الفسق
الفسق هو صفة ذميمة في القلب يترتب عليها الخروج عن
الإطار الذي رسمه الله تعالى لعباده وتعدِّي حدوده، وجماع هذه الأفعال هو الفسق
أيضا، وهو أيضا جماع الآثار المترتبة على ذلك، هذه الآثار هي مرض يصيب القلب فيدفع
الإنسان إلى اقتراف ما يضاعف المرض فتتضاعف آثاره حتى تحيط بالإنسان ولا تترك له
منفذا يمكن للنور أن يتسرب منه إلى القلب، وبذلك يكون المكان المناسب لمثل هذا في
يوم القيامة هو النار خالدا فيها.
فالفسق هو مرض يصيب الكيان
الجوهري للإنسان وقد يفسد بعض لطائفه إفسادا كليا أو جزئيا، وهو يدفع صاحبه إلى
مخالفة الأوامر الإلهية واقتراف أعمال سيئة، وهذا ما تسبب آثاره زيادة حدة الفسق
واتساع نطاقه وازدياد تمكنه وكلها تلحق ضرراً بالغاً بالكيان الإنساني الجوهري
وتهوي به إلي أسفل سافلين.
والفسق هو فساد القلب جزئيا أو
كليا، فالفساد الجزئي سببه التعلق بمعصيةٍ ما تعلقا يؤدى إلى إدمانها، وذلك يؤدى
إلى تكوين حلقة تغذية خلفية موجبة (Positive feedback loop) يزداد بها فساد القلب بسبب آثار المعصية
فيزداد تعلقه بها وإقباله عليها حتى تحيط آثارها به وتمنع نفاذ النور إليه فلا
تقبل فيه شفاعة وربما انطمس نور الإيمان عنده.
أما الفساد الكلى فيترتب على
التعلق بمجموعة من المعاصي فتأتلف آثارها ويتولد فسق من نوع كلى شامل، وأكثر ألوان
الفسق شيوعاً مترتب على شدة تعلق الإنسان بالكيان الجسدي وشدة افتتانه به حتى لا
يرى للإنسان حقيقة غيره، وثمة ألوان من الفسق الكلى تصيب من يتميزون على الناس
بقوة الجبلة وشدة التأثير والجاذبية الشخصية، ومن ذلك الطغيان والاستبداد والرغبة
فى التسلط والإفساد في الأرض.
والفسق هو صفة تؤدي إلى أفعال
يطلق عليها "الفسق" أيضا، فالكلمة هي لغويا "مصدر"، والمصدر
في العربية يُطلق على الفعل، وقد قال الله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن
نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا
الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً} الإسراء16
فالفاسق هو الفاسد الذي ترسخ
الفساد في قلبه وتمكن منه بحيث أصبح ميئوسا من أمره علي المستوي الجوهري، فالفسق
مرض باطني مستعصٍ يدفع صاحبه إلى ممارسة ما يتفق مع ذلك المرض وإن علم أن في ذلك
هلاكه، ذلك لأنه غُلِب علي أمره وأصبح أسير أهواء نفسه فهو يكد ويكدح لإشباع
احتياجاتها من ذلك الفسق ولو خرج علي كل عرف أو قانون، وممارسة مقتضيات صفة الفسق
تسمي أيضا بالفسق، والممارسة ستزيد تلك الصفة قوة ورسوخا، فلا علاج للرغبات المترتبة
على الفسق بالتجاوب معها وتفريغها وإنما بالتطهر منها بالتزكي.
والفسق
هو من أمهات الصفات الذميمة، وهو من أركان المنظومة الشيطانية، والتطهر منه من
لوازم ركن التزكي، وكذلك يجب اجتناب الأعمال المترتبة عليه، وهذا الاجتناب من
لوازم الركن العاشر؛ أي اجتناب كبائر الإثم والفواحش والانتهاء عن المنكر.
ومن صور
الفسق ومظاهره:
تبديل
آيات الله وكلامه-التكذيب بآياته-الأكل مما لم يذكر اسم الله عليه-الأكل مما حرم
الله-عدم المبالاة بالأوامر الشرعية-الكفر بآيات الله-الحكم بغير ما أنزل
الله-اتخاذ الكافرين والمنافقين أولياء من دون المؤمنين-حب الدنيا-أن يكون للدنيا
عنده مكانة تفوق مكانة ربه وأوامره-الإمساك عن الإنفاق-اقتراف الفواحش-الكذب-نسيان
الله-قذف المحصنات-طاعة المتسلطين على الأمور والمفسدين في الأرض-.....، فالفاسق
يقتحم المعاصي غير هياب وغير مبال.
وعاقبة
الفسق وخيمة، فالفاسق لا ينتفع بآيات الله بل سيزداد بها ضلالا ويحرم نفسه من
الانتفاع بآلاء الله ونعمائه وعطاياه الروحانية السامية ويعرض نفسه للوقوع تحت
طائلة قوانين عالية يترتب على سريانها تدهور حاد لكيانه الجوهري، وقد يقضى عليه
فلا يجد مجالاً لإنقاذ نفسه.
إن الفسق هو أمرٌ شديد الخطورة، وهو موجب للهلاك ومقترن بالصفات الشيطانية
الكبرى: الكفر، الشرك، النفاق، الظلم، وها هي بعض الآيات التي تتحدث عن الفسق
والفاسقين، ومنها سيتبين من هو الفاسق:
قال تعالى:
{الْمُنَافِقُونَ
وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ
عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ
الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُون}[التوبة:67]،{وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ
آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُون}[البقرة:99]، {كُنتُمْ
خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ
عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ
خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُون}[آل
عمران:110]، {قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ
بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ
عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ فَلَا تَأْسَ عَلَى
الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (26) }[المائدة]، {.... وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا
أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون} [المائدة:47]، {وَأَنِ احْكُم
بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن
يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ
أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا
مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُون} [المائدة:49]، {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ
تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا
أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُون}[المائدة:59]، {تَرَى كَثِيرًا
مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ
أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ
(80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ
مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)}
المائدة، {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُواْ بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ
يَخَافُواْ أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللّهَ
وَاسْمَعُواْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِين}[المائدة:108]، {أَوَلَمْ
يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَنْ لَوْ نَشَاءُ
أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ
(100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ
رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ
قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ (101) وَمَا
وَجَدْنَا لِأَكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ
(102)} الأعراف، {كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ
رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا
اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ
(7) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا
ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ
فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآَيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ
سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9)} التوبة، {قُلْ أَنفِقُواْ
طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْمًا
فَاسِقِين}[التوبة:53]، {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن
تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ
بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ
الْفَاسِقِين}[التوبة:80]، {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَدًا
وَلاَ تَقُمْ عَلَىَ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ
وَمَاتُواْ وَهُمْ فَاسِقُون}[التوبة:84]، {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ
عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ
الْفَاسِقِين}[التوبة:96]، {وَلُوطًا آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَنَجَّيْنَاهُ
مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ
سَوْءٍ فَاسِقِين} [الأنبياء:74]، {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ
لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلاَ
تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون}[النور:4]، {وَعَدَ
اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم
فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ
دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ
أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ
فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون} [النور:55]، {وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ
تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ
وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِين}[النمل:12]، {أَفَمَن كَانَ
مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُون} [السجدة:18]، {فَاسْتَخَفَّ
قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِين}[الزخرف:54]، {فَاصْبِرْ
كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ
كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن
نَّهَارٍ بَلاَغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُون}[الأحقاف:35]، {يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن
تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِين}
[الحجرات:6]، {وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا
فَاسِقِين}[الذاريات:46]، {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ
لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ
وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُون}[الحديد:16]، {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ
يَاقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ
إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي
الْقَوْمَ الْفَاسِقِين}[الصف:5]، {سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ
لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي
الْقَوْمَ الْفَاسِقِين}[المنافقون:6]، {.... يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي
بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِين} [البقرة:26].
{كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ
رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُون}[يونس:33]، {وَإِذَا
أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا
فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء:16]، {وَإِذْ
قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ
الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ
أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ
بَدَلاً}[الكهف:50]، {إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا
مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُوا يَفْسُقُون}[العنكبوت:34]، {وَأَمَّا الَّذِينَ
فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا
أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ
تُكَذِّبُون}[السجدة:20]، {وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ
أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا
فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي
الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُون}[الأحقاف:20].
فالفسق
لا يقل فداحة عن الظلم والكفر والنفاق، بل إنه مسبب للكفر ومولد له وقرين الله، فالفسق
هو المرض الخطير الذي يضرب كيان الإنسان فيدفع المصاب به إلى الكفر بالله وآياته
ورسالاته والتمرد على أوامر الله والحكم بما لم ينزل الله، فالفاسق يكفر بعد
الإيمان ويضل بفسقه، ولا يستحق أن يهديه الله، والفسق من الأمور الموجبة للهلاك،
ولقد جعله الله مضادا للإيمان، ومن آيات القرءان يتبين ما يلي عن مواصفات وعواقب الفسق
والممارسات الفسقية:
1.
الفسق مقترن
بالنفاق ومسبب له.
2.
الفسق مقترن بالكفر
بالآيات ومسبب له.
3.
الفسق هو الصفة
التي دفعت أهل الكتاب للكفر بالرسالة المحمدية.
4.
الفسق مضاد
للإيمان.
5.
الفسق من أسباب
التمرد على الرسل.
6.
الفاسق لا
يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ الله مثله مثل الظالم والكافر.
7.
الفاسق يرفض
الإذعان لحكم الله.
8.
الفاسق يوالي
الذين كفروا في تهجمهم على المؤمنين.
9.
الفاسق لا يشهد
بالحق.
10.
الفاسق يكذب.
11.
الفاسق يقذف
المحصنات بالباطل.
12.
الفاسق لا يستحق
الهداية.
13.
الفاسق يستحق
الإضلال.
14.
الفاسق لا عهد
له.
15.
الفاسق لا يُقبل
منه عمل.
16.
الاستغفار للفاسق
لن ينفعه حتى ولو كان المستغفر نبيا.
17.
الفاسق يكفر بعد
إيمانه.
18.
الفاسق يطيع الطغاة
والمفسدين في الأرض ومدعي الألوهية.
19.
الفسق موجب
للهلاك.
20.
الفاسق يتطاول
على الرسل.
21.
الفاسق يحق عليه
القول فلا يؤمن.
22.
الفاسق مأواه
النار.
23.
الفاسق يُعذب في
الدنيا بفسقه.
24.
القوم الفاسقون
يعاقبون بالهلاك في هذه الدنيا.
*****
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق