الاثنين، 31 أكتوبر 2016

السلفية والخضوع المطلق للفاجر المتغلب

السلفية والخضوع المطلق للفاجر المتغلب

يقول سدنة الأديان السلفية والسنية: "إن من غلب المسلمين بالسيف حتى صار خليفة وسُمِّي بأمير المؤمنين لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماما عليه، برًّا كان أو فاجرا فهو أمير المؤمنين"، وتلك القاعدة لا تصلح إلا لانتخاب زعيم عصابة من الأفاقين المجرمين، وقد يضطر الإنسان لطاعة متسلط مجرم اتقاءً لشره، ولكن ما هو النص أو حتى المبرر الإنساني الأخلاقي الذي يحرِّم عليه أن يبيت إلا من بعد أن يعلن إيمانه بأن هذا المتسلط هو بالفعل إمام عليه؟ وهل يوجد أي دين أو مذهب على وجه الأرض إلا الدين السلفي والسني يلزم الناس بمثل هذا الخضوع المطلق والغريب لمن غلبهم بالسيف؟ وهل يمكن القبول بمثل ذلك لأمة هي حاملة رسالة الحق للعالمين، وكيف تكون الإمامة أصلاً لظالم أو فاجر؟ وتنص عقيدة السنة على أن الجهاد ماض وراء كل أمير برا كان أو فاجرا، ولكن ما جدوى الجهاد لنشر دين يتولى أمور معتنقيه فاجر؟؟
ويقولون: "المسلمون لا بد لهم من إمام يقوم بتنفيذ أحكامهم وإقامة حدودهم وسد ثغورهم وتجهيز جيوشهم وأخذ صدقاتهم وقهر المتغلبة والمتلصصة وقطاع الطرق وإقامة الجمع والأعياد وقطع المنازعات الواقعة بين العباد وقبول الشهادات القائمة على الحقوق وتزويج الصغار والصغائر الذين لا أولياء لهم وقسمة الغنائم ونحو ذلك من الأمور التي لا يتولاها آحاد الأمة"، إن أهل المذهب السائد يظنون أن كل الأمور يجب أن توكل لفرد واحد ولا يتركون مكاناً لمؤسسات الأمة، وبذلك يعلقون مصير الأمة بإمكانات فرد واحد ويختزلون الأمة في فرد واحد،
أما المهام التي ناطوها بهذا الإمام فكانت مبلغهم من العلم وعنوانا لمدى انحطاطهم وتخلفهم، وهي تبين كيف أن الإنسان يظل أسير عصره ولا يمكن بسهولة أن يتجاوزه، كما تبين مدى الجهل والتخلف الذي آل إليه أمر الناس بعد اختزال وتحريف الدين، وهم بالتالي لم يخطر ببالهم أن من مهام الإمام القيام بالقسط والحكم بالعدل والدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعمير الأرض ورعاية أمور التعليم والزراعة والصناعة والتجارة وتشجيع البحث في الأنفس والآفاق وإقامة علاقات سلمية مع الأمم الأخرى وتشجيع التعارف بين الشعوب والقصاص للناس من نفسه وحمايتهم من شره وشر المتكسبين بالانتساب إليه....، أما مسألة قسمة الغنائم فتبين أنهم عاشوا يظنون أن الاعتداء على الآخرين هو مصدر رزق ومورد اقتصادي دائم من موارد الدولة بل هو المورد الرئيس، وكان ذلك لأنهم كانوا يؤمنون أن ديار من جاورهم من الأمم هي دار حرب لابد من غزوها وقهرها طالما كان ذلك ممكنا، ولا يجوز التوقف عن ذلك إلا لضعف طارئ، وهذا بالطبع مجرد اتباع لسنة الجاهلية بعد تضخيمها وفرضها على الدين، بل لجعلها هي الدين، فلقد حوَّل القرشيون والأعراب والأمويون والعباسيون الدين إلى وسيلة للتسلط على الناس وأيديولوجية للعدوان والتوسع العسكري الاستيطاني في أراضي الآخرين مع الاحتفاظ ببعض الأمور العملية المجردة من معانيها ومضامينها.
******
إن سدنة السلفية والسنية لا يشترطون في الإمام إلا أن يقهر الأمة بسيفه وأن يقرهم هم على ما هم عليه، فهم لم يطالبوه بالقيام بأي ركن من أركان الدين الملزمة له كفرد والملزمة له كقائم بالأمر، بل أجبروا الأمة على الخضوع المطلق له مهما ساءت حالته وانعدم تأهيله وحتى لو بلغ الغاية في الفسق والفجور وحتى لو جلد الظهور ونهب الأموال وسفك الدماء وأفسد في الأرض، بل وحتى لو قتل ثلثي الأمة في قول المعتدلين منهم، وهم أيضا لم يبالوا بكيفية وصوله إلى السلطة، وهذا بالتالي يقطع الطريق حتى أمام التطور الطبيعي للأمة، وهكذا لم تستطع الأمة طوال حوالي أربعة عشر قرنا أن تصل إلى صيغة إنسانية وفعالة وعادلة للعلاقة بين القائمين على الأمور وبين أفراد الأمة، ولم يقم على الأمر بالفعل إلا من استطاع قهر الأمة وقهر منافسيه، هذا في حين أن الشعوب التي كانت همجية في كافة أرجاء الكرة الأرضية قد تمكنوا من تحقيق ما فشل فيه المحسوبون على الإسلام من الحكم بالعدل والقيام بالقسط والنظر فيما في السماوات والأرض.
ولقد فضل ابن حنبل الإمام الفاجر القوي على الإمام التقي الضعيف دون أن يوضح للناس كيف يكون الإمام فاجرا أصلا!! ولكن بافتراض أنه إنما أراد القائم على الأمر فإن قوله خاطئ تماما، ولقد دفعت الأمة ثمن هذا التفضيل غاليا، أما انجلترا مثلا فلقد كان وجود ملوك ضعفاء من أسباب ازدياد قوة البرلمان وتضاعف سلطاته بحيث أنه عندما أتى ملوك أقوياء من بعد لم يستطيعوا تحدي سلطة البرلمان، وعندما حاول بعضهم ذلك أطيح برأسه وأصبح عبرة لكل ملك جاء من بعده، وزاد من قوة البرلمان عندهم أنه بعد انقراض السلالة الملكية الإنجليكية عندهم استوردوا ملكا بروتستانتيا من ألمانيا له صلة قرابة بالأسرة الحاكمة، وكان لا يفقه شيئا في الشؤون البريطانية، فازدادت قوة البرلمان.
وهكذا استطاعت قبيلة همجية صغيرة من الإنجلوساكسون أن تنهض ببلد صغير متخلف وأن تتفوق وأن تسود العالم في زمن وجيز بينما قضى الأعراب ومن بعدهم العثمانيون على البلاد التي كانت مهد الحضارة وأكسبوها مناعة شديدة ضد كل دواعي التقدم ومقوماته.
وإذا كان سدنة الدين السلفي والسني قد قبلوا بفجور المتسلط فهم أيضًا قبلوا بجهله طالما لم يسمح لمذهب يناقض مذهبهم بالوجود إلا وأتباعه ملزمون بما يشبه أحكام الصغار، وهكذا أصبح القائم على الأمر في حلٍّ من أي التزام أو مسئولية تجاه الناس، وهكذا أيضاً تشكل حزب قوي من الفجار الأقوياء الذين توارثوا التسلط على الأمة وأوقفوا تطورها حتى تداعت الأمم عليها.
لقد أطلق سدنة المذهب السني يد المتسلطين على الأمر في كل شيء وألزموا الناس بالخضوع المطلق لهم مهما كانت الوسيلة التي اتبعوها للوصول إلى السلطة ومهما كان مبلغهم من الجهل والفسق والفجور ومهما اقترفوا من الجرائم وسفكوا من دماء ومنها دماء أقرب أقارب المتسلطين أنفسهم، ولقد كان في وسعهم أن يلزموا الصمت وألا يسعوا إلى إضفاء الشرعية على مثل هذا التسلط، ولكن منذ أن فرض الكهنوت نفسه وتسلل إلى كيان الأمة في صورة علماء دين رسميين لم يعد هذا في مقدورهم ولم يعد في وسعهم إلا الاستمرار في لعب الدور المنوط بهم، ولم يعد في وسع أحد أن يتصدى للمتسلطين إلا أئمة الزهاد والمتصوفين، ولكن سرعان ما تم استيعاب التصوف أيضا وتدجينه، ولقد كان خوف الفتنة التي اعتبر أنها المفسدة الأعظم هو الحجة التي برر بها هؤلاء لغيرهم ولأنفسهم هذا السلوك المشين، ولكن السنن اقتضت أنه لن يتغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولم يكن من الممكن لنفس الآليات والأسباب إلا أن تعطي نفس النتائج وإلا أن تكرس الأسباب التي أدت إلى وجودها.
وهكذا بدلا من مطالبة من يسمونهم بالأئمة بإقامة الدين والقيام بأركانه وتحقيق مقاصده فإنهم اختزلوا الدين وحرفوه ليتوافق مع أهواء المتسلطين، وأصبح المتسلط غير مسئول وغير مطالب بشيء، أما الناس فقد أصبحوا مطالبين بكل شيء، بل وقد حرموا عليهم النوم إن شككوا في إمامة المتسلط وإمارته للمؤمنين، ونتج عن كل ذلك المذهب السني، ولقد حاول بعض الأئمة على مدى القرون التخفيف من غلواء الانحراف الذي شاب هذا المذهب ولفت نظر الناس إلى بعض أركان الدين الجوهرية التي أهملوها، ومن هؤلاء مثلاً الإمام الغزالي الذي فتح الباب للتصوف.
ورغم أن سلطات ما يسمى بالخليفة العباسي قد تقلصت حتى لم يعد له سلطان حتى على قصره الذي يقيم فيه فإنه كان لابد من وجود من يلعب دور المتسلط الفاجر المجرم الذي يجلد الظهور ويسفك الدماء وينهب الأموال، ولقد انتقل هذا الدور كاملا إلى من تسلط عليه هو من القبائل التي كانت تأتي من أقاصي آسيا وتؤسس دولتها على حسابه أو من دول الفرس، ومن المضحك أن قادة العالم السني كانوا يعيشون ردحا من الزمن تحت وصاية وفي حماية دولة فارسية شيعية هي الدولة البويهية!!!!
*****
إن سدنة الدين السلفي والسني قد ألقوا بكل المسئوليات عن كاهل ما يسمى بإمام المسلمين وحملوا ما يسمى بالرعية كل المسئولية وحرموا عليهم حتى الدعاء علي المتسلط الجائر وحمَّلوهم حتى المسئولية عن تسلط المجرمين عليهم، وقال قائلهم: "ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم لله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية وندعوا لهم بالصلاح والمعافاة، وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا، فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من الفساد أضعاف ما يحصل من جورهم، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات ومضاعفة الأجور فإن الله تعالى ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا".
وقولهم هذا يحمل ربهم والمسلمين المسئولية عن جور وفساد المتسلطين ويحلهم هم من أدنى مسئولية عن أعمالهم ويجعلهم فوق كل شريعة أو قانون، ولقد كذب سدنة ذلك المذهب على ربهم، فهو لم يلزم أحدا بالصبر على من ظلمه وإنما ألزمه بالانتصار منه وجعل كل السبيل على الذين يظلمون الناس.
وهم بذلك أيضًا يطالبون الناس بأن يكونوا ملائكة يمشون على الأرض مطمئنين ليحكمهم أحد الصالحين!!!!
لقد توصلوا إلى صيغة شيطانية لإيقاف تطور الأمة وإلزامها بعبادة السلف والماضي، وبذلك لم يكن من الممكن أبدًا أن تتطور الأمة، وكان لابد أن تأتي الحلول من الخارج.
إنه بسبب تسلط الدين السلفي والسني ومقولاته المحدثة في الدين برمجت الأمة على أن ترى في الاستحواذ على السلطة والنفوذ الوسيلة للتحلل من كل القوانين وأصبحت قوة كل إنسان تقاس بمدى قدرته على تحدي القانون وازدرائه، وهم جعلوا من أوجب مهام (الإمام) حفظ الدين على الأصول التي أجمع عليها السلف، وهذا لا يعني إلا الحفاظ على مذهبهم  وقمع المخالفين لهم، ولَقَدْ أَرْسَل الله رُسُلَه بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَل مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وليس ليتسلط عليهم الفجرة وأهل الجور، ولقد أمر الله بالعدل ولم يأمر بالظلم أو بالجور، وإذا كان السلفية واللاسنية يأمرون بطاعة من يأمر بالجور فما هو معنى قولهم "ونرى طاعتهم لله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية"؟ أليس الجور من كبائر الإثم؟ ومن الذي أدراهم بأن الله تعالى ما سلطهم على الناس إلا لفساد أعمالهم؟ ألا يمكن أن يكون ذلك ابتلاءً للناس لينظر كيف يعملون؟ وما الذي يجب على الناس عمله طبقا لمزاعم أهل اللاسنة؟ هل يبدءون بالتحول إلى ملائكة مثلاً حتى يحكمهم رجل عادل؟ وها هي الشعوب في الشرق والغرب قد ألزمت القائمين على أمورهم بأن يحكموا بالعدل، ولا يجرؤ حاكم الآن في أصغر دولة أوروبية على أن يظلم أقل المواطنين شأنا هناك، هذا مع أنهم يقترفون شتى ألوان الفواحش فضلاً عن كفرهم وشركهم وخروجهم على الأديان.
*****
جاء في عقائد سدنة الدينين السلفي والسني: "وإذا مات الإمام وتصدى للإمامة من يستجمع شرائطها من غير استخلاف وقهر الناس بشوكته انعقدت الخلافة له، وكذا إذا كان فاسقا أو جائرا، إلا أنه يعصى بما فعل، وتجب طاعة الإمام ما لم يخالف حكم الشرع سواء كان عادلا أو جائرا، ولا ينعزل الإمام بالفسق"، إن هذا القول يتضمن جملة من التناقضات الهائلة كما يتضمن كفرا ببعض آيات الكتاب، فكيف يستجمع الإمام الشروط حال كونه جائرا فاسقا، والجائر الفاسق هو عاص بصفاته وأفعاله لربه، وكيف يكون الجور غير مخالف لحكم الشرع؟ إن أقوى أمر ورد في القرءان هو الأمر بتأدية الأمانات إلى أهلها والحكم بين الناس بالعدل، ولقد أرسل الله تعالى رسله بالبينات، وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط، وطاعة الجائر الفاسق هي عين المعصية وعين التمرد على الأوامر الإلهية، فهل ثمة دين يشرع ويقنن للناس معصية الإله الذي له الدين؟ وهل ثمة دين يجعل من معصية الله والتمرد على أوامره وسيلة للتقرب إليه؟ إن مأساة تلك الأمة هي أنها برمجت بالفعل على مجموعة من التناقضات الرهيبة التي يكفي أي واحد منها للفتك بأعتى الأمم ولنسف بنيان أقوى الدول من قواعده.
فهل يمكن أن يقوم بناء أمة ذات رسالة دينية على أسس متهافتة متناقضة كهذه؟ وكيف تدعو إلى أسمى رسالة وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر أمة المنافقين المفسدين والتي يتولى أمرها الجائرون الفاسقون؟ وكيف باسم الدعوة إلى الدين الذي كفرت بأسسه ومقاصده تستبيح قتال الآخرين وسفك دمائهم وإلزامهم بإعطاء الجزية عن يد وهم صاغرون؟
ومع كل ذلك يجب الإقرار بأن أئمة المذهب السني المخلصين لم يخطئوا متعمدين، وإنما هم اضطروا بالفعل لمسلكهم هذا في مواجهة متسلطين عتاة مجرمين وفي وجود أمة من الأذلة الخانعين، وأن مسلكهم هذا كان لازماً للحفاظ على مصادر ووثائق الدين ليعمل بها في كل عصر الصفوة المخلصون.
*****
يزعم بعض السلفية أن استسلام المحسوبين على الإسلام العجيب للتتار وتركهم إياهم يذبحونهم دون إبداء أية مقاومة كان بسبب انتشار التصوف، والحق هو أن التصوف لم ينتشر ويصبح دينا عاما إلا بعد هزائم المحسوبين على الإسلام بشتى مذاهبهم أمام الصليبيين والتتار، فالسبب الرئيس لما حاق بهؤلاء المحسوبين على الإسلام هو المذاهب التي تسلطت عليهم منذ أن تمزقت الأمة وتفرق الدين، ولقد كان العدل والإنصاف يقتضي إرجاع السبب إلى المذهب السائد على الناس بالفعل وهو المذهب السني السلفي الذي قتل في الناس أي دافع للتصدي لأهل الظلم والجور وأتاح لهؤلاء أن يتسلطوا على الناس وأن يفسدوا في الأرض وهم بمأمن من الناس، إن الذي استفز التتار أصلاً هو خوارزم شاه؛ أحد المتسلطين المجرمين، وكان هو البادئ بالعدوان، وكانت جيوشه تعد بمئات الألوف، فلما هاجموه سحقوا جيوشه ولم يغن عنه المتكسبون بالدين الذين زينوا له سوء عمله شيئا، ولقد رأى الناس التصرفات المشينة والجبانة والدنيئة التي صدرت عن المتسلط العباسي تجاه التتار المعتدين ولم تغن عنه شيئا، وهو بالتأكيد لم يكن متصوفا، ولقد انتصر الجيش المصري على التتار وكان يضم المتصوفة ومشايخهم، وكان بيبرس القائد الفعلي للجيش متصوفا وله شيخ كما هو معلوم، وبالمثل كان العثمانيون الذين قضوا على الإمبراطورية البيزنطية وتوسعوا في شرق أوروبا متصوفين.
أما ما يجب أن يعرفه السلفية فهو أن المتصوفة هم الذين قاموا بواجب الدعوة وبسببهم دخل التتار المنتصرون في دين الله أفواجا وأسسوا للإسلام إمبراطوريات عظمى في الهند وفيما يعرف الآن بروسيا، ولو قام بواجب الدعوة خوارزم شاه أو لو ترك غيره يقوم بها لأسلم التتار من قبل مثلما أسلموا من بعد.
إن المتصوفة هم الذين حولوا الهزائم المدوية التي نالها المحسوبون على الإسلام إلى انتصار باهر للإسلام، ورغم هذا يحاول البعض أن يحمل التصوف مسئولية ما حاق بهذه الأمة، والحق هو أن العيوب التي شابت تيار التصوف هي النتاج الطبيعي للمذهب السني، ولولا استبعاد أركان الدين الجوهرية من هذا المذهب منذ نشأته لما لجأ الناس إلى الأمم السابقة ولما نقلوا شيئاً عنهم.
ويقول السلفية المشركون إن أسباب الهزائم هو أن العقائد والتقاليد المشركة نالت رواجا بين عامة المسلمين باختلاطهم مع غير المسلمين، ولكن لماذا لم يجد المسلمون في مذهبهم السائد ما يغنيهم عن النقل عن غير المسلمين؟ إن الدين الحقيقي المتين يدفع صاحبه إلى التمسك التام به والدفاع بكل الوسائل والسبل عنه.
ولقد أقام السلفية الوهابية دولة في الجزيرة العربية، واستحوذوا على ثروات النفط الأسطورية، فماذا فعلوا بها؟ استعملوها لنشر دينهم الشركي الضال بين المسلمين وحدهم، كما استعملوها لمحاولة إبادة المسلمين وتدمير بلادهم لصالح شياطين الإنس والجن!!

*******


هناك 3 تعليقات: