الخميس، 9 أبريل 2015

الاسم الإلهي المُنـْذر

الاسم الإلهي المُنـْذر

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} الدخان3
{إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً}النبأ40  *  {فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى }الليل14

فهذا الاسم بذلك من نسق أسماء الحسنى المفردة.

إن من تجليات الرحمة الإلهية أن نبَّأ الله سبحانه عباده بخضوعهم لقوانين وسنن لا تبديل لها ولا تحويل، ومن ذلك أن مخالفة أي أمر شرعي سيترتب عليها آثار سيئة على كيان الإنسان، وكلما كان الخطأ يتضمن عدواناً على حقوق كائن أعلى مرتبة وأهمية بالنسبة إلى الإنسان وكلما كان صادراً عن كيان أعمق كان أثره على الإنسان أخطر وأفدح.
ومن حيث هذا الاسم فإنه نبأهم بكثير من الحقائق الغيبية اللازمة لصلاح أمرهم مثل البعث ووقائع اليوم الآخر.
وهذا الاسم من أسماء منظومة الرحمة والهدي والتي اقتضت إرسال الرسل المنذرين وكذلك إرسال النذر التي تأتي للبشر وللأمم حتى يراجعوا أنفسهم ويثوبوا إلى رشدهم ويتوبوا إلى ربهم.

إنه كما أن للإنسان كيانا بشريا ظاهرا لابد لصلاح أمره وحفظ بقائه من التنفس وتناول الطعام والشراب كذلك للإنسان كيان جوهري خالد لا يفني هو نفسه، ولابد لصلاح نفسه من أن تتجه إلى مصدر حياتها، وهو النور الإلهي، لذلك لابد لتزكية النفس بتطهيرها مما يدسيها وتزكيتها باكتساب الصفات الحسنة ومكارم الأخلاق، لذلك كان لابد من إنذارها مما سيحيق بها إذا ما اقترفت ما يؤدي إلى تدهورها، ولا يستطيع الإنسان في أحواله العادية إدراك ما يؤذيه على المستوى الجوهري، لذلك كان لابد من الإنذار، وهذا عمل الاسم الإلهي "المنذر" وآلاته وأدواته من الرسل والملائكة.

والرمز إشارة إلى علم عظيم وأمر خطير ينتقل إلى كيانات أخرى ويتكرر مرة بعد مرة.

ولهذا الاسم تفاصيله ومظاهره على المستوى البشري، فلقد بعث الله تعالى من صفوة عباده منذرين للناس، كما أنه ينذر من يشاء بما يشاء من الوقائع والأحداث، وكان على رأسهم خاتم النبيين وهو المقصود والمخاطب بالآيات الآتية:
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيم} [البقرة:119]، {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل} [هود:12]، {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِين} [الحجر:89]، {وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الإسراء:105]، {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِين} [الحج:49]، {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان:1]، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الفرقان:56]، {وَقَالُوا لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِين} [العنكبوت:50]، {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الأحزاب:45]، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون} [سبأ:28]
{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيد} [سبأ:46]، {إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِير} [فاطر:23]، {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خلاَ فِيهَا نَذِير} [فاطر:24]، {إِن يُوحَى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِين} [ص:70]، {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِين} [الأحقاف:9]، {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الفتح:8]، {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِين} [الذاريات:50]، {قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِين} [الملك:26]
والآيات تبين عالمية دعوته ورسالته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ.

*******


هناك تعليق واحد: