الجمعة، 28 أكتوبر 2016

أبو هريرة ينطلق ويطعن في الجميع

أبو هريرة ينطلق ويطعن في الجميع

البخاري ومسلمان يبينان أن أبا هريرة كان (الصحابي) الحقيقي الوحيد، وأن المهاجرين كانوا مشغولين بالصفق بالأسواق وأن الأنصار كان يشغلهم القيام على أموالهم، جاء في البخاري:
[ 6921 ] حدثنا علي حدثنا سفيان حدثني الزهري أنه سمعه من الأعرج يقول أخبرني أبو هريرة قال إنكم تزعمون أن أبا هريرة يكثر الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله الموعد إني كنت امرأ مسكينا ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم فشهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وقال من يبسط رداءه حتى أقضي مقالتي ثم يقبضه فلن ينسى شيئا سمعه مني فبسطت بردة كانت علي فوالذي بعثه بالحق ما نسيت شيئا سمعته منه.
وجاء في مسلم:
(2492) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، جَمِيعًا عَنْ سُفْيَانَ، قَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ الْأَعْرَجِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُكْثِرُ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللهُ الْمَوْعِدُ، كُنْتُ رَجُلًا مِسْكِينًا، أَخْدُمُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، وَكَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالْأَسْوَاقِ وَكَانَتِ الْأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ الْقِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ يَبْسُطْ ثَوْبَهُ فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي» فَبَسَطْتُ ثَوْبِي حَتَّى قَضَى حَدِيثَهُ، ثُمَّ ضَمَمْتُهُ إِلَيَّ، فَمَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ
وقد حاولت السيدة عائشة أن تتصدى لأبي هريرة، ولكنه كان قد انطلق، ولم يعد يستطيع أحد كبح جماحه:
أخرج بن سعد في باب أهل العلم والفتوى من الصحابة في طبقاته بإسناد صحيح عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قال: قالت عائشة لأبي هريرة إنك لتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ما سمعته منه قال "شغلك عنه يا أمه المرآة والمكحلة وما كان يشغلني عنه شيء ".
أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (ت 852 هـ .)
فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج 7، بيروت: دار المعرفة، 1379هـ، ص 76
***
" ... ثنا خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن عائشة أنها دعت أبا هريرة فقالت له يا أبا هريرة ما هذه الأحاديث التي تبلغنا أنك تحدث بها عن النبي صلى الله عليه وسلم هل سمعت إلا ما سمعنا وهل رأيت إلا ما رأينا؟
قال: يا أماه إنه كان يشغلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم المرآة والمكحلة والتصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وإني والله ما كان يشغلني عنه شيء "
الحاكم النيسابوري: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
الذهبي: صحيح.
محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405 هـ .)
المستدرك على الصحيحين، ط1، ج 3، تحق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت: دار الكتب العلمية، 1990م، ص 582
مع الكتاب: تعليقات الذهبي في التلخيص
***
" محمد بن كناسة الأسدي، عن إسحاق بن سعيد، عن أبيه، قال: دخل أبو هريرة على عائشة فقالت له: أكثرت يا أبا هريرة عن رسول الله ! قال: إي والله يا أماه ما كانت تشغلني عنه المرآة، ولا المكحلة، ولا الدهن. قالت : لعله".
شعيب الأرنؤوط: رجاله ثقات .
شمس الدين محمد الذهبي ( ت 748 هـ .)
سير أعلام النبلاء، ط9، ج 2، تحق: شعيب الأرنؤوط، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1993م ، ص 604
***
" أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغر وأحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكيان قالا أخبرنا عمرو بن يحيى بن سعيد الأموي عن جده قال: قالت عائشة لأبي هريرة إنك لتحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا ما سمعته منه فقال أبو هريرة يا أمة طلبتها وشغلك عنها المرآة والمكحلة وما كان يشغلني عنها شيء".
محمد بن سعد (ت. 230هـ)
الطبقات الكبرى، ج 2، ص 364، بيروت: دار صادر
وهكذا كان لدى أبي هريرة ما يقوله ضد السيدة عائشة وضد المهاجرين والأنصار، ولم يرد أن أحدهم حاول الردّ عليه، وحتى السيدة عائشة تثبت المرويات أنها لم تجد ما تردّ به على أبي هريرة!!!
قال الذهبي: عدد أحاديث أبي هريرة المتفق عليها في البخاري ومسلم: ثلاث مائة وستة وعشرون حديثا، وانفرد البخاري: بثلاثة وتسعين حديثا، ومسلم: بثمانية وتسعين حديثا.
وبذلك يكون مجموع مرويات أبي هريرة في صحيح البخاري ومسلم: 517 حديثا، وجميع أحاديثه الصحيحة من غير تكرار نحو الألف حديث.
وأكثر (الأحاديث) الصحيحة الثابتة عن أبي هريرة لم ينفرد بروايتها وحده، بل رواها معه غيره، وعدد (الأحاديث) الثابتة الصحيحة والحسنة التي انفرد بروايتها هي نحو 110 (أحاديث).
وأبو هريرة كان بشرا يصيب ويخطئ، وقد تعرض للابتلاء كغيره، ولكنه لم يخطئ حين حدَّث عن الرسول، وأكثر مروياته متسقة مع دين الحق، وكان من الأفضل أن يتم الاستفادة مما لديه في عهد الخلفاء الراشدين من قبل أن تندلع الفتن.
ومن مروياته ذات الأصول الصحيحة، والتي تفرد بها:
إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة؛ متفق عليه.
كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم بالليل يرفع طورًا، ويخفض طورًا؛ أخرجه أبو داود وحسنه الألباني.
"إذا قال الإمام: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، فقولوا: آمين؛ فإنه من وافق قوله قول الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه))؛ متفق عليه.
قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2]، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة: 3]، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]، قال: مجَّدني عبدي - وقال مرة: فوَّض إلي عبدي - فإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6، 7]، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل؛ أخرجه مسلم.
أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [المؤمنون: 51]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} [البقرة: 172]، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟؛ أخرجه مسلم.
لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحبُّ إليَّ مما طلعت عليه الشمس؛ أخرجه مسلم.
كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم؛ متفق عليه.
لا تُنزَع الرحمة إلا من شقي؛ أخرجه أبو داود وحسنه الألباني.
المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجِز، وإن أصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدَر الله وما شاء فعل، فإن "لو" تفتح عمل الشيطان؛ أخرجه مسلم.
شر ما في رجل: شح هالع، وجبن خالع؛ أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
أصدَقُ كلمة قالها شاعر كلمة لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل، وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم؛ متفق عليه.
ما عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طعامًا قط، كان إذا اشتهى شيئًا أكله، وإن كرهه تركه؛ متفق عليه.
أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، في الأولى والآخرة))، قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: "الأنبياء إخوة من علات، وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد، فليس بيننا نبي"؛ متفق عليه، واللفظ لمسلم.


*******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق