السبت، 31 مايو 2014

خلاصة الموقف من المرويات ج1

 
خلاصة الموقف من المرويات ج1
 
هذه خلاصة مركزة للموقف من المرويات ستكون -إن شاء الله تعالى- متبوعةً بأجزاء أخرى للمزيد من التوضيح:
 
1-               من الثابت أنه كان ثمة نهيٌ صارم في العصر النبوي عن كتابةِ أي شيء إلا القرءان، وبذلك التزم الخلفاءُ الراشدون وخيرُ القرون من المسلمين، وقد تصدوا بقوةٍ وحزم لكل من حاول أن يجعل كتاباً في الدين مع كتاب الله تعالى، وحقائقُ التاريخِ الدامغة تقول بذلك، ولقد التزم المسلمون بالنهي النبوي طوالَ أكثرِ من قرنين، ولم يجرؤ أحد على مخالفته، ولذلك لا يوجدُ أي كتاب موثق (مثل القرءان الكريم) معتمدٌ يتضمنُ أقوالَ الرسول أو سيرتَه ويكون مجمعاً عليه، ولا يمكن لأعتى شيطان مريد أن يجادلَ جدالا حقيقيا في شيء من هذا أبداً.
2-               الشرطُ الشرعي المقررُ للإلزام في أي أمر من أمور الحياة كالتداين مثلا هو وجود وثيقة مكتوبة بحضور شهود حقيقيين عدول، والإلزامُ في المجال الديني أشد خطورةً بكثير خاصة وأن الرسالة المحمدية هي الرسالة الخاتِمة، والله تعالى يرسل رسله مزودين بالبينات والحجج والبراهين وبسلطان مبين لكيلا يكون للناس عليه حجة، ولا توجد أيةُ وثيقة حقيقية تنصّ على أقوال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، والمقصود بالوثيقة القولُ المنسوب إليه موقعا عليه من الشهود الحقيقيين بأمرٍ من سلطة شرعية وباعتماد منها.
3-               الرسول كان ملزما ومأمورا بالبلاغ المبين، ولذلك كان يجب أن تصلَ كل أوامر الدين لكافة المسلمين إما في كتب موثقة وإما بالتواتر الحقيقي المانع لأي اختلاف، وإقرارُ جامعي المرويات أن أكثر مروياتهم آحادية وأنهم كانوا يضربون أكباد الإبل ليحصلوا على بعضها عند واحد في أقصى الأرض يُدينهم ويُقيم الحجج عليهم، فالإسلام ليس ديانةً سرية، وعملهم هذا يجعل ما جمعوه آثاراً تاريخية وليس أحكاماً دينية ملزمةً للعالمين!!
4-               الإسلامُ لم يبدأْ من الصفر في العصر النبوي؛ ذلك ظن الذين كفروا، ولكن الرسالة المحمدية كانت تتويجا لرسالات الأنبياء السابقين الذين كانوا مأمورين بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والصيام والركوع والسجود....الخ، والرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ كان مأمورا في القرءان باتباع ملة ابيه إبراهيم عليه السلام، وكيفيات أداء بعض العبادات كالصلاة والحج ترجع إلى هذه الملة، وقد تم إجراء بعض التعديلات فيها بالرسالة المحمدية، ولقد انتقلت العباداتُ العملية بالتواتر العملي المجتمعي الجماهيري، فلقد أدَّاها مع الرسول عشرات الألوف نقلوها إلى مئات الألوف، نقلوها إلى ملايين، ودونها أئمة "الفقه" قبل مولدِ جامعي الآثار والمرويات، ولم يكن للمتسلطين أية مصلحة في المخاطرة بتحريف كيفيات الصلاة ولم يرو التاريخ أن أيهم حاول ذلك إلا ما كان من فعل بعض مجرمي الأمويين، وقد تصدَّت الأمة لهم في حينه، بل كان للمتسلطين مصلحةٌ مؤكدة في حمل الناس على الغلو في أمر العبادات العملية وتوثينها.
5-               لا يمكن إلزام العالمين إلى يوم الدين بتراث شفهي ظل ملقى على قارعة الطريق لأكثر من مائتي سنة يضع فيه من يضع ويحرِّف فيه من يحرف ويدلس فيه من يدلس، خاصة وأنه قد عصفت بالأمة فيها فتن مظلمة مدلهمة وكان هناك الكثيرون ممن يكيدون لهذا الدين، كان هناك المنافقون والموتورون، وكان هناك فئات تتصارع وتريد أقوالا دينية تجتذب بها الأنصار، بل كان هناك تجارٌ يريدون الترويج لبضاعتهم، وكان هناك أيضاً بعض من أراد جذب الناس لأداء بعض العبادات بالتفنن والمبالغة في وصف ثوابها من النعيم وعدد الحور العين!! وقبل كل ذلك كان هناك الشيطان الرجيم الذي كان يسخر جنوده للإلقاء في التراث الديني وتحريفه، فلم يرد أي نص على أنه اعتزل العمل بعد نزول الرسالة الخاتمة.
6-                من الثابت أنه لأسباب لا مجال لذكرها الآن أن الوضع والتحريف في المرويات كان هو القاعدة، وأن وجود مروية صحيحة كان هو الاستثناءَ النادر، فكان الموضوعُ والمحرف من المرويات حوالي مائة ضعف الصحيح منها كما أقر الجامعون بذلك، ولقد قال البخاري إنه كان يحفظ حوالي 600000 مروية لم يصحح منها إلا حوالي 6000، أي أن النسبة 1%، ورُوي كلام مماثل عن غيره.
7-               ولقد ظهر فجأة بعض العجم في أزمنة متقاربة في القرن الثالث الهجري وأسندوا إلى أنفسهم –دون تكليف من سلطة دينية رسمية- مهمةَ جمع ما هو متداول من آثار وتمحيصها وفق معايير وضعوها بأنفسهم وطبقوها بأنفسهم في إطار مذهبهم، ولم يقم بذلك مثلا أحد من عرب المدينة الذين كانوا بالتأكيد أعلم بالآثار من هؤلاء العجم بحكم أنهم أحفاد من رووها، أما نتائج عمل هؤلاء فلم تعتمدها من بعد أية سلطة رسمية، ولا يجوز القول بأن الأمة قد تلقت عملهم بالقبول، ذلك لأن الأمة كانت قد تمزَّقت من قبل، وعامة الناس لم يكن لهم أي شأن بعمل هؤلاء الرواة، ولا يوجد حتى ما يثبت أن الكتب المتداولة الآن منسوخة عن النسخ الأصلية التي كتبها جامعو المرويات، أما من يسمونهم بأصحاب الشأن، ولم يعينهم أحد أصحابا للشأن فهم لم يُجمعوا أبداً على تلقي هذه المرويات بالقبول، كما أنه ليس من حق أتباع مذهب واحد أن يزعموا أنهم الأمة ويطبقوا الحرم Excommunication على كل أتباع المذاهب الأخرى.
8-               جُلُّ المرويات التي جمعوها كانت مرويات آحادية لا تحقق الشرط الشرعي اللازم وهو وجود شاهدي عدل على الأقل، فزعموا أن كل من قالوا إنه "صحابي" هو عدل ويمكن القبولُ بشهادته لوحده، وهذا القول (باطل X باطل)باطل، فلا قيمة له، فلا توجد مرتبةٌ دينية اسمها الصحبة، وآيات القرءان تقوِّض تعريفَهم واصطلاحهم، وتعريفهم يتضمن ادعاء صفات إلهية لعلماء الجرح والتعديل، والآية الآتية تدحض ما يُسمَّى بعلم الجرح والتعديل وتجتثه من جذوره وهي: {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }التوبة،101 فالآية تنفي عن الرسول العلم بالمنافقين، فلا يمكن أن يكون جامعو المرويات الذين أتوا بعد الرسول بأكثر من مائتي سنة عالمين بما لم يعلمه هو في عصره، ولا يمكن أن يعلموا ما تخفي صدور من جاء من بعدهم! ولا يمكن أن يكون المنافقون الذين أسهبت في وصفهم آخر سور القرءان نزولا قد تبخروا فجأة بعد انتقال الرسول، بل من البديهي أن أعدادهم تضاعفت.
9-               وضع كل محدِّث لنفسه مجموعة من القواعد للحكم على المرويات، وطبقها بنفسه، ولا يوجد ما يضمن الكمال المطلق لهذه القواعد ولا في أسلوب تطبيقها، ولا يمكن لأحد ادعاء العصمةِ المطلقة لجامعي ونقاد المرويات، وكل ذلك يقلل من مصداقيةِ عملهم ويجعله مشوباً بأخطاء فادحة كما أن ذلك يقلل إلى أدنى حد من احتمال صحة المروية.
10-           تصحيح المرويات كان يستند إلى بعض الأباطيل وعلى رأسها تعريفهم لمن يسمونهم بالصحابة وما رتبوه عليه من القول بعدالتهم والتي أبطلوا بها الشروط القرءانية الواجبة للأخذ بالقول وهي وجود البرهان المبين أو الآية البينة أو الكتاب الموثق بمحضر شهود حقيقيين عدول، وتعريفهم للصحابة باطل بطلانا مطلقاً، فهو ليس بمصطلح ديني، ومن يحاول أن يُعمِله يختلس لنفسه سلطات إلهية ويزعم لنفسه ما نفاه الله تعالى عن نبيه ويزعم لنفسه أو لغيره القدرة على الاطلاع على السرائر، واستعمال هذا المصطلح لتصحيح مروية يتضمن دوراً باطلا، وهو خلف!
11-           ليست الخطورة فقط فيما قبلوه من الخطأ بل أيضاً فيما استبعدوه مما يُحتَمل أن يكون صحيحا، فإذا كانوا قد صححوا على سبيل الخطأ مئات المرويات فقد رفضوا خطأً أيضاً عشرات الألوف منها، وكان الرفض أساساً لأسباب مذهبية وخوفاً من بطش الحكام، ورفض هذا العدد الهائل من المرويات الصحيحة يؤدي لا محالة إلى خلل في معرفة الأوزان النسبية للأوامر الدينية ويجعل من المستحيل تكوين صورة صحيحة للدين عن طريق ما تبقى من المرويات.
12-           لم يرد في القرءان أيُ تبشير بظهور هؤلاء الجامعين لكي يتمَ فرضُ الإيمان بهم وبأفعالهم على الناس، ولا يجوز لأحد إحداث عقائد لا أصل لها في القرءان وبالأحرى لا يجوز له إلزامُ الناس بها، وأقصى ما يمكنه قوله هو: "هذا هو رأيي في هذه المسألة والذي ترجح عندي"! وبالطبع فلكل إنسان الحق في اختيار ما يؤمن به، ولكن ليس له أن يزعم أن اختياره هو الاختيار الوحيد الصحيح.
13-           من الثابت بالقرءان الكريم أن الدين لم يكتمل إلا قبيل انتقال الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ وأن التشريع كان يتدرج بالناس، فلم تُفرض عليهم الأوامرُ دفعةً واحدة، لذلك قد توجد مروية صحيحة بالفعل ولكن لا يجوز العمل بها خاصة وأن جامعي المرويات لم يدوِّنوا معها بصفة عامة زمن صدورها ولا ملابساتها.
14-           كل ما سبق ذكره يعني أنه لا يمكن أن تمثل المروياتُ الدينَ تمثيلاً صادقا ولا أن تُظهِر الأوزان النسبية لأوامره.
15-           ومع كل ذلك فلابد من معرفة أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ كان منوطاً به مهام عديدة بالنسبة لقومه، وهي ثابتة بنصوص آيات القرءان الكريم، فهو كان يعلِّم قومه ويزكيهم ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون ويبشر وينذر ويدعو إلى الله ويحكم بينهم ويبين لهم ما غمض عليهم، وقد كان منوطاً به أن يحقق فيهم وبهم المقصد الدين الأعظم بأن يجعل منهم الأمة الخيرة الفائقة، فلابد أنه فعل أفعالا وقال أقوالا بمقتضى ذلك.
16-           وقد كان يعلمهم القولَ القرءاني في كل مسألة باعتبار أنه أعلمُ الخلق به وبمنهجه في إيراد الحقائق، فالقرءانُ بالفعل مبين ومبيِّن وتبيانٌ لكل شيء لمن كان على درجة عالية من العلم والرقي الذهني والوجداني، فلابد أن الرسول كان يبيِّن لهم ما غمض عليهم، لكل ذلك فلا يمكن أبداً أن يكون كلُّ هذا التراث باطلا بطلانا مطلقا، وهذا هو السند القرءاني المنطقي الأول الذي يبرر النظر في المرويات، ومع لذلك لابد من معيار دقيق وصارم للحكم على المروية، هذا المعيار القرءاني المنطقي هو ضرورةُ اتساقها مع دين الحق المستخلصِ من القرءان الكريم وإمكان اندراجها في إطاره، ودين الحق ممثل في منظومات سننه وقيمه وسماته وأركانه ومقاصده، والتأكيد على ذلك لأن القول القرءاني بخصوص أية مسألة موزع –وفقا للنهج القرءاني- على آيات عديدة، فنحن نأخذ بالمروية التي تحقق هذا الشرط حتى وإن ضعَّفها الرواة، كما نرفض المروية المتعارضة مع القرءان الكريم رفضا تاما، أما المرويات التي تتعرض لأمور لم يرد لها ذكر أو أصل في القرءان فتُعتبر من الأمور غير المطروحةِ أصلا، ويُترك أمرها للعلماء المتخصصين في اللغات ومقارنة الأديان والتاريخ...الخ، والأمة بالطبع ليست ملزمة بانتظار نتائج أبحاثهم، فلا يمكن لدين الحق أن يكون معلقاً بمثل هذه الأمور.
17-           لا يجوز رفضُ مرويةٍ منسوبةٍ إلى الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ رفضاً مطلقاً دون تقديم أسباب قوية كتعارض لا يمكن دفعه مع القرءان الكريم أو مع أي عنصر من عناصر دين الحق المستخلص منه.
18-           يجب التمييزُ بين المرويات المتعلقة بأمور دينية وبين المرويات المتعلقة بمحض وقائع تاريخية، فهذه يكون الحكم عليها لعلماء التاريخ المتخصصين.
بالطبع سيرفض إبليس ومن اتبعه من شياطين الإنس والجن مجرد النظر في هذه الخلاصة، وسيرفضون بكل قوة عرض المروية على دين الحق المستخلص من القرءان الكريم!! ولن يتركوا المسلمين ليخرجوا من الهوة السحيقة التي تردوا فيها والتي تجعلهم الآن شر أمة أخرجت للناس!! وسيرفضها أيضاً –لأسباب شتى- من كفروا كفرا مطلقاً بالمرويات مثل من يسمون بالقرءانيين!!
وتمحيصُ المرويةِ إنما يكون باستعمال معايير دين الحق المستخلص من القرءان الكريم، ذلك لأن الناس عادة لا يجيدون التعاملَ مع القرءان، وهم عادة ما يكون لديهم رأي مسبق ثم يحاولون انتزاع آية من سياقها ليستنطقوها به صارفين النظر عن كل الآيات الأخرى التي تعالج نفس المسألة! وكل الناس –إلا قليلا- يقعون في هذا الإثم المهلك!!


ومشكلةُ الأمورِ الدينية هي أنها مجالٌ لاختبار الإنسان وتحديدِ مصيرهِ النهائي، ويتشابكُ فيها أشدُّ الأمور تعقيدا في الوجود، وما لا حصر له من شياطين الإنس والجن فضلا عن الاعتبارات الشخصية والأمورِ الدنيوية تدفعُ أكثرَ الناس بعيداً عن الحق، بل وتجعلُ منهم أعداءَ طبيعيين له.
وفي كل الأحوال لا يجوز أن يقارنَ أي كتابٍ بكتاب الله تعالى أصلا، ولا أن يوضعَ معه في معادلة واحدة أبدا، فكما علا الله تعالى على خلقه فقد علا كلامه على كلامهم.


أ. د. حسني المتعافي || خلاصة الموقف من المرويات ج1 ||

الجمعة، 30 مايو 2014

أسباب انهيار الأمة المحسوبة على الإسلام


أسباب انهيار الأمة المحسوبة على الإسلام

إن الشجرة الملعونة قد ضربت بجذورها في أجساد الأمم التي تنتسب زورا إلى الإسلام أو المحسوبة علي الإسلام وحجبت بأوراقها الكثيفة الغليظة كل أنوار الهدى وحرمت تلك الأجساد من الماء والهواء؛ لذلك فإن تلك الأمم إما أنها تحتضر وإما أنها ماتت وتحللت ولم يبق منها إلا الغثاء، لذلك فإن إصلاح أمورها يتطلب ما يتطلبه إحياء الموتى.
أما الأمم الغربية مثلا فإنها قد اهتدت بالكفاح والجهاد والتضحيات الفادحة إلى الكثير من القيم الإسلامية كما انتقل إليها الإرث الإيجابي من قيم وعلوم الحضارات القديمة، لذلك ازدهرت حضارتهم، ولكنهم التبس عليهم الأمر وكفروا عمليا بربهم وظنوا أن كل معرفة جديدة ببعض سننه تعني مزيدا من الاستغناء عنه وعدم الحاجة إليه وتدفعهم إلى الاستقلال عنه، ولقد جعلوا من الوسائل غايات ومقاصد، فالكفر الكامن في أسس حضارتهم سيقوض أركان سعادتهم وسيقضي من بعد على حضارتهم، ولكنهم مازالوا كيانات حية قوية، ولا يصد الكثيرين منهم عن الإسلام إلا وجود المحسوبين ظلما على الإسلام، ولا نجاة لهم من مصير حضارتهم المحتوم إلا بالإسلام، ورغم كل مظاهر العداء ورغم الصراعات التاريخية فإن أهل أوروبا هم أقرب الشعوب إلى المسلمين بحكم التراث الحضاري والديني المشترك، أما الخطر الحقيقي الذي سيكون ساحقا ماحقا فهو كامن هناك في الشرق البعيد رغم كل الظواهر والمظاهر، أما الخطر الماثل الآن فهو في تلك الكيانات المحسوبة ظلماً على الإسلام والتي لا يسيرها في الحقيقة إلا الشيطان.

ومن أسباب انهيار الأمة المحسوبة على الإسلام
1-             تفريق الدين، وكان ذلك بظهور المذاهب التي حلت محلّ الإسلام، وقد ظهرت هذه المذاهب إما لتلبية رغبات أهل البغي وإكسابها ثوب الشرعية، وإما للثورة عليهم، أي كان سبب ظهورها أساسا دنيويا محض، وما من مذهب –رغم ما فيه من بعض الحق- إلا وهو يتضمن كفرا وشركا بدرجات متفاوتة.
2-             التقليد والاتباع الأعمى: فلقد سادت روح تقديس آراء واجتهادات السلف وأصبحت عمليا نصوصا مقدسة أي فوق مستوي إعادة النظر والنقد، وقوبل كل اجتهاد جديد إما بعدم اكتراث وإما بتكفير أو بتفسيق أو زندقة قائله إلى آخر ما في جعبة المؤسسة الكهنوتية ومن تسيطر عليهم من العامة من اتهامات جاهزة، وهكذا أرغمت الأمة على التخلي عن عقلها وعلى تجاهل المناهج القرآنية ونست حظا مما ذكرت به وكفرت بآيات الله وأعرضت عن العمل بكثير من أوامر الدين العظمي وساد المذهب النقلي وأصبح التعليم هو الجلوس عند قدمي شيخ يلقي على تلاميذه ما تلقاه هو عن شيوخه ويوقفهم على المعاني المألوفة والموروثة ولا يأذن لهم بالعمل إلا إذا استوثق هو من محفوظاتهم وتأكد من براعتهم في حفظ ما ألقاه عليهم من الكتب المتوارثة، ولذلك أيضا صار المثل الأعلى هو الحافظ الذي هو بمثابة جهاز تسجيل أو مكتبة متحركة.
3-             تحريف الدين بتحويله من دين ذي طبيعة موضوعية حقانية إلى دين ذي طبيعة شخصية ذاتية، ومن مظاهر ذلك الزعم بالعصمة المطلقة لأهل البيت واستحداث مصطلح الصحابة وإحاطته بهالة رهيبة من القداسة والزعم بأن المرويات المنسوبة إلي الرسول عن طريقهم هي الوحي الثاني وأن لها الحكم علي كتاب الله ذاته.
4-             الإيمان بالجبرية والذي أصبح إيمانا مطلقا يكاد ينفي مسئولية الإنسان عن أفعاله ويشل قدرته على المساهمة في مجريات الأمور ويجعله يتلقى شتي ضروب القهر والإذلال والامتهان دون أن يحرك ساكنا، وهكذا كفر الإنسان بكثير من أركان الدين وقعد عن القيام بالمهام العظمي المنوطة به وأصبح لا هم له إلا مجرد البقاء مهما تلقي من لطمات وإهانات.
5-             سادت عمليا قيم المنظومة الجاهلية وتوارت منظومة القيم الإسلامية وفُرِضت تقاليد الأعراب على الإسلام وطمسوا عالميته.
6-             تم اختزال الدين وتنميطه وتحنيطه، والاختزال يعني حصره في الأركان الخمسة وفي بعض الأمور الشكلية وإهمال أركانه وخصائصه ومقاصده العظمي، وكذلك تم تنميطه وكتابة المعلومات عنه كما تكتب الآن مذكرات الثانوية العامة وملخصاتها المركزة ولقد تم تحنيطه علي أيدي المصريين لبراعتهم المتوارثة والمشهودة في ذلك، وكان ذلك بعد حروب الصليبيين والتتار والمغول، ولم تحدث محاولات الإحياء إلا حديثا على أيدي المصريين أيضا وخاصة في عصر الاحتلال الإنجليزي!! ولكن لم تؤت تلك المحاولات أكلها.
7-             كانت الجوانب الوجدانية من الدين من أوائل ما تم وأده واختفاؤه، وكان التصوف محاولة لتصحيح الأمور ولكنه نشأ مثقلا بموروثات الشعوب العريقة التي اعتنقت الإسلام فتسرب إليه كثير من العقائد الباطلة والممارسات الخاطئة التي أصبح من الصعب التخلص منها، فبخصوص التصوف الشعبي حل أولياء القرى محل قديسي النصارى الذين كانوا قد حلوا من قبل محل أرباب القرى في مصر الفرعونية، وتم تقسيم مناطق النفوذ بينهم كما كان الحال قديما، وأصبح عامة المسلمين يتعبدون عمليا إلى الأولياء أو إلى أضرحتهم وصارت أقوال المشايخ ناسخة بالفعل لما يخالفها من الأوامر الدينية الشرعية، أما على مستوي الخاصة فلقد ساد القول بوحدة الوجود، وهذا يعني عمليا تفريغ كل الأوامر الدينية من سندها وكل سعي من مضمونه واختفاء كل الحدود المميزة وكذلك تم الجمع بين كل المتناقضات واختفاء المسئوليات وشاع القول بوحدة المذاهب والأديان على ما فيها من تناقضات واختلافات وكذلك القول بالجبرية والآلية.
8-             اختفي مفهوم ولاية الأمر وأصبح القائم على الأمر متسلطا عليه ومسلطا على الأمة التي ابتليت به، وهكذا أصبحت الخلافة ملكا استبداديا عضوضاً واحتكر المتسلط على الأمر لنفسه كل شيء وأباح لنفسه كل شيء وأعطي لنفسه كل الحقوق وأحل نفسه من أية التزامات أو مسئوليات تجاه الناس وجعل نفسه فوق كل قانون وتولي الكهنوت تقنين هذا الوضع وتحريف الدين ومسخه لإعطاء الشرعية له، ثم فرضوا الرضا بذلك كعقيدة على الأمة، وهكذا ضحوا بالأمة وبالدين في سبيل مجرد الإبقاء علي الصيغة الشكلية المحرفة والمختزلة من الإسلام واستمرار كل شيء علي ما هو عليه، وبذلك أصبحت الأمور الاستثنائية عقائد إلزامية تنشأ عليها الأجيال الجديدة من الأمة التي عاشت تستعذب العذاب علي أيدي الطغاة والمفسدين والجلادين طالما تركوهم يصلون، ولقد رباهم رجال الكهنوت المضلون علي أن هذا هو صحيح الدين، ولقد ظلت الأمة وجلادوها في الظلمات يعمهون إلى أن تلقوا جميعا الصفعات والركلات علي أيدي الغزاة الأوروبيين، ولكن بدلا من أن يقر المسلمون بخطئهم في حق الدين فإنهم انطلقوا ليشككوا في الدين.
9-     عدم وجود هيئة أو آلية دائمة تعمل على تعليم المسلمين وتزكية أنفسهم وتحقيق مقاصد الدين بهم ولهم.
10- اشتداد وتفاقم أمر العصبية القبلية ونجاحها في إخفاء الوجه العالمي للإسلام.
11- عمل الأمويون بكل ما لديهم من قوي علي التسلط علي أمر الأمة خاصة بعد أن حيل بين أهل البيت وبين ولاية الأمر، ولقد التف حولهم كثير من المنافقين والمتآمرين والموتورين، ولقد عمل الأمويون للقضاء علي منافسيهم القدامى من بني هاشم وانتهكوا في سبيل ذلك أوامر الإسلام ونقضوا عراه عروة عروة وسنوا للناس لعن آل البيت وأئمة الهدي فحالوا بينهم وبين أفضل من كان يمكن أن يعلموهم ويزكوهم، ولقد كان الانقلاب الأموي مبكرا بحيث لم يتمكن الناس من التدوين الأمين الموثق لسيرة الرسول وأحاديثه الهامة، ولم يفلت من كيدهم وكيد من التف حولهم من حثالة الشعراء والمنافقين إلا القرآن الكريم وإن تم في عهدهم وضع كثير من المرويات التي تحاول النيل منه وتتضمن لغطاً حوله وتم إحداث إفك النسخ للتخلص من آياته التي أبت الخضوع لتفسيراتهم.
12- لم تتح للأعراب الفرصة الكافية ليتعلموا الإسلام ولا ليؤمنوا ولا ليتزكوا، وكان هؤلاء يشكلون الأغلبية المنتصرة، ولم يجدوا من بعد الرسول من يعلمهم أو يزكيهم من بعد أن حيل بين المؤهلين لتلك الأعمال وبين القيام بها، وسرعان ما فرضوا عاداتهم وتقاليدهم وأنماط معيشتهم بل وأبطالهم علي الإسلام فتلاشت واختفت حقوق المرأة وعادت العنجهية الجاهلية والفخر والتملق المرضي والنفاق والمدح الكاذب والهجاء المقذع والولع بالظلم وازدراء باقي الأمم وازدراء العمل والعلم، ولولا من أسموهم بالعجم لتوارت العلوم الإسلامية ولانقرضت اللغة العربية الأصلية.
13- تمت صياغة الدين في جو كئيب خانق من الإرهاب والترويع والاستبداد والطغيان، فتوارت قيم الإسلام ومقاصده وسننه وأركانه الكبرى واختزل الدين إلي عدد محدود من الشعائر والمعاملات الشكلية والعادات المعيشية وآثر أفضل الناس الصمت علي سبيل التقية في حين تطوع الآخرون لصياغة الدين استنادا إلي ما ورد بخصوص أزمان الفتن وظن الناس أن تلك الصياغة الاستثنائية هي الدين، أما أسوأ الناس فهو من عمد إلي تحريف واختزال وصياغة الدين ليجعله سيفا في أيدي المتسلطين وعلى أعناق المستضعفين، فلما جاء الخلف كان الدين قد صيغ صياغة تلمودية وتم تضخيم شأن الأمور الشكلية فتم تقديس ما وصل إليهم ولم تتم أية مراجعة جادة من بعد له.
14- لم تجد الحاجة الإنسانية العميقة للأمور الوجدانية والأحاسيس الدينية ما يلبيها ويشبعها في الصياغة الجافة  للدين التي سادت وإنما فيما لدي الشعوب الأخرى، فنقل بعض تراثهم إلي الإسلام واكتسب ثوبا إسلامياً، ومن هذا السبيل تسللت المعتقدات القديمة ونقلت نصوص قديمة واعتبرت كمرويات شأنها شأن غيرها ونسبت إلي بعض من اشتهروا بالتحديث وحلت العقائد الباطلة والأخلاق السلبية مكان عقيدة الإسلام الحقيقية وأخلاقه الايجابية، واتسمت الصيغة الدينية المترتبة علي ذلك بالجبرية الشديدة وبالعداء المستحكم للسنن وللسببية وللعلل والحِكَم وبالشرك الخفي أو الصريح.
15- تم تحريف معظم مصطلحات الدين كما تم إحداث بعض المصطلحات مما أدي إلي فرض مفاهيم خاطئة علي المسلمين حالت بينهم وبين قيامهم بالمهام التي كانت منوطة بهم، ومن المفاهيم والمصطلحات التي حُرفت أو أحدثت فكان لذلك اسوأ العواقب علي الأمة: السنة، الصحابة، الفقه، ولاية الأمر، العلم، الإمامة، الخلافة، الحديث، النسخ.
16- بعد أن أعيت الفتن الخلفاء العباسيين بسبب إهمالهم للقيم الإسلامية أو بالأحرى بسبب جهلهم بالدين وبسبب اشتداد الصراع بين العرب وبين الفرس لرفض الجميع الخضوع الفعلي لتعاليم الإسلام ورفضهم الظاهر والباطن لقيمه فضل اولئك التمادي فيما هم عليه من الباطل واستبدلوا بالعرب والفرس من استجلبوه من أجلاف الترك والغز فكانوا وبالا على أولئك الخلفاء إذ سرعان ما أصبح هؤلاء أسري في أيديهم بل أصبحوا دمى يتلهون بها وبقتلها، أما أولئك الترك فلقد ساهموا في تكريس المذهب البدوي اللاسني الأثري وفي زيادة تدهوره وأكملوا بذلك مسيرة من سبقهم من أجلاف الأعراب.
17- تسلط العثمانيون علي أمور المسلمين فكانوا صورة مضخمة من الأعراب الأقدمين، فكان لهم الشجاعة والحمية والولع بالقتال والتعصب الديني ولكنهم اتصفوا بالعداء الشديد للمرأة والعقل والعلم ولكافة القيم الدينية الرفيعة ولمظاهر الحضارة الحقيقية، ولاعتدادهم بعنصرهم ولغتهم كما كان الأعراب من قبلهم فإنهم أنفوا أن يتعلموا العربية، ولسيادة المفاهيم والتصورات والصيغ الدينية الخاطئة عليهم فإنهم كانوا أشد أنصار الطاغوت والجهلوت والكهنوت فحالوا بين المسلمين وبين الأخذ بأسباب الحضارة، وقدموا للغرب أسوأ صورة ممكنة للإسلام، فجنوا عليهم وعلي أنفسهم وعلي البشرية جمعاء.
18- تمكن الكهنوت من التسلل والتغلغل والسيطرة علي مقدرات الدين بالتخصص في الأمور المفتعلة والمفترضة والثانوية وتضخيم شأن الأمور الشكلية والإجرائية، وأثبتوا للطاغوت مدي حاجته الماسة إليهم وكذلك مدي جدواهم الاقتصادية إذ تمكنوا من تدجين الناس وإفساد وتشويه نفوسهم وإصابتها بالعاهات المستديمة وتجهيلهم وإلزامهم بالخضوع المطلق لكل من يتسلط عليهم دون أن يضطر الطاغوت إلي تكبيد نفسه عبء الإنفاق علي أعداد لا حصر لها من الجنود أو إلي سفك الكثير من الدماء، وهكذا كما مضت سنة الأولين والآخرين تحالف الكهنوت مع الطاغوت وثبت أنه لا غني لأحدهما عن الآخر.
19- أثناء تدهور العالم الإسلامي كان الغرب الصليبي يراجع نفسه بعد هزائمه المتكررة أمام الإسلام، وتسرب إليه رغما عنه القيم والسنن الإسلامية الايجابية ومن ذلك إعلاء شأن العقل وتقديس العدل والإقساط وكرامة الإنسان والمساواة والاعتداد بالحرية والاهتمام بالعلوم الطبيعية والمناهج التجريبية والعقلانية وأخلاق وتقاليد الفروسية…. إلخ، اشتعل صارٍ ضار بين القوى التقليدية وبين القوى المتطلعة إلى حياة أرقى وأفضل، أدى ذلك إلى تقد الغرب واستفحال قوته، فلما بدأ يدرك مدي ضعف المسلمين تقدم هذه المرة مسلحا بأسباب الحضارة الحديثة وقيمه الجديدة وتمكنت شراذم قليلة منه من السيطرة على مقدرات العالم الإسلامي من أقصاه إلي أقصاه، وقد كان هذا العالم علي وشك الانقراض بفعل تحالف الجهلوت والكهنوت والطاغوت الذي أدي إلي انتشار الفقر والجهل والمرض في ظل الحكم العثماني البغيض؛ فكان الاستعمار الغربي سلاحا ذا حدين.

====================



الاثنين، 26 مايو 2014

حقيقة القلب الإنساني (ج1)

حقيقة القلب الإنساني (ج1)


القلب هو جوهر النفس الإنسانية ومركزِها، وهو الذي يقوم بأسمى أنشطتها الذهنية والوجدانية، كما أن له السيطرةَ على كل لطائفها ومكوناتِها، والمظهرُ المادي له It’s hardware) (هو الجهازُ العصبي المركزي (Central Nervous System)، والقلب له ارتباطٌ وثيق بالدماغ فهو آلته المادية لممارسة مقتضيات ملكاته الذهنية والوجدانية كما أن له ارتباطا بالقلب العضوي من حيث الكيانات الباطنة، والقلبُ بالنسبة للكيان الإنساني الشامل هو كوحدة المعالجة المركزية (Central Processing Unit) بالنسبة لجهاز الحاسب.
  
إنه يجب التأكيد على أن القلب الإنساني الحقيقي لا يفنى ولا يتحلل، بل يمكنه العمل مستقلا عن آلاته العضوية التي يكون مقيدا بها أثناء حياة الإنسان.

والنفس ذات ارتباط وثيق بالجسم فهو من لوازم تعينها وتكونها وظهورها وتطورها، والإنسان كيان كلى واحد تشكل أكثف مكوناته الجسمَ بينما تشكل الطبقاتُ الألطف النفسَ، وهى تبدأ بكيان أقرب إلى الجسم وان كان من مادة لطيفة تشبه مادةَ المجالِ الكهرومغناطيسي (Electromagnetic Field)، ثم تزداد لطافةُ الكيانات أو الطبقات إلى أن تصل إلى ألطف وأسمى كيان موجود في كل الناس وهو القلب، وهذا القلب أيضا يتكون من طبقاتٍ عديدة، وكلما ارتقى الإنسان في مدارج الكمال يكتسب كيانات لطيفة تضافُ إلى هذا القلب وتتحسن بها صورة الإنسان الجوهرية دون أن تتغيرَ الأنية (The I-ness)، فوجود القلبِ بصورته الأولية الفطرية هو الأمر المميز للكيان الإنساني، وهو الحد اللازم ليكون الكائنُ إنسانا، فهذا القلب ليس هو العضلةَ أو المضخةَ المعلومة وإن كان له ارتباط بها.
فالقلب هو ألطف مكونات الإنسان وعنصرُها المركزي، وهو في الكيان الإنساني الجوهري كالجهاز العصبي المركزي من البنيان المادي، وهو محل الملكات الذهنية كالفقه والعقل والفهم والذكرِ والتدبر والتفكر، وأنشطته هي ظواهر ومظاهر إعمالها، كما أنه هو محل الملكات والأمور الوجدانية؛ فهو محل الإيمان والتقوى والهدي والخشوعِ والوجل والرأفة والرحمةِ واللين والطمأنينة والسكينة وهو أيضا محل القسوةِ والغلظة والتجبر والزيغ والرعب والحسرة والحقد والغل واللهو والحمية والريبةِ والاشمئزاز من الحق والنفاق والفسق… الخ
ووسائل القلب هي النوافذ التي سمح له بالتطلع من خلالها إلى مجالاته، وتلك النوافذ قد صُممت وقدِّرت بحيث تحقق الغاية من وجود الإنسان وهو الظهور التفصيلي للحسن المطلق، ووسائل القلب تشمل الحواسَ المعروفة والتي تنقل إلى المخ ما يترجمُ علي أنه صورةٌ أو صوت أو طعم أو رائحة أو نعومة أو ألم أو حرارة أو رطوبة أو لين أو صلابة أو صلادة أو هشاشة أو جوع أو عطش أو خفة أو ثقل....، وتلك الوسائل هي حواسُ الإنسان الظاهرة أو البارزة، وهي تشمل بالإضافة إلى الحواس المعلومة الإحساس الجلدي والإحساسات الحشوية والإحساسات العضلية.
وفي حين أن القلبَ الإنساني الحقيقيَ لا يتعامل مع العالم الخارجي إلا عن طريق الجهاز العصبي المركزي فإنه يظل باقيا مع النفس رغم تحلل الجسد وكافة أجهزته بما فيها القلب العضلي، وهو يستطيع أن يمارس مهامه بدون أجهزة الجسم، وإن كان لا يستطيع التغير بعد الموت عن الحالة التي وصل إليها قبلَه إلا بتلقي آثار أعماله بعيدةِ المدى.
وللإنسان كيانُه الباطني الذي لديه هو الآخر حواسه والتي يمكن بإيقاظها وتنميتها سماعَ أصوات أو رؤيةَ صور هي فوق إدراك الحواس الظاهرة مع احتفاظ هذا الإنسان بكونه بشرا سوياً، ومن البديهي أن كل المعانيَ والكيانات والإدراكات المتولدة في الكيان الإنساني لا وجود لها إلا به دون أن يعني ذلك نفي المؤثرِ الخارجي أو الوجودِ الموضوعي، والحواسُ مَثلُها كمثَل الهوائي المعلوم؛ ولاستخلاص البيانات والمعلومات من الكيان الحامل المؤثر المستقبل لابد من أجهزة تلقٍّ وإحساس (Receivers & Sensors)  وخطوطِ نقل وأجهزةِ تحويلٍ ومعالجةٍ واستخلاص، كما يلزم كيانٌ ذو وعيٍ وإدراك لفقه وعقل البيانات والمعلومات، فأجهزة النقل والمعالجة والاستخلاصِ هي الجهاز العصبي أما من يفقهُ ويعقل ويفسر المعلومات ويُصدرُ التعليمات بناء علي ما وصل إليه فهو القلب الإنساني بملكاته الذهنية والوجدانية، والإنسان يحكم ويريد ويختار بقلبه، فباستقبال مجموعة من المعلومات المتعلقة بأمرٍ ما تبدأ سلسلةٌ من العمليات التي هو مبرمج عليها ومُقدرٌ أي مصممٌ للقيام بها، بيد أن التحكمَ في النشاط الذهني وإدارته أشدُ تعقيدا من توجيه الحواس البارزة وذلك لتداخل عوامل كثيرة وبفعل تأثير الكائنات اللطيفة البنيان التي تلقي في قلب الإنسان ما يحلو لها وما يتوافق مع طبيعتها فيظنُ الإنسان أن ما هو في قلبه إنما هو من عنده، هذا بالإضافة إلى أن حواسَ الإنسان الباطنة تستقبل باستمرار من عالم الخيال ما هو متلائم معها ومع الأمر المنظور، كما أن الإنسان يختزن في حافظته كثيرا من المعلومات والخبرات التي هو ليس علي وعي تام بها فقد تُستدعي إلى الذاكرة الرئيسة إذا كانت ذاتَ صلة ما بالموضوع المنظور، ومجالُ الملكات الذهنية هو عالم الأمر، والكيانات الأمرية التي هي مجال تلك الملكات هي المفاهيمُ والتصورات والمعاني والمعلومات والقوانينُ والسنن، والمفاهيم والتصورات قد تكون مستخلصةً من عالم الخلق وقد تكون ملقاةً في القلب الإنساني، والمعاني قد تكون فطريةً وقد تكون ملقاة، أما القوانين فتعبر عن ارتباطاتٍ بين مفاهيم وتصورات تقابلُ ما هو في عالم الشهادة، أما السنن فهي القوانين الخاصة بالكيانات المخيرة.

وللقلب الحقيقي ارتباطا بالقلب البيولوجي، وهما يتبادلان الفعل والتأثير، وبصرُ القلب الحقيقي -وهو المسمى بالبصيرة عند بعض الناس- مرتبط بالقلب البيولوجي، وأغلفته اللطيفة المرتبطة بالمكان موجودة في محل هذا القلب، والنفس البشرية ذاتها –وهي الكيان الجوهري- لا ترتبط بالمكان بمثل ارتباط الجسم، وهي المخاطب حقيقة في كيان الإنسان، فالمخاطب ليس جسده المرتبط بالمكان، ومع ذلك تُخاطب على أنها متعينة في المكان، لابد من ذلك!!

والقلب ذاتُه يتشكل وفقَ آثار الأعمال الاختيارية الصادرةِ عنه إلى أن يبلغَ شكله النهائيَ بانقطاع آثار هذه الأعمال، وأعظمُ الأعمال أثرا عليه هي تلك الصادرة عن الإنسان بمحض اختياره مادام متدثراً بجسده مدبراً له، أما بعد ذلك فإنه يمكن أن يترقى بأن يجنى ثمار ما قدَّم من أعمالٍ ذات آثار بعيدةِ المدى مثل التي قدمها لنفع قومه أو لنفع البشرية جمعاء، وأعظم تلك الأعمالِ بدورها أثراً هي تلك التي تكون بمثابة رد فعل أو موقف من أمر شرعي، فالاستجابة الطيبة الملائمة تؤدي إلى تحسن هذا الكيان، أما العصيان فله آثاره السيئة ما لم يبادر الإنسان بالتوبة والاستغفار.

إن القلبَ هو لب الكيانِ الجوهري للإنسان وأداة التحكم فيه والسيطرةِ عليه وإدارتِه، وهو محل الملكات الوجدانية والذهنية أو هي عدته وقواه كما أن له مَلكاتِه الخاصةَ الجامعة، وهو أداةُ تذوق الأمور المعنوية والكيانات الأمرية وآثار السمات الإلهية، والملكات الذهنية والتي قد يطلق على جماعها العقل هي أداة استيعاب ما يراه ويتذوقه القلب، ولا حدَّ لقدرة العقل من حيث أنه قابلٌ مدرك مميز، ولا حد لقدرة القلب من حيث أنه متذوق مشاهد.
والحكمة هي الصفة الغالبة على الملكات الذهنية، بل إن تلك الملكات هي من مقتضيات منظومة الحكمة والعلم بصفة أساسية مع إدراك الارتباط الموجب بين الحكمة وبين العلم وبين كل منهما وبين العزة، ولذلك فُضِّل الإنسان وكرِّم، أما القلبُ فهو مقتضي كل منظومة الأسماء الحسني بمنظوماتها الفرعية، والإيمان هو المفتاح الذي لا مفر للقلب من التحقق به واستعماله حتى يري الحقائق، ولما كان العقل هو مناط التمييز كان هو أيضاً مناط التكليف، والتمييز خاص بالعقل لأنه مقتضي منظومة أسماء العلم.
والكيان القلبي هو مركز النفس وهو ألطف لطائفها وله الحكم عليها وهو أداتها لتذوُّقِ الأنوار والمعاني والصفات الحسنة وكذلك الكيانات اللطيفة المصاحبة للمواد والأطعمة الكثيفة بل ولتذوق المعاني التي تشير إليها الألفاظ عند سماع تلك الألفاظ.
فمركز النفس ولبها هو القلب وهو فيها الكيانُ الأرقى والألطف، وذلك القلب هو مركز التحكم والسيطرة، وهو المهيمن على النفس وعلى الجسد البرزخي.

إن الإنسان مزود بأدوات استشعار أو أعضاء حس تتأثر بالكينونات والكيانات الخارجية عن طريق وسائط أخري كضوء الشمس والهواء مثلا، وذلك في نطاقات محددة؛ فيُحدث في تلك الأدوات تغييرات تتناسب بطريقةٍ ما مع المؤثر وتنتقل تلك التغيرات عبر الأعصاب إلى مراكز معينة في مخ الإنسان فتسبب بدورها تغيرات أخري هي التي يترجمها الكيان الجوهري اللطيف أي القلب إلي الصور التي ألفها الإنسان، وهي تسبب في هذا القلب انطباعات وأفكارا، والانطباع هو عبارةٌ عن إدراكٍ أو عاطفة أو شعور يدركه الجانب الوجداني من القلب، أما الفكرة فيدركها الجانب الذهني منه، والتصورات الإنسانية عن الأشياء الخارجية ليست بذات حقيقةٍ موضوعيةٍ بحت، وإنما فيها جانب ذاتي عام خاص بالكائن الإنساني العام، وجانب ذاتي خاص وفق طبيعة الإنسان المعنيِّ ذاته، والصور البصرية ليست إلا جزءا من هذه التصورات أو هي من مقومات التصور، فالصور البصرية والسمعية واللمسية والشمية التي تتكون لدى الإنسان هي نتاج التفاعلِ بين ما لدي الإنسان من حواس وملكات مفصِّلة وجهاز مركزي وبين الشيء الخارجي والعوامل الوسيطة، وكون الأمرِ كذلك لا ينفي عن الشيء الخارجي حقيقتَه الموضوعية ولا يجعلُ من تلك الحقيقة أمرا خارجا عن نطاق العالم، ولا سبيل للإنسان إلى الفقه الكامل لمثل هذه الآليات بالإصرار على التفكير المادي أو بإنكار الحقائق الغيبية.
--------------
إن ثمة طائفةً من المعاني والمفاهيم والمشاعر الوجدانية يتذوقها الإنسان بما لديه من ملكاتٍ وجدانية والتي يشكل جماعها الجانبَ الوجداني من القلب الإنساني، ومن تلك الأمور الحبُ والسرور والفرح والغبطة واللذة والسعادة والرغبةُ والرهبة والخوف والخشية والإرادة والتقوى والطمأنينة والإيمان والفقه والعقل والوجل والإخبات والإنابة والانشراح وآثار الأعمال والرعب والكفر والقسوة والغلظة والنفاق والكراهية والإنكار والعمى والريبة والزيغ والإثم والحسرة...…إلخ، ولابد لاكتمال تذوقها من العمل الكلي للقلب بشعبتيه؛ الذهنيةِ والوجدانية، ولابد بالطبع لكي يتم ذلك من عمل حواس وملكات الإنسان الأخرى ولابد من المؤثرات الخارجية، فالإنسان لا يتعين ولا تُفصَّل إمكاناته وتصوراته إلا في بيئة إنسانية.
-------------
إن القلب الإنساني يستطيع أيضاً إدراك الحكمة أو العلوم المحكمة في صورتها المحكمة، والملكة الوجدانية من القلب لا تتذوق الأحاسيس والمشاعر فقط وإنما تتذوق هذه العلوم المحكمة المبهمة فتمهدُ لعمل الملكة الذهنية التي تتناولها وتتذوقها من حيث أنها مفصلة أو تقوم بهذا التفصيل والتحليل فتجعلها في مستوى وعي وإدراك الإنسان بحيث يمكنه نقلها إلى الآخرين.
ومن البديهيات أن القلبَ المشار إليه في القرءان ليس هو القلب البيولوجي الذي يتحلل مع الجسد، بل إن هذا القلب هو لب كيان الإنسان الجوهري، وهو باقٍ ببقاء النفس التي هو لها بمثابة الجهازِ العصبي المركزي والقلبِ العضلي بالنسبة للجسد، وهو الذي يتلقى الأمور من عالم الغيب ويتذوقُ الكيانات الأمرية، والقلب هو محل الملكاتِ الوجدانيةِ والذهنية، وهو محل تلقي آثارِ الأعمال الاختيارية، وأمراض هذا القلب هي أخطر ما يصيب الإنسان.
والقلب هو محل تلقي الأمور من عالم الغيب، والله سبحانه يعاملُ الإنسان وفق ما هو في قلبه، وأخطر الأمراض هو ما يصيب القلبَ من حيث أنه هو الكيانُ الجوهري، وأخطرُ ما يهدد الإنسان هو أن يُختمَ أو يُطبع على قلبه، وهذا يكون بسبب آثار أعماله، وسلامة القلب هي سبيله إلى النجاة، فلن ينجو إلا من أتى الله بقلب سليم.
إن أجدى الأمورِ اللازمة لسلامةِ الإنسان هي تزكيةُ قلبه ومن أفضل ما يفوز به الإنسانُ أن يكتبَ الله الإيمانَ في قلبه وأن يجعل قرءانه آياتٍ بينات في صدره، وما يكتسبه القلب الإنساني من صورة نتيجةً لآثار أعماله الاختيارية هو الذي يحدد مصيرَ الإنسان ومكانته في الآخرة.


*******

أ. د. حسني المتعافي || حقيقة القلب الإنساني ج1 ||

الأحد، 25 مايو 2014

قوائم الأسماء الحسنى


الأسماء الحسنى في القرءان العظيم
النسق الأول من الأسماء الحسنى
الله*
ٱلرَّحۡمَٰن
الرب، رب العالمين
الإلـه
الواحد
الأحد
الصمد
الحقّ
الحيّ
النور
اللطيف
العليم، العالم، العلام، الأعلم
الخبير
المحيط
الشهيد
الحفيظ، الحافظ
الولي، المولى
الغنيّ
الأعلى، العليّ
العظيم
السميع
البصير
الحكيم، أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، خَيْرُ الْحَاكِمِينَ
القدير، القادر
الأكرم، الكريم
الملك
الرحيم، أرحم الراحمين، خير الراحمين، ذو الرحمة
الغفار، الغفور، خير الغافرين، ذو مغفرة
التواب
الوهاب
الفعَّال
الرزاق، خير الرازقين
الْفَتَّاحُ، خير الفاتحين
البديع
الخالق، أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ
الفاطر
القريب
الرقيب
القاهر
الحسيب
الوكيل 
النصير، خَيْرُ النَّاصِرِينَ
ربّ العزة، العزيز
ذُو الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ
ذو الفضل
الحميد
الرحمن الرحيم
الحي القيوم
القويّ العزيز
العزيز الرحيم
العزيز العليم
العزيز الحكيم
العزيز الحميد
العزيز الغفار، العزيز الغفور
العزيز الوهاب
العزيز المقتدر
الواحد القهار
الحكيم العليم
الحكيم الخبير
الحكيم الحميد
العلي الحكيم
العلي العظيم
العلي الكبير
السميع العليم
الخلاق العليم
الفتاح العليم
الواسع العليم
الغفور الرحيم، الغفور ذو الرحمة
التواب الرحيم
الرؤوف الرحيم
البرّ الرحيم
الرحيم الغفور
الرحيم الودود
الغفور الودود 
العليم الحكيم
العليم الخبير
العليم القدير
العليم الحليم
السميع البصير
السميع القريب
القريب المجيب
اللطيف الخبير
الخبير البصير
الحليم الغفور
الغفور الحليم
الغفور الشكور
العفوّ الغفور
الولي الحميد
الغني الحميد
الحميد المجيد
الملك الحق
الحق المبين
المليك المقتدر
التواب الحكيم
الغني ذو الرحمة
الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
الأوّلُ وَالاَخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْبَاطِنُ
الْمَلِك الْقُدُّوس الْعَزِيز الْحَكِيم

الْمَلِكُ الْقُدّوسُ السّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبّرُ



*ملحوظة: الاسم "الله" هو الذي له أسماء الإحصاء الحسنى التسعة والتسعون، وهو الاسم الأعظم المتمم للمائة.

*******

نسق الأسماء الحسنى المفردة
الله
ٱلرَّحۡمَٰن
الرب، رب العالمين، رب الناس، رب العرش (ذو العرش)، رب السماوات، رب السماوات والأرض، رب المشرقين ورب المغربين، رب المشارق، رَبّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ
الإلـه
الحقّ، الأحقّ
الحيّ
القيُّوم
الواحد  
الأحد
الصمد
النور
اللطيف

العليم، العَالِمُ، العَلامُ، الأعلم
الخبير
المحيط
الشهيد  
الحفيظ، الحافظ، خير حافظا
الولي، المولى 
الغني
الحميد  
الأكرم، الكريم
الأعلى، العليّ، المتعالي
الخير، خيرٌ ثوابا، خير عقبا
الأبقى
الرحمان، الرحيم، أرحم الراحمين، خير الراحمين، ذو الرحمة
العظيم
السميع
البصير
القدير، القادر، المقتدر
البـرّ  
الخالق، الخلاق، أحسن الخالقين
البارئ
المصور
البديع 
الفاطر
الوهاب
الرزاق، خير الرازقين
الفتاح، خير الفاتحين
الفعال، الفاعل 
التواب، قابل التوب   
الغفار، الغفور، الغافر، أهل المغفرة، ذو مغفرة، وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ، خير الغافرين 
القريب، الأقرب
الرقيب
الحكيم، أحكم الحاكمين، خَيْرُ الْحَاكِمِينَ 
المجيب
الملك، المليك، المالك
القدوس
السلام
المؤمن
المهيمن   
العزيز، رب العزة
الجبـار
المتكبر، الكبير
القاهر، القهار
الجاعل
الحسيب، الحسب، أسرع الحاسبين
الوكيل
النصير، خَيْرُ النَّاصِرِينَ
ذو الجلال والإكرام  
ذو الفضل
ذو الطول
الحليم
الرؤوف
الودود  
الأول
الآخر
الظاهر
الباطن
الفالق، رَبُّ الْفَلَقِ
القوي، ذو القوة  
المتين
الهادي
المحيي
الواسع    
الجامع
المبين
العفو
المقيت
الشكور، الشاكر
الرفيع
المجيد
خير الوارثين
خير المنزلين
خير الفاصلين 
ذُو الْعَرْشِ
الشديد، الأشد
ذُو انْتِقَامٍ، المنتقم
ذُو عِقَابٍ
الغالب   
البالغ
الكاتب
الصادق
المرسل 
المنذر  
المبتلي
السريع، الأسرع
الكاشف
المخرج
المتمّ  







النسق التفصيلي للأسماء الحسنى






الله
ٱلرَّحۡمَٰن
الربّ
الإلـه
الواحد
الأحد
الصمد
الحقّ
الأحقّ
الحيّ
القيُّوم
النور
اللطيف
العليم
العَالِمُ
العلَّام
الأعلم
الخبير
المحيط
الشهيد
الحفيظ
الحافظ
خيرٌ حافظا
الوليّ
المولى 5
الغنيّ
الأعلى
العليّ
المتعالي
العظيم
السميع
البصير
الحكيم
أَحْكَمُ الْحَاكِمِين
خَيْرُ الْحَاكِمِينَ
القدير
القادر
المقتدر
الأكرم
الكريم
الملك
المالك
المليك
الرحمان
الرحيم
أَرْحَمُ الرَّاحِمِين
خَيْرُ الرَّاحِمِين
ذو الرحمة
الغفَّار
الغفور،
خَيْرُ الْغَافِرِين
الغافر
ذُو مَغْفِرَةٍ
أهل المغفرة
وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ
التوَّاب
الوهَّاب
الفعَّال
الفاعل
الرزَّاق
خَيْرُ الرَّازِقِين
الْفَتَّاحُ
خَيْرُ الْفَاتِحِين
البديع
الخالق
الخلاق
أَحْسَن الْخَالِقِينَ
الفاطر
القريب  
الأقرب
الرقيب
القاهر
القهار
الحسيب
الحسْب
الحاسب
الوكيل
النصير
خير النَّاصِرِينَ
ربُّ العزة
العزيز
ذُو الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ
ذو الفضل
الحميد
الخير
خيرٌ ثوابا
خيرٌ عقبا
الأبقى
البـرّ
البارئ
المصوِّر
الأول
الآخر
الظاهر
الباطن
قابل التوب
المجيب
القدوس
السلام
المؤمن
المهيمن
الجبـار
المتكبر
الكبير
الجاعل
ذو الطول
الحليم
الرؤوف 
الودود
الفالق،
رَبُّ الْفَلَقِ
القويّ
ذو القوة
المتين
الهادي
المحيي
الواسع
الجامع
المبين
العفوّ
المقيت
الشكور
الشاكر
الرفيع
ذُو الْعَرْشِ
المجيد
خير الوارثين
الوارث
خير المنزلين
الْمُنزِلُ
خَيْرُ الْفَاصِلِين
الشديد،
الأشد
ذُو انْتِقَامٍ
المنتقم
ذُو عِقَابٍ
الغالب
البالغ
الكاتب
الصادق
المرسل
المنذر
الكافي
الكاشف
ذو المعارج
السريع
الأسرع
الكاشف
المخرج
المتمّ  
أهل التقوى
خَيْرُ الْمَاكِرِين
المبتلي
المنشئ
الآخذ
المستعان
المبرم





الرحمن الرحيم
الحي القيوم
القوي العزيز
العزيز الرحيم
العزيز العليم
العزيز الحكيم
العزيز الحميد
العزيز الغفار
العزيز الغفور
العزيز الوهاب
العزيز المقتدر
الواحد القهار
الحكيم العليم
الحكيم الخبير
الحكيم الحميد
العلي الحكيم
العلي العظيم
العليّ الكبير
السميع العليم
الخلاق العليم
الفتاح العليم
الواسع العليم
الغفور الرحيم
الغفور ذو الرحمة
التواب الرحيم
الرؤوف الرحيم
البرّ الرحيم
الرحيم الغفور
الرحيم الودود
الغفور الودود
العليم الحكيم
العليم الخبير
العليم القدير
العليم الحليم
السميع البصير
السميع القريب
القريب المجيب
اللطيف الخبير
الخبير البصير
الحليم الغفور
الغفور الحليم
الغفور الشكور
العفوّ الغفور
الوليّ الحميد
الغنيّ الحميد
الحميد المجيد
الملك الحق
الحق المبين
المليك المقتدر
التواب الحكيم
الغنيّ ذو الرحمة
الوَاسِع الحَكِيم
المَوْلي الْحَقّ
العفو القدير
الشكور الحليم
الشاكر العليم
الغَنِيّ الحَلِيم
الغني الكريم
القَوِيّ شَدِيدُ الْعِقَابِ
عزيز ذو انتقام
الكبير المتعال
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ
رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ
فَاطِر السَّمَـوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِل الْمَلائِكَةِ رُسُلا
فَاطِر السَّمَـوَاتِ وَالأرْضِ عَالِم الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ
الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ
الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ
عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ
الأوّلُ وَالاَخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْبَاطِنُ
الْمَلِك الْقُدُّوس الْعَزِيز الْحَكِيم
الْمَلِكُ الْقُدّوسُ السّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبّرُ


غَافِر الذَّنْبِ وَقَابِل التَّوْبِ شَدِيد الْعِقَابِ ذو الطَّوْلِ










*******