الاثنين، 30 يوليو 2018

مراتب أفراد الأمم المنهارة


مراتب أفراد الأمم المنهارة

إن أفراد الأمم المنهارة ينقسمون إلى شعب عدة ورد ذكرها في القرءان، منها:
1-       الفسقة، وهم من وصل فسادهم إلى قلوبهم بطول إقبالهم على المعاصي وعكوفهم عليها وتفننهم فيها.
2-       القردة، وهم من مسخوا باطنيا إلى قردة بسبب تعطيلهم لملكاتهم العليا، فهم يقلدون دون معرفة مقصد أو غاية أو حكمة ويلقون بالمسؤولية على عاتق من يقلدونهم، ولا يجدون في أنفسهم الشجاعة لإعمال ملكاتهم، وهم يضربهم الهلع كلما سمعوا ما يخالف ما ألفوا عليه آباءهم، وقد بلغت بهم السلبية حد الامتناع عن كل خلق إيجابي مثل الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ومن صفات تلك الطائفة التعلق الشديد بالشكليات والتقليد والمراسم والطقوس.
3-       الخنازير وهم من عطلوا ملكاتهم الوجدانية القلبية فلم يعد لديهم أدنى إحساس رفيع أو استجابة للمؤثرات، وأصبحت القيم والمبادئ والمثل العليا عندهم لا تعني شيئا، واستطابوا أن يلغوا في الدنايا والأوحال والقاذورات، يفضلون الخبيث والحرام، تجري الخيانة والدناءة وقصور الهمة في عروقهم، لا غيرة عندهم على عرض أو مقدس أو وطن، ومن صفات تلك الطائفة تبلد الشعور والغلظة والجفوة والخسة وعبادة الملذات الدنيا.
4-       الحمير، وهم الذين لم ينتفعوا بما يحملون من رسالة ولم يقوموا بما تلزمهم به وما تقتضيه منهم، ومن صفات تلك الطائفة ضيق التفكير وقلة الاحتفال بالمثيرات والمنبهات الذهنية والعناد والتمسك بأول ما يُلقى إليهم، وأكثر ما يجيدونه النهيق والرفس.
5-       الكلاب، وهم الذين منَّ الله عليهم وآتاهم من آياته فلم يعرفوا لها قدرا ولم ينتفعوا بها لتربية أنفسهم وتزكيتها، وإنما فضلوا الإخلاد إلى الأرض والولوغ في الدنايا والنباح وإثارة الغبار في وجوه العلماء العاملين، وهم يتفانون في خدمة من اتخذوهم أربابا وأسيادا لقاء الفتات من موائدهم، ومن صفات تلك الطائفة الرضا بالنقص والإحساس بالدونية واللدد في الخصومة والإمعان في النباح والإعراض عن الأمر الأعلى والاكتفاء بالأدنى.
6-       البقـر، وهم الذين يهتمون بكل أمر جزئي فرعي عرضي حرفي ويهملون كل أمر كلي أصلي جوهري روحاني ويتصدرون في كل أمر هين ويفرعون منه تفريعات لا تتناهى، فهم عبدة التشديد والإصر والأغلال والتعسير.
7-       عبدة الطاغوت هم عشاق الطغيان يريدون من يستعبدهم ويقسو عليهم ويجدون لذتهم في المهانة أمامه والتذلل إليه، وهم بنفس الدرجة يحبون أن يستعبدوا من هم أدنى منهم ويجدون لذتهم في إذلالهم وامتهان كرامتهم، فعبدة الطاغوت هم من استعبدوا أنفسهم لطواغيت الإنس والجن واتخذوهم بلسان الحال أربابًا من دون الله تعالى، فهم لا يكفون عن تملقهم والتسبيح بحمدهم وطلب الأجر والمثوبة منهم، وعبادة الطاغوت هي امتداد لأمراض نفسية كالمازوخية والصادية على المستوي الجوهري والأممي.
8-       عبدة الجبت، وهم من اتبعوا بقايا وآثار النحل السابقة بعد أن تم تحريفها وعبث الشيطان بها، واتبعوا ما كان فيها من أعمال السحر والشعوذة والخزعبلات.
9-       البهائم، وهم الأضلّ سبيلا من الأنعام، وهم من ارتضوا لأنفسهم أن يأكلهم الآخرون قطعة قطعة أو أن يركبوهم ليحققوا مآربهم وليصلوا إلى مقاصدهم.
10-  المجرمون، وهم من يحاولون قطع ما أمر الله به أن يُوصل وسفك دماء الآخرين ونهب أموالهم بحجة أنهم ليسوا على المذهب الصحيح.
11-  المشترون بآيات الله ثمنا قليلا، وهم المتكسبون بالدين الذين عقدوا العزم على الحصول على أقصى ما يمكن من الربح الدنيوي باستخدام الدين، وهم يتفننون في خداع العامة والأوباش واستهوائهم واسترهابهم.
12-  المنافقون، وهم الذين كفروا جزئيا أو أضمروا الكفر الكلي لأسباب عديدة، ولكنهم يظهرون الإيمان للحصول على أكبر قدر من المكاسب الدنيوية.
13-  المغضوب عليهم، وهم من يعبدون تصورا عن رب العالمين يختلف عما يقدمه القرءان الكريم، فهم الذين شبهوا ربهم بخلقه، وجعلوه خاصا بهم، بل تصوروا أنه يعمل لديهم، ولا هم له إلا قضاء مآربهم ومباركة جرائمهم، وقد حاولوا إنزاله إلى مستوى إدراكهم المحدود وهم يؤمنون بأن التقرب إليه يكون بالقضاء على المسلمين الآخرين، أو على الأقل بتكفيرهم واغتيالهم معنويا، وهم يتمسكون بالمحدثات في الدين وينبذون بسببها أصوله.
14-  الضالون وهم من أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وادعوا سماته وسلطاته لشركائهم، ومنهم من أعطوا لبشر مثلهم حق التشريع من دون الله تعالى، وهؤلاء هم أكثر من آمنوا، قال تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} يوسف106.
15-  الموتى، وهم من طالت غفلتهم عن ذكر ربهم حتى ماتت كياناتهم الجوهرية وجيفت، فهم أضل من الأنعام لا يسمعون ولا يرون ولا يعقلون.

*******