الأحد، 28 أبريل 2019

رابط موقعنا الجديد



بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ 
هذا هو موقعنا الجديد


https://www.profhosny.com/



والْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين

بعض المعلومات عن دين الحق


بعض المعلومات عن دين الحق

هذه بعض المعلومات عن دين الحق الذي سيظهره الله تعالى بفضله على الدين كله، والأمة التي ستحمله هي التي ستسود الأمم إن شاء الله، ومن عاداه من شياطين الجن والإنس لن يبوء إلا بالخزي والخذلان:
1.        الإسلام هو الدين العالمي الملزم لكل من بلغه، ومن بلغه الإسلام البلاغ الكافي فرفض الإيمان به فقد كفر بالإسلام، والقول بأنه كفر بالإسلام هو مجرد توصيف لحالته، ولا يستلزم أي انتقاص من حقوقه، وهو حرٌّ فيما اختاره لنفسه، فلا إكراه في الدين، والمسلم هو أيضًا كافرٌ بالثالوث المسيحي، وبقولهم إن المسيح هو الإله الإبن، وهو كافر بربّ الجنود التابع لبني إسرائيل، وكافر برب الدين الأعرابي الأموي التابع لهؤلاء الضالين المشبهين، ولا يجوز التصدي إلا لمن أتبع كفره بالاعتداء على المؤمنين وعمل على فتنتهم في دينهم وإخراجهم من أموالهم وديارهم، ووجود المحسوبين على الإسلام من أتباع المذاهب التي حلَّت محله يجعل البلاغ غير كافٍ أبدا.
2.        المذاهب المحسوبة على الإسلام مشوبة بدرجات مختلفة من الشرك؛ فهي لا تمثل دين الحق تمثيلا صادقا، ولا تصلح إلا لإنتاج غثاء السيل أو كائنات متعادية متناحرة لا تصلح إلا للتراشق المذهبي، والقرءان وصف من فرقوا دينهم بالشرك، والرسول بريء من الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا، ومع ذلك فلا يخلو مذهب منها من حق، فكلها يختلط فيها الحق بالباطل بنسب متفاوتة، ولا يجوز لأحد الحكم عليهم بالكفر المخرج من الإسلام.
3.        يجب العلم بالمعنى القرءاني للإسلام، دين الحق الخاتم، ولا يجوز السماح للمضلين الجدد بتمييع الفوارق بينه وبين الأديان الأخرى، فهؤلاء مأمورون باتباع هذا الدين، إذا ما بلغهم البلاغ المبين، والزعم بأنهم مسلمون هو وسيلة شيطانية لجعلهم في حلٍّ من ذلك، وكذلك لإبطال ركن الدعوة إلى الإسلام.  
4.        الدعوة إلى دين الحقّ وإلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من لوازم ركن ركين من أركان الدين ملزم للفرد والأمة وليس مهنة يتكسب بها البعض.
5.        ركن الإسلام الأساسي هو الإيمان بالإله الواحد الذي له الأسماء الحسنى والسنن والشؤون الموجودة في القرءان، وهناك منهج قرءاني لإحصاء الأسماء.
6.        القرءان هو كلام الله، يعلو ولا يُعلَى عليه ويقضي ولا يُقضى عليه، وفي دين الحق القرءان هو الكتاب المهيمن العلي الحكيم، فهو المصدر الأوحد لأمور الدين الكبرى والمصدر الأعلى لأمور الدين الثانوية، ومراجعه الأخرى في الأمور الثانوية هو ما يصدق ذلك من السنن العملية المتواترة ومن الأقوال المنسوبة إلى الرسول، والقرءان تبيان لكل شيء من أمور الدين، فما ذكره بالنصّ الصريح أو بالفحوى مقدم بالضرورة على ما لم يذكره.
7.        من أمور الدين الكبرى أوزان الأوامر الدينية، فيجب تعظيم ما عظَّمه القرءان وأكَّد عليه منها، ولا يجوز الغلو في شأن ما لم يذكره.
8.        لا يجوز أن يقرن المصدر الثانوي بالقرءان في عبارة واحدة، ذلك ضربٌ من الشرك، ولا يجوز تحكيم المصادر الثانوية مثل المرويات الظنية في القرءان، القرءان هو الحاكم والمهيمن، وشرط القبول بمروية هو اتساقها التام مع ما ورد في القرءان.
9.        لا اختلاف في القرءان، ومن الضلال المبين محاولة ضرب القرءان بآية منه.
10.    لا وجود في القرءان لآيات منسوخة، بل فيه آيات ناسخة لبعض أحكام الشرائع السابقة.
11.    لكل آيات القرءان مصداقيتها وحجيتها الكاملة، ولا يجوز إهمال أية آية عند النظر في مسألة عالجتها بأية حجة من الحجج.
12.    القيام بحقوق القرءان ركن ركين من أركان الدين ملزم للفرد، فعلى المسلم أن يسجد إذا قُرئ عليه وأن يتدبر آياته وأن يتفقه فيها وأن يتزكى بها، وأن يتأدب عند التعامل معه، أو الدخول إلى حضرته.
13.    ذكر الله هو من أركان الدين الجوهرية، وهو ملزم للفرد في كل أحواله، وهو يتضمن احتفال الإنسان وإظهار فرحه بالحضور الإلهي معه.
14.    إقامة صلة وثيقة بالله ركن ركين من أركان الدين، ومن أركان الدين الجوهرية والمقاصدية.
15.    القيام بحقوق الرسول والإيمان به كنبي خاتم ورحمة للعالمين والتأسِّي به والصلاة عليه والتسليم والإيمان بأنه أفضل البشر أجمعين ركن ركين من أركان الدين.
16.    من مقاصد الدين إعداد الإنسان الرباني الفائق المفلح The true superhuman الذي يتميز بملكات ذهنية ووجدانية فائقة والمؤهل للعيش السعيد في الدنيا والآخرة والقائم بحقوق الخلافة في الأرض.
17.    من مقاصد الدين إعداد الأمة الخيرة الحاملة للرسالة الداعية إلى الخير الآمرة بالمعروف الناهية عن المنكر المدافعة عن الحق.
18.    من مقاصد الدين تزويد الأمة بكل ما يسمح للتعايش السلمي بين مكوناتها وبالتعايش السلمي مع الآخرين.
19.    الحكم والفصل في الأمور الدينية بين شتى الطوائف مؤجل إلى يوم الدين؛ يوم الفصل.
20.    ليس لبشر سلطة الحكم على مسلم بالكفر المخرج من الملة إلا إذا أعلن هو ذلك على رؤوس الأشهاد، أو حكم هو بالكفر على سائر المسلمين واستباح حقوقهم.
21.    ولا عقوبة دنيوية للردة، ويجب معاقبة وتجريس من يقول بذلك، ولكن يجب على المرتد أن يعلن ذلك حتى يكون الناس على بصيرة من أمره.
22.    حرية الإيمان حق مقدس من حقوق الإنسان في الإسلام، ولا يجوز لأحد أن يأخذ من أناس مالا مقابل تركهم يمارسون حقا من حقوقهم.
23.    يجب التصدي بقوة للمتكسبين بالدين وإلزامهم بأن يتعلموا مهنة شريفة تفيد الأمة، ولا بأس من التخصص الأكاديمي في بعض الأمور ذات الصلة بالدين مثل بعض التشريعات والأحكام والتاريخ أو اللسان العربي ودراسة التراث كتراث مع الالتزام بالأمانة والنزاهة الأكاديمية والبعد عن التعصب المذهبي، ومع العلم بأن التخصص في مثل هذه الأمور هو مثل التخصص في أي مجال آخر؛ لا يعطي لصاحبه أي قداسة أو مرتبة كهنوتية.
24.    طالما يوجد حكم أو قول قرءاني في مسألة ما لا يجوز البحث عن حكم أو قول آخر في أي مصدر آخر، ومن الضلال إلغاء الحكم القرءاني لحساب الحكم الآخر، مثال: حكم الزاني الوارد في القرءان هو الجلد، فمن الضلال المبين القول بأنه الرجم، ويجب معاقبة وتجريس من يقول بالرجم.
25.    المسائل التي لا أصل لها في القرءان أو يوجد أصل يدحضها لا يجوز طرحها كأمور دينية أصلا، ومن ذلك نكاح الأطفال أو رضاع الكبار، ويجب معاقبة وتجريس من يقول بذلك أو يخوض فيه.
26.    العمل الصالح من أركان الدين، وهو كل عمل من مقتضيات القيام بالخلافة في الأرض، ومن ذلك تعميرها واستعمارها والحفاظ على مواردها والحفاظ على بقاء ما عليها من دواب وطيور لكونهم أمما أمثالنا.
27.    لدين الحق منظومة قيم هي أسمى ما عرفه الإنسان من منظومات القيم ومن أركانها: القيام بالقسط، الحكم بالعدل، أداء الأمانات إلى أهلها، احترام حقوق وكرامة الإنسان؛ ومن ذلك حرية الإيمان، اتباع الحق، الصدق، الأمانة، نبذ الباطل والأمور غير الموضوعية، ....... الخ.
28.    من أركان الدين التزكي بأن يتحلى الإنسان بمكارم الأخلاق وهي عناصر منظومة القيم الإسلامية وبأن يتطهر من عناصر منظومة الصفات الشيطانية.
29.    السنة أنواع عديدة، منها سنن الله الكونية ومنها سننه الدينية، وكلها في القرءان، ولا يجوز إطلاق هذا المصطلح على المرويات الظنية الواردة في كتب المرويات، ذلك من كبائر الإثم، فضلًا عن كونه محض خطأ لغوي.
30.    المروية التي يمكن العمل بها هي المروية المتسقة تماما مع دين الحق المستخلص من القرءان وفقا للقاعدة المذكورة.
31.    لا يجوز رفض مروية رفضا تاما إلا إذا ثبت تعارضها التام مع دين الحق المستخلص من القرءان.
32.    من أركان الدين التعامل مع الآخرين وفق الأوامر الشرعية ومنظومة القيم الإسلامية.
33.    أركان الدين القرءانية أكثر من الأركان الخمس المشهورة، ويوجد منهج لاستخلاصها.
34.    التشريع في الدين حق لله تعالى وحده، وليس لغيره أن يشرع في الدين، ومن يفعل ذلك يكون قد جعل نفسه ربا معه، ومن قبل بذلك يكون مشركا.
35.    القرءان هو المصدر الأوحد للمصطلحات الدينية الملزمة، ولا يجوز تحريف معنى مصطلح قرءاني أو إكسابه مدلولات لا وجود لها في القرءان، ومن المصطلحات التي حرفوها: السنة، الفقه، الإنفاق في سبيل الله، النسخ، ... الخ.
36.    المصطلحات القرءانية ثابتة بثبوت القرءان، ويوجد منها نوعان: الأنواع الأصلية الكبرى المترتب عليها المصير على المستوى الجوهري، وبالتالي في الدار الآخرة، فهذه لا تتغير أبدا، أمثلة: المؤمن، الذين آمنوا، التقوى، المتقون، الإسلام، المسلمون، الفقه، الفهم، القلب، الروح، الكفر، الكافر، الذين كفروا ..... الخ، ومصطلحات شرعية قابلة للاتساع بما يستجد من صورها الجديدة، أمثلة: الأمور الخاصة بالزكاة، الفواحش، السارق، التبذير، الإسراف، الغني، الفقير، .... الخ.
37.    لا يجوز إحداث مصطلح يُقال إنه مصطلح ديني بالباطل ولا يجوز إلزام الناس بما يترتب عليه، ومن هذه المصطلحات الباطلة: الصحابة.
38.    لا يجوز تحريف معنى مصطلح قرءاني.
39.    القرءان هو المصدر والمرجع الأوحد للغيب الذي يجب الإيمان به.
40.    لا يجوز الانشغال بالخرافات التي دسوها في التراث الديني مثل خرافة عودة المسيح أو المهدي المنتظر أو غير المنتظر أو المسيح الدجال.
41.    لا يجوز إحداث عقيدة لا وجود لها في القرءان، ومن ذلك قولهم: "البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله"، أو قولهم بأن المسيح سيعود ليتم به الأمر وينسخ بعض شرائع القرءان ويقلب النظام الكوني.
42.    الجهاد لتكون كلمة الله هي العليا ركن من أركان الدين، وكلمة الله هي القرءان بكل نصوصه وعلومه وقيمه وسننه، ومن ألد أعداء القرءان من يجعلون لمصادرهم الثانوية العلو والهيمنة والحكم والقضاء على القرءان، ومن ينسخون آياته بسنتهم أو بإجماع سدنتهم، وذلك مهما أظهروا من الاهتمام الشكلي بالقرءان.
43.    الإسلام ليس بدولة، وإنما يقصد إلى إعداد أمة صالحة خيرة، يمكن أن توجد في أي كيان سياسي، ويمكن أن تتعايش سلميا مع باقي مكوناته، والإسلام يتضمن القيم والمبادئ والسنن الملزمة لكل كيان إنساني يمكن أن يستجد.
44.    للإسلام منظومة سمات ثابتة بالقرءان لها الحكم على كل ما يمكن أن يُنسب إلى الإسلام، فما تعارض مع عنصر من عناصرها ليس من الإسلام في شيء، ومن ذلك أنه دين يسر لا حرج فيه ودين حكمة ومقاصد وأنه دين عالمي وليس دينا أعرابيا فلكلوريا تراثيا.
كانت هذه بعض عناصر دين الحق الذي نبينه وندعو إليه، والآن هل من يدعو إلى الإسلام؛ دين الحق -وهذه بعض عناصره الثابتة بالقرءان- سيكتسب أي تأييد من شياطين الإنس والجن أو قوى الاستكبار الدولي أو قوى الجهل والتخلف الهمجستاني وسدنة المذاهب التي حلَّت محل الإسلام؟ أم هل سيحظى بعداوة الجميع؟ أو هل من الممكن أن يوجد من يمول الدعوة إلى دين كهذا؟ من يوافقنا على هذه العناصر يسجل تأييده بالقول "نعم".
النتيجة:
لم نحظ إلا بتأييد بضعة أفراد.
ألا فليعلم ذلك عبيد السلف، الذين يتبعهم أكثر من 1.5 مليار نسمة، وهم لا يعلمون، حتى يخففوا بعض الشيء من عصبيتهم، فلا يوجد ما يهدد مكاسبهم، فسيظل أكثر الناس كما ذكر القرءان الكريم لا يعلمون ولا يفقهون ولا يؤمنون ولا يشكرون ولا يسمعون ولا يعقلون وللحق كارهون وسيظلون كالأنعام بل أضل سبيلا، وسيظلون لا يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون، وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ، وقد كانوا دائما قتلة الأنبياء والأعداء الألداء للمصلحين!
*******

الأحد، 7 أبريل 2019

من الردود على خرافات عبيد (الصحابة) 1

من الردود على خرافات عبيد (الصحابة) 1

ويقول عبيد "الصحابة" لتبرير ما هم فيه من شرك وضلال مبين إن مقام الصحابة قد تعالى علوا كبيرا، ذلك لأن الله تعالى هو الذي اختار هؤلاء (الصحابة) لصحبة الرسول، وبالتالي يجب -باختصار وبصراحة وبدون نفاقهم وتقيتهم- اتخاذهم أربابا مشرعين وجعلهم فوق كتاب الله والقيم والسنن والقوانين، فهل كلامهم صحيح؟ كلا للأسباب الآتية:
1.        قولهم أصلا لا وجود لأي دليل قرءاني عليه، ولا يمكن هاهنا الاحتجاج بالمرويات التي من شروط صحتها أن تكون منسوبة إلى صحابي! وهذا هو الاستدلال الدائري، وهو باطل ومغالطة.
2.        قولهم يعني أنه كان للناس كلهم وجود حقيقي قبل وجودهم فاختار الله تعالى بعضهم ليكونوا (صحابة) للرسول، وهذا قول خطأ وباطل، وهو يتضمن شركًا لما فيه من زعم تعدد القدماء.
3.        قولهم هو الجبرية المحض، وهي خطأ محض.
4.        قولهم يتضمن معرفتهم بحقيقة الاختيار الإلهي، فهم يزعمون أن الله تعالى اختار للرسول أفضل الناس وأحسن الناس وأكمل الناس وأعلاهم في الدرجات، فكيف كانوا كذلك من قبل أن يوجدوا أصلا؟ إن كل ما زعموه مترتب على الوجود والتحقق الحقيقي والاختبارات والابتلاءات!
5.        قولهم يتضمن اتهاما لله تعالى في حقانيته وعدله، فهم يزعمون أنه اختار للرسول مسبقا أفضل الناس وأحسن الناس ليكونوا صحابته، وهم بذلك أيضاً يقلبون الأمور رأسا على عقب!
6.        ومن أدراهم أن الله تعالى اختار للرسول (صحابة) من أفضل الناس؟ لماذا لا يكون قد اختار له أشد الناس شراسة ومن كانوا في ضلال مبين ابتلاءً له، ألم يذكر القرءان بالفعل أنهم كانوا في ضلال مبين؟ ألم يذكر أن الرسول لو أنفق ما في الأرض جميعًا ما ألف بين قلوبهم؟ ألم يقل الرسول ما معناه إنه كان أشد الناس تعرضاً للابتلاء وكانوا هم من آلات هذا الابتلاء؟ وقد ذكر القرءان العديد من كبائر الإثم التي اقترفوها.
7.        ولم يثبت تاريخيا أبدًا أن كل من زعموا له مرتبة (الصحابة) كانوا الأفضل مطلقا، والقرءان حافل بالآيات التي تندد بأفعالهم في مواطن عديدة وخاصة أواخر السور نزولا!!!
8.        وحتى المرويات، وإن كان لا يجوز الاحتجاج بها هاهنا، لم تنصّ على مرتبة دينية بهذا الاسم، بل جعلت من لم ير النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ وآمن به بمثابة إخوان له، وعلاقة الأخوة أعلى من علاقة الصحبة، كما أنها ذكرت أنه سيرتد بعض (الصحابة) ولن ينكشف أمرهم إلا في يوم القيامة.
9.        إن الله تعالى قد شاء أصلا أن يكون أهل القرن الأول شديدي التنوع ويمثلون الناس من كافة الأنواع وألا يكونوا معصومين لكي يتم بهم إظهار وتجسيد التشريع للناس على اختلاف أنواعهم، وهذا ما حدث بالفعل، وهذا ما ذكره القرءان بالفعل، فالقرءان يتحدث عن بشر طبيعيين؛ يطيعون ويعصون، يخطئون ويصيبون، يثبتون في المعارك ويفرون، يصدقون العهد وينكثون، منهم من يريد الدنيا ومنهم من يريد الآخرة، ومنهم من يبتغي وجه ربه الأعلى، ومنهم من يبخل، ومنهم من يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومنهم من يطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، منهم من يتصدق ومنهم من يلمز النبي في الصدقات، منهم من يسارع في الخيرات، ومنهم من يشفق أن يقدم صدقات، منهم من صدق من عاهد الله عليه ومنهم من انقلب على عقبيه، منهم من افتدى الرسول بحياته ومنهم من تآمر عليه ليقتله، منهم من جاهد لينصره، ومنهم من قاتله ثم وقف يتمنى هزيمته رغم إسلامه له ..........
أما من يسيء الأدب مع خاتم النبيين، بالانحياز ضده إلى من يسميهم بأصحابه زاعما، أنه بذلك غير واقع في الشرك فقد جمع إلى شركه الأصلي الذي هو مغمور فيه ما يوجب قطع الصلة بينه وبين خاتم النبيين، ولن يفلح بذلك أبدا، بل يُخشى عليه من سوء الخاتمة.
وأكثر من أساء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ المعاصرون له الذين يسميهم المضلون صحابته، وكان منهم –كما ذكر القرءان- من فروا من حوله في أشد لحظات القتال حرجا، ولم يبالوا به وهو يدعوهم في أخراهم، وكان منهم من قذفوا بالإفك أهل بيته ومن انفضوا عنه إلى اللهو والتجارة وتركوه قائما ومن تآمر على قتله وهموا بما لم ينالوا ومن أقسم ليتزوجن امرأته من بعده ومن رفعوا أصواتهم فوق صوته ومن آذى أهل بيته ومن حاول إبادتهم، ثم أساءوا إليه بما يسمونه بالسيرة التي اختلقوا أكثر ما فيها، ثم أساءوا إليه بمرويات كارثية لصد الناس عن رسالته.
وها هم الخلف الطالح يقدسون كل من أساء إلى النبي وكل مروية تسيء إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، ويطالبون بمعاقبة كل من يحاول الدفاع عنه!
*******
ليس لدى أتباع الدين الأعرابي الأموي إلا أن يرددوا كأبواق جوفاء أكاذيب أسلافهم التي أكل عليها الدهر وشرب وتبول، وثبت أنها ألقت بالأمة في الدرك الأسفل من ظلمات الجهل والشرك والتخلف، والمشكلة الأخطر أن هؤلاء يختلسون لأنفسهم سلطات الله ويتحدثون بالنيابة عنه وهم يتخذون كتابه مهجورا
بوق أجوف يردد أكاذيب الدين الأعرابي الأموي القائم على عبادة (الأصحاب) ويزعم أن الله تعالى اختار لرسوله خير الأصحاب (هكذا)!! فمن أين أتى بهذا الزعم؟ هل قرأ هذا الشويخص القرءان يومًا ما؟! هل قرأ الآيات العديدة التي تذكر كبائر الإثم التي اقترفها هؤلاء (الأصحاب) ومنها فرارهم من حول الرسول في أحد وحنين وهمهم باغتياله ورفعهم أصواتهم فوق صوته وإعلان أحدهم أنه سينكح زوجته من بعده وخوضهم في حديث الإفك والانفضاض عنه إلى اللهو والتجارة، وامتناعهم عن أن يقدموا بين يدي نجواهم صدقات وتفننهم في إيذائه ... الخ
هل يتصور هذا الشويخص أنه كان للناس وجود قبل وجودهم فانتقى الله تعالى أفضلهم، واحتجزهم عنده، حتى أنزلهم من السماء في العصر النبوي على سبيل المحاباة لرسوله؟ إن من يقول بذلك هو بالضرورة ضال مشرك! ولماذا أعلن الله تعالى لرسوله أنه لو أنفق ما في الأرض جميعًا ما ألف بين قلوبهم؟ ولماذا حذرهم الرسول من أن يرجعوا بعده كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض؟
ما هو عدد من كان منهم يحفظ القرءان طبقًا لكتب الدين الأعرابي الأموي المعتمدة؟
قيم الإسلام العليا معلومة، من منهم جسدها للناس بطريقة لا يختلف فيها أحد، ويشهد بها الناس إذا قرؤوا سيرته الحقيقية؟
إن من يقرأ تاريخ العصر النبوي بحياد لا يملك إلا بأن يسلم بأن أعراب العصر النبوي كانوا -إلا قليلا- أمة ضالة شرسة متعطشة للدماء عابدة لملذات الدنيا متشبعة بالجاهلية وتدين بالعصبية القبلية، وأنه كان على الرسول أن يجاهد أعظم الجهاد ليعلمهم ويزكيهم، وأن هذا التعليم لم ينتفع به على المستوى الجوهري إلا قلة من السابقين الأولين، وأن جهاد الرسول هذا كان لازما ليتحقق بكماله المنشود ومقامه المحمود.
*******