الخميس، 6 أغسطس 2015

نظرات فيما يُسمى بـ(تفسير القرءان)

نظرات فيما يُسمى بـ(تفسير القرءان)

1.             القرءان يفسِّر نفسه بنفسه، بل هو عين التفسير، قال تعالى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان:33]، فالقرءان هو الحق، وهو أحسن التفسير، وهو بلسان عربي مبين، وهو مُيَسَّر للذكر، ولكن المحسوبين على الإسلام يعاملونه وكأنه مجموعة من الطلاسم أو كتاب مشفَّر يجب البحث عمن يفسِّره لهم.
2.             المطلوب من علماء الإسلام استخلاص الدين من القرءان واستنباط قوله فيما تناوله من مسائل وما يستجد منها، وليس المطلوب إعادة كتابة ما فقهوه منه بأسلوبهم وتسمية الناتج تفسيرا.
3.             أفضل ما يمكن أن يقدمه المتخصصون للناس هو شرح ما أصبح مهجورا من الألفاظ القرءانية لانتشار الجهل باللسان العربي.
4.             في القرءان آيات محكمات واضحة المعاني يفقهها كل من لديه السليقة العربية، وهي تتضمن كل ما هو ملزم للناس في الدين، وفيه آيات متشابهات تتعلق أساسا بعالم الغيب، بعضها يتعلق بالغيب النسبي، وهذه تأويلها حدوثها، وبعضها يتعلق بما هو لله تعالى، وهذه لا يعلم تأويلها إلا الله، ولكن يتحسن إدراك الناس لها بتقدم العصر والعلوم.
5.             لا وجود لشيء اسمه كتب تفسير معتمدة أصلا، كلها كتب كتبها بشر يخطئون ويصيبون.
6.             القرءان كتاب مبارك متجدد العطاء، ومن أركان الدين تدبره وإدامة النظر فيه، ولابد لهذا التدبر من ثمار، وهذا أمر مستمر ليس من حق بشر إيقافه.
7.             محاولة إلزام الناس بـ(فهم) سلف أو خلف هي تطاول على كتاب الله، وتحجيم له وتقليل من شأنه، فلا يمكن للأجيال القديمة أن تحيط به علما من كافة جوانبه، وقد رأى الناس أن التقدم العلمي قد ساهم في تحقيق فقه أفضل لآياته، هذا فضلا عن أن هذه المحاولة تتضمن ألوانا من الشرك المهلك.
8.             أكثر هؤلاء المفسرين فرضوا على القرءان خزعبلات وأساطير أهل الكتاب، فأصبح شغل المصلحين الشاغل كيفية تطهير الدين منها، وهذا أمر قائم ثابت، ولا يجادل فيه إلا جاهل.
9.             هؤلاء المفسرون كانوا مقيدين بضلالات مذاهبهم، وقد فرضوها على القرءان فرضا.
10.        هؤلاء المفسرون كانوا مقيدين بسقفهم الحضاري، وكانوا يعيشون في عصور جهل وطغيان واستبداد وجواري وانحطاط وغلمان وتخلف بشع مقارنة بهذا العصر.
11.        هؤلاء المفسرون لم يعرفوا بصفة عامة طريقة منهجية للتعامل مع القرءان.
12.        التفسيرات الحقيقة والتأويل الحقيقي لآيات القرءان يأتي على أيدي المؤهلين لذلك، مثال: قال تعالى: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20)} الغاشية، {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)} العنكبوت، هذه الآيات لم يعلم لها السلف تأويلا ولا تفسيرا، وإنما علم التأويل والتفسير المتخصصون في العلوم الطبيعية، وكان علماء الغرب هم السباقون إلى ذلك، فلا يجوز اتخاذ جهل وتقصير السلف والخلف حجة على الناس، وبالأحرى لا يجوز توثين أقوالهم ولا جعلها أحجار عثرة في سبيل تقدم الأمة.
13.        أكثر التفسيرات تأخذ من أول تفسير كُتِب للقرءان، والأمر كما قال أحد المسيحيين الذي كُلف بدراسة التفاسير للطعن في القرءان، فقد استهول الأمر في البداية، ولكنه سرعان ما اكتشف أنها كلها تفسير واحد!
14.        لو كانت هذه التفاسير علمية منهجية لما انفرد كل مفسر بتفسيره الذي كرر فيه كلام غيره، وإنما كان يمكنه البناء عليه وتجاوزه كما يحدث في أي علم، فمن المعلوم أن العلم الحقيقي تراكمي.
15.        هذه التفاسير لا يجوز اعتبارها مكافئة للقرءان نفسه ولا اعتبارها بمثابة التأويل النهائي للقرءان، هذا شرك عظيم وكفر مبين، وسيظل للقرءان عطاؤه المتجدد في كل عصر يتلقاه الصفوة ويعارضهم المشركون والجهلة، ومن المعلوم أن أكثر الناس كما ذكر القرءان الكريم لا يعلمون ولا يفقهون ولا يؤمنون ولا يشكرون ولا يسمعون ولا يعقلون وهم للحق كارهون وهم كالأنعام بل هم أضل سبيلا، وهم لا يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون، وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ، وقد كانوا دائما قتلة الأنبياء والأعداء الألداء للمصلحين، وإنما القيمة هي لرأي الصفوة من أولي الألباب.
16.        ما يلزم أساسا من الكتب التراثية هو الأمور اللغوية وهي تتضمن العلم بالمعاني اللغوية للألفاظ والمسائل النحوية، وعالم اللغويات المتخصص في اللسان العربي لا يجوز أبدا اعتباره رجل دين بأي معنى من المعاني، وما يقوم به يمكن الحصول على أفضل منه بالوسائل الإلكترونية الحديثة.
17.        ما يُسمى بأسباب النزول وردت في مرويات ظنية لا يجوز بصفة عامة تحكيمها في القرءان قطعي الثبوت ولا تقييده بها! ومما يكشف ضلال التقيد بها اضطرارهم إلى القول بالنزول المتعدد للآيات واختلافهم فيما يتعلق بأولها وآخرها نزولا، والحق هو أن آيات القرءان حجة على كل الآثار والمرويات التي تتعلق بالسيرة وأسباب النزول وأقوال الرسول.
18.        لا يجوز أصلا استعمال تسمية أسباب نزول، ويمكن استعمال مناسبات تنزيل بدلا منها، ومن الضلال أنهم يلزمون الناس بهذا القول مع إلزامهم بالإيمان بأن القرءان قديم غير محدث وأنه صفة إلهية قديمة، فكيف يكون اللاحق سببا للقديم السابق؟
19.        من يرجع إلى ما يسمونه بكتب التفسير المعتمدة سيظل يدور في حلقاتهم الضالة والجهلوتية القديمة.
20.        لو كان في هذه الكتب خير لانتفعت به الأمة ولما كان هذا هو حالها، فلا يمكن أن يكون الدين الحقيقي سببا لجهل وتخلف الناس، وإنما سبب الجهل والتخلف ما قدمه الناس كبدائل له؛ أي المذاهب التي حلَّت محله.
21.        من يقرأ ما يُسمَّى بكتب علوم القرءان وكذلك ما أوردته كتب المرويات عن القرءان لابد أن ينتهي به الأمر إلى الكفر والإلحاد إن كان قد بقي لديه ذرة من عقل، فهي أمضى سلاح بيد أعداء الإسلام ضد القرءان.
22.        يوجد مئات الألوف بطول همجستان وعرضها يحفِّظونهم كتب التفسير المعتمدة في مراكز نشر الجهل والتخلف المسماة بالمعاهد الدينية المعتمدة، فمن أرادهم فليذهب إليهم في مظانهم المعتمدة، ولقد مضى على الأمة مئات السنين وهم أسرى هذه التفسيرات ولم تغنِ عنهم شيئا.
23.        يقول بعضهم رغم كل ما تقدم: "وأين تفسيرك أنت للقرءان؟" والجواب: كل كتبنا هي قبس من نور القرءان، ولم نطلق على أيٍّ منها بالطبع اسم "تفسير القرءان"، وإنما تنطق عناوينها بما قررناه هنا، فمنها: من هدي الآيات، نظرات جديدة في الآيات، الأسماء الحسنى في القرآن العظيم (قراءة جديدة)، المقاصد العظمى في القرآن الكريم، دروس من القرآن الكريم (I)، ... الخ.
نرجو ممن هو ليس إلا بوقا أجوف أو أسطوانة مشروخة ألا يكشف نفسه بالحديث عما أوردناه هنا وليترك أربابه المتخصصين يردون إن كان لديهم الجرأة على ذلك!
*******


هناك تعليقان (2):

  1. This type of message always inspiring and I prefer to read quality content, so happy to find good place to many here in the post, the writing is just great, thanks for the post. Online calculator to convert EGP

    ردحذف