الثلاثاء، 10 مارس 2015

منظومة السمات القرءانية

منظومة السمات القرءانية

إن منظومة السمات تتضمن ما وصف به الله القرءان من السمات، فتلك السمات تشكل منظومة متسقة لها الحكم على كل ما يمكن أن يقال بخصوص القرءان، فهي بذلك تستمد الحقانية والمصداقية من القرءان، فيجب أن يضرب بكل ما يخالف عنصراً من عناصرها عرض الحائط.
ومن الجدير بالذكر أن أسماء القرءان تشير إلي تلك السمات، فما أوحاه الله إلى خاتم النبيين هو القرءان والرسالة والكتاب والمبين والحكمة والكريم والمجيد والحكيم والمبارك وهو روح من أمر الله وهو ذكر وذو الذكر وهو ميسر للذكر والمهيمن على سائر الكتب وهو الحق، وهو النور وبه يهتدي الكثيرون ويَضل الفاسقون، وهو تبيان لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين وليس له مثل وهو الحديث وهو أحسن الحديث وهو أصدق الحديث وهو متشابه ومثاني وهو الذي أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ، لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ، وهو تفصيل لكل شيء وهو قول فصل وليس بالهزل وهو الذي أُنزِل بالحق والميزان وهو الذكر المحفوظ أي الذي ليس فيه آيات منساة أو منسوخة، وهو الكتاب الذي لا ريب فيه فلا نسخ فيه ولا شك بخصوص أي أمر يتضمنه وهو هدى للمتقين فمن ضل في شيء بخصوصه فليعلم أن ذلك لقصور في تقواه ولخلل أصاب كيانه الجوهري.
والقرءان هو هدى ورحمة لقوم يؤمنون وهو مفصَّل الآيات لقوم يعلمون ومفصل الآيات لقوم يتفكرون وهو رحمة وذكرى لقوم يؤمنون وهو الذي يتضمن الدين الكامل الخاتم وهو الذي به تمت كلمات الله صدقا وعدلا فلا مبدل لكلماته وهو صراط الله المستقيم وهو شريعة من الأمر وهو شرعة ومنهاج وهو وحي من الله وهو كلام الله وهو الآيات البينات والبصائر وهو فضل الله ورحمته للعالمين وهو عربي وهو حكم عربي وهو بلسان عربي مبين......
إن أسلوب البيان القرءاني هو الأسلوب الوحيد الذي يمكن به التعبير الموجز عن أسمى حقائق الوجود بأقل عدد من الألفاظ، ومن أراد استخراج الدين من القرءان بكل منظومات سننه وقيمه ومقاصده وأراد استخراج المعرفة الوثيقة بالسمات الإلهية يعلم ذلك جيدا.
------------
لقد أطلق الله علي القرءان أسماء من أسمائه منها النور والمبين والحكيم والحق والمجيد والعزيز والعلي الحكيم والعظيم والكريم والمهيمن، كما أعلن أنه روح من أمره، قال تعالى:
{...قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ}المائدة15  *  {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ }يونس1  *  {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}يوسف1  *  {المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }الرعد1  *  {الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقرءان مُّبِينٍ }الحجر1  *  {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}الشعراء2 {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ }القصص2  *  {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ }لقمان2  *  {طس تِلْكَ آيَاتُ الْقرءان وَكِتَابٍ مُّبِينٍ }النمل1  *  {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}التغابن8  *  {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }السجدة3  *  {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ }محمد2 بَلْ هُوَ قرءان مَجِيدٌ(21) (البروج) وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ(41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ(42) (فصلت) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ(4) (الزخرف)  *  وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقرءان الْعَظِيمَ(87) (الحجر) إِنَّهُ لَقرءان كَرِيمٌ(77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ(78) لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ(79) تَنزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (80) (الواقعة)  *  {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً }النساء170  *  {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }يونس94  *  {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ}يونس108  *  {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ }هود17  *  {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ}الكهف29  *  {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الحج54  *  {وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ}القصص53  *  {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ }السجدة3  *  {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ }محمد2  *  {ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ }محمد3  *  {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الشورى52  *  {ق وَالْقرءان الْمَجِيدِ }ق1 * {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ...}[المائدة:48]

والقرءان فرقان لأنه يفرق بين الحق والهدى والصراط المستقيم من ناحية وبين الباطل والضلال والسبل والمذاهب من ناحية أخرى، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقرءان هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} البقرة: 185  *  {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا(1)} الفرقان.
ولقد جعله الله سبحانه قرءاناً عربياً لأن تلك اللغة هي أقرب اللغات المعروفة الآن للغة العلوية الأصلية ولأنها أصلح اللغات للتعبير عن عالم الغيب وعن الأمور الدينية، ولقد دبر الأمر من قبل لتكون هي لسان خاتم النبيين، ولذلك وجب أيضاً علي المسلمين إجادة وإتقان اللغة العربية القرءانية والحفاظ عليها، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قرءاناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }يوسف2  *  {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ وَاقٍ }الرعد37  *  {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ }النحل103  *  {وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قرءاناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً }طه113  *  {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}الشعراء195  *  وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقرءان مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ{27} قرءاناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ{28} الزمر  *  {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قرءاناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }فصلت3  *  {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قرءاناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}فصلت44  *  {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قرءاناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ }الشورى7  *  {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قرءاناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }الزخرف3  *  {وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ }الأحقاف12
ولا ينتفع بهذا القرءان إلا المؤمن بينما يتضرر به الظالمون وغير المؤمنين، قال I:
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقرءان لِيَذَّكَّرُوا وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا(41) (الإسراء)  *  وَإِذَا قَرَأْتَ الْقرءان جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا(45) وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقرءان وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا(46) (الإسراء)  *  وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقرءان مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا(82) (الإسراء)  *  قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44) (فصلت)  *  يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ} البقرة26.
------------
والحديث بالمعنى الاصطلاحي القرءاني هو القرءان نفسه:
{أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ(185)}(الأعراف) * {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا(6) (الكهف)  *  اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ(23) (الزمر)  *  تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ(6) (الجاثية)  *  فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ(34) (الطور)  *  {أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ(59)} (النجم)  *  {أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ(81)} (الواقعة)  *  فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ(44) (القلم)  *   فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ(50) (المرسلات)
------------

والذكر من أسماء القرءان وسماته:

{ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ}آل عمران58  *  {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }يوسف104  *  {وَقَالُواْ يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ }الحجر6  *  {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }الحجر9  *  {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}النحل44  *  {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً }طه99  *  {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }طه124  *  {مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ }الأنبياء2  *  {وَإِذَا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُم بِذِكْرِ الرَّحْمَنِ هُمْ كَافِرُونَ }الأنبياء36  *  {قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ بَلْ هُمْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ }الأنبياء42  *  {وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ}الأنبياء50  *  {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ }المؤمنون71  *  {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً }الفرقان18  *  {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً }الفرقان29  *  {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ}الشعراء5  *  {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ }يس11  *  {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقرءان مُّبِينٌ }يس69  *  {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْراً }الصافات3  *  {ص وَالْقرءان ذِي الذِّكْرِ} ص1  *  {أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ }ص8  *  {هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ} ص49  *  {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }ص87  *  {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ }الزمر22  *  {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}الزمر23  *  {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ }فصلت41  *  {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ }الزخرف36  *  {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ }الزخرف44   *  {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16  *  {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}المجادلة19  *  {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً}الطلاق10  *  {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ }القلم51  *  {وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }القلم52 {لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً }الجن17  *  {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْراً }المرسلات5 {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ }التكوير27  *  {أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الأعراف63  *  {فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا }النجم29  *  {أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ }القمر25
والقرءان هو الصدق، قال I: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ }الزمر32  *  {وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }الزمر33.
------------
من سمات القرءان وخصائصه


1.           أنه هو الكتاب الذي وصفه الله تعالى ببعض سماته، فهو النور والمبين والحكيم والحق والمجيد والعزيز والعلي الحكيم والعظيم والكريم والمهيمن.
2.           هو القرءان والرسالة والكتاب والمبين والحكمة والكريم والمجيد والحكيم والمبارك وهو روح من أمر الله وهو ذكر وذو الذكر وهو ميسر للذكر والمهيمن على سائر الكتب وهو الحق، وهو النور وبه يهتدي الكثيرون ويَضل الفاسقون
3.           أنه كتاب مبين ومبيِّن وتبيان لكل شيء، فهو يبين بعضه بعضا فضلاً عن أنه يبين غيره.
4.           أنه كتاب بمعنى أن ما فيه ثابت راسخ، فهو مكتوب على الناس بمعنى أنه ملزم لهم، وهو مكتوب بمعنى أن ما فيه لا سبيل إلى تبديله.
5.           أنه كتاب مفصَّل على علم؛ فلا حاجة لمن يلم باللسان العربي إلى أي مصدر آخر ليفصله.
6.           هو الذكر الحكيم وهو ميسر للذكر.
7.           أن الله تعالى قد تعهد بحفظه.
8.           هو الحديث وهو أحسن الحديث وهو كتاب متشابه مثان.
9.           أنه المهيمن على كل الكتب الدينية الأخرى، وبالتالي فله الهيمنة على ما هو من دونها.
10.       أنه كِتَابٌ عَزِيزٌ، لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ.
11.       أنه الحق، وأنه أحسن تفسيرا.
12.       أنه أُنزل بالحق.
13.       أن به الميزان.
14.       أنه الصدق
15.       أنه المصدر الأوحد لكل الأمور الدينية الكبرى والعظمى.
16.       أنه يتضمن كل الأسماء الحسني التي يجب على كل إنسان أن يعرفها كما يتضمن الآيات المبينة لمعانيها ودلالاتها ومقتضياتها، فهو يتضمن بذلك أسمي ما لدى الإنسان من معرفة بربه الرحمن.
17.       هو كتاب الله تعالى؛ فهو كاتبه ومبينه ومحكمه ومفصله؛ وفيه تتجلى سمات قائله.
18.       هو روح من أمر الله تعالى، ومنه ينفخ في نفوس المؤمنين ما يرقى بهم.
19.       هو كتاب مبين وتبيان لكل شيء وميسر للذكر.
20.       هو الرسالة التي تتضمن الهدى ودين الحق وكلمة الله التامة.
21.       هو أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِير.
22.       هو كِتَابٌ عَزِيزٌ، لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
23.       هو الكتاب والحكيم المصدق لما في الكتب السابقة من الحق من الحق.
24.       هو الكتاب المتشابه أي المتسق اتساقاً مطلقا؛ فآياته يصدق بعضها بعضا ويبين بعضها بعضا.
25.       هو الكتاب المثاني فهو بنفسه يثني نفسه ويصدق نفسه؛ فلا حاجة به إلى أي مصدر آخر.
26.       هو البرهان المبين، فهو يبرهن بنفسه على حقانية نفسه، وهو يتضمن ما يجب اعتباره بمثابة البينات والمسلمات.
27.       أنه يتضمن كل منظومات وعناصر دين الحق الذي هو خاتم الأديان، فهو يتضمن منظومات الأسماء والشئون الإلهية ومنظومات المقاصد والأركان والقيم والسنن.
28.       أنه يتضمن أصدق الأنباء عن عالم الغيب والتي هي لازمة لصلاح أمر الإنسان وتحقيق مقاصد الدين.
29.       أنه كلام من له العلم الكامل المطلق فكل ما أورده عن عالمي الغيب والشهادة هو الصدق المطلق الذي لا اختلاف ولا تناقض.
30.       به تم استخلاف الإنسان في الأرض وبدأ الإنسان مسيرة التقدم الجاد.
31.       ما يتسم به من موسيقي تصويرية داخلية ملائمة لموضوع السورة أو ما تتحدث عنه الآيات.
32.       النظم الفريد الذي لا مثيل له والمتمثل في الأمور اللغوية والمعنوية.
33.       يتضمن من العلوم والأسرار ما يتكشَّف يوما بعد يوم ويتسع مداها كما ونوعا ومن ذلك الإعجاز العلمي والأعجاز العددي.
34.       أنه يتضمن أسمي ما لدي الإنسان من مبادئ قانونية وأخلاقية وتشريعية.
35.       أنه يتضمن الموازين اللازمة لتقويم كل ما هو من دونه من المصادر الأخرى.
36.       أن له الهيمنة على كل ما لدى الناس من كتب سماوية وعلى مصادر المعرفة الأخرى.
37.       أنه كتاب عربي فلا يمكن أن يطلق على أية ترجمة لبعض معانيه قرءانا.
38.       أنه الآية التي حلت محل ما كان قبله من آيات الكتب، لذلك فليست به آيات منسوخة بل هو الناسخ لكل ما خالفه من النصوص الدينية الأخرى من الكتب التي كانت بين يديه.

39.       القرءان ليس كتابا محايدا، فهو إما أن يكون لك، وإما أن يكون عليك، وهو لا يكون عليك إلا لنقص في نفسك مترتب عليه آثار في قلبك، فهو كتاب يُضِلُّ بِهِ كَثِيرا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِين، وهُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى، وهُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا، وآياته تزيد المؤمن إيمانا وتزيد الذين في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ، وهو يلعن الظالمين والكاذبين
*****
إن القرءان ميسَّر للذكر، ولكن فقهه وتدبره يقتضي إعمال الملكات الذهنية في آياته، وهذا يستلزم جهدا وعزيمة وإصرارا وإجادة للسان العربي، ولا صحة لقول من يقول إنه يجب الدخول علي القرءان بدون آراء مسبقة، بل إنه يجب الدخول علي القرءان بما سبق به العلم من بينات القرءان ومن صحيح اللسان ومما عُلم من بينات الرحمن، وفي هذا الصدد فإن العامة ملزمون باتباع الخاصة والصفوة من أولي الألباب وأولي الأمر، والمقصود هاهنا بالعامة من لا يؤهله مستواه المعرفي والثقافي من النظر في آيات القرءان، وليس المقصود بالخاصة هاهنا خريجي المؤسسات المسماة بالدينية.
إن القول بأن القرءان هو المصدر الأوحد للأمور الدينية الكبرى لا يتنافي ولا يتمانع مع القول بأن فقه آيات القرءان يستلزم إلماماً كافيا باللسان العربي وإحاطة كافية بالتراث الإسلامي وما يتضمنه من سنن عملية ومرويات آحادية وآراء مذهبية وكذلك إحاطة كافية بتاريخ القرون الإسلامية الأولى من كافة جوانبه، كما أن فقه هذه الآيات يستلزم إلماماً بما يستجد من ثقافات وعلوم ومناهج وفلسفات، فكل هذا مطلوب من أولي الأمر بل هو من مقومات كونهم كذلك، أما علي المستوى الفردي فيكفي المرء إيمانه وعزمه علي اتباع الحق كلما تبين له وعزمه علي القيام بأركان الدين وتحقيق مقاصده والتحلي بقيمه.
------------
إن النص على أن القرءان أُنزل بلسان عربي مبين يتضمن حاجة الإنسان إلى إجادة العربية لفقهه، فلابد لمن أراد أن ينظر في القرءان وأن يفقهه من إجادة اللسان العربي حتى يمكنه التعامل المباشر معه، ولا يتنافي ذلك مع القول بعالمية الإسلام، فلابد من خطاب الناس بلسان بشري ولابد من إنزال الكتاب بلسان بشري ولابد من أن يكون الرسول بشرا مثلهم، ولكن هذا القول يلقي مسئوليات جسيمة على من لديهم السليقة العربية، وهو يلزم الصفوة منهم باستخراج الدين من القرءان الكريم وتقديمه إلى كل طائفة بلسانهم، ومنذ خرج العرب من جزيرتهم إلى مطلع العصر الحديث لم تقم دولة محسوبة علي الإسلام بواجبها هذا رغم أنهم هاجموا الناس شرقاً وغرباً واستولوا على ديارهم وأموالهم ونسائهم باسمه.
------------
إن القول بعروبة القرءان لا يتنافى مع القول بعالمية الإسلام وإنما يضاعف من المسئولية الملقاة على عاتق العرب، ولقد كان لابد أن ينزل القرءان بلسان من الألسنة التي كانت معلومة للناس في ذلك الوقت، ولم يكن من الحكمة مثلا أن ينزل باللغة الإنجليزية التي لم تكن قد وُلدت بعد، ولا بلغة كان من المعلوم أنها ستنقرض، وكل اللغات الحية الكبرى لم تكن قد وُلدت بعد عند نزول القرءان، وعلي كل المسلمين مهما اختلفت ألسنتهم أن يفقهوا المعاني المحكمة المتضمنة في القرءان وأن يتعلموا ويعلموا منظومات دين الحق الواردة فيه وأن يعملوا بمقتضاها، فتعلُّم الكتاب والحكمة من المهام العظمى التي كانت منوطة بالنبي، ولابد من هيئات من أولي الأمر لأداء تلك المهام بالنسبة إلي المسلمين كافة مهما تعددت أعراقهم وألسنتهم.
------------
إن القرءان هو رسالة موجهة إلى الناس كافة بكافة أنواعهم وجنسياتهم وسلالاتهم وأعمارهم، وهو موجه للرجال والنساء على حد سواء، والأصل في الخطاب هو لعموم الناس رجالاً ونساءً إلا إذا أتت قرينة تحدد الخطاب بالرجال دون النساء أو العكس.
------------
إن القرءان الكريم صالح لكل زمان ومكان لأنه كتاب مثل عليا وأخلاق ومبادى وقيم عظيمة نصت عليها آياته أو هي من فحواها ومقتضياتها.
------------
من سمات القرءان الهيمنة علي كل ما هو من دونه من الكتب، فلا يجوز القول مثلاً بأن ثمة مروية تنسخ بعض آياته أو أحكامه أو أنه من الممكن أن ينسخ بعضهم أحكامه.
------------
يهاجم البعض القرءان لاحتوائه علي آيات متشابهات لا يعلم تأويلها إلا الله ويقولون إن البشر عندما يكتبون دساتيرهم وقوانينهم الملزمة فإنهم يحرصون علي أن تكون مكتوبة بلغة لا تفتح مجالاً لتأويلات مختلفة، وبداية هم يظنون خطأً أن القرءان هو مجرد مدونة قانونية، وعليهم أن يعلموا أن القانون البشري يعالج أموراً مألوفة للناس ومن الصعب صياغته بحيث يكون غامضاً، ولا يجوز ذلك أيضا، أما القرءان فمنه آيات تتعرض لما ليس بمألوف للإنسان أصلاً من الأمور الغيبية، ولا سبيل إلي إدراك هذه الأمور إلا برقي الإنسان شيئاً فشيئا، والإنسان يسارع عادة إلي إنكار ما ليس بمألوف لديه رغم حقانيته، وصياغة القرءان بحيث يكون متشابهاً ويتضمن آيات متشابهات من لوازم كونه رسالة عالمية لا تتقيد بالأحوال البشرية، ومن لوازم تحقيق المقاصد الوجودية والكونية، ومن المقاصد الوجودية الظهور التفصيلي للحسن الإلهي المطلق، ومن المقاصد الدينية إعداد الإنسان للعيش السعيد في الدنيا والآخرة ومن المقاصد الدينية الوجودية الفصل بين السعداء المؤمنين وبين الأشقياء الكافرين الظالمين الفاسقين المجرمين؛ فتشابه القرءان ليهتدي به من عقد العزم علي البحث عن الحق واتباعه ومعرفة الباطل واجتنابه وليضل به من أراد الشقاق والتهريج، وعلي مثيري الفتن أن يعلموا أنهم لو حاولوا قراءة كتب الفيزياء الحديثة مثلاً لوجدوها متشابهة عليهم ولما استطاعوا الإحاطة بما فيها من مفاهيم وتصورات غير مألوفة لديهم، وحتى العلماء الذين اكتشفوها أو صاغوا قوانينها لم يكونوا أفضل حالاً بكثير منهم، ولقد عجز العالمان دبرولي وشرودنجر عن إدراك حقيقة الموجة التي تنبأ بوجودها أولهما وصاغ المعادلة المعبرة عنها بنجاح ثانيهما، وكان إدراك بورن وهيزنبرج وبوهر لها خيراً من إدراكهما، ولذلك تمكنوا بسهولة من دحض تصورهما، أما من أصروا علي أن يضلوا أنفسهم وأن يضلوا الناس معهم فعليهم أن ينصتوا للقول الحق: {وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ{121} وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ{122} وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ{123}}هود121
------------
قال تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ }العنكبوت48، التلاوة الحقيقية تشير إلي ما يطلق عليه الناس الآن لفظ القراءة، أما القراءة الحقيقية فهي التلاوة مع الدرس والتدارس والفقه والإدراك، أما الخط فهو نوع من التدوين؛ فهو التدوين في الصحف بالأقلام المعلومة، أما الكتاب فهو مجموعة من النصوص الثابتة الملزمة المتعلقة بأمرٍ ما، وليس من الضروري أن يكون الكتاب مخطوطاً أو مسطوراً، وإذا اقتضى الأمر ذلك يصير الكتاب مسطوراً ولابد لذلك من محل مثل الرق مثلاً، ومن الشائع أن يطلق اسم الكتاب علي الكيان المادي الذي خُط أو سُطر فيه.
------------
إن القرءان مبيِّن ومبين، وهو بذلك لا يحتاج إلي تبيين، ولقد فصَّله الله على علم؛ فهو لا يحتاج إلى تفصيل ولقد جعله الله أحسن تفسيراً فكيف يحتاج إلى تفسير بما لا يضارعه؟ وله الحكم والهيمنة على كل ما هو من دونه فلا يجوز القول بأن السنة (يقصدون بها المرويات الظنية) حاكمة عليه، وليس كمثله شيء فلا يجوز القول بأن هذه المرويات مثله؟ وكيف يكون نورا به البيان ثم يحوجونه إلى ظلمات الأوهام والظنون لتبينه؟ أم كيف يكون تبياناً لكل شيء من أمور الدين ثم يحوجونه إلي العديد من الأشياء ويقولون إن أكثر مادة الدين مأخوذة من مصادر غيره، وهناك الكثير من الآيات التي تثبت أن القرءان سهل وميسر لكل من أراد أن يذكر وأن يفقه وأن يتفكر وأن يتدبر في آياته وأحكامه.

*******


هناك تعليق واحد: