الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

أبو سفيان يملي شروطه بعد هزيمته وتحطيم أصنامه

أبو سفيان يملي شروطه بعد هزيمته وتحطيم أصنامه
جاء في صحيح مسلم:
168 - (2501) حدثني عباس بن عبد العظيم العنبري وأحمد بن جعفر المعقري. قالا: حدثنا النضر (وهو ابن محمد اليمامي). حدثنا عكرمة. حدثنا أبو زميل. حدثني ابن عباس قال:
 كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه. فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله! ثلاث أعطنيهن. قال "نعم" قال: عندي أحسن العرب وأجمله، أم حبيبة بنت أبي سفيان، أزوجكها. قال "نعم" قال: ومعاوية، تجعله كاتبا بين يديك. قال "نعم". قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار، كما كنت أقاتل المسلمين. قال "نعم".
وقال أحد رواة المروية ولولا أنه طلب ذلك من النبي ما أعطاه ذلك لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال نعم).
إن هذه المروية غير صحيحة بلا ريب فوقائع التاريخ الثابتة تقوضها، إذ تزوج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّمَ أم حبيبة قبل أن يسلم أبو سفيان ببضع سنين، وكانت مهاجرة إلى الحبشة رغم أنف أبيها، وزوجته نفسها بتوكيل خالد بن سعيد الأموي دون أن يكون لأبي سفيان أية صلة بالموضوع، فقد كان كافرا في ذلك الوقت، بل كان قائد معسكر الكفر والشرك، ولم يؤمِّر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّمَ أبا سفيان أبدا، ولقد صح أنه لم يكن يولي الإمارة من طلبها، وليس بصحيح أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّمَ كان يعطى لكل سائل سؤله، ولقد رفض طلب الصديق أبى ذر أن يوليه شيئا من أمور المسلمين، ولقد كان يعلِّم الناس الحكمة فكان لا يعطى أحدا إلا ما يصلح له ويصلح به أمره.
وحل المشكلة المعروضة لم يكن يوجب علي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّمَ الإذعان لمطالب أبي سفيان الذي هُزِم وخسر قضيته وتحطمت آلهته المزعومة، ولم يكن ثمة ما يمنع أبا سفيان من اجتذاب إعجاب الناس لو أعلن على رؤوس الأشهاد أنه صادق الإيمان وليس من المؤلفة قلوبهم وأعاد الأموال التي أخذها بصفته هذه، وقاتل كجندي شريف في صفوف المسلمين كما كان يفعل من هم خير منه بنص الكتاب العزيز، بل من الثابت أنه كان في حنين يتمنى الهزيمة للمؤمنين متجاهلا حتى أعراف الجاهلية.
وليس الأمر أمر مروية يمكن حذفها وينتهي الأمر ولكن هذا الأمر يدل على قصور خطير في النهج الذي اتبعه مسلم للحكم بصحة المروية ويدل على مدى جهله بحقائق التاريخ الدامغة، وبالتأكيد لابد أن هذا القصور قد جعله يصدر أحكاما خاطئة فيصحح مثلا بعض المرويات التي قد لا يكون بطلانها واضحا وضوحه في المروية السابقة وقد يكون أيضاً قد ضعف أو رفض مرويات صحيحة، إنه كان لابد للمحدثين من مراعاة الاتساق بين المرويات وبين وقائع السيرة إعمالاً للضوابط التي وضعوها بأنفسهم ومنها ألا تتعارض المروية مع وقائع التاريخ الثابتة.
ولكن ما هي السنة التي حرص المحدثون على إيصالها للناس من تلك المروية؟ وكيف عرف أحد الرواة ما في نفس رسول الله؟ وهل يجوز اعتبار مثل تلك المروية مثلا للقرءان ووحيا ثانيا ملزما للناس كافة إلى يوم الدين؟

*******

هناك 4 تعليقات:

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
  2. "وليس الأمر أمر مروية يمكن حذفها وينتهي الأمر"
    نعم, هذه مروية واحدة من آلاف المرويات المشابهة التي تدل على توجهات بعينها(عبيد الأمويين والظلمة والفجرة والفسقة)
    شكراً على المقال دكتور

    ردحذف
  3. ليت عبيد أبى سفيان يعقلون
    بوركت معالى الدكتور المجدد العظيم

    ردحذف