الخميس، 7 أبريل 2016

سرُّ الأرقم بن أبي الأرقم

سرُّ الأرقم بن أبي الأرقم

هل تذكرون الأرقم بن أبي الأرقم الذي كان المسلمون يجتمعون في داره أيام سرية الدعوة؟
كان اسمه عبد مناف بن أسد المخزومي القرشي الكناني ويكنى أبا عبد الله، وكان سابع رجل يدخل في الإسلام، وقيل: كان الثاني عشر من الذين أعلنوا إسلامهم، وقد أسلم وهو في حدود السادسة عشرة من عمره.
وفي الدار التي كان يمتلكها الأرقم على جبل الصفا كان النبي محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ يجتمع بالمسلمين الأوائل بعيدا عن أعين المشركين ليعلمهم القرءان وشرائع الإسلام، وفي هذه الدار أسلم السابقون الأولون.
كانت هذه الدار على جبل الصفا قريبة من الكعبة، وهي الدار التي كان رسول الله يجلس فيها مع الصحابة يقيمون صلاتهم، وبقي رسول الله يدعو إلى الإسلام في دار الأرقم حتى تكاملوا أربعين رجلاً، فخرجوا يجهرون بالدعوة إلى الله. فكانت أول دار للدعوة إلى الإسلام.
لماذا اختفى ذكره ولا يكاد يعرف عنه أحد إلا هذه المعلومة عن داره؟ هذا رغم أنه كان من العشرة الأوائل الذين أسلموا، كما أنه كان من بني مخزوم، من أشرف وأقوى بطون قريش، وقد عاش طويلا بعد أن انتقل النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّمَ، لماذا تم التعتيم الكامل على سيرته؟ ذلك لأنه كان من أنصار الإمام عليّ وحضر معه صفين.
ولذلك قرر عبيد السلف اغتياله ومحو ذكراه من الوجود رغم أنه من أول السابقين الأولين من المهاجرين، فعبيد السلف في الحقيقة لا يعبدون إلا معاوية وحزبه من أهل البغي! وهم مثل ربهم الأعلى معاوية يغتالون أفاضل السلف ثم يكفرونك إذا ذكرت بحياد أعمال من انقلب على عقبيه منهم!!!!
كم عدد الأحاديث المروية عن الأرقم –الذي حضر كل العصر النبوي وعصر الخلفاء الراشدين- في كتب المرويات؟؟!! أرجو أن يجيبنا واحد من أهل (الاختصاص) وأهل (الذكر) وأصحاب الشأن وأرباب هذا الفن .... الخ.
بالطبع لم يجب أحد!!
والأرقم بن أبي الأرقم المخزومي توفي نحو 55هـ وهو ابن بضع وثمانين سنة؛ أي في زمن معاوية، وقد أوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص.
وقد بقي مجهولاً بعد وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّمَ فاختفى ذكره في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، ثم عاد ذكره في عهد الإمام علي، وشهد معه صفين.
ومن الواضح أن سبب تجاهله أنه كان من أنصار الإمام علي، وأتباع المذهب القرشي الأموي يهملون ويتجاهلون من شهد مع الإمام علي حروبه حتى ولو كان من أشراف قريش الذين كان إسلامهم المبكر انتصارا للدعوة وتثبيتا لأركانها، وكان بيته هو المدرسة الإسلامية الأولى، وفيها أعلن حمزة وعمر إسلامهما كما هو معلوم.
وأكابر السابقين الأولين الذين كانوا في صف الإمام علي من بعد السقيفة اختفى ذكرهم في عهد الخلفاء الثلاثة، وذنبهم عند عبيد السلف يكمن في تفضيلهم قرابة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ على قرابتهم، كالأرقم بن أبي الأرقم وأبي أيوب الأنصاري وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وقيس بن سعد بن عبادة وأبي عمرة الأنصاري وأبي فضالة الأنصاري وأمثالهم ممن لم يكن لهم حضور إلا في عهد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّمَ وعهد الإمام علي، وهؤلاء هم أكثر السابقين من المهاجرين والأنصار، وإذا كان قد بقي العلم بأسماء بعضهم فهناك أيضًا من اندثر ذكرهم.
إن جوهر الديانة الأثرية السلفية الوهابية ومقياسها هو الموقف من معاوية، فمن حارب ضده من أهل القرن الإسلامي الأول فهو في نار الدجال السلفي؛ يجب إهمال ذكره ولا يؤخذ منه دين ولا يُروى عنه أثر حتى وإن كان من السابقين الأولين، أما من والاه فهو في جنة الدجال السلفي يجب رفع ذكره وتوثيق روايته وأخذ الدين منه، وكل قول يصدر عنه يجب اعتباره نصا دينيا من الوحي الثاني القاضي على القرءان وكل جريمة يقترفها يجب اعتبارها اجتهادا يُثاب عليه!!!


*******

هناك 9 تعليقات:

  1. الردود
    1. يادكتور مقالاتك جميله ولكن يعيبها عنصريه الدين والمذهب . حبذا لو تكتب بعيد عن امور الدين والمذاهب

      حذف
  2. رحم الله اﻷرقم بن أبي اﻷرقم..

    ردحذف
  3. صحيح
    التفاتة ذكية

    ردحذف
  4. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  5. لا تنسى عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنه فقد كان من أهل السبق ومن أهل الحفظ والكتابة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومع هذا تم تجاهل أحاديثه من قبل أرباب المذهب السلفي

    ردحذف
  6. لا تنسى عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنه فقد كان من أهل السبق ومن أهل الحفظ والكتابة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومع هذا تم تجاهل أحاديثه من قبل أرباب المذهب السلفي

    ردحذف