السبت، 30 يوليو 2016

قول أبي بكر "لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم"


قول أبي بكر "لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله 
لقاتلتهم"
جاء في البخاري
[ 1335 ] حدثنا أبو اليمان الحكم بن نافع أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا هريرة رضى الله تعالى عنه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو بكر رضى الله تعالى عنه وكفر من كفر من العرب فقال عمر رضى الله تعالى عنه كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله فقال والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها قال عمر رضى الله تعالى عنه فوالله ما هو إلا أن قد شرح الله صدر أبي بكر رضى الله تعالى عنه فعرفت أنه الحق.
[ 6855 ] حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أبي هريرة قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر بعده وكفر من كفر من العرب قال عمر لأبي بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله فقال والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه فقال عمر فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق قال بن بكير وعبد الله عن الليث عناقا وهو أصح.
بداية يجب العلم بأن هذه المروية تتعلق بأمور تاريخية وليس بأمر ديني، وقول عمر بن الخطاب يتضمن اعترافا وإقرارا بأن (الناس) الذين أزمع أبو بكر قتالهم كانوا يقولون "لا إله إلا الله"، ورغم أن الرواي الأول واحد وهو أبو هريرة وأن السلسلة تتفق تقريبا إلا فيمن روى للبخاري المروية فإنهم ذكروا في الثانية "واستخلف أبو بكر بعده"، فإذا كان البناء للمجهول أو تقريرا للأمر الواقع فلا مشكلة، وإلا فإنه من المعلوم أن الرسول لم يستخلف أبا بكر، ولو كان الرسول قد استخلف أبا بكر أو أوصى باستخلافه فلماذا ذهب الأنصار إلى السقيفة ليتشاوروا فيمن يولونه الأمر؟ والذهاب إلى السقيفة وما دار فيها من أشد الأمور ثبوتا في تاريخ المسلمين، ولم يحتج فيها أبو بكر بأن الرسول استخلفه، وإنما احتج بأن "ما تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش، هم أوسط العرب نسبا ودارا".
أما الحجة التي ساقها أبو بكر ردَّا على عمر فهي مدحوضة لأسباب عديدة، منها:
لم يشترك أيٌّ من العرب الذين تمردوا في اختيار أبي بكر خليفة، بل إن بيعته كانت فلتة كما قال عمر بن الخطاب، جاء في البخاري:
[ 6442 ] ..... ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول والله لو قد مات عمر بايعت فلانا فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي تابعه تغرة أن يقتلا .............
فما الذي يضطر العرب للخضوع إلى ما اختارته مجموعة في المدينة بلا إجماع حقيقي وبدون تقديم حجج دامغة ملزمة للجميع وبعد تجاهل أهل بيت النبي نفسه وكذلك تجاهل مجموعة من السابقين الأولين من المهاجرين؟ ولماذا بادر إلى الحرب دون بذل كافة الجهود السلمية أولا؟ ألم يجعل الله تعالى القتال خيارا أخيرا مكروها حتى ضد الكافرين وليس ضد من يقول "لا إله إلا الله باعتراف عمر بن الخطاب؟ ألم تكن هذه أول حربٍ بين من يقولون إنه "لا إله إلا الله"؟
وكلام أبي بكر يتضمن ظنه بأنه ورث الرسول في كل مهامه، وهذا غير صحيح.
والزكاة ليست حق المال، ولكنها حق الأمة المؤمنة في أموال أغنيائها، ولم يكن يوجد ما يلزم العرب بأن يسوقوها إلى أبي بكر من بعد الرسول، فهم لم يكونوا ملزمين بما لم يُستشاروا فيه.
وقول أبي بكر "والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها" هو اجتهاد وقرار منه لم يستند فيه إلى أي دليل من كتاب الله، ولولا ذلك لما عارضه عمر بن الخطاب، وهو في الوقت ذاته يشير إلى مدى الاستهانة بدماء الناس والمبادرة إلى القتال في سبيل المال، وبدلا من إرسال جيوش للقتل والحرق كان يمكن إرسال دعاة محتسبين.
وقول عمر " فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال" هو تقوُّل على الله تعالى، ولا يلزم أحدًا بشيء، ولا يصلح لأن يكون دليلا شرعيا لوجوب قتال الناس، فالدليل الشرعي هو نصٌّ من كتاب الله، أو هو مستخلص من كتاب الله أو من فحوى آيات كتاب الله وجسَّده الرسول بعمله، ولم يقاتل الرسول من قال "لا إله إلا الله" حتى وإن كان القائل منافقا، لذلك فقتال من يجهر بأنه "لا إله إلا الله" هو مخالفة لأوامر كتاب الله ومخالف لسنة رسوله طالما لم يبادر بالعدوان على إخوانه من المؤمنين ولم يخرجهم من ديارهم، ولا يجوز اعتبار من يقولها مرتدا.
هذا من الناحية الدينية المحض، وبذلك لا يتحمل الإسلام أوزار هذه الحروب وما شابها من وحشية وانتهاك لأوامر الإسلام بل للأعراف العربية.
أما من الناحية التاريخية فهذا أمر آخر، فهذه الحروب تمخضت عن تحويل القبائل المتنافسة والمستقلة بشؤونها إلى دولة مركزية موحدة، وهذا ما مكَّن العرب من تحدي الإمبراطوريتين الفارسية والرومانية في آنٍ واحد، ولكن كل ذلك صبغ تاريخ المسلمين بالدماء إلى الآن وربما إلى يوم الدين!

*******

الجمعة، 29 يوليو 2016

مصطلح "الذين آمنوا"

مصطلح "الذين آمنوا"

مصطلح "الَّذِينَ آمَنُواْ" يُطلق على كل من آمن برسول نبي أو نبي مرسل واتبعه، وإلا فإن عابد الوثن يؤمن بوثنه وعابد البقرة يؤمن ببقرته ... الخ، ومن الَّذِينَ آمَنُواْ مثلا الَّذِينَ آمَنُواْ مع نوح وهود وصالح وإبراهيم ويوسف وشعيب وموسى وعيسى وخاتم النبيين.
وبعد ختم النبوة وإنزال الرسالة الخاتمة فهذا المصطلح يُطلَق على من آمن بما يقرره القرءان، وعلى رأس ذلك أركان الإيمان، فيجب الإيمان بالله (كما تكلم عن نفسه في القرءان) وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وعلى رأس الرسل يأتي خاتم النبيين، والإيمان باليوم الآخر يعني الإيمان به كما تحدث عنه القرءان.
والقرءان يتحدث عن أهل الكتاب وعن اليهود والنصارى كطوائف مغايرة للذين آمنوا:
{مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)} آل عمران، {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (70) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (71) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آَمِنُوا بِالَّذِي أُنْزِلَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آَخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (72)} آل عمران، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين} [المائدة:51]، {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُون}[المائدة:44]، {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُون}[المائدة:14]، {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُون}[المائدة:82].
فهم الذين قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى، وكان هذا انحرافا عن ملة إبراهيم، وكذلك انحرف عنها اليهود، قال تعالى:
{وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِين} [البقرة:135]

وملة إبراهيم هي نواة الدين الذي هو عند الله؛ أي الإسلام، ومن ليس منها فهو غير مسلم.
والقرءان يلزم أهل الكتاب بالإيمان بالرسالة الخاتمة، أولا بحكم عالمية الإسلام:
عالمية الإسلام:
من سمات الإسلام الحاكمة: العالمية، فهذه السمة الكبرى لها الحكم والقضاء في كل ما يختص بدين الحق مثل مصادر هذا الدين وأوامره، وهذه السمة ثابتة بآيات القرءان الكريم، ولها التقدم على كل ما نسبوه للإسلام مما يتعارض معها بكل ما يعنيه ذلك، ومن الآيات التي تثبت عالمية الإسلام:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون}[سبأ:28]، {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون}[الأعراف:158]، {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}[الفرقان:1]، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين}[الأنبياء:107]، {... قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِين}[الأنعام:90]، {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِين}[يوسف:104]، {إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِين}[ص:87]، {وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِين}[القلم:52]، {إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِين}[التكوير:27]
أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِين؟!
وثانيا بحكم الأوامر الموجهة إلى أهل الكتاب بصفة خاصة:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللّهِ مَفْعُولا} [النساء:47]، {... قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)} الأعراف، {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19)} المائدة.
ومن المعلوم أن جزءا كبيرا من القرءان يتحدث عن كفريات وشركيات أهل الكتاب، ويحذرهم من عواقبها.
ومن المضحك أن يقول لك شحروري بأن اليهود والنصارى مسلمون، فلماذا كان هذا الأمر الموجه إلى الرسول:
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)} آل عمران
هل يمكن أن يستبدل هنا بأهل الكتاب كلمة مسلمين؟ سيقول الشحرورية نعم! نعم!!!!
وإذا كانوا مسلمين فلماذا دعاهم الرسول إلى الإسلام؟
إن المنهج القرءاني هو منهج حقيقي، وليس لافتة إعلانية لاجتذاب الجهلة والحمقى والمغفلين!!

فمصطلح "الَّذِينَ آَمَنُوا" هو الاسم القرءاني لمن يُسمون بالمسلمين الآن عند الناس، فهم المطالبون بكل الأوامر القرءانية ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، وله مراتب:  

المرتبة الابتدائية

يجب العلم أولاً بأن المراد بالذين آمنوا الكيان الإنساني الذي يريد أن يؤمن وأن يعمل بمقتضى هذا الإيمان، والآيات القرءانية التي تخاطبهم تبين الأوامر الشرعية التي يجب أن يلتزم بها هذا الكيان بقدر استطاعته، فهم آمنوا إيماناً عاماً أولياً إما لأنهم ولدوا كذلك أي على دين آبائهم وإما لحسن ظنهم وثقتهم بداعية إلي الدين...إلخ، وهم مطالبون بعد ذلك بالإيمان التفصيلي بهذا الدين وبالسعي إلي اكتساب الإيمان الحقيقي والاتصاف به والعمل بمقتضياته، لذلك كانوا يؤمرون بالإيمان وتبين لهم الآيات ما يجب الإيمان به، وفي العصر النبوي كانوا هم الذين آمنوا بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  واتبعوه ولذلك كانوا يؤمرون أيضاً بالإيمان، فالإيمان صفة قلبية قابلة لأن يتسع مداها وعمقها ومجالها، فمجال الإيمان كان يتسع والذي آمن كان يطلب منه المزيد من الإيمان.
قال تعالي:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء136   *  آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ{7} (الحديد)  *  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ{10} تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{11} (الصف)  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء136
إن الخطاب الذي يلي النداء (يَا أَيُّهَا) هو بيان وإعلام وإخبار إذا أخذ صورة جملة خبرية وتكليف إذا أخذ صورة جملة إنشائية، والآيات التي تبدأ بالنداء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ} تبين مجموعة الأوامر الشرعية الملزمة للكيان الذي أعلن إيمانه والتي يجب أن يلتزم بها وأن يعمل بمقتضياتها حتى يتحقق فعلياً بالإيمان، ومن الواضح أن الأركان المشهورة لا تشكل إلا جزءاً يسيراً من تلك الأوامر، وكل مجموعة مترابطة من تلك الأوامر تشكل في الحقيقة ركناً دينيا، قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }البقرة172  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالأُنثَى بِالأُنثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ}البقرة178  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }البقرة208  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ}البقرة254  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}البقرة264  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ }البقرة267  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }البقرة278  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ} البقرة 282   *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ }آل عمران100  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ }آل عمران102  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ }آل عمران118  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافاً مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران130  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ }آل عمران149  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي الأَرْضِ أَوْ كَانُواْ غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِندَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ لِيَجْعَلَ اللّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ يُحْيِـي وَيُمِيتُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }آل عمران156  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }آل عمران200  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }النساء19  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً }النساء29  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى حَتَّىَ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىَ تَغْتَسِلُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مِّنكُم مِّن الْغَآئِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوّاً غَفُوراً }النساء43  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً }النساء71  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء94  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء135  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً }النساء144  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ }المائدة1  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }المائدة6  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة35  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }المائدة51  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }المائدة54  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}المائدة57  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحَرِّمُواْ طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}المائدة87  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة90  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ }المائدة95  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقرءان تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ }المائدة101  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }المائدة105  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ }الأنفال15  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ }الأنفال20  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }الأنفال24  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنفال27  *  {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }الأنفال29  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ }الأنفال45  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }التوبة23  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ }التوبة34  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ }التوبة38  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ }التوبة119  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }التوبة123  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}الحج77  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }النور21  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }النور27  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً-وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } الأحزاب41 – 42  *  {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }الأحزاب56  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً }الأحزاب70  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }محمد7  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}الحجرات1  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }الحجرات11  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}الحجرات12  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الحديد28  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ }المجادلة9  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة11  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }الحشر18  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ}الممتحنة1  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ }الممتحنة13  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ }الصف2  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ-تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }الصف 10-11  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}الجمعة9  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}المنافقون9  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التغابن14  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6  *  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التحريم8
والآيات تبين أن الله يجعل للذين آمنوا حق المرسلين، وتبين الآيات أن الذين آمنوا بحاجة إلى المزيد من الإيمان وإلى اتساع مدى ومجال الإيمان.

المرتبة المتوسطة
هم الذين أثمر معهم السلوك والعمل بمقتضى الأوامر السابقة، والله عزَّ وجلَّ يتولى هؤلاء ويثبتهم ويهديهم ماداموا قد عقدوا العزم على العمل بمقتضى إيمانهم، وهو يأمرهم بما يمكِّنهم من متابعة التزكي والترقي ويكفل لهم الأمن والنجاة والغلبة وطمأنينة القلب ويعطيهم علامات يتعارفون بها، وسيؤتيهم أجورهم، ولقد اعتبرهم تالين له تكريما لهم وأعلن أنه وليهم هو ورسوله، قال تعالى.
{الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }الأنعام82  *  {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28  *  {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل102  *  {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}البقرة165  *  {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }البقرة257  *  {الَّذِينَ آمَنُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُواْ أَوْلِيَاء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }النساء76  *  {وَالَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَـئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء152  *  {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }النساء175  *  {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }المائدة55  *  {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }المائدة56  *  {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ}الأعراف32  *  {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }الأعراف96  *  {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ }الأنفال12  *  {لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }التوبة88  *  {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }التوبة113  *  {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}التوبة124  *  {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِندَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَـذَا لَسَاحِرٌ مُّبِينٌ }يونس2  *  {ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ }يونس103  *  {وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }يوسف57  *  {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }إبراهيم27  *  {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ }إبراهيم31  *  فَإِذَا قَرَأْتَ الْقرءان فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ{98} إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ{99} النحل98-99  *  {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ }الحج23  *  {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ }الحج38  *  {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الحج54  *  {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55  *  {وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }النمل53  *  {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}العنكبوت56  *  {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ }ص28  *  {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ }الزمر10  *  {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ }غافر7  *  {الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }غافر35     *  {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ }غافر51   *  {وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }فصلت18  *  {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قرءاناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }فصلت44  *  {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ }الشورى18  *  {فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }الشورى36  *  {ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِن رَّبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ }محمد3  *  {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ }محمد11  *  {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ }الحجرات15  *  {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}الطور21  *  {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ }الحديد7  *  {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد16  *  {وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاء عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ}الحديد19  *  {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }الحديد21.
*******

الأربعاء، 27 يوليو 2016

آية انشقاق القمر

آية انشقاق القمر

آية انشقاق القمر حدثت بالفعل، ولا يجوز الاحتجاج لنفيها بأن أخبارها لم تصل من مصادر أخرى، فلم تصل للناس كل أخبار التاريخ القديم، بل اندثر أكثرها كما هو معلوم، وهكذا شأن مثل هذه الآيات، لا تكون بحيث تظل أعناقهم لها خاضعين، لا يمكن أن تأتي آية بحيث تقوِّض مقصدا وجوديا، فلابد من ابتلاء الناس ليتبين أيهم أحسن عملا، كما أن تحقق آية هائلة يستوجب العذاب الأليم لمن سينكرها، وهذا يتنافى مع الرحمة الإلهية.
قال تعالى:
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آَيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (2) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (3)} القمر
فقد كان من الآيات التي أراها الرسول لبعض قومه انشقاق القمر، ولقد انشق القمر بأمره بالفعل بإذن ربه عندما طلبوا منه ذلك، وكان ردّ فعلهم هو ما ذكرته الآيات؛ أعرضوا وقالوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ، وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ، ولا يوجد أي تناقض مع الآية: {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً} الإسراء59
فالأولون يتضمنون أول من سأل الآيات من قوم الرسول ورأوا آية انشقاق القمر، فهم كذبوا بها، وكان منع إرسال الآيات المادية مثل هذه هو رحمة بهم، فرؤيتها لن تغير من الأمر شيئا، ولن تدفع أحداً إلى الإيمان، فالإيمان والكفر تحركهما في قلب الإنسان دوافع ذاتية خاصة وقلما يفلح أمر خارجي في تغيير شيء من ذلك، لذلك قال كفار قريش للرسول أن ما رأوه هو سحر مطرد معهود منه، ولذلك قالت الآيات: {وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ{14} لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ{15} الحجر، والرحمة هي لأن من رأى الآيات وجحد بها سيناله أشد العذاب.
ويقول بعض المجتهدين الجدد إن انشقاق القمر من علامات الساعة وأن وكالة الناسا الأمريكية أثبتت أن القمر لم ينشق، أما القول بأن انشقاق القمر من علامات الساعة فلا معنى له، فالانشقاق كان آية، وعندما تقوم الساعة لن ينتفع الإنسان بأي شيء يمكن أن يراه، والآيات لا تكون عبثا، وقيام الساعة مقترن بتدمير هذا العالم المشهود للإنسان كله بسماواته وأرضه.
أما الناسا فما أثبتته هو أن الشقوق التي على سطح القمر لا ترجع إلى انشقاقه، فهي تكذِّب أقوال بعض دعاة الإعجاز العلمي الذين قالوا بذلك، ولكنها لا تكذِّب بشيء من القرءان، ذلك لأن الله تعالى الذي هو قادر على تسوية بنان الإنسان لن يعجز عن أن يعيد القمر بعد انشقاقه إلى الحالة التي كان عليها بالضبط.
ومن المعلوم أن أكثر قوم النبي لم يؤمنوا -رغم أنف عبيد (الصحابة) الذين كذبوا القرءان- قال تعالى:
{إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آَبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (7)} يس
فقد كان يوجد عدد هائل من المنافقين، ولذلك أفرد القرءان سورة كاملة وأجزاء من سور أخرى لبيان أمرهم، ولو كانوا عددا صغيرا لما احتفل بأمرهم.
فلكون القول قد حقَّ عليهم فلو رأوا معجزة حسية واضحة ورفضوا الإيمان بها لاستحقوا الهلاك، ولقد هلك بعض صناديد قريش الذين رأوا معجزة انشقاق القمر في بدر من بعد، ولولا وجود الرسول الذي هو رحمة للعالمين لهلكوا كلهم، قال تعالى:
{وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُون} [الأنفال:33]
ولولا كل ذلك لهلك المنافقون على المستوى الظاهري كما هلكوا على المستوى الجوهري.
ولقد أُمر الرسول ألا يستجيب لمن يطلب آية (أي معجزة مادية) واضحة وأن يأمرهم بالاكتفاء بالقرءان كآية، وكان هذا بالطبع للأسباب المذكورة بالإضافة إلى لفت الأنظار لضرورة الاكتفاء بالقرءان كآية ستظل مع الناس، وكآية مظهرة ومنتجة للآيات.
قال تعالى:
{وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآَيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51)} العنكبوت
وقد قال تعالى:
{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِين} [الأنعام:35]
هذه الآية القرءانية تبين أن الإتيان بآية (معجزة مادية ظاهرة) لا يحدث إلا بالإذن الإلهي والمشيئة الإلهية، وأن الإنسان من حيث ذاته لا يستطيع فعل شيء، ولم يكن يجوز للمجتهدين الجدد وغيرهم انتزاعها من سياقها واستعمالها لنفي الآيات عن الرسول مطلقا، وها هو السياق:
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآَيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آَيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (37)} الأنعام.
فالآيات تبيِّن ما يشعر به كل نبي كريم أو مصلح مخلص رؤوف رحيم عندما يُفاجأ بإعراض قومه عنه وتكذيبهم غير المبرر له ورفضهم مجرد سماع أقواله، وهي تبين مثلما فعلت آيات أخرى أنه لا يستجيب إلا من زالوا أحياء على المستوى الجوهري، فالآيات تتحدث عن تفاوت استجابات الناس لدعوات الرسل كظاهرة طبيعية يجب التعايش معها وإبداء الاستجابة المناسبة لها، فبذلك يترقى الإنسان ويتحقق بكماله المنشود.
ونفي إظهار الآيات عند التحدي لا ينفي إظهارها لمقاصد أخرى، ولم يرد أي نص قطعي الدلالة يقول بأن الرسول لم يكن يستعمل الآيات المادية أحيانا، لذلك لا يجوز لأحد القطع بنفي الآيات التي كان الرسول يستعملها من حين لآخر لتثبيت المؤمنين ولحلّ مشاكل عارضة خاصة وأن الأخبار تواترت بصدور أعمال خارقة للمألوف من كثير من عباد الله الصالحين، فهو أولى بذلك منهم.
أما الإسراء والمعراج فهي من الأمور الخاصة بمقام النبوة والرسالة، ولم يكن المقصود من الإشارة إليها التحدي وإنما الإخبار المحض عن حقائق مثل سائر قصص الأنبياء، وبالطبع فإن لذلك مقاصده.

*******

الاثنين، 25 يوليو 2016

النهي عن كنز المال

سورة التوبة 34

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيم} [التوبة:34]
الآية تندد بمن يتخذون من الدين مهنة يتربحون بها ويأكلون بها أموال الناس بغير حق، فمن يريد أن يقوم بعمل ديني يجب ألا يطلب من الناس في مقابله أجرا مثلما أنه لا يجوز أن يأخذ منهم أموالهم لأنه يصوم رمضان مثلا.
وقد قال عبيد النسخ إن الآية منسوخة بآيات الأمر بإيتاء الزكاة، وهذا غير صحيح، فالنهي عن كنز المال أمرٌ مختلف تماما عن الأمر بإيتاء الزكاة، هذا كما أن الآية تنص على خبر غير قابل للتكذيب، فالتكذيب بخبر ذكره الله تعالى يتضمن كفرا وسوء أدب من المكذب لا محالة.
وعبيد السلف سيأخذون بالطبع موقف سلفهم ضد رب العالمين، ولا يجوز لمسلم أن يأبه بمثل هؤلاء السلف ولا عبيدهم.
والآية تنص على ركن الإنفاق في سبيل الله، وهو ركن كبير، فكل إنفاق يجب أن يكون في سبيل الله، ومجالات الإنفاق في سبيل الله لا حصر لها، وهي تتسع باطراد التقدم، ومن الإنفاق في سبيل الله بناء المستشفيات وتمويل مراكز البحث العلمي والحفاظ على البيئة ومساعدة الشباب الناشئ على تكوين أسرهم والمساعدة في مجهودات الدفاع عن البلاد وتسليح الجيوش وتمويل منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني .... الخ.
ولا يعني ذلك الركن أن ينفق الإنسان كل ماله على غيره أو على غير أهله، بل إن الأقربين دائما هم أولى بالمعروف، وليس أقرب إلى الإنسان من نفسه وأسرته، فبتصحيح القصد والنية يكون الإنفاق في هذه المجالات إنفاقا في سبيل الله، وليس من الإنفاق في سبيل الله التفاخر على الناس واستعراض مظاهر الثراء.
إن إنفاق المال بمعنى الامتناع عن كنزه وإمساكه هو من أهم أركان الإسلام، وهو كالشورى من الأركان التي تم وأدها مبكرا على يد معاوية زعيم الفئة الباغية وأمثاله من المـلأ وتم نفيه مع أبي ذر إلى الربذة ولم يبق منه إلا آثار واهنة من الإحسان الذي قد يكون مصحوبا بالمنّ.
وكنز المال هو من كبائر الإثم المضادة لركن الإنفاق في سبيل الله، ويجب العلم بأن الإنسان لا يمتلك ما لديه من مال امتلاكا حقيقيا، وإنما هو مستخلف فيه، فعليه أن يتبع فيه تعاليم من استخلفه.
والإنفاق يعنى المساعدة على تدوير الأموال وتكاثر وازدهار المعاملات المالية والاقتصادية مما يؤدى إلى الرواج وازدهار الحياة البشرية، والتهلكة وعذاب الآخرة هي الأمور المترتبة على إمساك المال وكنزه.
أما تسهيل المعاملات المالية وتأمينها وسن ما يلزم لذلك من قوانين وإشاعة ما يلزم من قيم فكل ذلك هو مسؤولية الأمة جمعاء لأن مصلحة الأمة في ذلك تفوق مصلحة الفرد وهي التي توفر له السبل اللازمة لاستثمار أمواله.


*******

النهي البات عن العدوان

سورة البقرة 190
قال تعالى:
وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {190} البقرة.
هذه الآية البيِّـنة المحكمة تتضمن حكما قرءانيا ملزما هو أنه لا يجوز للأمة المسلمة أن تقاتل إلا من قاتلها أي بدأ بقتالها، كما تتضمن نهيا صارما عن الاعتداء، فالآية تبين أن الاعتداء من كبائر الإثم على كافة المستويات، ذلك لأنه فعل أعلن الله تعالى في هذا النص البيِّن المحكم أنه لا يحبه.
والنهي عن الاعتداء غير قابل للنسخ أبدا، ذلك لأنه مقتضى سمة إلهية لا تتغير، ولكي يمكن معرفة كل أحكام القرءان المتعلقة بالقتال يجب أخذ كل الآيات التي ورد فيها هذا المصطلح في الاعتبار والنظر فيها مع التسليم بأنه لا اختلاف في القرءان؛ فهي متسقة تماما مع بعضها البعض، وكل منها يجلي ويضيء جانبا من الأحكام المطلوب معرفتها، كما يجب الإيمان بما نسبه الله تعالى إلى نفسه من السمات والشئون والسنن وبما نسبه إلى كتابه من السمات.
أما العدوان فهو محرم تحريما باتا بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}، والسمة الإلهية سمة واجبة لازمة لا تتبدل ولا تتغير، وما نسبه الحق إلي نفسه هو أمر لازم لا تبديل له ولا تحويل، وبذلك لم يترك حجة لأي اعتداء على الناس مهما كانت الذرائع، ومنها نشر الدين مثلا، وهو ليس بحاجة إلى مخلوق من مخلوقاته ليكره الناس على الإيمان به، وقد أبى ذلك على رسوله الكريم عندما قال له في قرءان يُتلى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100)} يونس
إن كون تحريم العدوان من مقتضيات شأن إلهي يدحض حجة من سيزعمون أن هذه الآية منسوخة بما يسمونه بآية السيف، وكذلك قولهم بالنسخ مدحوض لأنه حتى وفقا لاصطلاحهم فإن النسخ يلحق بآية كاملة وليس بجزء منها ولا يلحق بخبر وإنما بحكم.
إنه يجب العلم أن كل الآيات المتعلقة بأمرٍ ما كالقتال مثلاً لا يمكن أن يكون فيما بينها وبين بعضها ولا فيما بينها وبين باقي آيات الكتاب اختلاف ما وإنما يعضد بعضها بعضا ويبيِّـن بعضها بعضا ويفصِّل بعضها بعضا.
ومن المعلوم أن المؤمنين في مكة لم يكونوا مطالبين برد الاعتداءات المتكررة من الكفار والمشركين عليهم لأنهم كانوا أفرادا مبعثرين لا يجمعهم كيان واحد بل كانوا مختلطين بأهاليهم المشركين، فلم يكونوا أمة ليؤمروا بالقتال أصلا؛ فالأمة لم تنشأ إلا بعد انفصال المؤمنين عن الكافرين بالهجرة إلى المدينة.
ولقد قالوا إن هذه الآية منسوخة بآيات عديدة منها ما يسمونه بآية أو آيات السيف، وذلك لخلطهم بين الأمور ولعدم دراكهم للمنهج القرءاني.
وقد يتصور البعض أنه يوجد تناقض بين آية النهي عن العدوان وبين الآية {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِين} [البقرة:194]
وفي هذه الآية يأمر الله تعالى برد الاعتداء بمثله، وسماه اعتداء لأنه مجازاة اعتداء بمثله، فالاسم مشترك، ولكن ما صدر عنهم ليس باعتداء حقيقي، فرغم الاشتراك في الصورة فهو مجازاة وعمل بأمر قرءاني، ولقد سُمِّي جزاء الاعتداء اعتداءً على سبيل المشاكلة، وإلا فهو رد لاعتداء، فالاعتداء الحقيقي هو من الذي بدأ.
وطالما أصبحت الأمة المؤمنة في حالة حرب لم تُحسم مع من اعتدى عليها وقاتلها في الدين ولم يجنح عدوها للسلم فيها فإن لها أن تبادر بالهجوم لحسم القتال، ولا يعتبر هذا اعتداء، بل هو رد للعدوان الأول.


*******

الجمعة، 22 يوليو 2016

الاسم الإلهي البديـــع

الاسم الإلهي "البديـــع"
قالَ تعالى:
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} البقرة117 * {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الأنعام101
فالاسم "البديع" هو بذلك من أسماء النسق الأول من الأسماء الحسنى.
والبديع هو الذي لا نظير له ولا كفء له؛ فهو المنفرد بذاته، وهو البديع من حيث تجلياته فلا يمكن أن يكرر تجليا واحدا مرتين، ولا أن يكرر شيئا من خلقه، فكل مخلوق يوجد بالضرورة ما يميزه عن غيره، وهو المبدع المطلق؛ فكل ما يخلقه ويقتضيه ويقدره هو على الدوام أمر جديد لابد من تميزه واختلافه عن غيره، وهو لا يكرر شيئا ما مرتين، وهو البديع من حيث أنه ليس بحاجة إلى الاستنباط أو إعمال ملكات، فإتيانه بالجديد هو من مقتضيات حقيقته الذاتية وكنهه الذاتي فلا يحتاج منه إلى تكلف أو تعمل، هذا في حين أن كل كائن من دونه بحاجة إلى أمثلة سابقة ومعلومات مستمدة من خارجه، هذا بالإضافة إلي حاجته إلى كيان يقله هو أرضه وكيان يظله هو سماؤه وإلي إطار زمكاني، أما الله سبحانه هو مبدع كل السماوات والأرضين والأطر الزمكانية؛ فهو بذلك لا نظير له ولا عهد لأحد بمثله.
وهذا الاسم ورد مرتبطا بالسماوات والأرض فهو بديعهما بمعنى أنه هو الذي أبدعهما وجعلهما مجالا يظهر فيه إبداعاته ويطالع فيها ويطالع الناس آياته، وقد يقول بعضهم بأن ورود هذا الاسم مضافا إلى السماوات والأرض يجعله مقيدا، وهو بذلك ليس من الأسماء الحسنى، والحق هو أن الإضافة إلى كيانين متقابلين متتامين هي الإطلاق بعينه.
وهو سبحانه البديع المطلق الذي لا نظير له ولا كفء له فلم يكن مسبوقا بغيره، فهو لم يولد؛ أي لم ينتج من وجود سابق عليه، فهو البديع الذي ليس كمثله شيء؛ البديع في ذاته ولوازمها من الأسماء وما خلقه من كائنات وموجودات، وهو البديع في ماهيته أو حقيقته العظمى ولوازمها من السمات، فهو البديع فيما تحلَّـت به ذاته من سمات وما تجلت به من أسماء، وهو البديع في مقتضيات ذاته وأسمائه وسماته من شؤون وأمور وقوانين وسنن وأفعال، كما أنه بديع السماوات والأرض أي مبدعهما بلا مثال خلا من غيره، وهو يبدع فيهما في كل وقت وحين من الأوضاع والصور ما لا يتكرر أبدا ولا يمكن أن يتكرر، فإن هذا الاسم يمنع أي احتمال للتكرار فلا يمكن أن يتشابه كائنان أو حدثان من كافة الحيثيات والكيفيات، فالسماوات والأرض هما المجال الذي يمارس فيه سمة الإبداع ويظهرها فيأتي فيهما بكل جديد ولا يكرر شيئا أبدا.
*****
إن الاسم "البديع" ورد مضافا إلى السماوات والأرض، ذلك لأنه بديعهما ومبدعهما، فهو الذي أبدعهما وجعلهما مجالا يظهر فيه إبداعاته ويطالع فيها ويطالع الناس آياته، وهو البديع المطلق الذي لا نظير له ولا كفؤ له فلم يكن مسبوقا بغيره، فهو لم يولد؛ أي لم ينتج من وجود سابق عليه، فهو البديع الذي ليس كمثله شيء، البديع في ذاته ولوازمها من كائنات وموجودات وهو البديع فى ماهيته أو حقيقته العظمى ولوازمها من السمات.
وقوله سبحانه: {بَدِيعُ السَّمَـوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(117)} (البقرة) يوضح أن أوامره إبداع محض خاص به، وأنه لابد من تحققها ونفاذها، فالآية تعبِّـر عن مقتضيات اسمه البديع من حيث الأوامر والتشريعات والقضاء في الأمور بالنظر إلى القوانين والسنن، فسورة البقرة تبين مقتضيات هذا الاسم من حيث الأوامر والأحكام والتشريعات.
وقوله سبحانه:{ بَدِيعُ السَّمَـوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(101)} (الأنعام) يبيِّـن أن هذا الاسم لا يعنى فقط أنه مبدع السماوات والأرض بل يعنى أيضا أنه البديع المطلق في كافة العوالم اللطيفة والكثيفة والباطنة والظاهرة وفى العالمين، فهو الذي ليس كمثله شيء، إذ  ليس له من صاحبة ولا شريك ولا ولد، فلا يمكن أن يصدر عنه ما هو من نفس كنهه، أما العلاقة الممكنة الوحيدة بينه وبين من هم سواه من كائنات فهي كل ما يقـتضيه أنه هو خالقهم العليم بهم والمحيط بهم والمقتدر عليهم والمتصرِّف فيهم، ولذا فكل أمورهم موكولة ومفوضة إليه، فآية سورة الأنعام تبين مقتضيات الاسم البديع من حيث العقيدة أي ما يجب على المسلم اعتقاده بخصوص ما يُـنسَب إلي رب العالمين من سمات.
وعلى كل إنسان أن يذكر ربه باسمه هذا ليتحقق بمقتضياته وليعرفه به، وهذا ما يقـتضى منه أن ينمي لديه ملكة الإبداع في كل مجال أتيحت له فرصة معرفته أو العمل فيه، والذكر بهذا الاسم لا يعنى التكرر اللساني الآلي له، ولكنه يعنى ترديد الآيات القرءانية التي ورد فيها والتي تـفصِّل  مقتضياته وتبينها للناس، وهذا بهدف فقهها وذكرها والتحقق بها والعمل بمقتضياتها واكتساب الملكات والأخلاق الملائمة لها، فالذكر لا يعنى اتخاذ الاسم وسيلة لإذكاء حاسة الخيال أو التعبد لصورة بشرية أو لطيفة أو محاولة احتوائها أو الاتحاد بها.
والإنسان من المظاهر العظمى للاسم "البديع"، وله من مقتضياته النصيب الأوفر، فللماهية الإنسانية حظها الأعظم من سمة الإبداع التي هي – أى الماهية- من مقتضياتها أصلا، ولذلك فعلى الإنسان  أن ينمى لديه ملكة الإبداع، وإنما يرقى الإنسان بقدر ما ينميها وبذلك يصبح إنسانا حقا، وإنما ترقي الأمم بقدر ما تنمى لدى أفرادها ملكة الإبداع وبقدر ما ترعى المبدعين من أبنائها وبقدر ما توفر لهم الأسباب والمجالات لكي يمارسوا مقتضياتها، وإنما تتهاوى الأمم بقدر ما تحارب الإبداع والمبدعين من أبنائها وبقدر ما تعمل على عرقلة جهودهم أو الخلاص منهم بدفعهم إلى الهجرة أو بوأدهم أحياءً.
------
والرمز يشير إلى أنه هو الذي يبدأ كل أمر وأن ذلك شأن ذاتي له لا يمكن لغيره أن يقوم به، كما يشير إلي أن ظهور كل أمر إنما يشير إلي الغيب النسبي الذي هو له.
------
ويجب العلم بأن الابتداع المنهي عنه هو إحداث أمرٍ في الدين ليس منه، ولقد كان تفرق الدين إلى مذاهب وشيع متناحرة بسبب ما أحدثوه فيه كنتيجة للإلقاءات الشيطانية، ومن أخطر ما فعلوه أن جعلوا المرويات الظنية هي السنة، كما جعلوها قاضية على كتاب الله وحاكمة عليه وقالوا بأن حاجته إليها أشد من حاجتها إليه!!! وكذلك استمدادهم 80% من مادة الدين من المرويات وقولهم بالنسخ بالمعنى الذي أحدثوه...........
ومن الإحداث إلزام الناس بعبادات معينة ما أنزل الله بها من سلطان مثلا، فالأصل في شرائع الدين وأوامره الاتباع لا الابتداع، ولذا فمن أراد أن يصلى مثلا فليصلِّ كما كان يصلي الرسول، وإذا أراد أن يبدع فليبدع في إتقان الصلاة وفي الخشوع فيها وفي التزكي بها وفى إدراك الأسرار المتعلقة بكيفيات أدائها، ذلك لأن الصورة الظاهرية للصلاة هي أمر أراد الله تعالى أن يكون بسيطا يستطيع الطفل الصغير أن يستوعبه، ولا قيمة للاختلافات الشكلية بين المذاهب، أما المعراج الباطني الذي ترمز إليه الصلاة والذي يمارسه المصلى حقـا ففيه يتفاوت الناس تفاوتـا هائلا، وفى التحقق به والرقى بسببه فليبدع المبدعون وليتنافس المتنافسون.
فالبدعة المنهي عنها هي إحداث أمر في الشريعة لم يرد فيه نص صريح قطعي الدلالة من الكتاب العزيز أو مما هو منسوب إلى الرسول ومتوافق مع الكتاب العزيز، فالكيفيات المتعددة الواردة في شأن الصلاة مثلا جائزة ويمكن الأخذ بأيٍّ منها، أما ما لم يرد فهو البدعة المنهي عنها، أما الاجتهاد للالتزام بأمر قرءاني أو نبوي لم يرد بشأنه تفصيلٌ ما فلا شيء فيه ولا غبار عليه، فلقد جاء في القرءان مثلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)} (الأحزاب)، وقال الرسول ما معناه: (لا يزالُ لسانُك رَطباً بذِكْرِ اللهِ)، ولذلك فإن كل اجتهاد للالتزام بتلك الأوامر هو أمر مندوب إليه شرعا على ألا يؤدى ذلك إلى الإخلال بأي أمرٍ ديني آخر وعلي ألا يترتب عليه إلزام المسلمين بهذا الاجتهاد، بل إنه لا تقييد في أركان الدين الجوهرية أصلا وإنما هي مجال للإبداع، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، ويلاحظ أن عبيد المذاهب الضالة قد تصدوا لأية محاولة يقوم بها إنسان للتعبير عن حبه لربه في حين أنهم لم يتصدوا للشعراء المنافقين الذين كانوا يتبارون لتسبيح وتقديس حثالات المتسلطين على المسلمين.
فالبدعة المنهي عنها هي كل ما ليس له أصل في الدين وكل ما خالف أمرًا ثابتـا من أمور الدين، وهي كل زيادة في الدين الذي هو كتاب الله تعالى وسنة رسوله، فهي تـتضمَّن كل كلام صدر عن إنسانٍ ما يعبر عن اجتهاده في أمر من أمور الدين ويراد فرضه على الناس، فالبدعة المذمومة هي ما يراد إقحامه على نصوص الدين الثابتة وكذلك محاولة مساواته بتلك النصوص، فليس من حق أحد أن يفرض على الناس عبادات جديدة بمسميات من عنده، وإن كان من الممكن أن يتأسَّي به الناس في اجتهادات وصل إليها، ولكن ينبغي أن يكون ذلك مع علمهم بحقيقة الأمر.
-------
إن الله تعالى هو البديع، فهو مبدع البدائع، لم يبغ في إنشائها عونا من خلقه، فهم أنفسهم من مبدعاته، وكل مخلوق هو آية من آياته، تتجلى فيها آثار أفعاله، وتشير بكليتها وتفاصيلها إلى بديع سماته.

*******