الاثنين، 4 مايو 2015

زي المرأة

زي المرأة
 من أسس دين الحق:
لدين الحق منظومة على أعلى درجة من الأهمية، هي منظومة السمات الثابتة بالقرءان الكريم، ولتلك المنظومة الحكم على كل مصادر الدين الثانوية، ومن أهم عناصر هذه المنظومة عالمية الإسلام، فالإسلام دين ملزم للناس كافة في كل الأزمنة والعصور والبلدان على اختلاف المناخ فيها، فالإسلام –مثلاً- لا يلزم الناس بزي أعراب العصور الوسطى ولا بتقاليدهم ولا بعاداتهم المعيشية بصفة عامة، فهذه الأمور وليدة البيئة التي تختلف من مكان إلى مكان ومن عصر إلى عصر، والدين العالمي الراقي السامي الشامخ لا علاقة له بالصورة الفلكلورية الهزلية الدموية التي تتجسد بصفة خاصة في المذاهب السلفية الأثرية اللاسنية.
ومن أهم سمات الدين أنه لا حرج فيه، وعلى المرأة أن ترتدي الزي الذي يستر السوأتين المعلومتين، وكذلك يجب أن يستر الزي مواطن الزينة الأخرى، وجسم المرأة –بصفة عامة-هو زينتها وليس بسوأة، والصدر مثلا هو من الزينة، وهو الذي ورد أمر قرءاني بستره، ولم يحدد القرءان معنى "إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" في الأمر "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا" لكي لا يجعل على الناس من حرج وإظهارا لعالمية الدين وصلاحيته لكل زمان ومكان، فالأمر نسبي، والمرأة مخيَّرة في شأن هذه الزينة وفقا لظروفها وأحوالها وظروف وأحوال عصرها ومصرها، فهي التي تخفيها من تلقاء نفسها عند خوف الفتنة على نفسها وعلى غيرها، فحكم الشابة الجميلة يختلف عن حكم المرأة العجوز في هذا الأمر، وقوام المرأة نفسه من الزينة الظاهرة التي لا سبيل إلى إخفائها، وليس من الدين تعمد إخفائه، والأمر بغض البصر هو لعلاج مثل هذه الأمور، وعلي من تخفي زينتها أن تلتزم بالآداب المعلومة فلا تتعمد أن تأتي بحركات لتظهر بها شيئا من هذه الزينة، وكل هذه الأمور لا يجوز أن يبالغ في أمرها، فهي محكومة بأنه لا حرج في الدين، وأنها لا يجوز أن تؤدي إلى صد الناس عن سبيل الله تعالى.
وارتداء ما يُسمَّى بالنقاب هو من قبيل العدوان على شريعة الله تعالى ووسيلة شيطانية لصد الناس عن سبيله، فمن وظائف الزي أن تُعرف به شخصية المرأة ومكانتها وليس من وظائفه إخفاء هذه الشخصية أو التنكر لها.
وموضوع النقاب غير مطروح أصلا في الإسلام ليستحق أية مناقشة جادة، وغيره كثير من القضايا التي تستهلك طاقات الأمة التي أصبحت أتعس وأشقى الأمم منذ أن اتخذت القرءان مهجورا.
ولباس المرأة في الحج الذي لم يستطع المبطلون تحريف ما يختص به لانتقاله بالتواتر العملي المجتمعي هو يشير إلى الحد الأقصى لما يجب أن ترتديه المرأة، فلا يجوز الغلو في مثل هذه الأمور اتباعاً لتقاليد البدو والأعراب.
والحجاب الوارد في القرءان الكريم في آية الأحزاب، ليس نوعاً من لباس المرأة، وإنما هو ما يحجب نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الناس من ستارة، Curtain, أو حاجز Barrier أو غير ذلك، وهذا حكم لهنَّ خاصة دون غيرهنَّ من النساء، وكان ذلك بسبب أولئك الأعراب الذين كانوا يقتحمون على النبي بيته البسيط في كل وقت وحين ودون سابق استئذان ويمكثون فيه أحيانا لساعات طويلة مما يسبب الحرج للرسول وزوجاته، وثمة من أقسم ليتزوجن إحدى نساء الرسول من بعده!!
ووظيفة الزي معلومة، ومن مقاصده الأساسية في الإسلام بالنسبة للمرأة أن يبرز هويتها وشخصيتها بحيث يُعرَف من هي من زيها وليس المقصد منه وأد المرأة حية، ولكن هذا لا ينبغي أن يتخذ حجة لكي تتبرج النساء تبرج الجاهلية الأولى ولا لإبطال الأوامر الشرعية الخاصة بزيّ المرأة، ولكن هذا بدوره لا يجوز أن يتخذ حجة لإلزام المرأة بأزياء الأعراب ولا للاعتداء على حقوقها وإنسانيتها وكرامتها، فحقوق وكرامة الإنسان من أقدس مقدسات الإسلام.
والضرب بالخُمُر على الجيوب لا يستحق كل هذا التهويل ولا تحليلات الجهابذة، وهو لا يعني أكثر من إخفاء الصدر، فالصدر من الزينة الواجب إخفاؤها، ومن المعلوم أن العربيات والأعرابيات لم يكنَّ يعرفن الملابس الداخلية، فكان أي انحناء يؤدي إلى كشف الصدر، فكان لابد من الضرب بالخمر على الجيوب لمنع ذلك.
ولا يجوز جعل موضوع زي المرأة الشغل الشاغل للأمة، فأكثر ما يتعلق به متروك لظروف العصر والمصر، وليس فيه أي حرج، ويجب العلم بأن أي امرأة مصرية متدينة الآن أفضل من حيث العفة والتحفظ في الأمور الجنسية من أكثر نساء القرون الأولى! وأن الشاب المصري المتدين أكثر عفة من أكثر شبابهم!
ومن يقرأ التاريخ الجنسي الحقيقي لرجال ونساء القرن الأول من (الصحابة الأجلاء) والتابعين سيتلقى صدمات مروعة قد تؤدي به إلى الكفر!!!
*****
الأحزاب 59
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا
إن من وظائف الزي إبراز شخصية المرأة بحيث تُعرف به فلا يتجرأ عليها الناس، وليس من وظائفه إخفاء المرأة إخفاءً تاما، فذلك مخالفة لنص الآية، والتعبير في الآية يظهر أن كل أمور الزي ليست بمسألة كبرى في الدين، وأن الأمر في النهاية مشمول بالاسم الغفور الرحيم، وهو يشير إلى سمة إلهية تفصيلها المغفرة المقترنة بالرحمة، ومن يريد أن يعرف كيف يكون الأمر ثقيلا وملزما في الدين فليقرأ هذه الآية:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء:58].
ولكن نتيجة لأن الأعراب قد أحدثوا لأنفسهم دينا يتفق مع تقاليدهم فلم يبالوا بهذه الأوامر القوية الكبرى، فهم يعشقون الظلم والجور وبخس الناس أشياءهم والاستيلاء على ممتلكاتهم، أما الذي كان يعنيهم فهو ما ترتديه نساؤهم، وموقفهم من النساء كان من الكوارث الكبرى التي ضربوا بها دين الحق وأفرغوه من الإنسانية والرحمة وصبغوه بالذكورية والغلظة.  
إن من زينة المرأة جسمها ذاته، وهي مأمورة بستره بالثياب الملائمة طبقا لتقاليد وأعراف قومها أو مجتمعها، وهي كذلك مأمورة بتغطية الجيوب التي قد تكون موجودة في تلك الثياب والتي قد تنكشف عن شيء من تلك الزينة عند الحركة مثلا، أما ما ظهر من الزينة فهو جسم المرأة المغطى بالثياب المتناسبة مع الأعراف والتي لا تمنع المرأة من ممارسة حياتها بشكل طبيعي، وإلا فإنه لا توجد طاقية تصلح لإخفاء المرأة تماما.
ومن الإجرام وكبائر الإثم عزل المرأة عن مجتمعها أو حرمانها من أي حق من حقوقها، والإبهام في تعيين الزينة أو ما ظهر منها أو ما يمكن إبداؤه للأقارب هو إبهام مقصود لكي لا يكون على الناس حرج في أمر دينهم ولتأكيد الطبيعة العالمية لهذا الدين ولبيان صلاحيته لنوع الإنسان في كل زمان ومكان، فالمسلمون ليسوا مطالبين -من حيث دينهم- بالتقصي عما كانت ترتديه الأعرابية في العصر الإسلامي الأول، فالإسلام دين عالمي وليس بدين محلي، أما تلك الأمور فلتترك لعلماء التاريخ المتخصصين.
وكذلك ثمة إبهام مقصود فيما يتعلق بالأمر بالإدناء عليهن من جلابيبهن والمراد به أيضا رفع الحرج وليس زيادته، ذلك لأن الله سبحانه قد أعلن بكل وضوح أنه ما يريد ليجعل على المسلمين من حرج، وأن رسالته الخاتمة كانت لتضع عن الناس إصرهم والأغلال التي كانت عليهم، وبالطبع فإن الإسلام ليس مسؤولا عمَّن يعانون من خواف أو رهاب الجنس أو عن المهووسين بالجنس أوالموسوسين أو المصابين بالسعار الجنسي وإنما هو دين رحمة للناس كافة، والإسلام ليس مسئولا عن المخاوف المرضية المترسبة في نفوس الأعراب من أن تُسبى نساؤهم ويستمتع بهن أعداؤهم، كما كانوا يفعلون مع بعضهم البعض.
والمرأة ملزمة بالاحتشام في ثيابها وطريقة سعيها وضربها في الأرض، فيجب ألا يكون هدفها من كل ذلك إبداء زينتها أي جسدها الواجب ستره بهدف فتنة الرجال بل إبراز شخصيتها لتنال ما تستحقه من الاحترام، والرجل أيضًا مأمور بغض بصره، ولا يمكن أن تتحمل المرأة وحدها عبء العمل على تنفيذ الأمر الشرعي، وثياب المرأة عند أدائها شعيرة الحج تمثل الحد الأعلى للزي المحتشم، ومن العدوان الزيادة عليه.
إن موقف المذهب البدوي التسلطي من المرأة هو من أكبر ما يصد الناس عن الإسلام، ولذا يجب القول بأنه لا يمكن ولا يجوز التضحية بدين الحق ومستقبل البشرية إرضاءً لنزعات البدو والمتخلفين والجهلة.
*******
إنه لا علاقة لمصطلح الحجاب الوارد في القرءان بزي المرأة، عورة المرأة المحتم إخفاؤها هي السوءتان، ما بقي من جسم المرأة هو زينتها، الصدر ليس بعورة ولكنه من الزينة الواجب إخفاؤها، مسألة ملابس المرأة تخضع للعرف والذوق العام وحالة كل امرأة على حدة، لا يجوز للمرأة أن تتخذ من ملابسها وسيلة للإغواء أو الإغراء، وبالطبع لا يجوز أن تجعل من حركتها بملابسها وسيلة لذلك، وهي أدرى بنفسها، وهي محاسبة على سلوكها الاختياري.
*****
ومن يرتب الأوامر القرءانية من حيث قوة ورودها في القرءان والتأكيد عليها سيجد على رأس القائمة الأوامر بذكر الله تعالى وإقامة صلة وثيقة به بالتقوى والتوكل عليه والتوبة إليه وتعظيم قدره ودعائه بأسمائه الحسنى الاستغفار....، والأوامر بتلاوة القرءان وتدبره والنظر في آياته وفي الآيات الكونية، والأوامر بأداء الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل والقيام بالقسط والأوامر باستعمال الملكات الذهنية والأوامر بالسير في الأرض للنظر في عواقب الأمم.....، وسيجد في ذيل القائمة ما يتعلق بزي المرأة والأمور الشكلية!
ولكن الأعراب عندما اتخذوا القرءان مهجورا فرضوا موازينهم وتصوراتهم الجاهلية على الدين فنشأت تلك المذاهب المعادية للإنسانية والفطرة التي لا يمكن لمن يعتنقها أن يصبح إنسانا حقيقيا في يومٍ ما!!
على المستوى الديني لا يجوز التمييز أبدا بين الحرة وبين الأمة، ولكن موقف السلف من هذا الأمر يبين أن الزي كان أساساً عادة اجتماعية، فالمشكلة فيمن لم يفقه أفعالهم ثم اتخذهم أربابا مشرعين! والمعلقون على هذا المنشور مثلا لم يفقهوا المقصود منه!!!!
*******
أمة عريقة في التحرش:
السلف والتحرش
كانت المرأة في مجتمع المدينة لا تستطيع الذهاب إلى الخلاء طوال النهار لقضاء حوائجهن!! وكان الشبان في المدينة يتربصن بالنساء ليتحرشن بهن وهن ذاهبات لقضاء الحاجة ليلا في الخلاء، فكانوا لا يميزون بين الحرة وبين الأمة، ولم يكن يوجد شرطة لحفظ الأمن في هذا المجتمع البدائي، فكان يجب أن تعرف الحرة نفسها حتى لا يتحرش أحد بها!! ولذلك كان الأمر لنساء المؤمنين بإدناء الجلابيب حتى يميزن أنفسهن عن الإماء، قال الآلوسي: روى عن غير واحد أنه كانت الحرة والأمة، تخرجان ليلا لقضاء الحاجة في الغيطان وبين النخيل، من غير تمييز بين الحرائر والإِماء، وكان في المدينة فساق (كذا! هذه هي الحقيقة المرة) يتعرضون للإِماء، وربما تعرضوا للحرائر، فإذا قيل لهم قالوا: حسبناهن إماء، فأمرت الحرائر أن يخالفن الإِماء في الزى والتستر فلا يطمع فيهن .....
وقد حاولت أمَة أن تدني عليها جلبابها في عهد عمر بن الخطاب فعلاها بدرته الشهيرة صارخا: أتتشبهين بالحرائر يا كذا وكذا...، (علاها بدرته ضربها كيفما اتفق بدرته، يعني بالعامية المصرية أعطاها علقة سخنة) !!!!! أما الإماء في بيت عمر فكن يلبين طلبات ضيوفه وأثداؤهن عاريات تترجرج مع حركاتهن!!!!
وجاء في الطبري:
حدثنـي مـحمد بن سعد، قال: ثنـي أبـي، قال: ثنـي عمي، قال: ثنـي أبـي، عن أبـيه، عن ابن عبـاس، قوله: { يا أيُّها النَّبِـيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الـمُؤْمِنِـينَ يُدْنِـينَ عَلَـيْهِنَّ مِنْ جَلابِـيبِهِنَّ }.... إلـى قوله: {وكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيـماً } قال: كانت الـحرّة تلبس لبـاس الأمة، فأمر الله نساء الـمؤمنـين أن يدنـين علـيهنّ من جلابـيبهنّ وإدناء الـجلبـاب: أن تقنع وتشدّ علـى جبـينها.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { يا أيُّها النَّبِـيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَناتِكَ وَنِساءِ الـمُؤْمِنِـينَ } أخذ الله علـيهنّ إذا خرجن أن يقنعن علـى الـحواجب { ذلكَ أدْنَى أنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ } وقد كانت الـمـملوكة إذا مرّت تناولوها بـالإيذاء، فنهى الله الـحرائر أن يتشبهن بـالإماء.
حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: { يُدْنِـينَ عَلَـيْهِنَّ مِنْ جَلابِـيبِهِنَّ } يتـجلببن فـيُعلـم أنهنّ حرائر فلا يعرض لهنّ فـاسق بأذى من قول ولا ريبة.
كل هذا رغم وجود الأمر بغض البصر، فما بالك بالتحرش؟!
هذه هي حقيقة السلف في الكتب التي يستندون إليها في تقديس السلف واتخاذهم أربابا دون أن يقرؤوها!!!
وليس من المعقول بالطبع أن يختلف تعريف السوأة بين الحرة وبين الأمة!
إن الشاب المصري الفقير العفيف الذي وصل إلى الثلاثينيات من عمره ولم يتزوج ولم يمسس امرأة أشرف وأرقى في تصرفاته الجنسية من السلف المقدس الذين كانت بيوتهم مشحونة بشتى أنواع الإماء اللائي انتزعن من أحضان أمهاتهن! ولو رآه السلف المقدس لظنه ملكا كريما أو راهبا!!!
وكانت قطعان مكونة من الآلاف من النساء الأمازيغيات والأندلسيات تساق إلى الخليفة الأموي وحاشيته في دمشق بعد عمل ما يلزم من الاختبارات للتأكد من مطابقتهن للمواصفات المطلوبة!!!
أما في عصر الخلفاء العباسيين فقد بلغ الفسق في قصور الخلفاء وحاشيتهم مدى غير مسبوق في التاريخ البشري، وكان يعيش في قصر كل خليفة المئات وأحيانا الآلاف من النساء من شتى السلالات فضلا عن أجود أنواع الغلمان! وكان تسليط المغول والتتار على هؤلاء الحثالة جزاءا وفاقا بعد أن ضجت الأرض والسماء من فجورهم وترفهم وفسقهم وحق عليهم القول الوارد في الآية: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا} [الإسراء:16].
*****
قال تعالى: {لاَ يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلاَ أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا} [الأحزاب:52]
وهذا نص قطعي الدلالة على أن المرأة في العصر النبوي كانت ترتدي الزي الذي يسمح للناس بأن يميزوا الحسناوات منهن، أما المرويات التي تؤكد ذلك فعديدة، ومنها المروية التي تتحدث عن الفضل بن عباس وكيف حوَّل الرسول وجهه عدة مرات عن امرأة حسناء كانت تخاطب الرسول، مما استدعى تساؤل العباس -ليس عما فعله ابنه- ولكن عن تصرف الرسول معه!!
ولم يؤمر المؤمنون بألا يخاطبن زوجات الرسول إلا من وراء حجاب إلا لثبوت الحاجة إلى ذلك كما هو معلوم.
*****
مروية المرأة الخثعمية وإظهار وجه المرأة:
أخرج البخاري ومسلم ومالك وأبو داود والنسائي والدارمي وأحمد من طريق ‏عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاسٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏قَالَ - واللفظ للبخاري- :
‏ أَرْدَفَ رَسُولُ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏الْفَضْلَ بْنَ عَبَّاسٍ ‏‏يَوْمَ النَّحْرِ خَلْفَهُ عَلَى عَجُزِ رَاحِلَتِهِ وَكَانَ ‏ ‏الْفَضْلُ ‏رَجُلًا وَضِيئًا فَوَقَفَ النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لِلنَّاسِ يُفْتِيهِمْ وَأَقْبَلَتْ امْرَأَةٌ مِنْ ‏‏خَثْعَمَ ‏‏وَضِيئَةٌ تَسْتَفْتِي رَسُولَ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏فَطَفِقَ ‏‏الْفَضْلُ ‏‏يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَأَعْجَبَهُ حُسْنُهَا فَالْتَفَتَ النَّبِيُّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏وَالْفَضْلُ ‏‏يَنْظُرُ إِلَيْهَا فَأَخْلَفَ بِيَدِهِ فَأَخَذَ بِذَقَنِ ‏الْفَضْلِ ‏فَعَدَلَ وَجْهَهُ عَنْ النَّظَرِ إِلَيْهَا فَقَالَتْ: ‏‏يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فَرِيضَةَ اللَّهِ فِي الْحَجِّ عَلَى عِبَادِهِ أَدْرَكَتْ أَبِي شَيْخًا كَبِيرًا لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى الرَّاحِلَةِ فَهَلْ يَقْضِي عَنْهُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ قَالَ: نَعَمْ .
وعند الترمذي من حديث علي: وَاسْتَفْتَتْهُ جَارِيَةٌ شَابَّةٌ مِنْ ‏‏خَثْعَمٍ ‏‏فَقَالَتْ: إِنَّ أَبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللَّهِ فِي الْحَجِّ أَفَيُجْزِئُ أَنْ أَحُجَّ عَنْهُ قَالَ: حُجِّي عَنْ أَبِيكِ. قَالَ: وَلَوَى عُنُقَ ‏الْفَضْلِ ‏فَقَالَ ‏‏الْعَبَّاسُ: ‏‏يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابْنِ عَمِّكَ، قَالَ: رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنْ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا. وقال الترمذي: ‏حَدِيثُ ‏‏عَلِيٍّ ‏‏حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. اهـ
قال ابن عباس: " وكان ذلك بعد ءاية الحجاب " ا.هـ
فلم يأمر النبي المرأة الوضيئة بأن تغطي وجهها، وإنما اكتفى بتحويل وجه الفضل بن العباس عنها الذي كان يحاول أن (يبصبص) لها في الحج وبمحضر الرسول!!!!
أما العباس فلم يسترعِ انتباهه إلا قيام الرسول بليِّ عنق ابنه الفضل، يبدو أنه لم يقرأ: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30)} النور   


*******

هناك 6 تعليقات:

  1. الردود
    1. مقال ىائع دكتور مع ارق تحياتى

      حذف
  2. الإجابة الشافية لجميع التساؤلات عن زي المرأة!

    ردحذف
  3. هل من الطبيعي و المقبول أن تستحل الأمة ويتم التحرش بها
    هل يفرق الاسلام في التفحش و التحرش بين الأمة و الحرة

    ردحذف
    الردود
    1. و هذا ما جاء في خاطري ... الامة لا قيمة لها و لا يهم ان تحرش بها فساق المدينة ...

      حذف
  4. اللهم أصلح له جسده وارزقه عمرا طويلا في الخير ❤️

    ردحذف