الخميس، 24 يناير 2019

لماذا ذكر الله تعالى بعض الآثام الكبرى التي اقترفها (الصحابة)؟

لماذا ذكر الله تعالى بعض الآثام الكبرى التي اقترفها (الصحابة)؟
إن ما هو مطلوب من المسلم هو الإيمان بمحض ما ذكره الله تعالى في كتابه العزيز وتدبره لمعرفة معانيه ومنطوقه ومضمونه وفحواه، وهم لم يأمر أحداً بالكفر بآياته إذا رآها تتعارض مع عقيدة نشأ عليها، بل ألزمهم بالإيمان بها وباتباعها ونبذ ما يتناقض معها، وأتباع المذهب اللاسني يُبرمجون منذ صغرهم على التقديس المطلق للصحابة مهما زعموا خلاف ذلك، ولذلك كفروا بكل الآيات القرءانية التي تقصّ على الناس كيف وقعوا في كبائر الإثم فضلا عن كفرهم بالآثار الصحيحة التي تذكر ذلك، ومراتب أهل القرن الأول هي: السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، من اتبعهم بإحسان، عامة المهاجرين والأنصار، ومن خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، المرجون لأمر الله، الأعراب الذين أسلموا ولما يؤمنوا، والمنافقون، هذه هي المراتب التي ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز بأقوى العبارات اللغوية وأوضحها.
وبالطبع كان السابقون الأولون قلة أخذت نسبتها في الانخفاض السريع بالازدياد المطرد لعدد المسلمين الجدد، ولذلك كانت الأغلبية لمن خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وللأعراب.
ولا يجوز لأحد أن يطالب الناس بألا يذكروا شيئا عن أخطاء وآثام أهل القرن الأول، وعليه إن استطاع أن يطالب ربه بذلك قبل أن يُطالب الناس، ولكن عليه في المقابل أن يقرَّ برفضه آيات القرءان وعلى الناس ألا يعاملوه على أنه من المؤمنين بالله وكتابه وأن يعلموا أنه يتخذ من (الصحابة) أربابا.
وعلى المؤمنين الأسوياء أن يتدبروا القرءان وأن يسألوا أنفسهم أسئلة كهذه: "لماذا ذكر الله تعالى فرار (الصحابة) يومي أحد وحنين معرِّضين الرسول للخطر الشديد؟ لماذا جعل ذلك في قرءان يُتلى رغم أنه عفا عنهم ورغم أن الفرار من القتال من كبائر الإثم التي تدينهم؟ ولماذا ذكر أيضًا بعض ما اقترفوه من الآثام الأخرى؟"
 كان ذلك لما يلي:
1-   تحصين العباد من الغلو المفرط فيهم والذي قد يؤدي إلى الشرك.
2-   ألا يكون هذا الغلو سببا في تمزقهم من بعد وتفريق الدين.
3-   أن يقوموا بأوامر دينية كبرى وثابتة، ومنها النظر في عواقب من خلوا، أي دراسة التاريخ دراسة حقانية جادة، وذلك ليدركوا ويفقهوا السنن الإلهية الحاكمة على حركة التاريخ، وذلك من لوازم تحقيق مقاصد الدين.
4-   أن يتحلوا بفضيلة الصدق فلا يزوِّروا الوقائع ولا يختلقوا الأكاذيب فيما يتعلق بالتاريخ أو غيره.
5-   أن يأخذوا العبر من التاريخ الحقيقي وليس المزيف.
6-   أن يتأسوا بمن لم يخطئوا وأن يعرفوا لهم قدرهم وأن يتبعوهم، وهذا هو الاتباع بإحسان؛ أن تتبع من أطاع وثبت وأصلح وليس من عصى وولى الأدبار وأفسد!
7-   أن الإيمان ينبغي أن يُبنى على حقائق وليس على أوهام أو أكاذيب.
8-   ابتلاء الناس ليميز الخبيث من الطيب، وليتبين لهم أيهم أحسن عملا.
أما ذكر المزايا والطاعات ومحاولة الغطرشة على الأخطاء والآثام وإخفائها فهو خطيئة كبرى وخاصة في هذا العصر حيث المعلومات متاحة للجميع، والمسلم السني الذي ينشأ على أن (الصحابي) فلان هو كيان مقدس لم يخطئ أبدا سيتلقى صدمة هائلة عندما يفاجأ بالعلم بما اقترفه نفس هذا (الصحابي) من آثام وأخطاء أشار إليها القرءان ودونها المؤرخون بأمانة، هذه الصدمة قد تؤدي به إلى الكفر أو النفاق.

*******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق