الأربعاء، 30 مارس 2016

جهلوت بن كفروت بن إرهابوت الدموي

جهلوت بن كفروت بن إرهابوت الدموي

كان جهلوت بن كفروت بن إرهابوت الدموي من خيرة دواب همجستان، ظهرت وميوله ومهاراته الجهادية منذ صغره، دخل حظيرة الدجاج ذات مرة على حين غفلة من أمة واقترف مجزرة مروعة في حق الدجاج والكتاكيت، عندما اكتشفت أمه الأمر أخذت تلطم لمدة ساعة كاملة ثم انهالت عليه بالضرب حتى كلَّت وسقطت من الإعياء، لاحظت أنه كان يستمتع بالضرب ويحملق فيها ببلاهة.
عندما كبر قليلا أصبح ينزل إلى الشارع ليصطاد القطط الضالة، وكان يستمتع بخنقها، أخذ من بعد ذلك يتطلع إلى تحقيق هدفه الأكبر؛ كان يهاجم الكلاب الضالة ويرجمها بالحجارة، كانت تفر من أمامه مما شجعه على التمادي في ذلك.
رأى في إحدى المرات كلبا ضخم الحجم، هنَّأ نفسه على هذا الهدف الثمين، أمسك بحجر ضخم وقذف به الكلب، فوجئ بالكلب ينقض عليه، ويمزق ملابسه ويثخنه بالجراح، لم ينقذه منه إلا احتشاد الناس.
تلقى درسا قاسيا، لم يخفف من وطأة نزعة الدموية الإجرامية، ولكنه ازداد خسة ونذالة، لم يعد يهاجم إلا ما يتوسم فيه الضعف.
أخذت تنتابه رغبة لا تقاوم في قتل البشر، كان يستمتع في خياله وأحلام يقظته ومنامه بذلك ويتمنى أن تتاح له الفرصة للتنفيد، ذات مرة انتهز فرصة خلو البيت وهجم على أخته الصغيرة وأطبق على عنقها بكل قوته، أنقذها الجيران منه، عادت أمه لتجد الحشد الكبير من الجيران في المنزل لتتلقى صدمة جديدة كادت تودي بها.
رأوا أن يقتادوه إلى الشيخ الهمجستاني الشهير، رأى فيه صيدا ثمينا في هذه الظروف الحرجة التي تنتاب الأمة الهمجستانية، علمه أن من الأفضل له استثمار ميوله الجهادية هذه لخدمة قضية همجستان المقدسة، أعده إعدادا جيدا، علمه المذهب الهمجستاني العتيد، أسعد قلبه عندما أخبره أن كل مسلم غير همجستاني هو هدف مشروع ويمكن الفوز بالجنة بسفك دمه.
اكتسب كراهية رهيبة لكل المسلمين غير الهمجستانيين، أصبح كل أمله أن يتحول إلى قنبلة ذرية تنفجر في بلادهم فلا تبقي منهم أحدا حتى يضم كافة بلادهم رسميا إلى همجستان.
لم تتخلص أسرته من شره إلا عندما افتُتِح أوكازيون الجهاد في أحد بلدان الشرق العربي، لم يصدق نفسه، ذهب إلى هناك لتوِّه، أخذ يتفنن في قتل المسلمين وتقطيع أعناقهم وأكل قلوبهم وأكبادهم والتمثيل بجثثهم ولعب الكرة برؤوسهم، ثم أخيرا حقق حلم عمره الأكبر عندما فجَّر نفسه في حشد كبير للمسلمين كانوا في طريقهم إلى أداء الصلاة في المسجد الجامع، وأخيرا استطاعت أمه أن تنام مطمئنة قريرة العين لأول مرة منذ أن ابتليت به.
أما أهالي همجستان فقد أصبح يُلقب عندهم بالمجاهد الشهيد، وأصبحوا يضربون به المثل لأطفال همجستان، وهكذا لم يمت جهلوت، لقد أصبح يتجسد في أشخاص جدد يتأسون بسيرته ويُصنعون على عينها.


*******

هناك تعليق واحد: