الأحد، 11 مايو 2014

الخبير

الخبير


قال تعالى: {إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ }العاديات11  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}المائدة8  *  {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }النور30  *  {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }النور53  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }الحشر18  *  {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }لقمان29  *  {وَإِنَّ كُـلاًّ لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }هود111  *  {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ }النمل88  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء94  *  {وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء128  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء135  *  {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }الأحزاب2
{إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }البقرة271  *  {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }آل عمران180  *  {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُواْ مِن دُونِ اللّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }التوبة16  *  {وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }الحديد10  *  {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة11  *  {وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المنافقون11  *  {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }التغابن8  *  {قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }الفتح11
{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً }الفرقان58

الاسـم الإلهي "الخبير" هو من أسماء النسق الأول من الأسماء الحسنى.

وهو من أسماء منظومة الخبرة والتي تتضمن الأسماء: الخبير، الحكيم الخبير، العليم الخبير، اللطيف الخبير، الخبير البصير، ويلاحظ أن هذا الاسم من الأسماء التي تشير إلي سمة لها حلقات عديدة، وتلك الحلقات المفتوحة وهي: "الحكيم الخبير- الخبير البصير"،  "العليم الخبير- الخبير البصير"،  "اللطيف الخبير-الخبير البصير"، وتتضمن الحلقة "اللطيف الخبير-الخبير البصير" إشارة إلى مضمون الآية: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ }الأنعام103، ويجب العلم بأن تلك الحلقات وتداخلاتها وارتباطاتها هي التي تقتضي قوانين الوجود وسننه. 
والخبير هو من له الدراية التامة بكل أمر من الأمور من حيث أنه هو الذي قدره واقتضاه وبكل كائن من حيث أنه خلقه وقدره وسوَّاه، والخبرة كمصدر هي سمة من لوازم ماهيته ومجالها هو الأمور متحققةً ومنتقلةً من بطون إلى ظهور ومن الظلمات إلي النور، فمجال الخبرة هو المعلومات المترتبة على تحقق الكيانات الخلقية والأمرية، والخبرة أيضاً هي من لوازم ومظاهر السمة العلمية من حيث تعلقها بالأمور بعد تحققها، فالخبرة كسمة لازمة للتفصيل كفعل إلهي ومصاحبة له ومرتبطة به.
والخبير هو من له كل المعارف الذوقية التي حصلها كل كائن من مخلوقاته الذين يستعملهم للإحاطة بما هو خاص بهم من مقتضيات نقصهم كالجوع والعطش مثلا.
والاسم "الخبير" يتعلق بأفعال العباد وأعمالهم وبكل ما يصدر عنهم وبما يصنعون، والله سبحانه من حيث هذا الاسم يدرك أحوالهم بعد صدور الأفعال عنهم وبعد ارتداد آثارها عليهم، وكذلك يدرك النوايا والخبايا والدوافع والهيئات النفسية التي صدر بسببها الفعل فلا يعزب عنه فعل من الأفعال ولا الدافع إليه ولا الحافز عليه، ومن حيث هذا الاسم يواجه العباد بما لديه عنهم من إحاطة تامة بحقائقهم ومراتبهم التي هي حصيلة أمرهم ومنتهى سعيهم، كذلك هو الخبير من حيث آلاته وأدواته؛ فلديه كل ما حصَّله أي مخلوق من مخلوقاته من خبرة أو إدراك.
إن المجال الأساسي لهذا الاسم هو أعمال العباد، والعمل هو الفعل الهادف الصادر عن وعي وإدراك والمعلل بغاية، لذلك فلهذا الاسم الإحاطة بالدوافع والمقاصد والبواعث والنوايا المتخفية وراء الفعل والظاهرة به أيضاً، وهذا يعني أيضاً الإحاطة بمن صدرت عنهم تلك الأعمال وهيآتهم النفسية وصورهم الجوهرية المؤدية إلي الفعل، فالخبرة هي العلم الذي يربط كل فعل ظهر بكل ما كان وراءه من نوايا وهيآت وملكات.
وكرمز فهو يشير إلى إحاطته التامة بكل أمر منذ بدء تعينه في عالم الغيب إلى عودته ثانية إليه مهما تكرر مثل هذا الأمر، فلا يخفى عليه أي فرق دقيق بين فعل وفعل.

والاسم "الخبير" يقتضي من الإنسان اكتساب الخبرات اللازمة للتعامل مع الأمور وكذلك الخبرات العملية والمهنية اللازمة وأن ينظر في كل فعل إنساني من حيث دوافعه ومقاصده، وألا يكتفي بالمعرفة السطحية وألا يهمل خبراته المكتسبة عند الحكم على الأمور أو النظر فيها وألا يهمل شأن الدوافع الخفية وراء الأفعال.

*******


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق