السبت، 16 أبريل 2016

سورة الشرح 1-4

سورة الشرح 1-4

أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ{1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ{2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ{3} وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ{4}
الوزر هو الحمل أو العبء الثقيل، والآيات تدل على قيام الله سبحانه بأمر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ قياما خاصا بحيث يستطيع الانطلاق إلى الكمال اللانهائي متخففا مما يثقل ظهره من أحمال وما يشده إلى الدنيا من العلاقات والارتباطات، وهذا من مقتضيات الاصطفاء الإلهي الذي يتم وفق قوانين الله وسننه التي هي من مقتضيات أسمائه الحسنى، وهو سبحانه أعلم حيث يجعل رسالته، فالآيات تشير إلى العلاقة الوطيدة والحميمة بين الله ورسوله، تلك العلاقة التي لم يحظ بمثلها ملك مقرب ولا نبي مرسل، وشرح الصدر الذي يتم بفعل إلهي هو أمر جليل يعلو فوق المدارك والتصورات البشرية.
ومن شرح الله له صدره يستطيع أن يحيط بما لا حصر له من الحقائق مما يحير ألباب الناس، دون أن يلتبس عنده الحق بالباطل ودون أن يتأثر بإلقاءات الشياطين، وهو يطالع آيات الله تعالى في الأنفس والآفاق دون أن يغفل عن ذكر الله، ومن شرح الله له صدره مثلما شرح صدر الرسول يستطيع أن يطالع كل الوجود في صدره دون أن ينشغل بشيء منه عن شيء ويستطيع أن يمارس مهامه الأرضية دون أن ينشغل عن مطالعة الحقائق العلوية
ومن رفع الله له ذكره لن ينال منه كيد الخائنين ولا مؤامرات ولا مكر أعتى الشياطين، وسيُلقي الله محبته في قلوب كل من أراد بهم الخير؛ فلا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، وكل من رآه سيتذكر به الله وينجذب إلى سبيله القويم وصراطه المستقيم، فالسعيد هو من ينجذب إلى من جعله الله مصدرا للسعادة.
ولقد رفع الله تعالى لرسوله ذكره في العالمين بكافة أسمائه الحسنى وبكافة جنوده وملائكته، وهكذا أصبح اسم الرسول ينادى به ويذكره الناس كلما ذكروا اسم ربهم، وقد علا ذكره في العالمين ونال الشرف الأعظم، فهو سيد الخلائق وإمام المرسلين، وكل من نال حظاً من الرقي الجوهري يعلم ذلك علم اليقين، وهذا ما سيدركه الناس كافة في يوم الدين.

*****

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق