الخميس، 12 مارس 2015

سورة الكهف من 60 إلى 82

سورة الكهف من 60 إلى 82

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً{60} فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً{61} فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَباً{62} قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً{63} قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً{64} فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً{65} قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً{66} قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً{67} وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً{68} قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً{69} قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً{70} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً{71} قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً{72} قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً{73} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً{74} قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً{75} قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْراً{76} فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَنْ يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً{77} قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً{78} أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً{79} وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً{80} فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً{81} وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً{82}

إن موسى عليه السلام كان يمثل في هذه القصة القوانين الشرعية التي يمكن أن يحتكم إليها الناس، وهي لا تتطلب معارف باطنية أو غيبية وإنما تتطلب بينات ظاهرة وبراهين مادية يمكن أن يعتد بها وتكون ملزمة للناس، ومن المعلوم أن إعمال أمثال تلك القوانين لا يؤدى دائما إلى نتائج صحيحة وإنما يبقى الأمر خاضعا للاحتمال، ويقترب الحكم الصادر من الحقيقة كلما كان القاضي أو الحَكَم أقرب إلى الحق وأكثر تمكنا من عمله.
وتبين الآيات أن أكابر المرسلين قد لا يعلمون بعض أنواع الغيوب التي يمكن أن يطلع عليها بعض العباد الآخرين، وذلك أمر طبيعي فإن كونهم مرسلين يقتضي أن يبذلوا قصارى جهدهم لدعوة الناس إلى الإيمان ولو علموا مسبقا موقف ومصير كل إنسان لما كان لبذل الجهد ولا لابتلائهم من معنى، وهذا بالطبع لا يقدح في علو درجاتهم ولا في كونهم هم الصفوة من البشر، ولا غرابة أن يتفوق طبيب غربي مثلا في العلم بالطب على مسلم شديد الصلاح والتقوى.
وتبين الآيات أن الأجل الذي يختاره الله تعالى لعبد من عباده هو أصلح الآجال له بمقتضى حكمته المهيمنة على كل شيء، فالله سبحانه له العلم المطلق بكل شيء وله التدبير المحكم المتسق مع علمه المطلق وحكمته المطلقة، ولكل أمر وشيء عنده مقداره الذي يجهله الناس، ذلك لأن أحكام الناس وتقديراتهم للأمور صادرة عن علم مقيد محدود، وكم من أحداث لم يلقوا إليها بالا جلبت عليهم الكوارث وكان يمكنهم بقليل من الفطنة النجاة مما حاق بهم.
وتبين تلك القصة كيف تجرى الأمور اليومية، فكثير منها يتم تدبيره أو إعادة النظر فيه بإرادة العباد الصالحين المخلصين بمقتضى قوانين الله وسننه وهذا يقتضي اطّلاعهم على بعض الغيوب الزمانية والمكانية، ويوضح قوله {وما فعلته عن أمري} أن ذلك يتم بمقتضى القوانين الأمرية التي هي لله تعالى وحده والتي علَّمها للعبد الصالح، فالله سبحانه يصرف ويدبر أمر المخلوقات بالمخلوقات، فهو يوصل مثلا ما قدَّره من الرزق للناس بالناس وبغيرهم من الكائنات، وليس في ذلك من شرك، وما ظن ذلك إلا الغلاة المتطرفون، وعليهم أن يعلموا أن قوله سبحانه أنه خالق كل شيء لا ينفى ظهور صفة الخلق على بعض عباده وإلا لما وصف نفسه بأنه أحسن الخالقين، وأن قوله {إن الحكم إلا لله} لا ينفى أن يكون هنالك حكام من البشر وإلا لما أمرهم أن يحكموا بما أنزل الله وأن يحكموا بالعدل، ولكنه سبحانه أراد بيان انفراده بصفات الكمال الواجبة المطلقة الذاتية وأن ظهور آثار وتفاصيل بعض تلك الصفات بالعباد ومن العباد إنما يجرى بمقتضى قوانينه وسننه أي وفق مشيئته، وأنهم لا يمتلكون تلك الصفات امتلاكا ذاتيا وأنه الخالق الحقيقي والحاكم الحقيقي من وراء حجاب المظاهر والأسباب، فنواصي كل الدواب بيده يسيرهم ويفعل بهم ما يشاء كيف يشاء، وليس في ذلك إكراه، فهو سبحانه لا يستعمل كائنا إلا وفق ما هو مركوز في طبيعته الذاتية، فهو يستخدم الضباع والنسور لتنظيف الأرض من الجيف ويستخدم ظالما للقصاص من ظالم مثله ويستخدم عبده الكريم لإيصال الرزق إلى المعدمين البائسين ويستخدم الماء لإحياء الأرض، والعلم بالغيب هو كذلك، فإن العلم الحقيقي الذاتي هو له، وليس لهم إلا ما أعطاهم من الصفة العلمية والمعلومات وكلها ليست بأمور ذاتية لهم، فكل ملَك من المدبرات أمرا ومن التحق بهم من العباد الصالحين يعلم مما هو غيب بالنسبة إلي الآخرين ما يلزمه لأداء المهام المنوطة به، ولا عجب في ذلك فعلم المخلوقات هو أمر نسبى وكذلك الغيب، فما يعلمه إنسانٌ ما قد يخفى بالضرورة على غيره، والإنسان لا يملك العلم كصفة ذاتية وإلا لاطَّلع بها على كل ما يشاء، فكل صفات الإنسان محدودة نسبية مقيدة وذلك أمر من لوازم طبيعته الذاتية، فصفاته ليست بالاصالة له وإنما هو مستخلف فيها وهى له بإفاضة من ربه.
وتبين الآية 82 أن صلاح الأب هو كنز مدخر لأبنائه، بل هو افضل من الكنوز المادية المعروفة، فهو الذي يؤدي إلى حفظ الكنز المادي لهم، وذلك من السنن الكونية التي يجب العلم بها والعمل بمقتضاها، ولكن يجب مع ذلك العلم بأنه لا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى، وَأَنه لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى، وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى، ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى، فوجود ثروة مادية تركها الآباء للأبناء أو كون الآباء كانوا صالحين كل ذلك يوفر شروطا ابتدائية وحدية (Initial & Boundary Conditions) أفضل للأبناء، ولكنه لا يعفيهم مما هم ملزمون به من واجبات ومما هو ملقىً على عاتقهم من المهام، فمن لا يعمل صالحا بل يقترف الآثام سيبدد رصيديه المادي والمعنوي فيخسر الدنيا والآخرة.
كما تبين الآية أن لله تعالى عبادا يعملون عن أمره، وهذا يعني أنه لم يعد لهم أية أهواء شخصية، فقد تطهروا من مقتضيات نفوسهم، فهم يتلقون من الله سبحانه بطريقة معلومة لديهم أوامره ليهرعوا على تنفيذها.
ويُلاحظ أدب العبد الصالح عند الحديث عن ربه، فعندما كانت الكلمة لا يجوز أن تُضاف إلى الله تعالى لكونها تشير ظاهرا إلى نقص ومحض شر فإنه أضافها إلى نفسه، فقال: {فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا}، وعندما كان الفعل يبدوا كخير ممتزج بشر فإنه عبر عنها بضمير الجمع لكي لا يبدو وكأنه ينسب الخير منه لنفسه: {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً}، وعندما كان الفعل محض خير فإنه أضافه صراحة إلى ربه وحده: {فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}.
ولكنه بالطبع بيَّن حقيقة الأمر كله إجمالا في نهاية القصة عندما قال: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي}، فالله تعالى هو الفاعل الحقيقي من وراء حجب الأسباب، والعيد الصالح كان آلة له في عالم الشهادة التفصيلي لإنفاذ أقضيته.
*******
تبين قصة موسى والعبد الصالح عليهما السلام ما يلي:
1-         أنه يجب على الإنسان أن يتأدب مع ربه فلا ينسب إليه بطريق مباشر ما يراه الناس عيبا أو نقصا أو شرا، وبالأحرى فإنه لا يجوز له أن يسميه بالضار مثلا، وعليه أيضا أن ينسب إليه كل كمال وكل مقتضيات هذا الكمال لأنه لا مصدر للكمال غيره.
2-         الفرق بين التدبير الإلهي والتدبير البشرى؛ فالتدبير الإلهي يكون عن علم محيط شامل فهو المحيط بالبواطن وبالزمان وبالمكان والغيوب والأسرار، فليس ثمة غيب بالنسبة إليه وإنما يتعين الفرق بين عالمي الغيب والشهادة من حيث الإنسان.
3-         أن ثمة غائية وحِكَم ومقاصد يتضمنها التدبير الإلهي كما ذكر الكتاب العزيز رغم أنف من أنكر ذلك من المتكلمين الأشاعرة الذين فرضت السلطات مذاهبهم على المسلمين وقضوا بذلك على آمالهم في التقدم أو إصلاح أمورهم.
4-         أنه سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فهو لم يأمر بتغيير نفسيات الملك أو الغلام أو أهل القرية وإنما دبر الأمر بحيث يحقق مقاصده مع ترك كل منهم ليعمل على شاكلته، بل لقد جعل قتل الغلام أولي من التدخل لتغيير طبيعته الذاتية، وهو يشير بذلك إلى أن سننه لا تقتضي أبداً تغيير الطبيعة الذاتية بتدخل خارجي وإلا لما كان هذا الإنسان وإلى أنه لتعويض الوالدين لزم أن يرزقا بطفل جديد لأنه يستحيل تغيير ماهية القديم ولا سبيل لإعدامه المطلق أصلاً لأن ذلك يضاد القوانين والسنن الإلهية.
5-         أنه سبحانه يحقق إرادته ومقاصده باستعمال ما يصلح من آلات وأدوات بعلمها ووعيها أو بدون ذلك، ولكنه لا يستخدم آلة إلا بما يتفق مع طبيعتها الذاتية، والذي يُستَخدم كآلة عن وعى وإدراك يكون قد تحرر مسبقا من إرادته الذاتية وأهوائه الشخصية ولابد له عندها من علوم خاصة به.
6-         أن له سبحانه الإحاطة التامة بعالم الغيب بكل تفاصيله وأنواعه.
7-         أنه سبحانه يعامل كل عالم وفق ما بث فيه من قوانين وسنن ولا يتدخل لتغييرها.
8-         أن سننه تقتضي أن ينتفع الأبناء بصلاح الآباء بمعنى أن صلاح الآباء سيوفر ظروفا أفضل لأبنائهم دون أن يغير هذا مما في أنفسهم اتساقا مع ما سبق بيانه، فذلك الانتفاع هو بمثابة شروط ابتدائية أفضل، فآثار صلاح الآباء هي كنز مدخر للأبناء يغترفون منه، ولكن يبقى مصير كل منهم معلقاً بأعماله الاختيارية، فعلى المستوى الجوهري الباطني ليس للإنسان إلا ما سعى وإلا ما اكتسبه من آثار مترتبة على هذا السعي.
9-         أن السنن قد تقتضي حماية الآباء المؤمنين من شر أبنائهم الكافرين بوسائل غير مألوفة فينتفع الجميع بهذا التدبير.
10-     أنه سبحانه كما قال عن نفسه: {كل يوم هو في شأن}، فهو في كل وحدة زمنية يدبِّر الأمر ويفصل الآيات، فالأمر منظور فيه في كل وقت وحين، نعم إن ثمة أموراً قد فرغ منها وكتبت ولم تعد محل تبديل أو تحويل أو تغيير بين محو أو إثبات، ولكن معظم الوقائع اليومية والأمور الجزئية هي عرضة لكل ذلك، وذلك من مقتضيات أن كل اللحظات الزمانية سواء بالنسبة إليه، والوقائع اليومية والأمور الجزئية تخضع للقوانين الاحتمالية من حيثيات عديدة:
أ‌-            الجانب العشوائي في الطبيعة الإنسانية والذي اقتضاه كون الإنسان ذا إرادة حرة واختيار.
ب‌-         الجانب العشوائي في المجتمع المترتب على الجوانب العشوائية في طبائع الناس من ناحية وعلى تلك الجوانب في العلاقات الاجتماعية وطبيعة المجتمع ذاته.
ت‌-         كون طبيعة كل من الإنسان والمجتمع شديدة الحساسية للظروف الابتدائية والحدية رغم خضوع تلك الطبيعة لقوانين وسنن مضبوطة.
11-     أنه لابد أن يؤمن الإنسان بقدر الله وقضائه وحسن تدبيره للأمور وحكمه عليها وعدالته المطلقة ورحمته ورأفته.
12-     أن الأمر على مستوى الوقائع اليومية الجزئية منظور فيه في كل وقت وحين وأنه قابل للتعديل والتغير طبقا للسنن.
13-     أن الله سبحانه يستخدم خواص عباده لإحداث التعديل والتغيير المشار إليه، وهؤلاء يعلمون ما يلزمهم من القوانين والسنن ويعملون في توافق تام مع الإرادة الإلهية حيث تحرروا تماما من أهوائهم واعتباراتهم الذاتية.
14-     أن لهؤلاء الخواص من العباد الاطلاع على ما يلزم من الغيوب الزمانية والمكانية.
15-     أن الإنسان الذي عقد العزم على الفوز بالعلم الحقيقي وسعى إليه بكل ما يستطيع سيصل إليه بفضل الله تعالى.
16-     أنه إذا اقتضت السنن بقاء أحد الظلمة متسلطا لسببٍ ما أو لتحقيق مقصد ما فإن الله سبحانه يدبر لعباده الصالحين ما يجعلهم في مأمن من بطشه.
17-     كل ما يجرى من وقائع تخفى وراءها حِكَما، وإدراك تلك الحكم هو تأويل تلك الوقائع.
18-     على المتعلم أن يصبر على معلمه وألا يقلقه ما قد يبدو من غرابة أفعاله، ومن يعرف قيمة العلم الحقيقي يعلم قدر المعلم.
19-     أن الناس بما في ذلك أفاضلهم لا يستطيعون العيش إلا وفق مقتضيات المنطق والقوانين والسنن المألوفة، ولذلك أرسل إليهم رجال منهم، ولو أرسل إليهم كائنات تعمل وفق قوانين مختلفة لما استطاعوا التعايش معهم ولكثر إنكارهم عليهم.

*******



هناك تعليق واحد: