الجمعة، 28 يوليو 2017

من هو؟ ومن هم؟

من هو؟ ومن هم؟

كان ثمة حاكم حقاني عادل يقيم في بيته الكبير وينعم الناس معه بالأمن والرخاء بعد أن أصلح ذات بينهم وحقق لهم السلام والوفاق، كما حقق لهم نهضة هائلة في بلادهم وجعل منهم خير أمة من بعد أن كانوا أضل أمة، ولكن أكثرهم لخبث طويتهم لم يقروا له بفضل، وأخذوا يتربصون به الدوائر.
أخذ عددهم يتزايد بينما يقل عدد أتباعه المخلصين حتى أصبحوا قلة يحدق بها الآخرون، ويتحينون الفرصة للفتك بهم، وقد فتكوا بالفعل بأكثرهم، وامتلكوا السلطة والملك والثروة.
ولكنهم كانوا على علم بأنه لو بقي للحاكم الحقاني مكانته فسيظهر من يعمل به ويتأسى بالصالحين المخلصين، ويهدد كل ما حققوه لأنفسهم.
أحكموا تدبيرهم، واستعانوا على ذلك بكل أعداء الحاكم الحقاني، أثاروا اللغط في حقه، جاءوا بالبدائل من كل حدب وصوب، إلى أن جاءت اللحظة الحاسمة.
وذات مرة فوجئ الحاكم بهم يقتحمون عليه بيته ويأتون بمجموعة كبيرة من الناس ويطلبون منه أن يقيموا معه ليساعدوه رغم أنه لم يطلب أية مساعدة وكان في كامل قوته وعنفوانه، ولكنهم أصروا على ذلك فقبل على مضض.
وما إن استقر هؤلاء في البيت حتى أتى الناس من جديد وحاصروا بيت الحاكم وطلبوا منه أن يخلي على الأقل 80% من القصر لمن فرضوهم عليه وأن يجعلهم حاكمين عليه وأن يجعل لهم الكلمة الفاصلة وحق إبطال ما لا يروق لهم من قراراته، قالوا له: اضطررنا لذلك لأن كل كلامك مجمل غير مفصل، مطلق غير مقيد، مبهم غير مبين وفيه من المشكل الكثير، وفيه اختلاف كثير، ورغم أنك تزعم أن كلامك تبيان لكل شيء فلم نجده تبيانا لأي شيء!
أخذت أحوالهم في التدهور المضطرد، لم يعد للحاكم العادل أي سلطان عليهم، انزوى بعيدا عنهم.
أخذ بعضهم يأكل البعض الآخر، وصلت الحالة إلى منتهى السوء، انقض الناس من كل مكان على هذه القرية الظالمة وساموا أهلها سوء العذاب، استيقظت ضمائر بعض الناس، قاموا فقالوا: لعل سبب ما حدث هو خطأ أسلافنا في حق الحاكم الطيب، يجب أن نعيد إليه حقوقه.
صرخ فيهم الأكثرية: وكيف يمكن ذلك إن أكثر من 80% من القوانين والأوامر تصدر عمن أقمناهم معه وليس عنه، هل تريدون إشاعة الفوضى والإلحاد في البلاد؟ ما أنتم إلا خالعون للربقة مفارقون للملة؟ هل تريدون إحداث فراغ دستوري أيها الفوضويون؟
قالت الأقلية: وهل يمكن أن تسوء أحوالكم بأكثر مما هي عليه، قالت الأكثرية: لن نترك هدي أسلافنا العظام المبجلين لنتبع شرذمة من الضالين، إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيم.


*******

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق