الأربعاء، 16 أغسطس 2017

من المرويات المنسوبة إلى الرسول ولها أصول صحيحة

من المرويات المنسوبة إلى الرسول ولها أصول صحيحة

1.         إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة.
2.         ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئا؛ {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}
3.         الحلال ما أحل الله في كتابه، والحرام ما حرم الله في كتابه، وما سكت عنه فهو مما عفا لكم.
4.         إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها.
5.         مَا هَذِهِ الْكُتُبُ الَّتِي بَلَغَنِي أَنَّكُمْ تَكْتُبُونَها؟ أَكِتَابٌ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ؟! يُوشِكُ أَنْ يَغْضَبَ اللَّهُ لِكِتَابِهِ فَيُسْرَى عَلَيْهِ لَيْلاً، فَلا يَتْرُكَ فِي وَرَقَةٍ وَلا قَلْبٍ مِنْهُ حَرْفًا إِلا ذَهَبَ بِهِ.
6.         لا تكتبوا عني شيئا سوى القرءان ومن كتب عني شيئاً سوى القرءان فليمحه.
7.         اعملوا بالقرءان أحلّوا حلاله وحرّموا حرامه واقتدوا به ولا تكفروا بشيء منه.
8.         اسْمَعُوا وَأَطِيعُوا مَا دُمْتُ فِيكُمْ فَإِذَا ذُهِبَ بِي فَعَلَيْكُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ أَحِلُّوا حَلاَلَهُ وَحَرِّمُوا حَرَامَهُ.
9.         ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه.
10.      لا تحلفوا بآبائكم ومن كان حالفا فليحلف بالله.
11.      بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنِّي (وليس عن بَنِي إسْرَائِيلَ) وَلاَ حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ.
12.      لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض.
13.      عذِّبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت فدخلت فيها النار لا هي أطعمتها ولا سقتها إذ حبستها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.
14.      أطيعوني ما كنتُ بينَ أظهرِكُم، وعليكُم بِكِتابِ اللَّهِ؛ أحلُّوا حلالَهُ وحرِّموا حرامَهُ.
15.      المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه.
16.      المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.
17.      مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.


*******

لا يجوز نكاح الكتابي لمسلمة

لا يجوز نكاح الكتابي لمسلمة

لا يجوز زواج المسلمة من الكتابي لما يلي:
a.      الأصل في دماء الناس وأعراضهم وأموالهم الحرمة، وليس الإباحة، فالأصل في الفروج الحرمة، فهي لا تثبت إلا بنص قطعي الثبوت والدلالة، ولا وجود لنصٍّ كهذا.
b.      لذلك فمن يزعم أنه يجوز زواج المسلمة بغير مسلم هو المطالب بإحضار نصّ قطعي الدلالة بقول بذلك، فالإباحة في مثل هذه الأمور هي التي تحتاج إلى دليل، ولا دليل.
c.      الكتابي (بالذات) لا يعترف بدين المسلمة ولا بكتابه ولا برسوله أصلا، هذا في حين أنها هي تعترف بدينه وبكتابه وبنبي دينه، ولا يمكن في أكثر الأحيان لشخص نشأ على اعتبار الإسلام هرطقة أو كفرا وربما تشرب بكراهيته، وهو في كل الأحوال لا يعترف به كدين كاليهودية مثلا، أن يعامل المسلمين معاملة سوية مهما زعم الحيادية والموضوعية.
d.      القرءان يجعل للرجل حق القوامة على النساء في الأسرة، فمن تتزوج الكتابي ستجد نفسها في معضلة مستمرة معه.
e.      دفع الضرر مقدم على جلب المصلحة.
ويقولون إن المعول هو على علاقة الحب بين الرجل وبين المرأة، الواقع يكذب كل هذه المزاعم الرومانسية، أفلام هوليود شيء، والواقع شيء آخر، وكل الناس يعلمون أن هذا الشعور سرعان ما يتبخر، إلا في حالات استثنائية نادرة، لا يمكن الاحتجاج بها، وكم من كوارث كبرى تسبب فيها التعلق بالأوهام، والضحية دائمًا تكون هي المرأة لأسباب معلومة.
*******
قلنا إن الأصل في دماء الناس وأعراضهم وأموالهم الحرمة، وليس الإباحة، وأن تحليل الفروج هو لذلك الذي يحتاج إلى نص صريح.
فهبّت الأبواق الجوفاء هبة خنزيرٍ واحد، وقالوا: الأصل في الأشياء الإباحة!
وقول هؤلاء أن الأصل في الأشياء الإباحة يعني أن أمهاتهم وأزواجهم وبناتهم مباحة للناس كافة! هذا فضلا عن دمائهم وأموالهم! إذا كان تحريم أمك عليك كان لوجود نصّ، فهي غير محرمة على غيرك ولو بدون نكاح، فلا يوجد نص يحرمها عليه.
وهم بذلك يثبتون أَنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَسْمَعُونَ ولا يَعْقِلُونَ، وإِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا.
يجب العلم بأن القرءان يخاطب أقوامًا يفقهون ويعقلون.
إنه يجب العلم بأن هناك تحريمان على الرجل في هذا الشأن:
فروج الغير محرمة عليه بالحرمة الأصلية.
ويحرم عليه نتيجة الصلات الأصلية والحادثة نكاح بعض النساء.
*******
قال تعالى: {وَلَا تَنْكِحُوا مَا نَكَحَ آَبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمَقْتًا وَسَاءَ سَبِيلًا (22) حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (23) وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24) وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (25)} النساء
الآيات تتحدث عن تحريم نكاح فئات معينة من النساء وتحليل نكاح أخريات، فهي لا تتعارض مع الحرمة الأصلية للفروج، الأصل في الفروج الحرمة، والآيات تتضمن تحريما إضافيا خاصًّا بالنكاح.
فالآيات هي لتبيين الفئات التي يحرم نكاحها، ولتبيين تراتبية الفئات (التاريخية) من حيث التحريم، فأحدث تحريم هو تحريم نكاح أختين معًا، أي تحريم الجمع بينهما في النكاح، فمن كان متزوجًا بامرأة يحرم عليه أن يتزوج أختها، ومن بعد ذلك استعملت الآيات لفظ "التحليل" لكل ما هو دون ذلك بشرط الإحصان وغير المسافحة، فالتحليل هو تحليل النكاح، فالتحليل يكون بنكاح شرعي فقط، ويجب أن تكون الفئة التي يحل نكاحها منصوصًا عليها.
مثال: أخت أحد الأشخاص محرَّم فرجها عليه بالحرمة الأصلية، ومحرَّم عليه أيضًا نكاحها بالنصّ، بينما يكون فرجها محرما بالحرمة الأصلية على غيره، أما نكاحها فليس محرما على غيره إلا إذا كانت تندرج تحت إحدى الفئات المذكورة، كأن تكون أختًا من الرضاعة لهذا الغير.
وبالطبع حدث تدرج في تطبيق الأحكام إلى أن اكتمل الدين، والموجود في القرءان هو الآيات الراسخة الملزمة للناس، فالموقف الآن: الأصل في الفروج الحرمة، فالتحليل من وراء الفئات المذكورة يكون بنكاح شرعي فقط، ولا أدري كيف يمكن أن يجادل أحد في ذلك؟!
ولمزيد من التوضيح:
كل الفروج حرام، هناك فروج يمكن أن تحلل بالنكاح، وهناك فروج لا يمكن أن تحلل أبدا بالنسبة لرجل معين، من يجوز نكاحهن يجب أن يرد بهن نصٌّ شرعي صريح بالتحليل.
أما التراتبية التاريخية للنساء التي يحرم نكاحهن فتتضح من بيان أن الجمع بين الأختين في النكاح لم يكن محرَّمًا في شريعة إبراهيم عليه السلام، فيعقوب عليه السلام جمع بين الأختين ليئة وراحيل ابنتي لابان، فالتحريم حدث في شريعة القرءان، فهذا من آخر ما تمَّ تحريمه.
*******
إن الناس لم يستطيعوا التمييز بين أمرين: حرمة الفروج، وهي حرمة عامة، ومسألة من يحل نكاحهن، فالنكاح وسيلة لتحليل فروج فئات محددة من النساء هي بخلاف الفئات المحرمة: العفيفات من نساء المسلمين بعد إتيانهن أجورهن، العفيفات من أهل الكتاب بعد إتيانهن أجورهن، الفتيات (الإماء) بعد إتيانهن أجورهن وأخذ الإذن من أهلهنّ، وهذا يتضمن أنه ليس من حق أهلهن استباحة فروجهن.
*******
إن الأصل في الفروج الحرمة، وهي لا تحل إلا بنكاح شرعي، وهنا يتبين أنه هناك أيضًا من يحرم نكاحهن من فئات النساء، وهنا لابد من النص على من يحرم نكاحهن، فقد شهد هذا الأمر تغيرًا من شريعة إلى شريعة إلى أن اكتمل التحريم، فالجمع بين الأختين في النكاح لم يكن محرَّمًا في شريعة إبراهيم عليه السلام، وتمَّ تحريمه في الإسلام.
ولأن الأصل في الفروج الحرمة، فإنه كان لابد من النص على فئات النساء التي يمكن نكاحهن؛ أي اللاتي أحلت للنكاح بشروطه، وهنّ: العفيفات من نساء المسلمين بعد إتيانهن أجورهن، العفيفات من أهل الكتاب بعد إتيانهن أجورهن، الفتيات (الإماء) بعد إتيانهن أجورهن وأخذ الإذن من أهلهنّ، قال تعالى:
{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} [المائدة:5]، {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيم}[النساء:25].
*******
الناس لم يستطيعوا التمييز بين حرمة الفروج كأمرٍ ثابت وأساسي مثل حرمة الدماء وحرمة الأموال، وبين تحريم نكاح بعض فئات النساء، فظنوا أن تحريم فروج كل نوع من النساء هو الذي يحتاج إلى نصّ! تحليل الفروج وتحليل النكاح هو الذي لابد له من نصّ.
*******
قال تعالى: {وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنكِحُواْ الْمُشِرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُواْ وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُوْلَـئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (221)} البقرة
إنه محرَّم على المسلمين أن ينكحوا المشركات أو أن يُنكِحوا المشرِكين، والمقصود بالمشركين المشركون بالمعنى الاصطلاحي، وهم بالنسبة للقرن الأول هو من لم يؤمن من العرب والأعراب؛ فهم من اتخذوا الأوثان أربابا، وكانوا بذلك في حالة حرب مع الرسول والأمة المؤمنة، فقوم الرسول ملزمون بالإيمان به من بعد أن جاءهم بالبينات، وتلك هي سنة الله في خلقه، فإن لم يفعلوا وجب قتالهم حتى يذعنوا، وليس المراد بالمشركين هاهنا كل من أشرك بالله تعالى مثل أهل الكتاب أو أتباع المذاهب التي حلت محلّ الإسلام مثلا، ولقد ميَّز القرءان بين أَهْلِ الْكِتَابِ وبين وَالْمُشْرِكِينَ، ومن ذلك قول الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} البينة6.
ولقد نصّ القرءان صراحة على جواز نكاح نساء أهل الكتاب، وآيات القرءان يبيِّن بعضها بعضا، ومن المعلوم كما أعلن القرءان أنه: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} يوسف106، فلا يجوز تحريم الزواج ممن يراءون بأعمالهم مثلا رغم أن الرياء نوع من الشرك، كذلك لا يجوز تحريم النكاح من المحسوبين على الإسلام الذين فرقوا دينهم، وكانوا بذلك من المشركين، قال تعالى:
{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)} الروم.
لكل ذلك فالمشركون الذين يحرم الزواج منهم هم كل من رفض الإيمان (الإسلام) وأصر على اتخاذ أرباب مع الله تعالى مع اتخاذ موقف عدائي من الإسلام، وينطبق نفس الحكم بالطبع على من هم في حالة حرب مع الأمة المسلمة وإن كانوا من أهل الكتاب، وينطبق بالأحرى على الكفار الذين يتبنون موقفا عدائيًا من الإسلام.
ولكن لا يجوز اتخاذ هذه الآية ذريعة لإبطال جواز الزواج من الْمُحْصَنَات مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إبطالا مطلقًا، قال تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} [المائدة:5].
ومن المعلوم أن القرءان يميز بين المصطلحات: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ، أَهْل الْكِتَابِ، الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ.
فمصطلح "أَهْل الْكِتَابِ" يتضمن كل من لديهم كتاب مُنزل ذكره القرءان يأخذون منه أمور دينهم، فهو يشمل اليهود والنصارى.
أما التعبير "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ" ففيه ينسب الله تعالى إيتاءهم الكتاب إلى نفسه بصيغة الجمع المتكلم، فالتعبير هنا مظنة الثناء عليهم أو انتظار الخير والإيمان والشهادة بالحق منهم، وهو لذلك يشمل من تلقوا الوحي من أنبياء بني إسرائيل ومن آمن بهم كما يشمل آمنوا بالقرءان.
أما التعبير "الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ" الذي ينسب فعل الإيتاء إلى مجهول فهو يستعمل عندما يكونون مظنة الذم أو انتظار الشرّ منهم، إلا في آية واحدة هي:
{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} [المائدة:5]
وفي ذلك إشارة إلى جواز تناول طعام أهل الكتاب والزواج منهم مهما تدنَّت حالتهم، ولو استعمل هنا التعبير "الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ" للزم البحث عمَّن هم مظنة الثناء ومن هم المتمسكون بالرسالات الأصلية.
وتشير الآية إلى المقصد من تبيين الآيات، وهو إيقاظ ملكة التذكر في الإنسان ومدها بما يلزمها، وذلك من لوازم أركان دينية عديدة، ومن تفاصيل تحقيق المقصد الديني على المستوى الفردي.
*******
زعموا أن آية البقرة 221 منسوخة بالآية: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين} [المائدة:5]
وقولهم هذا هو من خطئهم في إدراك المصطلح القرءاني، فالمقصود بالمشركين طبقًا للاصطلاح القرءاني هم الذين لم يؤمنوا من قوم الرسول، والقرءان يضعهم في مقابل أَهْلِ الْكِتَابِ ولا يسوي بين الطائفتين، قال تعالى:
{مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلاَ الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم} [البقرة:105]
وهذا لا يعني بالطبع المعنى العام للشرك، والذي يتصف به أكثر الناس حتى من آمن منهم، قال تعالى:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُون} [يوسف:106]
فلا يوجد أي اختلاف أو تعارض بين الآيتين، والآية التي قالوا بأنها منسوخة تتضمن حكمًا هاما أيضا، وهو أنه في حالة حرب مع دولة أخرى، لا يجوز الزواج منهم أو تزويجهم.
إنه لا يجوز القول بأن أهل الكتاب كفار أو مشركون أو مسلمون، هم أهل كتاب، وهم يهود أو نصارى، هذه هي أسماؤهم القرءانية.
والفرق كبير بين نسبة الكفر أو الشرك إلى شخص أو طائفة، أو تلقيبه اصطلاحيا بلقب كافر أو مشرك، فقد كفر وأشرك المسلمون واليهود والنصارى في الكثير من أقوالهم وأفعالهم وعقائدهم، ولكن هذا لا يغير من أسمائهم الشرعية القانونية. 
وَالله تعالى يُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون، فالوصول بالناس إلى حالة التذكر هو بذلك من مقاصد تبيين الآيات، والحرف "لعلّ" هو في منهجنا واصطلاحنا عندما يُنسب إلى الله يكون لبيان الحكمة أو المقصد من الفعل الإلهي، ولا يحق لأحد أن ينكر الحكمة الإلهية في أي طور من أطوارها، فالعل الإلهي محفوف بالحكمة، وتسري فيه الحكمة، فثمة حكمة سابقة عليه، وثمة حكمة مصاحبة لتحققه، وثمة حكمة ستظهر وتُفصَّل بالفعل، ومن تجلياتها المقصد من الفعل.  
*******
من جديد:
الأصل في الدماء والأموال والأعراض الحرمة، ليس من حقك أن تمس مال أو عرض غيرك أو أن تسفك دمه، لا تكن بوقًا أجوف، وكفّ عن الصراخ بأن الأصل في الأشياء الإباحة، فلا يوجد أي نصّ يقول بذلك، وأنت بصراخك هذا تجعل من حقّ غيرك أن ينهب مالك وأن ينتهك عرضك وأن يسفك دمك.
ولقد أثبت الموقف مما حدث في تونس ضحالة أكثر (التنويريين)، وتبيَّن أنهم لا يعلمون كيف يتعاملون مع القرءان الكريم، فهم مثل غيرهم يظنون أن القرءان مدونة قانونية للأطفال!!! وهم لا يعلمون الفرق بين "النصّ" بالمعنى اللغوي وبين "النصّ" في اصطلاح أصول الفقه!!!
إنه يجب العلم بأن للتحريم صور عديدة قد تخفى عليك، مثال: قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون} [الأعراف:33]
ولذلك فكل ما ذكر القرءان أنه فاحشة أو إثم أو بغي بِغَيْرِ الْحَقِّ أو شرك أو تقول عليه هو محرَّم بالضرورة، وكذلك يكون محرما أي فعل يصف الله تعالى مقترفه بأنه أثيم أو مشرك أو ظالم ... الخ.
وكذلك يحرم عليك كل فعل ذكر الله تعالى في القرءان أنه أهلك قومًا بسببه أو توعدهم بالعذاب الأليم.
ومن العجيب أن الضالين (التنويريين) الذين يطالبون بالنص قد أيدوا ما يخالف النصّ بالمعنيين اللغوي والاصطلاحي، فقوله تعالى { يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ.....} [النساء:11] هو نص بالمعنيين اللغوي والاصطلاحي، وهم هللوا وصفقوا لما يخالفه، وهذا مما يكشف للناس حقيقة أمرهم!!!
والحقّ أن القرءان موجه إلى قومٍ يفقهون ويعقلون، ولا يخاطب الأنعام، لآيات القرءان مفاهيم وفحاوى وإشارات ومقتضيات، والرسول لا يحرم من تلقاء نفسه، بل بفحوى ومقتضى الآيات، فهو يبين الذكر بالذكر.
******* 

الاثنين، 14 أغسطس 2017

آيتا سورة البقرة 240 و234

آيتا سورة البقرة 240 و234

قال تعالى:
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ{240} البقرة
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجا أوصى الله تعالى لهن أن يتمتعن عاما كاملا في بيت الزوجية، ولا يحق لأقارب الزوج ولا لأية سلطة أخرى إخراج الزوجة من بيت الزوجية (سواء أكان البيت مملوكا للزوج أو مؤجَّرا)، ولكن لا يأثم أحد إذا خرجت هي من تلقاء نفسها، ولا يأثم أحد فيما يختص بما تختاره لنفسها مما استقرت عليه الأعراف، فالكلام موجه إلى أقارب الزوج وذويه، ولقد اقتضى الأمر ختم الآية بالاسم المهيب "العَزِيز الحَكِيم"، ذلك لأنه كان معلوما أن تلك الحقوق المقررة للمرأة ستكون من أوائل الأحكام الدينية التي سيتم تجاهلها بسبب غلبة التقاليد الأعرابية ثم الشرقية بصفة عامة على القرون الإسلامية الأولى.
ولقد زعم بعض المضلين أن هذه الآية منسوخة بآية سابقة عليها، هي: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} البقرة234.
والحق هو أنه لا يوجد أي اختلاف أو تعارض بين الآيتين، فالكلام هاهنا موجه إلى المرأة، وليس إلى أقارب الزوج، فالمرأة التي توفي عنها زوجها ملزمة بأن تتَرَبَّصَ بِنفسِها أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرا ولها مع ذلك حق المتاع والبقاء في بيت الزوجية مدة حول كما تقول الآية 240، فَإِذَا بَلَغت أَجَلَها (أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرا) فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْها فِيمَا فَعَلت فِي نفسِها بِالْمَعْرُوفِ، فمن حقها أن تخرج بعد انقضاء الأجل؛ فلا إشكال ولا اختلاف.
فالتربص بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا شيء والمتاع إلى الحول والبقاء في منزل الزوجية شيء آخر، ولكل منهما مقصده! لا اختلاف في القرءان، ذلك ظن الذين كفروا! ومن قال بأن إحدى الآيتين تنسخ الأخرى يكون قد كفر بالاسم الإلهي الذي حصًّن الله تعالى به الآية!
فالتربص يعني أن عليهن أن ينتظرن انقضاء عدتهن فيحبسن أنفسهن عن الزواج وعن التزين وعن التعرض للخطاب مدة أربعة أشهر وعشر ليال، وفاء لحق الزوج المتوفى، واستبراءً للرحم.
والأمر بالوصية عند التوفي يعني أنه على المسلم قبل أن يحضره الموت أن يوصى لزوجته التي على قيد الحياة بما تنتفع به انتفاعا مستمرا لمدة حول من وفاته، ولا يصح أن يخرجها أحد من مسكن الزوجية.
فلا يصح لورثة المتوَفَّى أن يخرجوهن من مسكن الزوجية بغير رضاهن، لأن بقاءهن في مسكن الزوجية حق شرعه الله لهن، فلا يجوز لأحد أن يسلبه منهن بغير رضاهن.
وهي مخيرة بين السكنى في بيته حولا ولها النفقة، وبين أن تخرج منه ولا نفقة لها.
 ولا تتحدث الآية الثانية عن عدة المتوفى عنها زوجها وإنما تتحدث عن حقها في البقاء في منزل الزوجية بعد وفاة زوجها، وتقرر أن هذا الحق ثابت لها فإن شاءت بقيت فيه، وإن شاءت خرجت منه على حسب ما نراه مصلحة لها، ولأنها لا يوجد من ألفاظها أو معانيها ما يلزم المرأة بالتربص والامتناع عن الأزواج مدة معينة.
أما الآية الأولى فنراها واضحة في الأمر بالتربص أربعة أشهر وعشرا، وهي العدة التي يجب أن تمتنع فيها المرأة التي مات عنها زوجها عن التزين والتعرض للزواج. إذًا فلا تعارض بين الآيتين.
فثمة فرق هائل بين أمرٍ موجه للزوج بأن يكتب وصية بألا تُخرج أرملته من بيت الزوجية لمدة عام مع توصية لها بما يلزم من متاع من ناحية وبين أمر موجه إلى الأرملة لتتربص بنفسها مدة كافية قبل أن تتزوج مرة ثانية من ناحية أخرى! وكل آية محصنة باسم إلهي لكيلا يتم إلغاء أي حكم من الحكمين، فقد كان العرب لا يريدون أن تنال المرأة أية حقوق!
وليس المقصود بألا تخرج حبسها في منزل الزوجية، ولكن ضمان حقها فيه طوال المدة المذكورة!
ويجب العلم بأنه لم يكن للأرمل عند العرب أية حقوق وكان أقارب الزوج يطردونها ويستولون على كل ما هو لها.
وللمرأة أن تخرج قبل عام بإرادتها.
أما إذا كانت ترغب في الزواج فيجب أن تتربص التربص المذكور حتى لو خرجت.
فالتربص بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا شيء والمتاع إلى الحول والبقاء في منزل الزوجية شيء آخر، ولكل منهما مقصده! لا اختلاف في القرءان، ذلك ظن الذين كفروا! ومن قال بأن إحدى الآيتين تنسخ الأخرى يكون قد كفر بالاسم الإلهي الذي حصًّن الله تعالى به الآية!
بصياغة أكثر اختصارا:
فرق هائل بين أمر موجه للزوج بأن يكتب وصية بألا تُخرج أرملته من بيت الزوجية لمدة عام مع توصية لها بما يلزم من متاع وبين أمر موجه إلى الأرملة لتتربص بنفسها مدة كافية قبل أن تتزوج مرة ثانية! وكل آية محصَّنة باسم إلهي لكيلا يتم إلغاء أي حكم من الحكمين، فقد كان العرب لا يريدون أن تنال المرأة أية حقوق! هذا ولا يوجد أي تناقض بين الآيتين أصلا، والمطالب بتنفيذ الحكم في إحدى الآيتين غير المطالب به في الأخرى؛ إن قدرة عبيد النسخ على التخريف لا حدَّ لها.

*******

الأربعاء، 9 أغسطس 2017

سفر أستير

سفر أستير
سفر أستير الخرافي الإجرامي الدموي الذي لا ذكر فيه للرّب، ولا لغيبٍ ولا لوحي، ولا لأية قيمة دينية، ويخلو من أية معجزة، هو من أسباب ذيوع وانتشار الانحلال الجنسي المقدس في الغرب وعند اليهود، ومن أسباب إقدام الفتيات اليهوديات على استخدام فروجهن كوسيلة للحصول على مكتسبات للشعب اليهودي أو إنقاذه من أعدائه، ومن أهم ما يكشف خطط اليهود للسيطرة على أية قوة عظمى تظهر في العالم، وهو من أهم ما ألقاه الشيطان إلى الأمم التي تؤمن بكتابٍ مقدس، وهو ملفق من أساطير الأولين، وخلاصة القول فيه أنه قصة شعبية بابلية-عيلامية أدخلها اليهود في تراثهم بعد عمل التحويرات اللازمة.
فأصل القصة -كما يقول النقاد- مقتبس من الأساطير البابلية والعيلامية، وأسماء شخصياته مأخوذة من هذه الأساطير، فاسم أستير بطلة القصة مأخوذ من الإلهة البابلية عشتار، واسم مردخاى بطل اليهود وعمّ أستير مأخوذ من مردوخ الإله الحافظ لبابل، وهو في السفر عمل على حفظ اليهود وإنقاذهم من المذبحة المنتظرة، وهامان مأخوذ من هامان أو هومان إله العيلاميين الرئيس الذى في عاصمة دولته سوسه (في السفر شوشن) تدور احداث قصة أستير، كما أن اسم وشتى (زوجة الملك في السفر) مأخوذ من إحدى الإلاهات العيلامية.
ولكن القول عندنا هو أن اليهود قد أخذوا اسم "هامان" وزير فرعون الذي نكَّل بهم وأطلقوه على اسم وزير الإمبراطور الفارسي الذي كان يحرض الإمبراطور على اضطهادهم في زعمهم، وانتقموا من هامان المصري في شخص هامان المزعوم الفارسي، وصلبوه على الخشبة التي كان يعدها لصلب عم أستير، وهذا لا يمنع من أن يكون العيلاميون قد أخذوه أيضًا من مصر للعلاقات الوثيقة والثابتة بين المملكتين قديما.
ثم جاء الناس في العصر الحديث وطعنوا في القرءان بسبب ما أورده هذا السفر الخرافي الذي لا علاقة له بالتاريخ لا من قريب ولا من بعيد، والذي لم يرد فيه أي ذكر لإله ولا لأنبياء، فهو لا يرقى إلى مستوى قصة من قصص ألف ليلة وليلة.
ومن المعلوم باعتراف اليهود وبما هو مسجل في كتبهم المقدسة وفي التاريخ أن الفرس لم يكونوا معادين لليهود، بل إن كورش الفارسي، هو الذي حررهم من الأسر البابلي بعد أن سحق مملكة بابل سنة 539 ق.م.، وسمح لهم بالعودة إلى أورشليم بعد أن ظلوا في الأسر 47 سنة، وقد بدئوا بالفعل في العودة سنة 536 ق.م، وساعدهم الفرس على إعادة بناء الهيكل، وتمَّ ذلك سنة 515 ق.م.
وقورش هذا -والذي كانوا يعتبرونه مسيحا ويعتبره بعض المخرفين المحسوبين على الإسلام ذا القرنين- هو الجد الأعلى للملك أَحَشْوِيرُوشَ، الَّذِي مَلَكَ مِنَ الْهِنْدِ إِلَى كُوشٍ جنوب مصر، وقد تولى من 485 إلى 465 ق.م. أي من بعد أن عاد اليهود إلى مقاطعة اليهودية التي سمح فيها الفرس لليهود بأن يحكمهم الكهنة، وهذا ينسف سفر أستير من جذوره، ومن المعلوم أن حياة اليهود كانت تتمحور حول الهيكل والأرض المقدسة وأنهم يؤمنون بأن اليهودي يجب أن يُدفن في هذه الأرض، وأن من يرفضون العودة لم يكونوا يُعتبرون منهم أصلا، وذلك أيضًا يشرح أسباب حرصهم الشديد على أن يُدفنوا في فلسطين (اليهودية قديما وإسرائيل الآن عندهم).
والسفر يتحدث بالتفصيل عن جرائم اليهود البشعة التي اقترفوها بسبب حظوة أستير لدى ملك الفرس في أعقاب صلب هامان المزعوم، وهي بالطبع لم تكن إلا مجرد أحلام يقظة، ولكنها تكشف عداء اليهود للجنس البشري، كما أنها تهدف إلى بث الرعب في قلوب الناس من مدى تأثير اليهود، وهذا ما يذكره السفر صراحة، جاء في الإصحاح التاسع:
1وَفِي الشَّهْرِ الثَّانِي عَشَرَ، أَيْ شَهْرِ أَذَارَ، فِي الْيَوْمِ الثَّالِثَ عَشَرَ مِنْهُ، حِينَ قَرُبَ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ مِنَ الإِجْرَاءِ، فِي الْيَوْمِ الَّذِي انْتَظَرَ فِيهِ أَعْدَاءُ الْيَهُودِ أَنْ يَتَسَلَّطُوا عَلَيْهِمْ، فَتَحَوَّلَ ذلِكَ، حَتَّى إِنَّ الْيَهُودَ تَسَلَّطُوا عَلَى مُبْغِضِيهِمِ. 2اجْتَمَعَ الْيَهُودُ فِي مُدُنِهِمْ فِي كُلِّ بِلاَدِ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ لِيَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى طَالِبِي أَذِيَّتِهِمْ، فَلَمْ يَقِفْ أَحَدٌ قُدَّامَهُمْ لأَنَّ رُعْبَهُمْ سَقَطَ عَلَى جَمِيعِ الشُّعُوبِ. 3وكُلُّ رُؤَسَاءِ الْبُلْدَانِ وَالْمَرَازِبَةُ وَالْوُلاَةُ وَعُمَّالُ الْمَلِكِ سَاعَدُوا الْيَهُودَ، لأَنَّ رُعْبَ مُرْدَخَايَ سَقَطَ عَلَيْهِمْ. 4لأَنَّ مُرْدَخَايَ كَانَ عَظِيمًا فِي بَيْتِ الْمَلِكِ، وَسَارَ خَبَرُهُ فِي كُلِّ الْبُلْدَانِ، لأَنَّ الرَّجُلَ مُرْدَخَايَ كَانَ يَتَزَايَدُ عَظَمَةً.
5فَضَرَبَ الْيَهُودُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِمْ ضَرْبَةَ سَيْفٍ وَقَتْل وَهَلاَكٍ، وَعَمِلُوا بِمُبْغِضِيهِمْ مَا أَرَادُوا. 6وَقَتَلَ الْيَهُودُ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ وَأَهْلَكُوا خَمْسَ مِئَةِ رَجُل. 7وَفَرْشَنْدَاثَا وَدَلْفُونَ وَأَسْفَاثَا، 8وَفُورَاثَا وَأَدَلْيَا وَأَرِيدَاثَا، 9وَفَرْمَشْتَا وَأَرِيسَايَ وَأَرِيدَايَ وَيِزَاثَا، 10عَشَرَةَ، بَنِي هَامَانَ بْنِ هَمَدَاثَا عَدُوِّ الْيَهُودِ، قَتَلُوهُمْ وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى النَّهْبِ.
11فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أُتِيَ بِعَدَدِ الْقَتْلَى فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ إِلَى بَيْنِ يَدَيِ الْمَلِكِ. 12فَقَالَ الْمَلِكُ لأَسْتِيرَ الْمَلِكَةِ فِي شُوشَنَ الْقَصْرِ: «قَدْ قَتَلَ الْيَهُودُ وَأَهْلَكُوا خَمْسَ مِئَةِ رَجُل، وَبَنِي هَامَانَ الْعَشَرَةَ، فَمَاذَا عَمِلُوا فِي بَاقِي بُلْدَانِ الْمَلِكِ؟ فَمَا هُوَ سُؤْلُكِ فَيُعْطَى لَكِ؟ وَمَا هِيَ طِلْبَتُكِ بَعْدُ فَتُقْضَى؟». 13فَقَالَتْ أَسْتِيرُ: «إِنْ حَسُنَ عِنْدَ الْمَلِكِ فَلْيُعْطَ غَدًا أَيْضًا لِلْيَهُودِ الَّذِينَ فِي شُوشَنَ أَنْ يَعْمَلُوا كَمَا فِي هذَا الْيَوْمِ، وَيَصْلِبُوا بَنِي هَامَانَ الْعَشَرَةَ عَلَى الْخَشَبَةِ». 14فَأَمَرَ الْمَلِكُ أَنْ يَعْمَلُوا هكَذَا، وَأُعْطِيَ الأَمْرُ فِي شُوشَنَ. فَصَلَبُوا بَنِي هَامَانَ الْعَشَرَةَ.
15ثُمَّ اجْتَمَعَ الْيَهُودُ الَّذِينَ فِي شُوشَنَ، فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ عَشَرَ أَيْضًا مِنْ شَهْرِ أَذَارَ، وَقَتَلُوا فِي شُوشَنَ ثَلاَثَ مِئَةِ رَجُل، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى النَّهْبِ. 16وَبَاقِي الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي بُلْدَانِ الْمَلِكِ اجْتَمَعُوا وَوَقَفُوا لأَجْلِ أَنْفُسِهِمْ وَاسْتَرَاحُوا مِنْ أَعْدَائِهِمْ، وَقَتَلُوا مِنْ مُبْغِضِيهِمْ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ أَلْفًا، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَمُدُّوا أَيْدِيَهُمْ إِلَى النَّهْبِ. 17فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ. وَاسْتَرَاحُوا فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ عَشَرَ مِنْهُ وَجَعَلُوهُ يَوْمَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ. 18وَالْيَهُودُ الَّذِينَ فِي شُوشَنَ اجْتَمَعُوا فِي الثَّالِثِ عَشَرَ وَالرَّابعِ عَشَرَ مِنْهُ، وَاسْتَرَاحُوا فِي الْخَامِسِ عَشَرَ وَجَعَلُوهُ يَوْمَ شُرْبٍ وَفَرَحٍ. 19لِذلِكَ يَهُودُ الأَعْرَاءِ السَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ الأَعْرَاءِ جَعَلُوا الْيَوْمَ الرَّابعَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ لِلْفَرَحِ وَالشُّرْبِ، وَيَوْمًا طَيِّبًا وَلإِرْسَالِ أَنْصِبَةٍ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ إِلَى صَاحِبِهِ.
ولم تكن إبادة الآخرين هدف اليهود فحسب، ولكن الحصول على السلطة أيضًا، فزعيمهم مردخاي أصبح مُعظَّما لدى الإمبراطور والرجل الثاني في الإمبراطورية الفارسية، جاء في الإصحاح العاشر:
1وَوَضَعَ الْمَلِكُ أَحَشْوِيرُوشُ جِزْيَةً عَلَى الأَرْضِ وَجَزَائِرِ الْبَحْرِ. 2وَكُلُّ عَمَلِ سُلْطَانِهِ وَجَبَرُوتِهِ وَإِذَاعَةُ عَظَمَةِ مُرْدَخَايَ الَّذِي عَظَّمَهُ الْمَلِكُ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ مَادِي وَفَارِسَ؟ 3لأَنَّ مُرْدَخَايَ الْيَهُودِيَّ كَانَ ثَانِيَ الْمَلِكِ أَحَشْوِيرُوشَ، وَعَظِيمًا بَيْنَ الْيَهُودِ، وَمَقْبُولاً عِنْدَ كَثْرَةِ إِخْوَتِهِ، طَالِبًا الْخَيْرَ لِشَعْبِهِ وَمُتَكَلِّمًا بِالسَّلاَمِ لِكُلِّ نَسْلِهِ.
وهذا يكشف خططهم الشيطانية للاستحواذ على السلطة في الإمبراطوريات المسيطرة.
هذه هي حالة السفر الذي استند إليه بعض (المجتهدين الجدد) للتشكيك في المعلومات التي أوردها القرءان عن فرعون وهامان بحجة الدفاع عنه!!!!

*******

الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

عمر بن الخطاب وأبو هريرة

عمر بن الخطاب وأبو هريرة

عمر بن الخطاب يضرب بقواعد المحدثين وجامعي المرويات عرض الحائط ويضرب معها (الصحابي الجليل الثبت العدل) أبا هريرة (بالمرَّة) دون أن يقيم أي وزن لجلاله ولا لعدالته:
رووا أن الرسول أمر أبا هريرة أن يبشر من يلقاه ويشهد أنه لا إله إلا الله بالجنة وأعطاه نعليه ليثبت صدق قوله!! بالطبع فرح أبو هريرة وطار بالنعلين مترقبا من سيلقاه ويبشره بهذه النفحة الهائلة، وآملًا بالطبع أن يحظى منه بهدية قيمة، فكان أول من لقيه عمر بن الخطاب!! (موسيقى مرعبة آتية من بعيد)، فأخبره وأراه النعلين، إلا أن ردّ فعل عمر كان عجيبًا ومفاجئًا له، فبدلا من أن يفرح بأنه ضمن الجنة، وبدلا من أن يحتضن أبا هريرة ويمطره بالقبلات وينفحه نفحة هائلة أو يعزمه على غذاء فاخر في أفخم مطاعم المدينة فقد عاجله بلكمة هائلة ألقته على (أسته) كما ورد في صحيح مسلم، ثم ركبه إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وطلب منه العدول عن قوله هذا فامتثل فورًا له!!!!!؟؟؟؟ وكيف لا؟؟! إنه عمر!!!!!
المروية كما جاءت في صحيح مسلم:
52 - (31) حدثني زهير بن حرب. حدثنا عمر بن يونس الحنفي. حدثنا عكرمة بن عمار. قال حدثني أبو كثير قال: حدثني أبو هريرة؛ قال:
 كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم. معنا أبو بكر وعمر، في نفر. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا. فأبطأ علينا. وخشينا أن يقتطع دوننا. وفزعنا فقمنا. فكنت أول من فزع. فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى أتيت حائطا للأنصار لبني النجار. فدرت به أجد له بابا. فلم أجد. فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة (والربيع الجدول) فاحتفزت كما يحتفز الثعلب. فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال" أبو هريرة؟" فقلت: نعم. يا رسول الله. قال" ما شأنك؟" قلت: كنت بين أظهرنا. فقمت فأبطأت علينا. فخشينا أن تقطع دوننا. ففزعنا. فكنت أول من فزع. فأتيت هذا الحائط. فاحتفزت كما يحتفز الثعلب. وهؤلاء الناس ورائي. فقال: "يا أبا هريرة!" (وأعطاني نعليه). قال: "اذهب بنعلي هاتين. فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله. مستيقنا بها قلبه. فبشره بالجنة" فكان أول من لقيت عمر. فقال: ما هاتان النعلان يا أبا هريرة! فقلت: هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم. بعثني بهما. من لقيت يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه، بشرته بالجنة. فضرب عمر بيده بين ثديي. فخررت لأستي. فقال: ارجع يا أبا هريرة. فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأجهشت بكاء. وركبني عمر. فإذا هو على أثرى. فقال لي رسول الله عليه وسلم: "ما لك يا أبا هريرة؟ " قلت: لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به. فضرب بين ثديي ضربة. خررت لأستي. قال: ارجع. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عمر! ما حملك على ما فعلت؟" قال: يا رسول الله! بأبي أنت وأمي. أبعثت أبا هريرة بنعليك، من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه، بشره بالجنة؟ قال "نعم" قال: فلا تفعل. فإني أخشى أن يتكل الناس عليها. فخلهم يعملون. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" فخلهم".
وهكذا، لم يأخذ عمر بن الخطاب بخبر الواحد رغم أن هذا الواحد صحابي جليل عدل، بل هو أكبر راوٍ في تاريخ الأديان، ولم يأبه بأنه سيكون من آلهة الدين الأعرابي الأموي من بعد، وهو بذلك قد ضرب بقواعد المحدثين عرض الحائط، وضرب معها هذا الواحد الذي جاءه بالخبر، وتدخل لإلغاء الخبر ذاته، ولم يأبه بالدليل الذي حمله معه، واعتدى على موظف أثناء تأدية وظيفته ولم يقتص أحد منه، وهذا ما يخالف حتى القوانين الوضعية، ولم يتلقَّ أي تأنيب أو لوم!!!! بل تمت الاستجابة فورا (لأمره)!!!
وبالطبع لا وجود لكل هذه التفاصيل إلا في خيال من رووها وفي كتب أهل اللاسنة، ومقام الرسالة والرسول أعلى من كل هذه المفتريات.
وطبقًا للعلم والمنطق يجب أن تثبت النظرية صحتها في كل الأحوال، ولو فشلت في حالة واحدة لكان في ذلك نهايتها، وتوجد مرويات عديدة تثبت أن السيدة عائشة والخليفة عمر لم يأخذا بخبر الواحد بل رداه بقوة وبقسوة مثلما حدث مع فاطمة بنت قيس ومع أبي هريرة.
***
يؤمن أهل السنة أن كل كلام الرسول كان وحيا، ويسمونه بالوحي الثاني، فالقول الوارد في المروية كان إذًا من الوحي، وإيمانهم الراسخ بهذه المروية يعني أنهم بتفضيلهم كلام عمر بن الخطاب على كلام الرسول قد جعلوا كلام عمر يعلو فوق كلام رب العالمين، والقرءان يعلن ويؤكد أن كلمة الله هي العليا، هذا بالإضافة إلى أنهم جعلوا عمر أعلم بما يصلح الناس من الرسول نفسه! ولقد كان الرسول مأمورا بأن يبلغ ما أوحي إليه، فلماذا كان يمتنع عن البلاغ بطلب من عمر كما يزعم أتباع الدين الأعرابي الأموي؟!
***
ردود على مجادل
-       هل كان عمر أعلم من الله ورسوله بما يصلح المسلمين؟ وهل الرسول أمر أبا هريرة بأن يبشر الناس عن هوى أو عن أمر إلهي؟ وهل النبأ الذي كان يريد الرسول إبلاغه للناس سارٍ الآن؟ ولماذا لم يقتص الرسول لرسوله؟ نرجو منك يا أ. فلان أن تجيب على قدر الأسئلة
-       هذا إعلان منك بالإفلاس!
-       أليس في إصرار عمر على التثبت بنفسه تقويضا لحجية خبر الواحد؟
-       ألم يكن الرسول مأمورا بالبلاغ المبين؟ لماذا امتنع عن البلاغ بطلب من عمر؟ هل تصلح النعلان علامة لإثبات صدق أبي هريرة؟ ألم يكن صحابيا جليلا عدلا ومعاصرا للرسول؟
-       الرسول هو المعلم، وليس عمر، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} الجمعة2
-       أتجعل رب العالمين متعلما من عمر وتجعل الرسول متعلما من عمر فتسيء إلى الله ورسوله وتكذب بآيات القرءان ثم تنصحنا باحترام الرسول؟ أجب عن الأسئلة!
-       أكان يأخذ رأيهم فيما يوحى إليه؟ أكان يشاورهم في الوقت المناسب لإبلاغ الوحي؟ إنني أشفق عليك من تماديك في الضلال والكفر الذي لا تقصده بالطبع ولا أريد لك أن تقع فيه، أجب عن الأسئلة، وإلا فانسحب رفقا بنفسك!
-       إذًا فقد كان كلامه وأمره لأبي هريرة عن وحي، أليس كذلك؟
-       لو كان للدين أي أثر في حياتك لالتزمت بمكارم الأخلاق الإسلامية، قال سيدي رسول الله: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق!
-       كل مقولات هذا الباحث تم دحضها دحضا وإشباعها دحضا، ولقد تجادلنا مع بعض الناس في الغرب دفاعا عن الإسلام ضد مفتريات هذا الباحث وأسلافه، وكل حججهم لا تثير هناك إلا السخرية والازدراء المرير، ولا جدوى منها إلا في صد الناس عن سبيل الله تعالى!
-       هل ستظل هكذا تردد أنت غير متخصص؟ أنت غير متخصص...............الخ، أجب عن أي سؤال، حاول أن تناقش أية مقولة، واستعن على ذلك بمن شئت من المتخصصين!
-       أرجو من سلالة جهل وكافة مظاهره ألا يعلقوا على هذه المنشورات خيرا لهم، وبالطبع لا آمل في أن يفقهوا شيئا!
-       إن ذرية الجهل ومظاهره يظنون أن ما يسمونه علوم الرجال وعلوم تصحيح المرويات علوما حقيقية!
-       مثلما كان الأعراب ينسبون أكثر أشعار العشق لمجنون ليلى فقد تعود المنافقون والوضاعون أن ينسبوا مروياتهم إلى عدد محدود من أهل القرن الأول، وكان على رأسهم أبو هريرة الذي يجهل الناس حتى اسمه الحقيقي وعزله عمر بعد أن ولاه البحرين لأسباب معلومة.
-       بالطبع، إن الوضاعين كانوا دهاة محترفين، وكان لابد أن ينسبوا مروياتهم إلى رجل مثل أبي هريرة وليس إلى عبد الله بن مسعود مثلا.
-       المقصود أننا نريد الحوار العلمي الموضوعي وليس الشتائم والاتهامات التي هي دأب الحثالة والنفايات.
-       لم يصاحب أبو هريرة الرسول ثلاث سنوات بل أقل بكثير! ولكنه هو الذي اشتهر بالتحديث بينما كان السابقون الأولون يمتنعون عنه خوفا من التورط في الكذب على الرسول.
-       هذا التعليق مأخوذ من دراسة لي في كتاب من حوالي 700 صفحة هل تريد أن أنقله في تعليق صغير؟ اقرأ التعليق بعناية، التعليق يبدأ بـ السنة في القرءان، وليس في محدثات أسلافك.
-       لأجل ذلك كتبت: أرجو من سلالة جهل وكافة مظاهره ألا يعلقوا خيرا لهم، وبالطبع لا آمل في أن يفقهوا شيئا
-       أتتهموننا بإنكار السنة ثم تتباكون من بعد؟؟؟!!!
-       من الواضح أنك تعاني من هلاوس سمعية وبصرية!
-       اقرأ التعليق ثم أجب بوضوح! أين تجد فيه إنكار السنة؟ واكتب الفقرة التي تجد فيها ذلك.
-       إذًا اقرأ القرءان وتدبره واستخرج منه معنى السنة، فهو أصدق الحديث وأحسن القول.
***
من الردود على مجادل آخر
-       ما هذا يا أ. فلان؟ بدلا من أن تستعرض سفالاتك حاول أن تقرأ ما هو منشور وأن ترد عليه مقولة مقولة، وليس موضوعنا تحليل شخصية أبي هريرة؛ فالكثير من المرويات المنسوبة إليه ترجع إلى أصول صحيحة مثل مروية الأسماء الحسنى الواردة في البخاري، فإذا لم تستطع أن تجيب إجابة حقيقة عن أي مقولة من المنشورة هاهنا فكفّ عن الناس أذاك، وإذا لم يكن لديك إلا الشتائم فاعلم أنك قد هُزٍمت وافتضح أمرك، ولن يستمع إليك من بعدك إلا من هو مثلك، أما زميلاك فقد فشلا ولم يستطيعا الإجابة عن أي سؤال، والضرب في مثليهما لا جدوى منه.
-       وحتى لا تقول إن الأسئلة متناثرة مثلما قال الفاشل المهزوم الذي كان قبلك فخذ بعضها:
-       هل كان عمر أعلم من الله ورسوله بما يصلح المسلمين؟ وهل الرسول أمر أبا هريرة بأن يبشر الناس عن هوى أو عن أمر إلهي؟ وهل النبأ الذي كان يريد الرسول إبلاغه للناس سارٍ الآن؟ ولماذا لم يقتص الرسول لرسوله؟ أليس في إصرار عمر على التثبت بنفسه تقويضاً لحجية خبر الواحد؟
-       ألم يكن الرسول مأمورا بالبلاغ المبين؟ لماذا امتنع عن البلاغ بطلب من عمر؟ هل تصلح النعلان علامة لإثبات صدق أبي هريرة؟ ألم يكن صحابيا عدلا ومعاصرا للرسول؟
-       قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الجمعة2، فالرسول هو المعلم والمزكي لعمر بن الخطاب الذي كان من قبل قي ضلال مبين، فلماذا تجعل رب العالمين متعلما من عمر وتجعل الرسول متعلماً من عمر فتسيء إلى الله ورسوله وتكذب بآيات القرءان؟
-       أكان الرسول يأخذ رأيه (الصحابة) فيما يوحى إليه؟ أكان يشاورهم في اختيار الوقت المناسب لإبلاغ الوحي ويضطر إلى تأجيله أو إلغائه كما تقول المروية؟ أجب عن الأسئلة، وإلا فانسحب رفقا بنفسك، واعلم أن أسهل شيء أن نرد عليك الشتائم بما يوجعك، ولكنه أصعب شيء لمن يتمسك بمكارم الأخلاق الإسلامية ويريد أن يجلو الحقائق للناس.
-       المشكلة بسيطة إلا على من هو مثلك يا أ. فلان، فأنت اتهمتنا بإنكار السنة لأنك ببساطة كذاب أشر، نحن نؤمن بالسنة ونتبعها، ولأبي هريرة مرويات كثيرة ترجع إلى أصول صحيحة ونستشهد بها بلا حرج، بل ونؤلف الكتب لشرحها، أما سلوك أبي هريرة عندما تولى البحرين وموقف عمر عندما منعه من التحديث وحذره منه فهو معلوم وقد أقر هو بذلك، والآن أجب عن الأسئلة التي وجهناها إليك
***
نرجو ألا يتورط المغضوب عليهم والضالون وأتباع الدين الأعرابي الأموي في اتهام السيدة عائشة وعمر بن الخطاب بتهمة التهجم على أبي هريرة وإنكار (السنة)!
نرجو ألا يتورط المغضوب عليهم والضالون وأتباع الدين الأعرابي الأموي في اتهام القرءان الكريم بالمساس بـ(الصحابة)!
***
لقد نشرنا هذه الرسالة آملين في نقاش علمي لمضمونها، ولكن أبى علينا ذلك بعض الأشخاص هاهنا، ومازالت الأسئلة الآتية مطروحة بعد أن فشلوا فشلا ذريعا في الإجابة على أيٍّ منها:
هل كان عمر أعلم من الله ورسوله بما يصلح المسلمين؟ وهل الرسول أمر أبا هريرة بأن يبشر الناس عن هوى أو عن أمر إلهي؟ وهل النبأ الذي كان يريد الرسول إبلاغه للناس سارٍ الآن؟ ولماذا لم يقتص الرسول لرسوله؟ أليس في إصرار عمر على التثبت بنفسه تقويضاً لحجية خبر الواحد؟
ألم يكن الرسول مأمورا بالبلاغ المبين؟ لماذا امتنع عن البلاغ بطلب من عمر؟ هل تصلح النعلان علامة لإثبات صدق أبي هريرة؟ ألم يكن صحابيا عدلا ومعاصرا للرسول؟
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الجمعة2، فالرسول هو المعلم والمزكي لعمر بن الخطاب الذي كان من قبل في ضلال مبين، فلماذا تجعل رب العالمين متعلما من عمر وتجعل الرسول متعلماً من عمر فتسيء إلى الله ورسوله وتكذب بآيات القرءان.
أكان الرسول يأخذ رأيه (الصحابة) فيما يوحى إليه؟ أكان يشاورهم في اختيار الوقت المناسب لإبلاغ الوحي ويضطر إلى تأجيله أو إلغائه كما تقول المروية؟
وكيف كان سيعلم أبو هريرة بحالة قلب من سيلقاه؟ 
وثمة سؤال خاص بالهريرة المسكينة، ماذا كان شعورها وصاحبها يتلقى الضربة القاضية ويهوي على استه؟!
هل تكفي الشهادة بقول لا إله إلا الله لدخول الجنة؟ وما قولكم في الآية القرءانية: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ }البقرة214
أكان الرسول يأخذ رأي (الصحابة) فيما يوحى إليه؟ أكان يشاورهم في اختيار الوقت المناسب لإبلاغ الوحي ويضطر إلى تأجيله أو إلغائه كما تقول المروية؟
وهل تصلح مثل هذه المروية لتكون من الوحي الثاني ومثلاً للقرءان؟
لماذا كانت كل هذه القصة العجيبة وما هي السنة في هذه المروية التي يجب اتباعها؟ وكيف كان سيعلم أبو هريرة بحالة قلب من سيلقاه ليتمكن من تأدية مهمته؟
ومن المضحك أن هؤلاء الأشخاص اعتبروا فشلهم الذريع في الإجابة على أي سؤال انتصارا!!!!
وطبقًا لمزاعم سدنة المرويات وأتباع الدين الأعرابي الأموي فقد تكررت محاولات الرسول (ثلاث مرات مختلفة) في مواقف أخرى لإبلاغ الناس بأن من قال لا لإله إلا الله دخل الجنة، وفي كل مرة كان عمر بن الخطاب يظهر في الوقت المناسب للتصدي له، لماذا لم يكف الرسول عن محاولاته إذًا بدلا من أن يضطر للتراجع أمام عمر في كل مرة؟؟!!!
وكيف كان عمر يشعر بمحاولة الرسول في كل مرة فيأتي في الوقت المناسب -مع بعد داره- ليتصدَّى له؟
إن الحكم على مرويات أبي هريرة وسبب كثرتها لا يكون ممن يؤمنون به إيمانا لا يتزعزع ولديهم رأي مسبق بخصوصه، بل ينبغي أن يأتي من جهة محايدة، فلا مصداقية لمثل هذه الأبحاث، وكل شواهد تاريخ أهل القرن الأول وحقائق الدين تدين مسلكهم وتكشفه للناس، ومصير دراسات عبيد المرويات لإثبات صحة ما يؤمنون به مسبقا بخصوصها هو سلة المهملات، ولا يأخذها أحد النقاد المحايدين مأخذ الجد، وهي التي تستعمل شرقا وغربا لصدّ الناس عن سبيل ربهم وتستعمل ضد المسلمين لتفريقهم وفتنتهم في دينهم
*****
لقد هدد الخليفة عمر أبا هريرة بأن يلحقه بأرض دوس إن لم يكف عن التحديث عن رسول الله، ماذا لو نفذ الخليفة تهديده؟ وإذا كان يعلم أن لدى أبي هريرة كنزا من أقوال الرسول لماذا لم يفرغه تمامًا لتدوينه؟ هل يمكن لأي مسلم أن يفرط في كلام الرسول أو أن يتركه عرضة للاندثار؟ هل حفظ السنة يقتضي منع تدوينها؟! هل الحفاظ على كتاب يعني إلقاءه في الطريق العام ومنع الناس من ترديد ما كان فيه من كلام؟!
وإذا كان لعمر موقف خاص من أبي هريرة فلماذا لم يفعل ذلك عثمان بن عفان؟ أو لماذا لم يختر غيره؟ أو لماذا لم يشكل لجنة لتدوين أهم أقوال الرسول وسيرته لا يكون فيها أبو هريرة؟ بل لماذا لم يوص الرسول الناس بالقول من قبل: خذوا دينكم أو سنة نبيكم عن أبي هريرة، أو لماذا لم يقل في حجة الوداع أمام أكثر من مائة ألف مسلم "تركت فيكم أبا هريرة الذي استحفظته على سنتي"؟ بل لماذا لم يعلن الله تعالى من قبل أنه استحفظ أبا هريرة على الدين الخاتم وعلى سنة نبيه خاصة وأن هذه السنة تشكل الجانب الأكبر من مادة الدين؟

*******
طبقًا لمصادر الدين الأعرابي الأموي فالذي انتصر في الصراع المفترض بين عمر بن الخطاب وبين أبي هريرة هو أبو هريرة، فالمصدر الأعلى الحقيقي للدين الأعرابي هو البخاري، والمصدر الأكبر للبخاري هو أبو هريرة، فهو أكبر الآلهة المشرعين في هذا الدين، أما عمر بن الخطاب فقد أصبح مجرد إله عندهم، يُعبَد فقط لذاته، وقد ساهمت مرويات أبي هريرة في إعطائه الصورة الطريفة المعلومة.

******* 
في الحقيقة، كان لأبي هريرة الكثير من المرويات ذات الأصول الصحيحة، ولكنه تورط في التحديث عن كعب الأحبار، وقد كذب الناس عليه كما كذبوا على من هو خير منه


*******