الجمعة، 6 مارس 2015

الركن الأول من أركان الدين (ج)1

الركن الأول من أركان الدين (ج)1




الإيمان بالله الذي له الأسماء الحسنى والسمات والشئون والأفعال والسنن المذكورة في القرءان
 الإيمان بالله الذي له الأسماء الحسنى والسمات والشئون والأفعال والسنن المذكورة في القرءان، ومن ذلك أنه الإِلَه الوَاحِد الذي لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الأحد الصمد الذي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَد، وأنه ربُّ العالمين المنزَّه عما يصفون، ولَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ
إن المسلم ملزم بالإيمان بالإله الواحد الذي له الأسماء الحسنى الواردة في القرءان، وهذا يستلزم أن يعرفها بقدر وسعه وأن يدعو ربه بها كما أمره وأن يعرف الآيات التي وردت فيها، ومن لوازم ذلك الإيمان بما نسبه الله إلي نفسه في الكتاب العزيز من الصفات والشؤون والأفعال والسنن، والحد الأدنى اللازم للوفاء بمقتضيات هذا الركن أن يؤمن الإنسان بأنه لا اله إلا الله علي أن يعرف المقصود منها، وفي حالة وجود الأمة المؤمنة الخيرة فإنه يكون ملزماً بأن يعلن إيمانه على رؤوس الأشهاد وأن ينضم إلي تلك الأمة وأن يكون قوة تضاف إليها، كما يجب الإيمان بكل ما نسبه الله إلى نفسه في القرءان من الشئون والسنن والأفعال، ويجب الإيمان بأن الله سبحانه ليس كمثله شيء.
وهذا الركن يلزم الإنسان باحترام حقوق الله تعالى؛ فلا يكفر بشيء مما ذكره عن نفسه ولا يشرك به شيئاً ولا يلحد في أسمائه ولا يجحد بآياته ولا يخطئ في حقه ولا يشبهه بأحد خلقه ولا يزعم لهم ما هو له ولا يسيء الظن به ولا يتقول عليه ولا يفتري عليه ولا يتقدم بين يديه ولا يتخذ من دونه شفعاء أو أولياء، أن يعلم أن الله هو الأصدق حديثا، أن يعلم أن كل كمال وفضل ونعمة ورزق حسن إنما هو من الله، أن يلتزم باحترام وإجلال الجناب الإلهي، أن يسعى دائماً إلي زيادة علمه بربه، وهذا الركن يلزم الإنسان بأن يستعين بالله وأن يطلب الهداية وكل شيء منه ولا ينظر إلى من هم من دونه إلا من حيث هم آلات بيده يسيرهم كيف يشاء ويصرفهم كيف يشاء وهو الآخذ بنواصيهم والمستوى على عروشهم.
ومن كبائر الإثم المضادة لهذا الركن الشرك؛ وهو أن يزعم لمخلوق ما هو حق لله تعالي؛ وكذلك الكفر وهو إنكار أي أمر نسبه الله إلي نفسه، ومن كبائر الإثم أيضاً تشبيه الله بخلقه وتجسيمه ومحاولة تقييده بالتصورات البشرية وسوء الظن به وكل ما يترتب علي ذلك من النفاق والرياء، ومن كبائر الإثم المضادة لهذا الركن أيضاً أن يخطئ الإنسان في حق ربه وأن يجهل ما نسبه إلي نفسه وأن يتصرف وفق مقتضيات جهله وأن يتصف بما يترتب علي ذلك من الفسق أو النفاق أو الرياء، إن الإيمان الحقيقي بأنه لا إله إلا الله يقتضي بالضرورة العمل وفق ذلك، لذلك فهو يتضمن رفض أن يستعبد الإنسان لأي شيء من دون الله تعالى، فهو يعني الحرية الحقيقية والعزة والكرامة للمؤمن، وهذا الركن من أركان الدين الأساسية.
*******
إنه يجب على المسلم الإيمان بالإله الواحد الذي له الأسماء الحسنى والشئون والأفعال والسنن الواردة في القرءان الكريم، فما ورد بخصوص ذلك في القرءان يجب أن يشكل أساسَ عقيدة المسلم أو ما لديه من مفهوم أو فكرة (Concept, notion, sense) عن إله الكون، فيجب معرفة منظومات الأسماء الحسنى والشئون والسنن الإلهية الواردة في القرءان، والحد الأدنى اللازم للوفاء بهذا الركن هو العلم والإيمان بأنه لا إله إلا الله:
(There is no deity except Allâh)  ، وهذا الركن هو أساس الأركان ولب العقيدة الإسلامية:
(The core tenet of Islâm, Le principe essentiel de l'Islam)  مثلما كان شماع يسرائيل  (Shema Yisrael) هو لب اليهودية الآن، ونصه "اسمع يا يسرائيل الرب إلهنا، الرب واحد:
 Hear, O Israel: Adonai (the LORD, the Name) is our God, Adonai (the LORD, the Name) is one
ومثلما كان الإيمان بالثالوث(the Divine Trinity)  هو لب المسيحية الآن.
وللقرءان وحده الحق في تحديد المقصود بالمصطلح "الله" الوارد في أساس الإيمانيات الإسلامية، فكل الطوائف تحاول إعطاء هذا المصطلح ما تشاء من المعاني، وفي دين الحق فالمقصود به من له الأسماء الحسنى المذكورة في القرءان.
لذلك فالعلم بالأسماء الحسنى هو لب إيمان المسلم، وقد قال تعالى مبيناً أهمية العلم بالأسماء الحسنى:
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى }طه8، {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى}الإسراء110، {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الحشر24، {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ{179} وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ{180} وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ{181} وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ{182} وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ{183}}الأعراف،.
وقد رووا أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ قال: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا -مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا- مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ)، والحديث متفق عليه.
وكذلك روى ابن أبي جرير عن أبي هريرة في الجامع الكبير قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: (إن لله تسعة وتسعين اسماً كلها في القرءان من أحصاها دخل الجنة)، وهذا هو القول الحق في شأن الأسماء، فالأسماء الحسنى موجودة نصاً ولفظاً في القرءان دون الحاجة إلى اشتقاق من فعل أو صفة أو مصدر.
ولإحصاء الأسماء الحسنى كان لابد من نظرية كاملة ومنهج حقيقي لاستخلاصها من القرءان الكريم، وكل ذلك مشروح في كتبنا، ونكتفي هنا بذكر النتائج.

الأسماء الحسنى في القرءان العظيم
النسق الأول من الأسماء الحسنى
الله*
ٱلرَّحۡمَٰن
الرب، رب العالمين
الإله
الواحد
الأحد
الصمد
الحقّ
الحيّ
النور
اللطيف
العليم، العالم، العلام، الأعلم
الخبير
المحيط
الشهيد
الحفيظ، الحافظ
الولي، المولى
الغنيّ
الأعلى، العليّ
العظيم
السميع
البصير
الحكيم، أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، خَيْرُ الْحَاكِمِينَ
القدير، القادر
الأكرم، الكريم
الملك
الرحيم، أرحم الراحمين، خير الراحمين، ذو الرحمة
الغفار، الغفور، خير الغافرين، ذو مغفرة
التواب
الوهاب
الفعَّال
الرزاق، خير الرازقين
الْفَتَّاحُ، خير الفاتحين
البديع
الخالق، أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ
الفاطر
القريب
الرقيب
القاهر
الحسيب
الوكيل 
النصير، خَيْرُ النَّاصِرِينَ
ربّ العزة، العزيز
ذُو الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ
ذو الفضل
الحميد
الرحمن الرحيم
الحي القيوم
القويّ العزيز
العزيز الرحيم
العزيز العليم
العزيز الحكيم
العزيز الحميد
العزيز الغفار، العزيز الغفور
العزيز الوهاب
العزيز المقتدر
الواحد القهار
الحكيم العليم
الحكيم الخبير
الحكيم الحميد
العلي الحكيم
العلي العظيم
العلي الكبير
السميع العليم
الخلاق العليم
الفتاح العليم
الواسع العليم
الغفور الرحيم، الغفور ذو الرحمة
التواب الرحيم
الرؤوف الرحيم
البرّ الرحيم
الرحيم الغفور
الرحيم الودود
الغفور الودود 
العليم الحكيم
العليم الخبير
العليم القدير
العليم الحليم
السميع البصير
السميع القريب
القريب المجيب
اللطيف الخبير
الخبير البصير
الحليم الغفور
الغفور الحليم
الغفور الشكور
العفوّ الغفور
الولي الحميد
الغني الحميد
الحميد المجيد
الملك الحق
الحق المبين
المليك المقتدر
التواب الحكيم
الغني ذو الرحمة
الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
الأوّلُ وَالاَخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْبَاطِنُ
الْمَلِك الْقُدُّوس الْعَزِيز الْحَكِيم

الْمَلِكُ الْقُدّوسُ السّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبّرُ



*ملحوظة: الاسم "الله" هو الذي له أسماء الإحصاء الحسنى التسعة والتسعون، وهو الاسم الأعظم المتمم للمائة.

*******

نسق الأسماء الحسنى المفردة
الله
ٱلرَّحۡمَٰن
الرب، رب العالمين، رب الناس، رب العرش (ذو العرش)، رب السماوات، رب السماوات والأرض، رب المشرقين ورب المغربين، رب المشارق، رَبّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ
الإلـه
الحقّ، الأحقّ
الحيّ
القيُّوم
الواحد  
الأحد
الصمد
النور
اللطيف

العليم، العَالِمُ، العَلامُ، الأعلم
الخبير
المحيط
الشهيد  
الحفيظ، الحافظ، خير حافظا
الولي، المولى 
الغني
الحميد  
الأكرم، الكريم
الأعلى، العليّ، المتعالي
الخير، خيرٌ ثوابا، خير عقبا
الأبقى
الرحمان، الرحيم، أرحم الراحمين، خير الراحمين، ذو الرحمة
العظيم
السميع
البصير
القدير، القادر، المقتدر
البـرّ  
الخالق، الخلاق، أحسن الخالقين
البارئ
المصور
البديع 
الفاطر
الوهاب
الرزاق، خير الرازقين
الفتاح، خير الفاتحين
الفعال، الفاعل 
التواب، قابل التوب   
الغفار، الغفور، الغافر، أهل المغفرة، ذو مغفرة، وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ، خير الغافرين 
القريب، الأقرب
الرقيب
الحكيم، أحكم الحاكمين، خَيْرُ الْحَاكِمِينَ 
المجيب
الملك، المليك، المالك
القدوس
السلام
المؤمن
المهيمن   
العزيز، رب العزة
الجبـار
المتكبر، الكبير
القاهر، القهار
الجاعل
الحسيب، الحسب، أسرع الحاسبين
الوكيل
النصير، خَيْرُ النَّاصِرِينَ
ذو الجلال والإكرام  
ذو الفضل
ذو الطول
الحليم
الرؤوف
الودود  
الأول
الآخر
الظاهر
الباطن
الفالق، رَبُّ الْفَلَقِ
القوي، ذو القوة  
المتين
الهادي
المحيي
الواسع    
الجامع
المبين
العفو
المقيت
الشكور، الشاكر
الرفيع
المجيد
خير الوارثين
خير المنزلين
خير الفاصلين 
ذُو الْعَرْشِ
الشديد، الأشد
ذُو انْتِقَامٍ، المنتقم
ذُو عِقَابٍ
الغالب   
البالغ
الكاتب
الصادق
المرسل 
المنذر  
المبتلي
السريع، الأسرع
الكاشف
المخرج
المتمّ  







النسق التفصيلي للأسماء الحسنى






الله
ٱلرَّحۡمَٰن
الربّ
الإلـه
الواحد
الأحد
الصمد
الحقّ
الأحقّ
الحيّ
القيُّوم
النور
اللطيف
العليم
العَالِمُ
العلَّام
الأعلم
الخبير
المحيط
الشهيد
الحفيظ
الحافظ
خيرٌ حافظا
الوليّ
المولى 5
الغنيّ
الأعلى
العليّ
المتعالي
العظيم
السميع
البصير
الحكيم
أَحْكَمُ الْحَاكِمِين
خَيْرُ الْحَاكِمِينَ
القدير
القادر
المقتدر
الأكرم
الكريم
الملك
المالك
المليك
الرحمان
الرحيم
أَرْحَمُ الرَّاحِمِين
خَيْرُ الرَّاحِمِين
ذو الرحمة
الغفَّار
الغفور،
خَيْرُ الْغَافِرِين
الغافر
ذُو مَغْفِرَةٍ
أهل المغفرة
وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ
التوَّاب
الوهَّاب
الفعَّال
الفاعل
الرزَّاق
خَيْرُ الرَّازِقِين
الْفَتَّاحُ
خَيْرُ الْفَاتِحِين
البديع
الخالق
الخلاق
أَحْسَن الْخَالِقِينَ
الفاطر
القريب  
الأقرب
الرقيب
القاهر
القهار
الحسيب
الحسْب
الحاسب
الوكيل
النصير
خير النَّاصِرِينَ
ربُّ العزة
العزيز
ذُو الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ
ذو الفضل
الحميد
الخير
خيرٌ ثوابا
خيرٌ عقبا
الأبقى
البـرّ
البارئ
المصوِّر
الأول
الآخر
الظاهر
الباطن
قابل التوب
المجيب
القدوس
السلام
المؤمن
المهيمن
الجبـار
المتكبر
الكبير
الجاعل
ذو الطول
الحليم
الرؤوف 
الودود
الفالق،
رَبُّ الْفَلَقِ
القويّ
ذو القوة
المتين
الهادي
المحيي
الواسع
الجامع
المبين
العفوّ
المقيت
الشكور
الشاكر
الرفيع
ذُو الْعَرْشِ
المجيد
خير الوارثين
الوارث
خير المنزلين
الْمُنزِلُ
خَيْرُ الْفَاصِلِين
الشديد،
الأشد
ذُو انْتِقَامٍ
المنتقم
ذُو عِقَابٍ
الغالب
البالغ
الكاتب
الصادق
المرسل
المنذر
الكافي
الكاشف
ذو المعارج
السريع
الأسرع
الكاشف
المخرج
المتمّ  
أهل التقوى
خَيْرُ الْمَاكِرِين
المبتلي
المنشئ
الآخذ
المستعان
المبرم





الرحمن الرحيم
الحي القيوم
القوي العزيز
العزيز الرحيم
العزيز العليم
العزيز الحكيم
العزيز الحميد
العزيز الغفار
العزيز الغفور
العزيز الوهاب
العزيز المقتدر
الواحد القهار
الحكيم العليم
الحكيم الخبير
الحكيم الحميد
العلي الحكيم
العلي العظيم
العليّ الكبير
السميع العليم
الخلاق العليم
الفتاح العليم
الواسع العليم
الغفور الرحيم
الغفور ذو الرحمة
التواب الرحيم
الرؤوف الرحيم
البرّ الرحيم
الرحيم الغفور
الرحيم الودود
الغفور الودود
العليم الحكيم
العليم الخبير
العليم القدير
العليم الحليم
السميع البصير
السميع القريب
القريب المجيب
اللطيف الخبير
الخبير البصير
الحليم الغفور
الغفور الحليم
الغفور الشكور
العفوّ الغفور
الوليّ الحميد
الغنيّ الحميد
الحميد المجيد
الملك الحق
الحق المبين
المليك المقتدر
التواب الحكيم
الغنيّ ذو الرحمة
الوَاسِع الحَكِيم
المَوْلي الْحَقّ
العفو القدير
الشكور الحليم
الشاكر العليم
الغَنِيّ الحَلِيم
الغني الكريم
القَوِيّ شَدِيدُ الْعِقَابِ
عزيز ذو انتقام
الكبير المتعال
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ
رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ
فَاطِر السَّمَـوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِل الْمَلائِكَةِ رُسُلا
فَاطِر السَّمَـوَاتِ وَالأرْضِ عَالِم الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ
الأوّلُ وَالاَخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْبَاطِنُ
الْمَلِك الْقُدُّوس الْعَزِيز الْحَكِيم
الْمَلِكُ الْقُدّوسُ السّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبّرُ


غَافِر الذَّنْبِ وَقَابِل التَّوْبِ شَدِيد الْعِقَابِ ذو الطَّوْلِ











وكل اسمٍ إلهي حقيقي هو الذات الإلهية باعتبار سمة من سماتها، فكل اسم يتضمن بالضرورة سمة إلهية، وإن جهلها الناس، والاسم ٱلرَّحۡمَٰن مثلا يشير إلى السمة التي تفصيلها كل السمات التي تتضمنها الأسماء الحسنى، والأسماء اللفظية تشير إلى هذه الأسماء الحقيقية.
والسمة الإلهية لها في عالم السمات مقتضيات ما هو للذات من لوازم وخصائص، ومن هذه الخصائص:
الوجوب بكافة أنواعه، factual necessity (existential necessity)، Causal necessity، logical necessity، الذاتية، الأصالة Originality، الإطلاق Absoluteness، الثبات Immutability, Constancy،  اللانهائية، Infiniteness، الكمال المطلق Absolute perfection، العلو المطلق Absolute transcendence، العلو على الإدراك والإحاطة Incomprehensibility، الإحاطة المطلقة، القداسة Holiness وهي تعني التنزه المطلق عن صفات ولوازم المخلوقات، البساطة المطلقة Absolute simplicity، وهي مرتبطة بالإحكام، وتعني بالنسبة للسمة أنها غير مركبة من سمات فرعية، وإن كان يمكن أن تُفصَّل إلى سمات عديدة.
ويترتب على ذلك أن هذه السمة تتصف وتتميز بالواحدية Oneness، فلا شريك لله تعالى فيها من حيث اتسامها بكل ذلك، وليس كمثلها أية صفة أخرى لمن هم من دون الله تعالى وإن حدث اشتراك في الاسم اللفظي.
ومنظومة السمات الإلهية هي منظومة متسقة اتساقا كاملا ومتماسكة Perfectly self-consistent and coherent، وهذا يعني أن كل الأسماء تعمل باتساق تام، فلا يجوز إبطال العدالة والحقانية والصدق لتأكيد سمة الملك، ولا يجوز إبطال الحكمة لتأكيد الغنى والقدرة، ولا يجوز إبطال كل السمات لتأكيد التنزه والوحدة.
أما الصفة البشرية وغيرها من صفات المخلوقين فهي تتميز بما هو نقيض كل ذلك.
كما أن نفي المماثلة بالنسبة إلى بعض صفات المحدثين متوجه إلى أصلها ووجودها، فلا يمكن أن تكون من السمات الإلهية أصلا، ومن ذلك كل لوازم الأجسام الطينية المعلومة، وبصفة عامة كل اللوازم المترتبة على وجود مخلوقات في عالمٍ ما لكونها مصنوعة من مواد هذا العالم.
ولكل ذلك يمكن القول بأن لله تعالى علم ليس كمثله علم وسمع ليس كمثله سمع ... الخ ولكن لا يجوز أن يُنسب إليه أمور مثل اللمس والشمّ والجوع والعطش والنسيان ..... الخ أو الأعضاء والجوارح (بدلالاتها المعلومة) إلا على سبيل توصيل معلومة أو أمر للناس بقدر ما يسمح به اللسان العربي وأساليبه، ولا يوجد في القرءان أية آية مسوقة بالأصالة لإثبات شيء من ذلك لله تعالى.
إنه يمكن القول مثلا بأن لله تعالى رضىً ليس كمثله رضى الإنسان، وأن له غضب ليس كمثله غضب الإنسان، فلقد أثبت الله تعالى لنفسه فعلي الرضى والغضب في كتابه، وبذلك يجب إثبات ما أثبت، ومفهوم رضى كائنٍ عن كائنٍ معلوم، ولكن الله تعالى منزه عن الأمور والتغيرات الجسمية الفيزيولوجية والانفعالات النفسية التي تصاحب هاذين الفعلين في الكيان الإنساني، والله تعالى محيط بكل هذه الأمور، وهي ماثلة عنده، فهو الذي خلق هذا الإنسان.
فلا يحدث في الكيان الإلهي شيء مترتب على الفعل الإنساني أو مصاحب لهاذين الفعلين، ولكن الأسماء الإلهية اقتضت نسقا من السنن الخاص بالمخيرين يرتب على الفعل الإنساني أو على موقفه من الأمر الشرعي آثاره اللازمة، فما يلحق بالكيان الإنساني من آثار حسنة نتيجة لعمله بمقتضى أمرٍ شرعي هو من تجليات وآثار فعل الرضى الإلهي، وما يلحق به من آثار سيئة نتيجة لعمله بالمخالفة عن أمر شرعي هو من تجليات وآثار فعل الغضب الإلهي. 
والإيمان بالأسماء الحسنى يقتضي الإيمان الإجمالي بعالم الغيب وما يتضمنه، وأهم عناصره اليوم الآخر، بكل أيامه المكونة له ووقائعه مثل البعث والحساب والفصل والجزاء.
أما الأفعال الإلهية فقد تكون من مقتضيات اسم أو أكثر من الأسماء المذكورة في القرءان مثل:
العلم، الخلق، السمع، الإحياء، الرزق، الحكم، الرفع، التوبة، الشهادة، الفصل، الإحاطة، الوهب، الفعل، الجعل، الإجابة، المغفرة، التصوير، النصر، الإرسال، التبيين، الوراثة، الإتمام، الهداية، العفو، المغفرة، ...
وقد يذكر القرءان الفعل فقط ولا يذكر الاسم المناظر له نصا، فيكون هذا الفعل معبرا عن مقتضيات منظومة من منظومات الأسماء الحسنى، ومن هذه الأفعال:
المشيئة، الإرادة، الأمر، القضاء، القول، الكلام، الوحي، التجلي، الإدراك، التزكية، الاختيار، الاصطفاء، التدبير، التفصيل، التصريف، الحب، الرضا، الغضب، المجيء، الإتيان، التبشير، الإنذار، اللعن، المس بالضر، النفع، القبض، البسط، الاستواء على العرش، الاستواء إلى السماء، الإماتة، التوفي، التكليف، الجزاء، الإذن، التكوير، التسخير، الإكمال، الوعد، البدء، الإعادة، الاستدراج، الإضلال، التعذيب، المحو، الإثبات، التبارك، التثبيت، التطهير، التخفيف، المضاعفة، الإكمال، التعليم، التأييد، ......
كذلك يجب العلم بما تبرأ منه مثل: الظلم، أن يخلف الميعاد، أن تأخذه سنة، أن يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ، أن يكون غافلا، أن يكون نسيا، ..........

ومن الشئون والسنن الإلهية:
وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ، الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ، كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ، لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ، وَلِلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ، إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ، إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً، لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا، وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ، خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ، وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ، إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ، إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ، إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ، إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ، إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ، لِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً، يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ، هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ، اللّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ، وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، وَلِلّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَىَ، وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ، لَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً، إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ، يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ، يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ، يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ، إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ، إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ، مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ، وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولاً، وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً، إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ، اللّه لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ، لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ، يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ، هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ، وَاللّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ، إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ، اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ، إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ، نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ، اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُ، يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ، يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ، رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ، وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ، وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ، وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً.
*******
إن الركن الأول من أركان الدين هو الإيمان بالإله الواحد الذي له الأسماء الحسنى والسمات والشئون والأفعال والسنن المذكورة في القرءان، وهذا الركن يلزم الإنسان باحترام حقوق الله تعالى كذات وكيان فلا يكفر بشيء مما ذكره عن نفسه ولا يشرك به شيئاً ولا يلحد في أسمائه ولا يجحد بآياته ولا يخطئ في حقه ولا يشبهه بأحدٍ من خلقه ولا يزعم لهم ما هو له ولا يسيء الظن به ولا يتقول عليه ولا يفتري عليه، وكذلك يلزمه بما يلي: أن يعلم أن الله هو الأصدق حديثا-أن يعلم أن من الله كل كمال وفضل ونعمة وخلقا كريما ورزقا حسنا-أن يلتزم باحترام وإجلال الجناب الإلهي-أن يسعى دائماً إلي زيادة علمه بربه-أن يستعين بالله-أن يطلب الهداية وكل شيء من الله-ألا ينظر إلى من هم من دونه إلا من حيث أنهم آلات بيده يسيرهم كيف يشاء ويصرفهم كيف يشاء وهو الآخذ بنواصيهم والقاهر عليهم، وكذلك يجب الإيمان بأن الله عز وجل يدبر الأمر ويفصل الآيات لتحقيق مقاصد معلومة لديه وأورد بعضها في كتابه.

ومن كبائر الإثم المضادة للركن الديني الأول:

1-       الكفـر، وهو إنكار أي أمر ذكره الله عن نفسه أو نسبه إلى نفسه أو إنكار أية آية من آياته الكتابية أو الكونية أو أية سنة من سننه الكونية.
2-       الشرك، وهو أن يزعم لمخلوق ما هو حق لله تعالى، ومن الشرك اتخاذ أرباب مشرعين في الدين.
3-       تشبيه الله بخلقه وتجسيمه ومحاولة تقييده بالتصورات البشرية.
4-       الإلحاد في أسماء الله بأن يدعوه بما لم يسم به نفسه في كتابه.
5-       أن يتبع من دونه آلهة أو أربابا مزعومين.
6-       أن يجحد بآيات الله أو بآلائه.
7-       أن يلحد في آيات الله
8-       أن يتقول علي الله أو أن يفتري الكذب عليه.
9-       أن يتولى أعداء الله.
10-   سوء الظن بالله.
11-   أن يجهل ما نسبه الله إلى نفسه وأن يتمسك بجهله فيتصرف وفق مقتضياته ويتصف بما يترتب عليه.
12-   الكفر بشيء من كتاب الله ومن ذلك القول بأن بعض آياته منسوخة
13-   اتباع أولياء من دون الله وتقديم ما هو من دونه عليه.
*******
إن الإيمان بالله يعني الإيمان بمحض ما ذكره عن نفسه وبما نسبه إلى نفسه في كتابه العزيز من الأسماء الحسنى والسمات العليا والشئون والأفعال مع الإيمان بأنه ليس كمثله شيء وأنه فوق كل التصورات والظنون والأوهام وأن له الإحاطة التامة بكل ما هو من دونه.
والإيمان ليس مجرد معرفة نظرية ولكنه شعور قلبي وجداني حقيقي ويقين بصحة مجال الإيمان من علوم وبيانات وأنباء وسنن، ولذلك فهو يلزم الإنسان بالعمل وفق مقتضياته، ولذلك أيضاً يتجدد الإيمان ويزداد بازدياد العلم الحقيقي اليقيني وإن كان مجاله الأمور الغيبية، فمن يؤمن بصحة أمر غيبي هو كمن يعلم يقيناً بصحة أمر ظاهر لا يستطيع أن يماري فيه، لذلك كان الذي يدعُّ اليتيم ولا يحض على طعام المسكين والذي يرائي ويمنع الماعون مكذِّباً بالدين، ولذلك فمن أراد أن يعلم بماذا يؤمن فلينظر في الأمور والدوافع الباطنة التي تسيِّره بالفعل وتملى عليه أفعاله وأقواله واستجاباته للمؤثرات الخارجية.
*******
إن الإقرار والقول بأن للهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يعني الإيمان بأن له كل سمة تتميز بالحسن المطلق وبأن له التجليَ بكل سمة من سماته، وبأن ذلك سيتكشف للإنسان والإنسانية حيناً من بعد حين.
*******
إنه يجب العلم بأن الذات الإلهية لها العلو المطلق على كل التصورات والظنون والأوهام، فهي تعلو فوق مفاهيم الوجود والكينونة والسمة والشخصية والهوية والماهية وسائر الضمائر الشخصية، فالكيان الإلهي يقوم بكل ذلك ويكفي عن كل ذلك دون أن ينتمي إلى أي شيء من ذلك أو يتقيد بشيء من ذلك، فلا سبيل إلي معرفة كنه الإله ولا حقائق أسمائه وسماته، وإنما يمكن معرفة شيء عن ذلك بمعرفة الآثار والمقتضيات من الآيات الكتابية والظواهر الطبيعية (الآيات الآفاقية والنفسية) وما يسري فيها وعليها من القوانين والسنن، ولقد ساعدت العلوم الطبيعية بالفعل علي الرقيّ بإدراك الإنسان لحقيقة تنزه الله عز وجل عن الأمور المكانية والزمنية وعلى المفاهيم والتصورات البشرية، وكذلك علي دحض مفتريات وتقولات وتصورات عبيد الأسلاف بخصوصه، كما كانت من وسائل تحقيق الوعد الإلهي بأن يرى الإنسان الظواهر الطبيعية كآيات إلهية، والعلوم الطبيعية هي التي قدمت للناس أقوي البراهين التي تدحض مفتريات الكفار والملحدين والمشبهين والمجسمين.

*******
قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} (يوسف: 106)، إن الناس لا يؤمنون إلا بما لديهم من تصور عن عالم الغيب، لذلك فما آمن إنسان حقا إلا بما لديه من تصور عن الله عز وجل، ولما كانت أكثر تصورات الناس لا ترقي إلي الحد الأدنى اللازم والمنصوص عليه ولا تدرك من هذا الحد إلا بعضَ ظاهره ويزعمون السمات الإلهية التي أعلن الله انفراده بها لما هو من دونه فهم مشركون؛ فما قدروا الله حق قدره ولا آمنوا به كما سمَّي نفسه، ومع ذلك فقد اقتضت رحمةُ الله الواسعة ألا تُكلَّف نفس إلا وسعها، ولقد جعل الله تعالى مناط التفاضل هو التقوى وسلامة القلب والعمل الصالح، ولكن يجب ألا يصر الإنسان على ضلاله وأن يوطن نفسه علي أن يبادر بالإيمان بالحق إذا ما تبين له، كما أن رقيّ التصورِ يجعل الإنسان بالضرورة أرقي مرتبة، لذلك كانت الدرجات والمراتب العلى والإمامة لأولي الألباب.

*******

هناك تعليق واحد: