الطيبات من الرزق، ومما فطر عليه الإنسان الرغبة في التعرف على الظواهر والكائنات الطبيعية وما يسري فيها وعليها من القوانين والسنن، والإسلام هو الدين الذي يتجاوب مع فطرة الإنسان ويأمره بالنظر في الظواهر الطبيعية والذي يعتبر ذلك أمراً لازماً ليعرف الإنسان أنها آيات إلهية، والإسلام هو الدين الذي يأمر الإنسان بما هو مركوز في فطرته.
12- الإسلام هو دين الأمور والمناهج الحقانية والموضوعية، وهو الذي يأمر المؤمنين بطلب البرهان المبين.
13- الإسلام هو دين ينص على أن الإنسان هو كائن حامل للأمانة ومكرم ومستخلف في الأرض وعلى أن الله تعالى قد سخَّر له كل ما في السماوات والأرض، والإنسان مأمور بالسير في الأرض لينظر كيف بدأ الخلق، وهو مكلف بالتعرف علي مجال استخلافه، والإنسان من أدوات تحقيق المقاصد الوجودية.
14- الإسلام هو دين العمل الصالح، فهو الدين الذي أعلي من شأن العمل الصالح وجعله نظيراً للإيمان وألزم المسلم أن يكون عمله شاهداً على فعاليته وحقانيته، والعمل الصالح هو جماع مقتضيات قيام الإنسان بالمهام المنوطة به ككائن مكرم ومستخلف في الأرض ومسئول عن كل كائناتها ومسئول عن استعمارها.
15- الإسلام هو دين الحكمة، وهذا يعنى أنه لابد أن يكون كل أمر من أوامره محفوفاً بالحكمة والتي تتمثل في وجود مقصد لكل أمر شرعي ووجود مقاصد كلية عظمى للدين كله، وهذا يعني أيضاً أنه الدين الذي يعترف بالارتباطات الممكنة بين الكيانات والظواهر ولا ينكر السببية ويعلن أن ثمة سنناً لا تبديل لها ولا تحويل.

*******



هناك تعليق واحد: