الاثنين، 31 أكتوبر 2016

موقف الدين السلفي من المسلمين الآخرين 1

موقف الدين السلفي من المسلمين الآخرين 1

يتميز أتباع الدين السلفي بعقيدتهم ومواقفهم العدوانية الإجرامية الشرسة تجاه المسلمين الآخرين، وهم يعتبرونهم (أكفر من اليهود والنصارى)، لذلك قد يقبلون بوجود اليهود والنصارى مع إلزامهم بأحكام الصغار والذلة والهوان، ولكنهم لا يعترفون بحق الوجود لمسلم آخر اختلف عنهم.
وقد أثبتوا في هذا العصر عندما أتيح لهم المجال أنهم ألد أعداء شعوبهم وأوطانهم والمسلمين الآخرين، وأنهم على استعداد للاستعانة بشياطين الإنس والجن للقضاء عليهم وتدمير بلادهم.
*****
قال ابن حنبل: "وقبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة، فُسَّاق أهل السنة أولياء الله، وزهاد أهل البدعة أعداء الله"، فمن أين لهذا الابن الحق في تقرير أمور غيبية كهذه؟ وكيف يجعل الفساق أولياء لله، وكيف يعطي لنفسه الحق في أن يجعل الله سبحانه يتولى الفاسقين وقد ندد بهم في كتابه؟ وأين هو النص من كتاب الله على ذلك؟ وكيف يتقول على الله بمثل هذه الجرأة؟ وكيف تكون قبور أهل الكبائر روضة، وهل يضمن هو لنفسه أن يكون قبره روضة؟ وثمة مرويات تؤكد أن بعض (الصحابة) كانوا يعذبون في قبورهم فيما ليس بكبيرة، وهل مجرد تقليد ابن حنبل يضمن لصاحبه الجنة؟ وهل يضمنها ابن حنبل لنفسه حتى يضمنها لغيره؟ ومن العجب أن يغلو السلفية في أمر من يعدونهم أئمتهم وأن يحذوا حذوا من نددوا بهم من أتباع المذاهب الأخرى، إن انهيار هذه الأمة لم يأت من فراغ بل كانت له أسبابه الموضوعية.
ولقد أشار هذا الابن على الخليفة أن يستعين باليهود والنصارى ولا يستعين بأهل الأهواء والبدع ويقصد بهم من خالفه هو من المسلمين!!!!!!، ولقد تمسك السلفية بتلك المشورة وعضوا عليها بالنواجذ.
ولقد قال الفضيل بن عياض: "لأن آكل عند اليهودي والنصراني أحب إليّ من أن آكل عند صاحب بدعة، فإني إذا أكلت عندهما لا يقتدى بي، وإذا أكلت عند صاحب بدعة اقتدى بي الناس"، إنه لا يحتاج إلى الاقتداء بمثل هذا الفضيل أو بالأحرى الضليل إلا كل من كان حريصا على الضلال والهلاك.
وقال آخر: "واتفقوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم ومعاشرتهم والتقرب إلى الله عز وجل بمجانبتهم ومهاجرتهم، وأنا بفضل الله عز وجل ومنّه متبع لآثارهم –أي لآثار أهل السنة- مستضيء بأنوارهم ناصح لإخواني وأصحابي أن لا يزلقوا عن منارهم ولا يتبعوا غير أقوالهم ولا يشتغلوا بهذه المحدثات من البدع التي اشتهرت فيما بين المسلمين، والمناكير من المسائل التي ظهرت وانتشرت ولو جرت واحدة منها على لسان واحد في عصر أولئك الأئمة لهجروه وبدعوه، ولكذبوه وأصابوه بكل سوء ومكروه، ولا يغرّن إخواني حفظهم الله كثرة أهل البدع ووفور عددهم فإن وفور أهل الباطل وقلة عدد أهل الحق من علامات اقتراب اليوم الحق"، وهذه المقولة مما يثبت أن سدنة هذا المذهب هم من أكابر أعداء الجنس البشري وحقوق الإنسان وأنهم أكبر فتنة ابتلي بها المسلمون والإسلام، فمقولة هذا الشخص تبدأ بالكذب وتنضح بالغل وسوء الخلق وتحرض على الشحناء وتحث على البغضاء وتأمر بتمزيق شمل المسلمين، ولو تلقى هذا الشخص ولو شيئاً قليلاً من تزكية النفس لخفف من غلوائه ولتخلص من بعض سوء خلقه، وهو هاهنا يتكلم في حالة ضعف اعترتهم لأي سبب من الأسباب، ولقد أرجع ذلك إلى اقتراب يوم القيامة؟؟!! ولو كانوا هم الأغلبية لقالوا إنهم هم السواد الأعظم الذي يجب الانضمام إليه، إنه حتى لو كان هذا المهرج المبطل محقاً لوجب عليه أن يدعو إلى ما يؤمن به بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكن لما كان السلفية واللاسنية قد استبعدوا أصلاً أركان الدين الجوهرية من الدين ومنها ركن تزكية النفس فإنهم لم يتمكنوا أبداً من اكتساب مكارم الأخلاق وظلوا على همجيتهم ووحشيتهم واستهانتهم بحقوق وكرامة من خالفهم.
*****
قال أحد أعلام أهل اللاسنة: "وإذا رأيت الرجل من أهل السنة رديء الطريق والمذهب، فاسقاً فاجراً صاحب معاص ضالاً وهو على السنة؛ فاصحبه، واجلس معه، فإنه ليس يضرك معصيته، وإذا رأيت الرجل مجتهداً في العبادة متقشفاً محترقاً بالعبادة صاحب هوى، فلا تجالسه، ولا تقعد معه، ولا تسمع كلامه ولا تمش معه في طريق، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته؛ فتهلك معه"، فهذا السني يوصي الناس بمصاحبة الفسقة الفجرة العصاة الضالين طالما كانوا على مذهبه ويوصي باجتناب العابدين المتقشفين إذا كانوا من أتباع أي مذهب آخر، وإذا كان المذهب لم يفلح في تزكية نفس الإنسان فما هي جدواه، وما هو المقصود من الدين أصلا؟ ألا يعلم هذا السني أن الله سبحانه قد توعد الفجار والفاسقين والعصاة الضالين؟ أما من التزم بنصيحة هذا السني وكان حريصاً على مصاحبة الفسقة الفجار فسيضل مثلهم وسيكون مصيره النار، إن مصاحبة أمثال هؤلاء تقوض كافة مناهج تزكية النفس في أي دين من الأديان، إن أمثال هذه الاتجاهات هي التي قوضت بنيان الأمة.
وقال (إمام) سلفي لا سني آخر لابنه: "لأن تلقى الله يا بني زانيا فاسقا سارقا خائنا، أحب إليَّ من أن تلقاه بقول فلان وفلان"، وهكذا يتواصى سدنة المذهب السلفي باللدد في الخصومة مع كل مسلم لم يتفق معهم ويقوضون ركن وحدة الأمة، إن مثل هذه الأقوال لمما يبيـِّن استحالة التعايش السلمي بين أتباع المذاهب المحسوبة على الإسلام وعلى أنهم قد فرقوا الدين ومزقوا الأمة، لذلك لا عجب أن يتحالف بعض أتباع المذاهب مع ألد أعداء الأمة ضد المذاهب الأخرى.
*****
من المعلوم أن أكثر العالم الإسلامي اليوم هم من أتباع المذاهب الأربعة (الفقهية) وأتباع العقيدة الأشعرية والماتريدية، ومع ذلك رفض بعض السلفية المعاصرين فتوى سلفية آخرين في اعتبار الأشعرية والماتريدية من أهل السنة أي من الفرقة التي يظنون أنها ناجية، وقالوا: "إن الحق الذي لا مرية فيه أنهم من طوائف أهل البدع، ولا يجوز لأحد أن يقول إنهم من أهل السنة، ومن زعم أن هاتين الطائفتين من أهل السنة والجماعة فإنه قد أقحم نفسه في خطأ فادح  وخطر فاضح، وسيسأل يوم القيامة عن قيله قبل أن يُفرَج له عن سبيله"، كما أنهم حملوا عليهم لأنهم جوزوا التعاون مع أهل البدع على البر والتقوى وهذا مخالف لهدي السلف مع أهل البدع كما تقدم ذكره إذ الأصل العداء والبعد عنهم وقالوا عنهم: "إنهم خلطوا وقاسوا قياساً فاسداً وذلك أنهم قاسوا التعاون مع عموم الأشاعرة بالتعاون مع الحاكم وولي الأمر المبتدع كأن يكون أشعرياً، والشريعة فرقت بين ولاة الأمر وعامة الناس، ومعتقد أهل السنة كما في كتب الاعتقاد أن يقاتل  ويصلى مع ولاة الأمر ولو كانوا فجاراً مبتدعة وهذا ما لا يكون مع عامة الناس"، أي إنهم يجيزون التعامل مع الحاكم ولو كان أشعريا ولا يجيزون التعامل مع الرعية الأشعرية!!!! وهذا بالطبع يكشف حقيقة مذهبهم الذي يلزم الناس بالخضوع المطلق لأي متسلط ولو كان فاجراً فاسقاً، ولقد قاسوا على ذلك أنه يمكن الخضوع له لو كان أشعرياً!!! فمذهبهم هو الخضوع المطلق للمتسلط القوي ولو كان فاسقاً ظالماً فاجراً أو من أتباع مذهب هو في نظرهم ضال محدث مع تسويغ البطش بالناس العاديين إذا كانوا من أتباع هذا المذهب، وهم كالعادة يتقولون على ربهم ويزعمون أنه لن يفرج عن أحد يوم القيامة إلا بعد التأكد من أنه لا يقول بأن الأشعرية والماتريدية من أهل السنة!!!!!!!!!!
*****
ما هو سرّ عداء السلفية الرهيب للشيعة والذي لم تكنّ طائفة دينية مثله لطائفة أخرى على مدى التاريخ؟ ما الذي يجعل السلفي يود لو فجَّر نفسه في مسجد يصلي فيه الشيعة؟ ألا يؤمن الشيعة بالله تعالى؟ ألا يؤمنون بكتاب الله ورسوله؟ ألا يؤمنون بكتب الله ورسله واليوم الآخر؟
السرّ هو أن الشيعة كفروا بالآلهة الحقيقيين للمذهب السلفي وانتقدوهم وربما لعنهم المتطرفون منهم، أما أركان الإيمان التي ذكرت في القرءان وأجمع عليها كل المحسوبين على الإسلام فلا وزن لها مقابل كفر الشيعة بآلهة السلفية الحقيقيين.
ومما يزيد من حقد السلفي وغله ويضاعف من أمراض قلبه أنه لا يستطيع أن ينال من أئمة الشيعة المقدسين عندهم ولا يستطيع أن يجهر بعدائه لأهل بيت النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ.
من المضحك المبكي أن السلفية يعتبرون كل قول يوافق قولهم صدر عن أي شخص منهم في الماضي حجة يمكن الاستناد إليها، لذلك فأكثر كتبهم وحججهم غثاء لا يجوز أن ينشغل أحد به.
من قواعد السلفية عداء أهل المُحدَثات، وتلك المحدثات هم وحدهم الذين يقررونها، ومن العجيب أن أسس مذهبهم وجل مصطلحاتهم هي في الحقيقة مجموعة من المحدثات.

*******


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق