الجمعة، 8 مايو 2015

حوار مع بخبخ

حوار مع بُخبُخ



مسلم: هل صحيح أنه توجد لديكم مروية تقول إن القرود رجموا قردة زانية وأن الشخص الذي شهد الواقعة رجمها معهم؟
بُخبُخ: مروية؟! شخص؟! ألا تعي ما تقول؟ إنه حديث في صحيح البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله، بل هو الكتاب الذي وجدنا فيه ما لم نجده في القرءان، والذي شاركهم في رجم القردة الزانية هو التابعي المخضرم الجليل فلان بن علان!
مسلم: وكيف تصدق هذا الهراء وأنت حاصل بالتأكيد على شهادة ميلاد كإنسان وليس كبهيم؟! وربما تكون حاصلا على الشهادة الابتدائية؟
بُخبُخ: شهادة ميلاد؟! الابتدائية؟! بل أنا حاصل على إجازة من جامعة همجستان العتيدة، ولكن ما دخل هذا بذاك؟ أقول لك وردت في صحيح البخااااااري وتسألني هل تصدق أم لا؟ بالطبع أتشرف بأن أصدق هذا الهراء.....لا! لا! لا! بل أقصد الحديث الصحيح!
مسلم: ولكن هل عند القرود نكاح شرعي أصلا؟ وكيف عرف فلان بن علان أنهم كانوا يرجمونها بسبب أنها زانية وليس لأي سبب آخر؟ ألا يُحتمل أنهم كانوا يرجمونها لأمور خاصة بالقردة لا شأن لنا بها؟
بُخبُخ: أتسخر؟
مسلم: كلا، كلا، أريد فقط أن أستفيد من علمك الهمجستاني الرفيع، لماذا لا يكون سبب الرجم أنها سرقت بعض الموز من بعض أعيان القردة مثلا؟
بُخبُخ: ها ها ها، هكذا ورد في الحديث؟
مسلم: ما هو الحديث؟
بُخبُخ: ما رووه عن الرسول
مسلم: وما دخل الرسول بمروية كهذه؟
بُخبُخ: سأريك نص الحديث، ها هو ذا: حدثنا نعيم بن حماد حدثنا هشيم عن حصين عن عمرو بن ميمون قال رأيت في الجاهلية قردة اجتمع عليها قردة قد زنت فرجموها فرجمتها معهم، أرأيت؟
مسلم: رأيت ماذا؟ مرة ثانية: ما دخل الرسول أو الإسلام بمروية ابن ميمووووووووووووووووون عن قصة حدثت في العصر الجاهلي؟
بُخبُخ: ألم يتعلم الإنسان الدفن من الغراب؟ ما المشكلة في أن يتعلم حكم الزنا من القردة؟
مسلم: هل كان البخاري يقصد أن يقول "خذوا أحكام دينكم عن هذه القردة"؟!
بُخبُخ: بالتأكيد أورد البخاري هذا الحديث ليقيم الحجة عليك وعلى كل منكري حد الرجم من منكري السنة وأعداء الإسلام والراغبين في الشهرة!
مسلم: أما زلت مصرا على أن هذا حديث؟ لماذا لا تكون خرافة ملفقة وضعها واحد من أعداء الإسلام الحقيقيين وألقاها إلى واحد من الرواة أو ودسَّها في كتاب البخاري وخاصة أن نسخته الأصلية مفقودة، وقد كان خداع النساخ ورشوتهم من الأمور الشائعة؟ وقد استغلوا بالطبع أن بعض السلف كانوا بهائم مثلك وسيؤمنون فورا بهذه الخرافة!
بُخبُخ: خسئت! أتشكك في الكتاب نفسه بعد أن دحضنا حجتك؟
مسلم: أليست عقوبة الزنا منصوصاً عليها في آية قرءانية بينة مبينة محكمة في سورة فرضها الله تعالى؟
بُخبُخ: هذا الحكم لغير المتزوجين، أما المتزوجون فلهم الرجم!
مسلم: مرة ثانية، هل لدى القرود نكاح شرعي لكي يكون معلوما ضرورة رجم القردة الزانية وليس الاكتفاء بجلدها؟
بُخبُخ: وما شأنك أنت؟ أنت أستاذ دكتور في الهندسة! أنت غير متخصص!!!!
مسلم: الأمر بالنظر في القرءان وتدبره ملزم للمسلمين كافة!
بُخبُخ: ولماذا تشغل نفسك بهذه الأمور؟ لماذا لا تحل مشاكل مصر الكهربائية بدلا من ذلك؟
مسلم: أيها البهيم العتيد! تأهيلي يبين أني لم أقصر في أداء عملي، ومشاكل مصر والعالم الإسلامي هي التخلف الذي يجسده مثلك، فوجود الجهلة المتخلفين هو مشكلة مصر الكبرى!!
بُخبُخ: يبدو أنك لا تعرف من أنا! لن نترك ما ألفينا عليه أسلافنا لآراء ضالٍّ مثلك، ولا تتكلم في غير فنك!
مسلم: بل نحن ملزمون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى ننقذ الإسلام والمسلمين ممن هم مثلك!
بُخبُخ: لا تغير الموضوع! هل تشكك فيما أورده البخاري من رجم القردة؟
مسلم: لماذا لا نقوم بتجربة عملية؟ سنطلب من المشرفين على جبلاية القرود أن يعقدوا قران قردة معينة على أحد القرود، وليحضروا لذلك مأذونا شرعيا، ولتتم المراسم في أفضل مكان في جبلاية القرود، ولنسمح لهم بعمل خلوة شرعية ثم نأخذ القرد بعيدا لبعض الوقت، ثم نعيد هذه القردة إلى باقي القرود، ويمكن أن تدس إليها قردا جميلا ليغويها، وعندما تتصل جنسيا به يتم تصوير العملية وعرضها على باقي القرود، ولنوفر لهم كل ما يلزم من الحجارة، ولنر ماذا سيفعلون! لا تقلق! سأتكفل بدفع كل ما يلزم من مصاريف!
بُخبُخ: ها ها ها، وفِّر أموالك، حتى بافتراض أنهم لن يرجموها لن أرتاب في مروية البخاري!!
مسلم: وما الذي سيحدث إذا استبعدنا هذه المروية مما يُعتد به كتراث إسلامي مع الإبقاء على المرويات المتسقة مع القرءان؟؟
بُخبُخ: ها ها، أتريدنا أن ننتقص من البخاري؟ هل تظن أن لعبتك هذه يمكن أن تنطلي علينا؟
وقف بُخبُخ وأخذ يهتف بقوة: البخاري التام أو الموت الزؤام!! وفجأة أخذت أصوات آتية من الزمن السحيق تردد هذا الهتاف، كما أخذ يردده الهمجستانيون في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم!
مسلم: ألا ترى أن إيمانك المطلق بمثل هذه المروية يهدد قضية الإسلام والمسلمين بل يهددك أنت أيضاً كبهيم همجستاني؟ ربما يأتي يوم لا تجد ما يلزمك من البرسيم والعلف بسبب تخلفك أو يأتي ذئب ليلتهمك لعلمه بعجزك عن الدفاع عن نفسك!
بُخبُخ: نموت نموت ويحيا البخاري! وتكرر المشهد السابق!
مسلم: وما هي حجتك في إيمانك المطلق هذا بالبخاري؟ هل تنبأ به الرسول؟ هل أتاكم من الله بآية؟
بُخبُخ: هذا ما أجمعت عليه الأمة وتلقته بالقبول وكتب علماؤها عليه الشروح المستفيضة، ألا تعلم أن البخاري كان يحفظ كل ما يسمعه؟ هل أنت مثله؟ ألا تعلم أنه كان يتوضأ ويصلي ركعتين قبل أن يدون أي حديث؟
مسلم: لا مشكلة! سأصلي مائة ركعة بل ألفاً إذا كان هذا مطلوبا لحذف هذه المروية من تراث الإسلام!
بُخبُخ: ركعة واحدة من البخاري بمليون ركعة منك ومن أمثالك
مسلم: في الحقيقة لا يستحق الرجم إلا أنت وكل من آمن بهذه المروية!
بُخبُخ: يعيش البخاري، يعيش البخاري! البخاري التام أو الموت الزؤام!


*******


هناك تعليق واحد: